• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 19 تموز/يوليو 2020

في الذكرى العطرة الثانية والستين لماذا نحتفل بثورة 14تموز

  فهيم عيسى السليم
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

أولاً: لأنها ثورة وطنية خالصة.فمن أصل 202 ضابطاً من الضباط الأحرار لم يثبت إرتباط أي منهم بجهة أجنبية عند حصول الثورة وبأي شكل من الأشكال.

لقد خططوا ونفذوا إرادة الناس البسطاء الطيبين الذين أرادوا وتمنوا وجاهدوا من أجل التغيير.
إنها الإرادة الوطنية الخالصة.
ثانياً: لأول مرة في تأريخ العراق منذ عهد البابليين يحكم العراق مواطن عراقي عادي وهذه حقيقة لم يلتفت لها الكثيرون.
ثالثاً: إن الحقبة الإستعمارية التي استلبت واستعبدت العراقيين لقرون طويلة في مسلسل كان آخره العهد العثماني البغيض ثم الإحتلال البريطاني الذي أتى بأسرة حاكمة غير عراقية تساندها حفنة من الضباط من أصول غير عراقية واستمرار حكم الأقلية حتى الرابع عشر من تموز 1958
ولهذا يمثل الرابع عشر من تموز ضوءً ساطعاً وشهاباً منيراً في سماء كانت مظلمة لعهود طويلة
رابعاً : شخصية الزعيم المرحوم عبد الكريم قاسم المحبوبة البسيطة العراقية الأصيلة بكل تناقضاتها وأخطاءها غير المقصودة ،إيجابياتها وسلبياتها وردود أفعالها والأعظم أنه لم يتغير أبداً كإنسان حينما حكم ولم يسكره كرسي الحكم وخدم الكراسي وهذه بحد ذاتها تزكية تبعده عن صفات الناس العاديين وفي الحقيقة فهذه أسطورة بحد ذاتها فقد جاء للسلطة فقيراً معدماً وغادر الحياة مرفوع الرأس لا يملك شروى نقير.
لقد حكم ولم يملك غير قلوب الناس ولهذا تكالبت عليه قوى الشر يميناً وشمالاً ولأن كل هذه القوى تفكر كيف تحكم لتملك فالقوى السياسية تفكر هكذا وبالنتيجة وقع الإنسان الذي لا مصلحة شخصية أو عائلية أو قبلية أو دينية أو قومية له في خضم النزاع المستميت بين الشرق والغرب وفي ظروف بالغة التعقيد بين من يعرفون أن قاعدة الحبانية تقع في مسافة متساوية من حقول نفط باكو ورأس الخليج وتل أبيب وبين من يعرفون ويؤمنون أن جذور حضارة وادي الرافدين الممتدة لستة آلاف عام قد أتاها مارد جديد من أهالي الصويرة ربما كان جده الأعلى حامورابي
كان عبد الكريم قاسم غريباً عن كل هذه التناقضات وغريب حتى على من حوله لاستقامته المتناهية وامتزاجها التام بفكره العسكري الصارم ورغم ذلك فقد عفى عن كل من آذاه وبهذا عفى دون قصد عن كل من آذى الشعب العراقي وترفع ولم يلتق تماماً حتى مع تيارات الوسط الوطني الديموقراطي فهم أيضاً لم يستطيعوا الإرتفاع فوق الأحداث وفهم طبيعة الصراع المريرة ضمن إطار شخصية قاسم التي تأبى كل شيئ غير الإستقلال عن الجميع مع حب الجميع.
عاش ومات الزعيم ولم يكن لديه حزب إلا حزب الفقراء البسطاء الطيبين والذين أرادهم جماهير بلا تنظيم فكل تنظيم لديه يعني الإنضباط والإنضباط يعني شكلاً من أشكال العسكرة.
عاش ومات الزعيم وحوله جوقة من غير المخلصين له والذين تخيل أن عسكريتهم وانضباطهم ستردعهم عن فعل الشر أو الوقوف متفرجين ساعة الحسم وهذا ما حصل بالضبط.
الزعيم عبد الكريم قاسم جاء الى السلطة غير مسيس وتركها على نفس الحال ولهذا ملّهُ السياسيون المحترفون جميعاً ،أراد أن يبقى خادماً للشعب كما كان يردد وهذه ليست سياسة بمنطق المحترفين.
عبد الكريم قاسم هاوي كنسمة ريح طيبة هبت في فجرٍ تموزي مهيب ونسمات تموز قليلة لا تتكرر
خامسا :لأن كثيرا من المحللين والناس العاديين يحملون ثورة تموز جريرة كل الاحداث اللاحقة وحتى الان على أساس أن التغيير من الحكم الملكي الى الجمهوري وحكم الضباط اللاحق قد جر الى مسلسل الانقلابات اللاحقة وأوصل البعث الى السلطة في نهاية المطاف ودمر العراق تدميراً منظماً لأربعين عاماً ومهد الطريق لما وصلنا إليه اليوم من تدمير للبنية التحتية وأهمها الإنسان العراقي المدمر.
هذه مغالطة كبيرة وفيها الكثير من العيوب التي أهمها القراءة المنفردة لمجرى الأحداث ورؤية فصل واحد من فصول المأساة متعددة الجوانب والمساهمون كثر في دمار العراق.
إنما يسجل التأريخ أن الفترات التي حكم فيها العراقيون أنفسهم قليلة ونادرة وقصيرة فسرعان ما يتكالب عليهم الغرباء ويعودوا بهم الى الحكم الدكتاتوري المقيت حكم الأقلية.
سادسا : نحن نحتفل بثورة تموز لنرد الإعتبار لحركة الضباط الأحرار العظيمة ونؤبن من ماتوا دفاعاً عن مبادئها
المجد والخلود لشهداء ثورة 14 تموز المجيدة ومن استشهدوا دفاعاً عنها
المجد والخلود لك ياعبد الكريم قاسم الإنسان العراقي الشهم
أنت في قلوب العراقيين الشرفاء ما مر الزمان

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014