• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2013

المندائيون ورحله المنفى المريره

  سرى العميدي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

بين ليله وضحاها تغيرت ملامح تلك المدينه الساحره قلوب مفجوعه شوارع مهجوره احلام ضائعه وابتسامه تسلك طريقها نحو المجهول.  

اصبح المندائي خلالها مخير بين خيارين مريرين اما القتل او الهجره بعيدا عن المدينه التي جذور دينه متشعبه بداخلها

 

وتشهد له بحقه في العيش فيها.

 

لايمكننا ان ننكر ان تلك الهجره ساعدت على الحفاظ على اعداد كبيره من المندائيين لكن هجره الدار مريره و ستبقى غصه في القلب.

 

ايام عصيبه مرت عليهم ورافقتهم في هجرتهم حيث وجدوا انفسهم في بلاد المنفى يسيرون نحو الضياع تغيرت حياتهم بشكل جذري والمصاعب تتوالى عليهم

 

(بعد معاناة طويله وصلنا الى امريكا الحلم الذي تكلم عنه العالم لكن هذا كله كان كلام وهم فعندما وصلنا وجدنا ان الحياة قاسيه نخرج صباحا ونعود منتص الليل فقط من اجل توفير الايجار ولقمة العيش)

 

هذا ما قاله سيف احد افراد الطائفه المندائيه حيث كان سيف يسكن في بغداد في منطقة القادسيه رغم حبه العميق الى العراق اجبر على ترك الوطن الام بعد التهديدات التي

 

كانت تتلقاها الاسر المندائيه وكانت عائله سيف لها نصيب من هذه التهديدات

 

يقول سيف بمراره كان لابد لنا ان نترك العراق بسبب تلك الاوضاع اما قتل او خطف وتزداد مأساته ويقول حتى الانسانه التي احببتها تم اختطافها تركت العراق وحتى شهادتي لم استطع الحصول عليها

 

تبتدأ رحلة سيف بسفره الى تركيا وذهبت لاقدم على بلغاريا لكي احصل على فيزا انا ووالدتي واختي لنذهب مع اقاربنا في بلغاريا لكننا لم نحصل عليها

 

ثم عدنا مره اخرى الى العراق وعدت الى دراستي لكن بعد ذلك اصبح الوضع متأزم جدا فكان لابد لنا ان نخرج من العراق باسرع وقت فتوجهنا الى الاردن

 

ذقنا خلالها اشد انواع القسوه والمراره وكنا نحاول ان نحمي انفسنا بقدر الامكان بين الحنين الى بغداد وايام الملل والكأبه وكل سنه تمضي يصبح المستقبل اكثر غموضا بعد ذلك قدمنا على استراليا كباقي العوائل العراقيه والمندائيه

 

وكنا نواجه الرفض دوما وانا احد الاشخاص الذين فقدوا الامل بالاستقرار حتى الرجوع الى الوطن اصبح اشبه بالحلم

 

بعد ذلك حولتنا الامم المتحده الى شؤون اللاجئين وهذا حال العوائل سواء المندائيه او المسلمه او المسيحيه

 فكانت امريكا من نصيبنا عندما وصلنا كانت البلاد في منتصف الازمه الاقتصاديه والظروف الصعبه في بلد لانعرف عنه شيئا فلا مساعد ولا مجيب وبشق الانفس والعمل المتواصل استطعنا تأجير شقه

 والحمد لله اليوم لدي عملي اعمل في الصباح ودراستي في الصباح وهواياتي التي تحولت من حلم الى حقيقه كتاباتي من اشعار واغاني عن الحب والغربه والوطن تحولت الى نجاحات واعمال مع مطربين وفنانين عراقيين ولدوا في الغربه واحلام الرجوع الى العراق

 في تلك الايام كانت تمر هذه الطائفه بأكبر تحدي وهو وجوب المحافظه على ما تبقى من تلك الاسره المندائيه

 والتمسك بتعاليمها ومبادئها واكمال المسيره المندائيه والحفاظ عليها للاجيال القادمه من اجل ان تبقى ملامح هذه الديانه واضحه في كل زمان ومكان

 رغم الالم الذي كان يرافقها شقت المندائيه طريقها في اوطان المهجر من اجل ان لا تموت هذه الديانه المعروفه بسماحتها وعفتها ونقائها

 لكن المندائيون لم تغب يوما عليم ملامح الوطن الجريح يحاولون ان يتناسوا ايامهم فيه لكي لا يثور الحنين والاشتياق اليه من جديد الا ان حياتهم كانت كلها ذكريات الى كل ركن من اركان الوطن

 ويضيف سيف كل عراقي هنا مجروح ويعيش الام بين الوطن وبين الغربه والجميع يتمنى العوده لكن الى هذا اليوم العوده اشبه بالحلم

 كما يقول تعرضت لضغوطات كثيره وسألني البعض ماهو ديني لم اقل سوى عراقي ولن ارضى من اي انسان ان يسألني من انا ومن اي دين لان ديني وهويتي العراق وانا عراقي وهذا يكفيني فخر

 قاسيه هي الغربه بكل ما تحمله الكلمه من معنى حيث لا حبيب ولا صديق ولا عائله مجتمعه بنهار صيفي عراقي تحتسي الشاي المهيل مع الكليجه العراقيه

 تشتت العراقيين في جميع بلدان العالم لكن جميعهم يجمعهم حلم واحد هو حلم العوده الى عراق الامجاد عراق دجله والفرات فالبسمه لايمكن ان تكتمل الا بعد عودة جميع اسرابنا المهاجره .

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014