طباعة هذه الصفحة
السبت, 06 تموز/يوليو 2013

ما يجب أن نقدمه لأبنائنا المندائيين

  د. قيس مغشغش
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

يظل السؤال دائما يتعلق بما يجب أن نقدمه لأبنائنا المندائيين لكي يبقوا مندائيين ويحافظوا على مندائيتهم. وفي هذا يقال الكثير ويعرف جلنا ما يجب وما يمكن، ولكنه يتطلب منا الكثير لنقوم به. فمثلما نحرص على تربية الأبناء تربية أسرية صحيحة علينا أن نحرص على تربيتهم تربية مندائية صالحة ونقدم لهم المندائية بكل الأشكال الجميلة، ليتحقق المثل التربوي التعلم في الصغر كالنقش على

الحجر. وكثير مما نعرف ونذكر الان قد لا يكون له فعله الملموس مباشرة بل أنه يبقى عالقا ومحفزا ومرتبطا بالمندائية على مر حياة الفرد وهذا ما نريد.ـ

وأول ذلك هو إشاعة الجو المندائي في البيت بحيث ينشأ الطفل على معرفته بالمندائية ولو في اسم الطفل ذي اللفظ والمعنى المندائي، ولنا في هذا فرح ما نلمسه من إشاعة الأمر ونأمل بتعميم الإسم المندائي. وكذلك نطق وتعليم بعض الكلمات المندائية وإشاعة إعتماد الـبشميهنوثا " نطق بشميهون اد هيي ربي" والحرص على تعميد الطفل التعميد الأول في الأشهر الأولى أو السنوات الأولى مثلما يحرص المسيحيون على التعميد ويعتبرونه عرسا للطفل ويحرص المسلمون على ختان الطفل ويعتبرونه عرسا لهم. والحرص على أن يكون الأمر باحتفالية مسرة لأبنائنا لأن هذه الخبرات سوف يبقى أثرها بعيدا في حياة الفرد. وأن يتم تعليق صورة لكل طفل بلباسه الديني في غرفته ولا بأس في صالة الجلوس إعتزازا.

فتح سجل للمواليد المندائيين لدى مكتب فضيلة رئيس الطائفة لتسجيل جميع المواليد والأبناء من الذين لا يزيد عمرهم على خمسة عشر سنة من خلال صفحة تدوين ويتابع مكتب رئيس الطائفة ومن ينتدبه لهذا بحفظ السجل وتقديم التهاني بعيد الميلاد لكل طفل بصفحة خاصة عن الطفل واليافع المندائي لكي يبقى الطفل واليافع على تواصل إطلاع وانتظار تهنئته والفرح بها، ولم يعد هذا الأمر صعبا قياسا بالتقنية الإنترنيتية.

أن لا يخلو كل دار مندائي من صورة درابشا رمزا للمندائية يعلق بمكان بارز في صالة الجلوس لكي يتعايش معه الطفل واليافع والشاب ويكون قريبا منه ويعرف معانيه، إضافة إلى أن تسعى الأسرة لتوفير الدرابشا مدالية تقدم لكل طفل يلبسها باستمرار. وفي هذا الخصوص العمل جار الآن لإنتاج " الليرة المندائية" بعد ان وضعتُ تصميمها وتبنى أحد الأخيار المندائيين قالبها لتنتج وتلبس من قبل الشباب المندائي والراغبين كمدالية جميلة.

الحرص التام على أن يكون في كل دار كتاب الكنزا ربا المبارك باللغة العربية وأيضا باللغة الإنكليزية لمن لا يقرأ عربي، وحرص الأسرة على وضعه باعتناء في مكان بارز ومحترم والقراءة فيه ومحاولة الشرح للأبناء بقدر الإمكان وإظهار الإعتزاز في أنه يمثل الصفة والهوية الدينية. وأقترح على كل من يتوفى له عزيز أن يقدم زدقا باسمه هي عبارة عن مجموعة من كتاب الكنزا ربا، فستكون ثوابا كبيرا لمن يجعل الكنزا ربا موجودة في الدار كما يرد في كتاب الف ترسر شيالا.

السعي الجاد لإنتاج التراتيل والأناشيد الدينية والأدبية المندائية وكذلك الأغاني التي فيها ذكر لمصطلحات وتعابير مندائية. ونعرف في هذا جهودا طيبة قمنا بها بالتعاون مع الأستاذ سلمان سعيد عبد السادة ولكنها مازالت حبيسة التنفيذ لعدم وجود فرقة إنشاد وتسجيل لتظهر للعلن بالإتقان المطلوب. منها النشيد المندائي وترانيم يحيى وميرياي وأغاني الزواج والكرصة بما يشكل كاسيت كامل.

إنتاج فلم خاص عن المندائية بمدة مناسبة يقدمها بالصورة البهية التي لها من حيث وجودها ومرتكزات معتقدها وطقوسها وتراثها ومهنها والمتميزين فيها ويترجم التعليق إلى اللغة الإنكليزية ليطلع الأبناء ويفخروا باطلاع الآخرين عليه. فجميع الأفلام المنتجة لا ترقى إلى ما نريد نحن.

دعم إقامة مهرجان تعميد الطفل المندائي في يوم عام مخصص له تأسيسا على المبادرة الأولى في العراق عام 1993 وتسجيل الأفلام الخاصة لكل مهرجان وعرضها على الأبناء للتوثيق والفرح.

العمل الجاد على إصدار الكراس التعريفي المندائي المناسب من حيث مستوى المادة واللغة لأعمار الأبناء وأن يصدر باللغة العربية والإنكليزية والألمانية والسويدية والهولندية، والإكثار من الأصدارات الخاصة حتى بمستوى رياض الأطفال. وفي هذا الخصوص هنالك مشاريع جاهزة تنتظر الطباعة والتوزيع.

دعم إقامة مهرجانات الشباب المندائي والمخيمات المندائية التي توفر فرصة لتعرف الأبناء وإشاعة الخصوصية المندائية وتقديم الأنشطة التي تشد لها، ومثالها الآن المخيم الذي سيعقد في السويد بتبني وتأزر بين جمعية لوند ولجنة الشباب ودعم إتحاد الجمعيات.

تكثيف الإعلام المندائي ودعمه واعتماد صفحة الفيس بوك المندائي لكل ما هو قيم وجميل

الحرص على عدم التشرط في الزواج المندائي وعدم تحميل الشاب المقدم على الزواج ما هو أكثر من الممكن في المسكن والتأثيث وإقامة الحفلات المكلفة. فقيمة حفل بما يصل إلى 15 ألف يورو هو مرتب الشاب لمدة سنة. أو الحرص التام على تقديم الهدايا المادية المجزية للمتزوجين من قبل المحتفلين.

تخفيض كلفة مراسيم المهر المندائي إلى أقل حد من قبل الأخوة رجال الدين لمسؤوليتهم في ذلك وتشجيعا منهم له علما بأنه مدخول إضافي يقدم لهم.

هذه الأنشطة وأخرى ربما لدى القراء الكرام ليست بالجديدة على معرفتنا جميعا ولكنها تتطلب إمكانيات مادية للتنفيذ ومساهمات بشرية من الشباب وممن يرعونهم لكي يقدموا على التنفيذ. فهل يمكن أن نهب لرعاية أبنائنا أم نبقى فيما نحن قادرين عليه وهو الكلام وحسب. وهل تمتد الأيادي الآن لتأسيس صندوق لدعم النشاط المندائي الخاص بالأبناء، ويعلن كل منا بالتبرع له ويتابع فيما بعد جمع التبرعات، وأنا أول المتبرعين بـ 200 دولار و 50 نسخة من كتاب الكنزا ربا المبارك الصادر باللغة الإنكليزية و 50 نسخة من القاموس المندائي العربي و 50 نسخة من القاموس المندائي إنكليزي.

 

الدخول للتعليق