• Default
  • Title
  • Date
الجمعة, 12 تموز/يوليو 2013

الرستة

  ترميذا خالد الشاوي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

     الرستة

   أن من أهم السمات المميزة للدين المندائي هي بلا شك الحُلّـة البيضاء الناصعة  . ولا يُخفى على أحدٍ بأن لهذا اللون علاقة وثيقة بالنظافة.

والمعروف في تاريخ الأديان والمجتمعات والأقوام ، بأن الملبسَ عنصرٌ من عناصرِ الهوية الاجتماعية لشعبٍ أو قومٍ بعينهم . 

  نحن لا نعرفُ بالتحديد كيف توصل الدين المندائي إلى هذا الاكتشاف الفـذ ولكن الشيء الذي نعرفه حقاً هو أنه سبق الآخري بقرون عديدة في هذا المضمار.

   في هذا المقال سأقتطف بعض البوث والتي تخص طراسة الشوليا والتي تخص كل جزء من أجزاء الرستة :

(( بشما إد هيي ربي بيوما إد لابشي مندا إد هيي ليبوشي زيوي ال ألمي إد نهورا إدنا زيوي إدنا ال ألمي إد نهورا وألمي إد نهورا إد هيزيوي لزيوي كُلهون الواثي كانفي كُلهون كانفي الواثي وپَهثي پوميهون وامبَرخيلي لكندا إد هيي وامرلي ابرخ زيوخ إد أدني ألمي أكما إد ناهور زيوخ وتِنهر ادموثخ ولا تهِشوخ ))

والترجمة لهذه البوثة إلى اللغة العربية  ( بأسم الحي العظيم :  بهذا اليوم الذي لبس مندا إد هيي ملابس الضياء ، جاء وأنار هذا العالم (عالم النور)  ، وعوالم النور نظرت لهذا الضياء  ، ضياءِ مندا إد هيي . جميعهم تجمعوا حول هذا النور وفتحوا أفواههم مباركين لمندا إد هيي وقائلين له مبارك ضياؤك الذي جاء لهذا العالم  ،كم هو وهاجٌ ضياؤك ، ومنورةٌ  هيئتك التي لا ينضب ُنورُها)). 

   أمّـا بقية النصوص الدينية  ؛ فواحدةٌ للهيميانه وواحدةٌ للثوب وواحدةٌ للسروال وللنصيفة وواحدةٌ للتاغة وأخرى للمركنه. 

وإن الرستة أو ماتسمّى في النصوص المندائية  (اوسطلي) وهو الكساء النوراني الذي ترتديه الأنفس المندائية  ؛إذ أن على جميع المندائيين عامة أو رجـال دين  إقتناء هذا الكساء.

  (يا أيها المؤمنون إلبسوا الثياب البيضاء وغطّـوا رؤوسكم بالبياض ليحاكي مظهركم البهاء والنور. ضعوا على رؤوسكم وشائحَ بيضاءَ تُشبه أكاليلَ مخلوقاتِ السماء . تحزموا بحزام أبيض ، كأحزمة ماء الحي التي تتحزم بها الأوثري .)... كنزا ربا الجزء الأول من القسم الأيمن. 

وفقاً لهذه البوثة : على المندائيين أن يرتدوا هذة الملابس البيضاء الطاهرة  ؛  لغرض النظافة ومن جهة أخرى التقـّرب أو التّشبه بالكمال النوراني. ( الارتداء لغرض العمل الديني أي الصباغة ، الذبح ، المهر [و حتى أثناء عمليّة دفن الموتى ].)  

      الملبس الديني  : هو رمزٌ للنور والصفاء والنقاء والطهارة والحياة الجديدة.

    فالثيابُ البيضاءُ وبريقُها  لها مدلولها النوراني في الفكر المندائي ؛   فهي التي تعـبّر عن جوهر الكائن وصفاته.

أن الرستةَ وطريقةَ خياطتِها وطريقةِ لبسها مهمةٌ  للغاية طبقاً للمفاهيم المندائية.

 عليه ؛يجب التأكد من لبس الرستة ، وشد الهميان    بطريقتها الصحيحة أثناء الطقوس الدينية إذ يجب أن تكون بوضعها الصحيح حتى لا يتعرض صاحبها لخطأ طقسي  ؛لذا نجد :      أول بوثه من بواث الصباغة هي بوثه تفقد الرستة. 

 

أن مفهوم النظافة ليس مفهوماً حديثاً أي انه لم يأتِ  كنموذج  عصري ؛ وإنما كان معروفاً عند الأقدمين. ومن البديهي ألا يقتصر مغزى النظافة على المظهر الخارجي فقط دون أن يشمل أيضاً طهارة النفس الداخلية ونزاهتها من الشوائب والعيوب.

     لبس الرستة يأتي بعد خلع الملابس الدنيوية  ، ثم إرتداء الملابس النورانية  .

وتتكون الرستة من الأجزاء التالية :

أولا -- الاكسويا :

وهو قميص طويل يصل إلى القدمين تُخاط على الجهة اليمنى من الفتحة قطعتان صغيرتان من القماش يكوّنان معاً جيباًصغيراً يُستخدم في طقس ( مشا دخيا )  أو ما يُعرف بالزيت الطاهر الذي يوضع في قنينة صغيرة وهي الرسالة التي يرسلها الترميذا إلى أواثر موزانيا ليرتقي لدرجة أعلى وهي درجة الكنزابرا.

  ثانياً  - شروالا  :

 -  أو السروال ويكون طويلاً ومرتخي  قليلاً ويُشد على البطن بواسطة رباط  [ من نفس القماش ]طويل يسمى ( تكّـه ).

ثالثاً   -   بُرزينقا  :

وهي العمامة التي تُربط بطريقة  خاصة  ؛ بحيث  يبقى جزءٌ بطولِ نصفِ متر يتدلى على جهة اليسار من الجسم  ويُطلق عليها  (بندامة )؛  والبندامة يطويها رجل الدين على فمة من اليسار إلى اليمين في مراسيم الصباغة  ( والمعنى في ذلك وفقاً لكتاب -ترسر وألف شيالة - أنها تمنع رموز الشر المتمثلة بالأسنان الثمانية والعشرين لكي لا يتدنس المصطبغ باللعاب.

وكذلك يستخدمها الحلالية الأربعة في حمل الجنازة. 

رابعاً  :  الهيميانة 

- وهو الزنار أو الحزام والذي يُحـاك من إحدى وستين خيطاً من صوف أبيض لخروف ( ذكر ) وان هذا العدد  يمثل مكونات الإنسان من نخاع العظم إلى الشعر ، وحياكته  ذو معنى طقسي خاص  ويتكون  الهميمان من طرفين:  أحدهما على شكل حلقة   وتمثّـل الكمال أو ( بما يُسمّـى- لكل بداية نهاية -) وهي تمثل عالم النور أما الطرف الآخر ، فعبارة عن شراشيبَ متدليةٍ تُمثّـل   حـُزمة النورالتي تُنير الجهة اليسرى والتي تمثّـل الظلام. 

خامساً  : النصيفة ( الكنزالا )

وهي قطعة من القماش بطول متر ونصف تقريباً تُـوضع حول العنق وتكون متدلية على الكتفين. وتُستخدم إستخداماتٍ عديدةً منها :  يُمسكها المصطبغ في يده اليمنى عند أخذ العهد ( الكشطا ) من رجل الدين ، وكذلك يستخدمها رجلُ الدين أثناء الصباغة  ؛ فيقوم بعقـدِها عقـدةً خاصة  ، عند الصباغة  ؛ لتثبيت المركَـنا عند وقوفه بداخل النهر ؛  فهذه الوضعية  تُعطيه حريّـة  تحريك يديه بسهولة  ، مع  إبقاء المركنا منتصبة في النهر دون خشية السقوط.

  و تُستخدم عند الزواج حيث يقوم العـرّيس بمسك كنزالا الكنزابرا العاقد  ؛لأنها الرباط الروحي الذي يربط الزوج برجل الدين.

وفي الوفاة تكون إحدى قطع الاقماشي وهي الكنزالا  ،  طويلة بحيث تُغطّـي القدمين.

ويكون قماش الرستة من القطن الأبيض الخالص، وتُخاط الرستة بطريقة دينية خاصة.

   وبهذا يكون الدينُ المندائي قد أعطى للنظافة لونَها الخاص ؛ وذلك من خلال ملبسه الديني والتزم بالبياض في كل الطقوس  الدينية و مراسيمها ؛  لأن النور دائماً  - شعارنا-. أما بالنسبة لرجل الدين فأنه يمتلك الهدايا المعرفية التي تسلمها من معلمه الديني ( الربي ) أثناء تكريسه وهي :-

التاغه ( تاج رجل الدين ) وهو أكثر الأجزاء أهمية لدى رجل الدين ويكون التاج  من الحرير الخالص، وهو الذي يميز رجل الدين عن الشخص العادي كونه ملكاً على الأرض كما جاء في الكتب الدينية المقدسة ( ملكا بر ملكي) أي ملاك بن ملاك . وتُلبس أثناء إجراء الطقوس وتوضع على الرأس تحت العمامة بأربعة بوث فهي رمز عمله الديني والدنيوي .

المركنا:

وهي عصا  مأخوذة من شجرة الزيتون أوتُسمّـى- عصا الماء الجاري ( كوازا إد يردنا ) والتي ترمز إلى السلام .

الشوم ياور :

وهو خاتم من الذهب الخالص يُمنح لرجل الدين عند التكريس منقوش عليه ( شوم ياور زيوا ) أي اسم الضياء الساطع وهو احد اسماء هيي قدمايي ( الحي الأزلي ) ويلبسه رجل الدين في خنصر يده اليمنى وذلك في أقصى اليمين أي في أقصى النور لان اليمين يمثل النور كما أسلفنا

المصادر :

* الكتب والمخطوطات المندائية

كنزا ربا ، طراسة تاغا إد شيشلام ربا  ( طراسة الشوليا ، قلستا ( تراتيل المهر )

* مقالة لفضيلة ريشما صلاح كنزابرا جبوري منشورة في مجلة صوت المندا.

* الصابئة المندائيين ( الليدي ادراوور).

مصطلحات مندائية للكنزابرا سلوان شاكر.

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014