• Default
  • Title
  • Date
الجمعة, 12 تموز/يوليو 2013

عوائق في طريق البناء الديمقراطي الحلقه الاولى

  امين كريم فرحان
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 الديمقراطيه نهجٌ ومنهجٌ ونظامٌ ، هي بالضد من الأنظمة الإستبدادية والشمولية أيا كانت منابعها الفكري                     

 إن العوائقَ في طريقِ إنتهاج البناء الديمقراطي سماتُها كثيره ومعالمها واضحة ؛ فمن سمات الوضع في بلادنا هو إنَّ هناك خللا في إستقلالية قراره السياسي ومنهجه الاقتصادي وإنَّ معركة القيم الإنسانية الوطنية قائمةٌ بلا تكافؤ ضد سياسات وأفكار وممارسات سلاطين وملوك الطائفية والمذهبية وضد إرهاب فلولِ البعث الفاشي والمتحالفين معه ، من القاعدة، وقوى الإرهاب الآخرى .

 الديمقراطية : غايتُها وضعُ حدٍ للإرهاب في بلادنا  ، وضمانِ حقوقِ الناس جميعاً  ،وبلا تمييزٍ وإنتهاج طريقِ نبذ العنف بكلِّ أشكاله وتلاوينه  ،وتبنّـي مبدأ السلم والحوار  ،وتفاعل الآراء بعيداً عن التناحر والإقتتال  ، بعيدا عن المصالح ذات الأُفق الضيق للأفراد والجماعات  ،والإستناد إلى الدستور في كل خطوات العمليه السياسيه ومسارات الحياة في المجتمع   العراقي والتآخي بين  جميعِ المكونات السياسية ،والدينية، والقومية  ، وضمان حقوقها التي كفلها لها الدستور   

 من المعروف إنَّ للديمقراطية موقفَها الجريء ضد النهج الجبان لطلقاتِ كاتماتِ الصوت والرصاصات الغادره الصفراء للمتوحشي أصحاب قيم الرذيله والمتعطشين لسفك دماء أبناء شعبنا .

 إضافة إلى ذلك  : إنَّ الديمقراطية تُريد سحق البُنى القاتمة للفكر اليميني الرجعي والُـبنى السوداء للفكر البعثي الفاشي والفكر التكفيري وبمختلف مسمياتها وعناوينها ؛ ولذا فمن البديهي أن تكون الديمقراطية والديمقراطيين الخطر الأكبر على ديمومة إستمرار نهج هـؤلاءِ فيعاودوها بكل الوسائل والسبل ، هو أحد جوانب حالة عراق اليوم ، فكيف والحال هذه أن تكون الظروف مؤاتية لبناء مؤسسات الديمقراطيه لاسيما وإن الديمقراطية تُـريدُ قطعَ الطريق لمسارات العنف والترهيب والتخويف والموت المجاني . 

         دولة العراق اليوم هي دولةُ ميليشيات يحتضنها قادة الدولة بهذا الشكل أو ذاك ،وهذا الشكل للدولة يتعارض بالكامل مع   الديمقراطيه وآفاق بنائها . 

 معالم التطبيق السليم للبناء الديمقراطي يكون في فعلين أساسيين مشروطين لزاما وهما.

الفعل الأول  : هو حسن النية ونزاهة التوجه لإنتخابات ديمقراطيه  ،كما هي الإنتخابات في البلدان الاوربيه وكما هي آلياتها وإنَّ حُسن النية هذا له دلائله ، وهذه الدلائل تتحدد في مسؤليتين اثنين وهما .

   المسؤليّه الأخلاقية  ، والمسؤليّة التاريخية .

 المسؤليّه الأخلاقية  لأي طرفٍ مشاركٍ في العملية الإنتخابية تتحددُ حصراً في أنَّ تحركه بين أوساط الناس أن يكون حضارياً ؛ بمعنى أن يكونَ بعيداً عن الممارسات والأفعال ذاتِ الطابع الذي ترفضه الأعراف والأخلاق ، ومباديء السير  في الطريق الديمقراطي والذي لا يُسيء إلى شخصية الآخر وسمعته وكيانه ، أي  أن لكلِّ طرفٍ الحق في طرح سيرته الذاتيه ومزاياه وقدراته وخصائصه،  وبرنامجه الإنتخابي فقط لاغير ، ومرفوض قطعا الطعن بالآخر بشكلٍ منافٍ لواقع أخلاق الآخر ومكانته ، مثلا  : ان طرفاً  ،يقولُ إنَّ الآخر  [اباحي وغيرَ نظيفٍ إجتماعياً وأنه ضد الدين وقيمه  ] وأوصاف أُخرى لانريدُ ذكرها ، .

ان مثل هذا  السلوك مدانٌ ومعادٍ للآخر ، وبشكلٍ سافر ومعادٍ للتوجه النزيه للإنتخابات .

وإستنادا لمفاهيم ونظريات العالم الكبير سيجموند فرويد مؤسس علم الطب النفسي الحديث ، ان هكذا سلوك عدائي سافر لايستند باي شكلٍ للأخلاق الرشيدة الصحيحة ،  بل إنه يعكسُ خللاً في شخصيات هؤلاءِ ومواقفِهم وسيرتهم ، إنهم في هذا السياق  ،إنما يُريدون لصق هذه التهم والأوصاف بالآخر؛ لإبعاد الشبهات عنهم ،  إنَّ مايطرحونه هو واقعَ شخصيتهم ،وهم في هذا السلوك يفضحون أنفسَهم ويعكسون النية غيرَ الصادقةِ التي يحملونها في التوجه نحو البناء الديمقراطي الصحيح  بل انهم يؤسسون منهجا خاصا بهم لنسف طريق التوجه نحو الديمقراطية ، وهم غير جديرين لهذه المسؤلية التاريخية الكبيرة وغير قادرين على تحمل اعبائها وغير مستوفين لشروطها    .

   وفيما يخص الفعل الثاني المشروط لزاما للبناء الديمقراطي فهو لايجوز إستخدام أساليب وممارسات تتضاد مع توفير المناخ الصحيح لسياقات الحريه الشخصيه للناس في إختيار ممثليهم بقناعاتهم ، لا أن تُفرض عليهم كتابة أسماءٍ دون أُخرى مستغلين عدم معرفة الكثير بالآلية الإنتخابية ، وكيف يكونُ الإنتخاب ، بل ويصل الأمر إلى حد الإنابة عن الناس في كتابة الأسماء ! وليس هذا من مباديء الديمقراطية  حتماً 

نحن نسعى إلى إقرار نظامٍ إنتخابي عادلٍ ، مستوفياً لشروطه الصحيحة والتي ليس فيها غبنا لأحد  مهما كان إنتمائه ؛ نحن نُريدُ تأسيساً صحيحاً  قانونيا بغض النظر عمن يفوز . المهم هو التداول السلمي ضمن الآليات الصحيحه وليس فرض نظامٍ يُؤسَسُ لسلبِ حقِ الآخر ، ويُعطي الشرعية للتسلط والهيمنة المعادية للديمقراطية  .

ان الذين يغضون النظر عن هذا الإتجاه المُدان ، ويباركون هذا المسعى وهذا التوجه ويدافعون عنه منطلقين من فهمٍ غير سليم ومن تصوراتٍ مقلوبةٍ على رأسِها ، فهم والحالة هذه قد جانبوا الصواب ، وان التاريخ سيقول كلمته فيهم يوما ..................

 

ولنا معكم حلقة اخر

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014