• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 15 أيلول/سبتمبر 2013

الامَ الخُلْـفُ بَيْنَكُمُ الاما.. ؟

  نعيم عربي ساجت
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

  الامَ الخُلْـفُ بَيْنَكُمُ الاما.. ؟ 

 

إنَّ الأحترابَ والصراعاتِ التي تحدثُ بين النّاسِ عادَةً تكونُ 

في إطارِ الدَّولةِ التي تمتَلِكُ كياناً ثابتاً ،يتَمَثَّلُ في الوطنِ والشعب 

واللُّغةُ ، والثقافةُ الخاصَّةُ والمؤَسَّساتُ الدستوريَّةِ ، وحكومةٌ 

وجيش وغيرها ، وعادةً يكون الصِّراعُ داخل تلكَ الدولةِ ليسَ 

بينَ أَفرادٍ وإنَّما بين جماعاتٍ منظَّمَةٍ ، وأحزابٍ وكُتَلٍ سياسيَّةٍ 

تَتَنافَسُ فيما بينها للوصولِ الى أهدافِها بمختلَفِ الوسائلِ لأَجلِ

الحصولِ على مكاسب سياسيَّةِ لأِحتلالِ مراكزَ ومناصبَ مهمَّةٍ 

في السِّلطةِ ، وتحقيقِ ما تصبو إليهِ منَ المنافعِ الماديَّةِ ، الأقتصاديَّةِ 

والأِجتماعيَّةِ ، إذ انَّ الصراعَ السِّياسي في كلِّ مجتَمعٍ هوَ انعكاسٌ 

ا للمصالحِ الأقتصاديَّةِ والطَّبقيَّةِ .. فهل يا تُرى نحنُ الطّائِفةُ ،المندائيَّةُ  ، 

القليلةُ العَددِ الذي لا يصلُ الى المِئَةِ أَلف و المُمَزَّقةُ في الوقتِ الحاضرِ 

والمُشَرَّدةُ في شَتّى بقاعِ العالمِ ، هل نحنُ نُكَوِّنُ شعباً أو أُمَّةً ولَنا دولةٌ 

              خاصَّةٌ تَتَمَثَّلُ بها كلُّ مقوماتِ الدَّولَةِ حتى يقومُ بينَنا ألأحترابُ               

والصراعاتِ التي نَشهدُها الآنَ بينَ مجالسِنا الدينيَّةِ ومنظَّماتِنا 

الأجتماعيَّةِ وزعاماتها وحتّى بينَ رجالِ دينِنا الأفاضلِ ؟ هلْ صدَّقنا 

أَنفسَنا بِأَنَّنا أُمَّةً ؟ إنَّ تاريخ الأممِ والشعوبِ لِمُختلَفِ العصورِ لم يتَضَمَّنْ 

أَيَّةِ إشارةٍ ا لى وجودِ الأمَّةِ المندائيَّةِ أَو الصابئيَّة في أَيَّةِ مرحلَةٍ من مراحلِ 

التاريخِ ، بل قيلَ عنّا بأَنَّنا طائِفةٌ، أو فرقَّةٌ غنوصيّةِ الديانَةِ . إنَّنا نضحَكُ 

على أَنفسِنا بهذا الأدعاءِ الخيالي .. فحكايتُنا مثلُ حكايَةِ تلكَ الضفدعَةِ 

المسكينةِ التي رأَتْ يوماً الى جانبها بقرَةً ضخمةً تشربُ الماءَ من جرفِ 

النهرِ فَأَرادَتْ أَن  تكونَ مثلها ، فراحَتْ تَنفَخُ نفسَها وتَنفخُ وتنفَخُ الى أَن 

انفَجَرتْ . فيا 

إخوَتنا إنَّ حالنا اليوم كحالِ قِشَّةٍ في بحرٍ هادرٍ متلاطم الأمواجِ من 

ملياراتِ البشَرِ ، فَلِنَكُنْ

 واقعيين ولِيَحكمُ تصَّرفاتِنا وسلوكنا العقلُ الراجحُ المستَنيرِ بالعلمِ 

والمنطقِ الواقعي لا الأندفاعاتِ العاطفيَّةِ ، والأحلامِ والأماني الخياليَّةِ 

الطوباويَّةِ ولِنَتَمَثَّلُ بقولِ القائلين ( خيرُ الناسِ مَنْ عَرَفَ حقَّ قدرَه ) أَي

عَرَفَ نَفسَهُ ومكانَتَهُ وقدراتَهُ جيِّداً فلا يَشطحُ بهِ الخيالُ ويمشي على 

الأرضِ مختالاً كالطاووس . إنَّ ظاهرةَ القطيعِ ليسَ فقط خاصَّةٌ بالحيواناتِ 

على الأرضِ و إنَّما تخُصُّ البشَرَ أيضاً ، فَالأنسانُ تأريخياً منذُ فجرِ حياتِهِ 

قبلَ آلافِ السنين وهوَ يعيشُ محكموماً بظاهرَةِ القطيعِ ، أي جماعاتٍ 

متعاضدَةٍ ، متماسكَةٍ للحفاظِ على بقائها على مَرِّ الزمَن .. فالقطيع 

     ،  المُتَفَرِّقُ المتباعدُ سَهلٌ على الأعداءِ السيطرةُ عليهِ والقضاءُ عليهِ 

       وأمّا القطيعُ المتقاربُ والمتَماسِكُ فيكونُ قوياً يقِضاً فيستطيعُ الأفلاتَ  

          والخلاصَ منَ الأعداءِ محافظاً على كيانِهِ كمجموعةٍ متكاتفةٍ من أَجلِ  

حياتِها .. إنَّ حالَنا اليوم يُرثى لها ، فنحنُ مشتَّتون ، ضُعفاءُ وضُعفاءُ 

جداً رغمَ ـ النفخِ ـ وقوَّتُنا وبقاؤنا بِأَيدينا وضُعفُنا وتلاشينا بِأَيدينا أيضاً 

فَإذا أَردنا أَن نَستَرجِعَ بعضاً من قوَّةِ كيانِنا التي كُنّا نملكُها ونحنُ في 

وطنِنا العراق فَلِنَتوَحد بصدقٍ وليسَ بالكلام أو برفعِ الشعاراتِ البرّاقَةِ 

وإنَّما بتوحِد النوايا والتوجهات وصفاءُ القلوبِ والمحبَّةُ والأحترامُ 

والتَّعاونُ في كلِّ المجالاتِ التي تخدمُ الحفاظَ على كيانِنا وديانَتِنا وتركِ 

القيلَ والقال والنفاقَ والتعالي والغطرَسَةِ وكذلكَ ألأبتعادُ عن النزعَةِ 

العائليَّةِ العشائريَّةِ لأَنَّها من الأسبابِ الرئيسيَّةِ للفرقَةِ والنزاعاتِ مع 

كلِّ احترامي واعتزازي لكلِّ مكوناتِ تلكَ العوائلِ الكريمَةِ ، إنَّ ظاهرَة 

التكتلات المتخاصمَةِ والنزاعاتِ الفئويَّةِ أَخَذَتْ تزدادُ حدَّةً يوماً بعدَ يوم 

في حياةِ طائِفتِنا المشرَّدةِ في ديارِ الغربةِ وإنَّني أَرى ربّما كأَنَّ هذهِ  النزاعاتِ قد حلَّتْ محلَّ الصراع السياسي والطبقي الموجودُ عندَ الشعوبِفي دولِها ، وأظنُّ ربما عندَ كلُّ واحدٍ منّأ  

نزعَةُ المجاهدَةِ لاشعورياً 

للوصولِ الى منصبِ رئيس العائلَةِ ـ الفلانيَّةِ ـ أو رئيسِ المجلسِ أو الجمعيَّةِ أَو ـ

نائبٍ للرئيس ـ كتعويضٍ ـ حسَبَ منطقِ التحليلِ النفسي السايكولوجي عن 

المناصبِ الكبيرةِ التي حُرِمَ منها في وطنهِ العراق لأنَّهُ ابنُ طائفةٍ عاشتْ عمرَها 

مُهَمَّشَةً وأبناؤها ممنوعٌ عليهِم الوصولِ الى مناصبٍ عليا في الدولةِ فقط يمكنُهم 

أَنْ يصيروا معلمين ومدرسين ومهندسين وأَطباءَ وموظفين صغارٍ .. لذا علينا أَن 

لاتشغلنا هذهِ الأمورِ مهما كانت مغرياتها عن المهمَّةِ الكبيرةِ والملِحَّةِ الملقاة على 

عاتقِ كلِّ فردٍ منّا وهيَ مهمَّة المحافظَةُ على بقاءِ كيانِ الطّائِفةِ سليماً مُعافى 

وديانتُنا باقيَةً ، صامدةً أَمامَ التهديدِ الماثلِ للعيانِ .. نعم فالمندائيَّةُ أَولاً وقبلَ    

    : كلَّ شـيءٍ ، لذلكَ نقولُ كما قالَ الشّاعرُ   

     إلامَ الخلْفُ بَينَكُمُ إلامـا    وهذي الضجَّةُ الكبرى علامـا 

        وفيمَ يـكيدُ بـعْضكُـمُ لِبعْض      وتُبدونَ العداوةَ والخصاما 

ـــــــــــــــــــ 

 

أَخوكم ـ نـعـيم عربي سـاجت  / الــــسويـــــد 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014