• Default
  • Title
  • Date
السبت, 02 تشرين2/نوفمبر 2013

المتحف البريطاني ينتج فيلماً عن(بومبي)الإيطالية

  موسى الخميسي
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

 

 

حقق المتحف البريطاني في لندن، ولأول مرة في تاريخ السينما، فيلماً يروي قصة محبوكة بشكل جيد لتأريخ المدينة الرومانية القديمة (بومبي) الواقعة قرابة جبل بركان (فيزوف) الشهير البلاغ ارتفاعه 1200 متر عن ساحل خليج نابولي في جنوب وسط إيطاليا. 

 

ويشكل ذلك حدثاً سينمائياً فريداً من نوعه، يتمثل بقيام واحد من أكبر المتاحف في العالم بإنتاج مثل هذا الفيلم، وسيتم عرضه يومي الخامس والسادس والعشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر القادم. 

 

ويحكي هذا الفيلم التأريخي حياة سكان (بومبيّ)، ومركز تلك المدينة الكبيرة والمزدهرة، وهي تحاذي مدينة (إيركولانو) التي يعود اسمها إلى البطل الإسطوري الأغريقي هرقل. إنها قصة مدينة بحرية صغيرة، قبل حدوث الإنفجار المدمر لبركان فيزوف عام 79 الميلادي. 

 

اعتمد الفيلم في إعداده على المعرض "الحياة والموت في بومبيّ و إيركولانو" وقدمه مدير المتحف البريطاني نيّل ماكغريغور. وسيوفر فيلم مدينة (بومبيّ) عرضاً استثنائياً للجمهور هو بمثابة فرصة للعيش سينمائياً مع حدث فريد من نوعه في العالم، وهو يستمتع بسماع مقطوعات موسيقية وأشعار، ويشاهد أدوات تقليدية للمدينة جرى إعادة ترميمها. و سيستمع جمهور الفيلم كذلك إلى شهادات عن المرحلة التي كانت خلالها المدينة الإيطالية حية. 

 

وإضافة لكل ذلك، فإن إعادة البناء المحبكة لقصة المدينة الإيطالية الأثرية، ستوفر لمشاهدي الفيلم نظرة مقاربة واقعية عن المدينة التي محاها انفجار بركان (فيزوف). وسيتمكن المشاهدون من رؤية شوارع المدينة وقد أعيد لها الحياة، وأسواقها وحماماتها وحاناتها الشعبية، وتجارتها والصراعات وقصص الحب فيها، وكل ما يتعلق بحياة المدينة اليومية. كما أنهم سيتلمسون الروح الإنسانية الهادئة وفاقدة الأمل في ذات الوقت وغير المبالية، ولكنها  مدركة وعلى بينة من  أنًّ المأساة كانت على وشك الحدوث. 

   مدينة بومبي تكشف عن وجوه حضارية متقدمة

بعد انتظار دام سنوات طوال قررت وزارة الكنوز الثقافية الإيطالية باستئناف الحفريات في مدينة بومبي التاريخية التي طمرها انفجار بركان فيزوف في يوم 24 آب( أغسطس) عام 79 ميلادية، فكان الطوفان الذي دفن المدينة في سرعة مذهلة، حيث زحفت السيول والحمم البركانية على المدينة بسرعة تجاوزت الـ60 كيلو مترا في الساعة لتغطي المدينة والقرى المجاورة لها، فوصل ارتفاع هذه السيول اكثر من ستة أمتار لمدينة بومبي واكثر من عشرين مترا للمدن والقرى المجاورة لها، وان تمكن بعض الناس من الفرار، فان اغلبهم لم يستطع الهرب، فأختنق بعضهم برائحة الحمم وزفيرها التي وصلت درجة حرارتها ما بين 100 - 400 درجة مئوية، والبعض الآخر مات حين غطت السيول البركانية البيوت والشوارع، فأصبحت مستنقعا يفور بالحمم والغازات، حيث تكلست الأجساد وتجمدت حين كانت تغط بنوم عميق.

 

وبدأت فرق الحفريات التي باشرت عملها قبل عدة اسابيع  في منطقة مساحتها 20 هكتار حيث تم العثور على اكثر من 300جثة وعدد كبير من الأواني الفخارية والعملات والحلي الذهبية التي ظلت مطمورة منذ ان ثار بركان ( فيزوف).

 

وقد أجريت بعض التحليلات العملية على 48 جثة متكلسة وجدت في قرية اوركولانا المجاورة للمدينة لتشخيص أسباب الموت، فتبين ان موت البعض كان بأسباب الاختناق التي تمت خلال ثوان معدودات بغازات سامة بلغت حرارتها 400 درجة مئوية، أما القسم الآخر من الناس فقد ماتوا بسبب استنشاق الرماد الذي صار بعمق 20 قدما تحت الدخان الذي ارتفع لمسافة 25 ميلا في الفضاء.

 

وقد أعلنت وزيرة الكنوز الثقافية جوفانا ميلاندري بان النتائج الجديدة التي خرجت بها الحفريات الأخيرة على مساحة تقدر بعشرين هكتار تشكل ثلث مساحة المدينة هي البداية لمشروع يستمر إلى سنوات قادمة من اجل إحياء المدينة التي ظل قسم كبير منها مطمورا وتعاني من الإهمال.

 

وعلى ضوء قرار أصدرته حكومة روماني برودي السابقة أعطى منطقة بومبي الصلاحيات للاحتفاظ بالعائد السياحي من دون إرسال الأموال إلى الخزينة العامة، قررت وزيرة الكنوز الثقافية بتمويل الحفريات الجارية الآن بصورة رئيسية من العائد السياحي للمدينة الذي يبلغ اكثر من 20 مليون دولار سنويا، يضاف اليه مساهمة العديد من المؤسسات والمرافق السياحية إضافة ، الى المطاعم والفنادق .

 

يزور مدينة بومبي اكثر من 3 مليون سائح سنويا مما يجعلها في مقدمة المناطق السياحية الأوربية.وقد أبدت العديد من المؤسسات عن امتعاضها من حالات الإهمال في المنطقة من خلال تكاثر ما يطلق عليه في إيطاليا بـ ( عصابات الحفر الليلي) التي تبحث عن الآثار لتهريبها إلى خارج البلاد بعد ان وجدت هذه العصابات من خلال ارتباطها بالمافيا طرقا سهلة لتحقيق أرباح كبيرة وسهلة، كما ان المنطقة تشكو من إهمال الخدمات الاجتماعية، حيث تتكاثر الكلاب السائبة والفضلات، إضافة إلى عدم وجود حماية منظمة تحول دون اقتطاع العديد من السياح  أجزاء وقطع من الأبنية والآثار القديمة للاحتفاظ بها للذكرى.

 

وتقع مدينة بومبي القريبة من مدينة نابولي على أحد أطراف جبل فيزوف وسط سهل كبير مشهور بخصوبته الزراعية والمسمى باسم نهر سارنو الذي يقسم السهل إلى قسمين، وتبدو المدينة وكأنها حكاية تاريخية مؤداة بلغة تختلف عن اللغات القديمة المعروفة، فهي رمز لا يزال يتحقق في وجوده وما زال يمثل حضورا حضاريا اخترق القشرة الخارجية ليكون أمثولة تاريخية للتقدم الإنساني في العصور القديمـــة.

 

 لقد شكل وجود هذه المدينة الأثرية الرائعة بمنازلها ذات الجداريات الملونة ومسارحها المتعددة التي كان بعضها يستوعب اكثر من 25 ألف مشاهد، وملاعبها وحماماتها والتي ظلت مختفية حتى سنة 1500 ميلادية، اندهاش المهندسين وكبارالمعمارين العالميين ، وذلك لعثورهم على نماذج فريدة ومتميزة من المعمار القديم.

 

ويذكر بان عملية اكتشافها كان بالصدفة حين كان العمال يشقون قناة نهرية داخل السهل، فضربت إحدى فؤوس عمال الحفر جرار كانت مليئة بالعملات الذهبية.  وفي سنة 1748 بدأت التنقيبات المنتظمة بتوصية من الملك كارلو دي بوربونه، إلا ان عملية تنظيفها من السيول البركانية انتهت في منتصف القرن الماضي حيث شاركت في عملية التنظيف والترميم مجموعات آثريه من مختلف أنحاء العالم.

 

 

الدخول للتعليق

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014