• Default
  • Title
  • Date
السبت, 13 شباط/فبراير 2016 21:48

السوار

مثل وردة بيضاء جميلة استقبلت (أيراما) الصغيرة صباح يوم جديد من عمر حياتها الذي لا يتجاوز السبعة أعوام..... أدارت بصرها الى شعاع النور المار عبر نافذة الكوخ الطيني المتهاوي، والى باقي أرجائه الأخرى، ثم ما لبثت أن أغمضت عينيها الناعستين مجدداً، داسّة رأسها تحت فرشتها البالية لتسرق بضعة دقائق أخر من متعة إغفاءة الصباح.. كان الخَدر قد كبّلها تماماً بعد أن أخذ دفئ الفراش الخشن المحشو بالتبن والحلفاء مأخذه منها، لكن سرعان ما تغلب نشاط طفولتها محرراً اياها من كسلها وخمولها.. تركت فراشها وعلى فاهها ابتسامة أعذب من نسيم الربيع لتسير متمايلة حيث تجلس أمها وحيدة في مكانها المعهود عند باب الكوخ، ساندة رأسها على أحدى راحتيها بعد أن اعتادت غياب الزوج الدائم وغدت لا تراه وأبنتها على امتداد الموسم الزراعي الطويل سوى أيام قلائل، يسرقها من مظلوميته وقهره ليجلب لعائلته الصغيرة ما تقتاد به وتسد به رمقها خلال مدة غيابه، والتي لا تتعدى اكيال محدودة من الشعير ومثلها من حبوب الذرة، لتتملكها الهموم وتسرقها الأفكار وما خلفه لها الزمن من ضنك العيش، رامية بصرها الى المجهول لأيام قادمة لا تعرف كيف ستطعم فيها أبنتها، بعد أن قاربت مؤونتهم الشحيحة على النفاذ... احتضنت بحنو جسد أبنتها النحيل الذي لا يكسوه سوى ثوب بال باهت اللون، مانحة اياها قبلة عطوف وابتسامة صغيرة لا تكاد تُرى، هي كل ما استطاعت انتزاعه من أوصاب قلبها وبؤس حالها.. أجلستها بجانبها ثم أخذت تُمسد شعرهما الناعم الفاحم.. كانت تتمنى أن تدهن شعر أبنتها بالزيت والعطر وتُزيّنه بالأطواق الجميلة وتُجمّل خصلاته بالخرز الملون كحال الصغيرات اللواتي في مثل عمرها، لكن امانيها كان يبددها دوماً واقعهم البائس... تناولت ساعد أبنتها النحيل، طالبة منها اغماض عينيها، ثم أخرجت بسرعة من جيبها سواراً منسوجاً من بقايا خيوط الصوف، زيّنت اطرافه ببضعة خرزات ملونة، عقدته على معصمهما.. ما أن رأته (أيراما) حتى أخذت تقفز فرحاً به، طابعة قبلات عديدة على وجه أمها الباسمة لنشوة أبنتها.. هذا ما وعدته به أمها أن تصنعه وتقدمه هدية لها مع قدوم الربيع وحلول السنة الجديدة... تناولت الصغيرة على عجل عدة لقيمات من بقايا رغيف شعير بائت، تمكنت من ابتلاعها بصعوبة بمعونة بضع رشفات من الماء، هو كل ما قُدّر للأم أن توفره فطوراً لأبنتها الغير مبالية بطعامها بعد أن أنستها فرحة سوارها كل شيء.
انطلقت (أيراما) مسرعة الى الخارج حيث زقاق البائسين في ضاحية المدينة، الذي رصّت على جانبيه بعشوائية أكواخ الفلاحين الأجراء المستضعفين والفقراء المُعدمين، ينتظروها هناك صديقاتها الحميمات (ياروما) و(أترايا) و(رادانا) المماثلات لها في العمر وخفة الروح.. لتريهن سوارها المتباهية به، محاولة أثارة الغيرة في نفوس رفيقاتها، قاصّة عليهن بفرح وبراءة ما حدّثتها أمها بشأنه، كيف أن الفتاة أذا وضعت هذا السوار في معصمها مع حلول الربيع فأن الإله (تُموز) سيحقق لها أمنيتها عند بعثه مجدداً الى عالم الأحياء... أخذ السوار لب (أيراما)، فكانت عيونها لا تفارقه حتى وهي في أوج متعة اللعب مع رفيقاتها، بعد أن استحوذت فكرة تحقيق أمنيتها على كل ما حواه عقلها البريء من خيال.... كان الزقاق بأكواخه المتهاوية هو المكان الوحيد المتاح للعب الأطفال، ليكون مرحهم الجميل هو من يمنح بؤسه شيئاً من علامات الحياة ويعطيه بهجة وأملاً جميلين.. فما أن يسفر الصباح عن وجه يوم جديد ،حتى يستقبل رواده الصغار التي تأخذ أصواتهم تعلو شيئاً فشيئاً كعصافير صغيرة تحررت من أقفاصها لتطير مُستمتعة بنعيم وجمال الحرية..... توالى لعب الصُحيبات كالقطط الصغيرة بين قفز وركض واستخباء، لا يعرفن من الحياة سوى فرحتها وضحكتها، غير مباليات بالعربات المارة عبر الزقاق.. بعضها كانت تحمل الفلاحين الأجراء المسحوقين بأجسادهم النحيلة التي مَسخها الفقر والعوز والفاقة، فبدوا كأعواد القصب وقد حشروا حشراً داخل العربات لتأخذهم مقادين كالعبيد الأذلاء الى الحقول البعيدة حيث يعملون لدى مُلاك الأراضي الأثرياء.. وعربات أخر كن يحملن أكياس شعير كبيرة يتوجهن بها الى المطاحن، يتراكض الأطفال خلفها محاولين جمع قدر ما يستطيعون من ما يتساقط منها على الأرض يذهبون به فرحين الى أمهاتهم.. لتمّر كذلك عربات بطيئة كسولة تنقل أصحاب الأراضي ومُلاكها، حيث تعاني حميرها الأمّرين وهي تجّرها بمشقة وصعوبة بسبب ثقل أجساد راكبيها الممتلئة وكروشهم المنتفخة، حيث بدوا لمن يراهم مثل الخنازير المتخمة الممددة في أوحال المستنقعات، وسط ضحكات واستهجان وتعليقات الأطفال الساخرة، ليرد عليهم هؤلاء بنظرات مسمومة كارهة، وابتسامات صفراء حاقدة، مكشرين فيها عن أسنانهم الكبيرة استحقاراً واشمئزازاً لهؤلاء البائسين الذين لا يمثلون لهم سوى مجموعة حشرات وديدان.
قطرات غيث أخذت تتساقط رويداً رويداً، ما لبثت أن اشتدت لتتحول الى رشقات قوية أنقعت أجساد الصغار اللاهين وسط الزقاق، جعلتهم يتراكضون في كل أتجاه بحثاً عن شجرة أو سقيفة يحتمون بها من نعمة الربيع.. ازدادت ابتسامة الصغيرات الأربعة أتساعاً من مكمنهن في أحدى الزوايا رغم ذلك.. أنه الربيع وعلامات قدوم (تُموز) قد أخذت تلوح، هو الآن في الطريق الى العالم ليملئه خيراً وخصباً وخضرة... أغمضت (أيراما) عينيها رافعة رأسها الى الأعلى، ثم تلمست سوارها مُتمتمة بصوت خافت لم يسمعه سواها أمنيتها الأثيرة التي تطلب من (تُموز) أن يحققها لها... أبرقت الدنيا ولمعت أعقبتها أصوات رعود هائلة هزّ صداها الأرض والأكواخ البائسة.. ليمضي الوقت أمام عيون الصغيرات وهن يتأملن بفرح غامر هطول المطر غير مباليات بارتجاف أجسادهن الغضّة بكسوتها الخفيفة البالية، أذ كانت دواخلهن قد ازدادت فرحاً مع تلك الرعود، كن يعرفن كحال من عاش بين الحقول وخبِر عطايا الطبيعة، بأن الأرض ستتشقق جرّاء تلك الأصوات كاشفة عن حبات نبات الكمأ المختبئة تحت التراب، وسوف يمارس الصغار هوايتهم ولعبتهم المفضلة بجمعها في البرية، حيث الهواء العليل والطبيعة الجميلة التي تشعرهم بالحرية وتبعدهم بضعة سويعات عن قيد البيوت... لتبيع عوائلهم ما يجمعوه فيما بعد في سوق المدينة مقابل أوزان صغيرة من الشعير.
ما أن هدأ روع السماء منهية سقوط أمطارها ومعلنة نفاذ خزين غمائمها، حتى تراكض صغار الحي من صبية وبنات الى أكواخهم، ليأتي كل منهم بعّدته البسيطة التي لا تتعدى عصاً صغيرة مَبرياً أحدى طرفيها كي يُنبَش بها الأرض، وكيس قماش صغير يُجمَع فيه ما يكتبه الحظ في العثور عليه، وقطعة خبز يُسَد بها الرمق ويُصّبر معها وحش الجوع خلال فترة البحث عن ذلك النبات الخجول.... أنتظر الصغار عند حافة الطريق الموحل المؤدي الى البرية الواسعة الممتدة نحو الأفق، يترقبون قدوم عربة العجوز الطيب (لاثيل) الذي أعتاد أيصال الأطفال بعربته عند نقله الحبوب الى المطحنة، يسلون دربه الطويل بأصواتهم وضحكاتهم البريئة مستمتعاً بقفشاتهم وعالمهم الجميل الساحر ورفقتهم الممتعة المرحة.... تعالت صيحات الصغار فرحاً بعد وصولهم الأرض المراح المعشوشبة التي صورتها الطبيعة بشكل بهي فاتن، فبدت كسجادة خضراء ملأتها أوراد البابونج البيضاء والخشخاش الحمراء، جاعلة الارض تفوح بروائح عطرية أخّاذة تُسكر النفوس وترطب الوجوه والقلوب المتعبة.. قفز الجميع بسرعة من العربة مودعين صديقهم العجوز الطيب الذي تمنى لهم أن تمتلئ أكياسهم بحبات الكمأ، على أن ينطروه في نفس المكان ليأخذهم معه بطريق عودته من مقصده عند انتهاء الظهيرة... تفرق الصغار المتحمسين، منتشرين في كل مكان مقسمين أنفسهم كما تعودوا الى مجموعات صغيرة للبحث عما جاءوا من أجله، واتخذت (أيراما) مع صويحباتها الثلاث من بقعة منعزلة كشأن الآخرين مكاناً لمتعة بحثهن.. تراقصت الصغيرات غبطة وهن ينظرن الى الأرض وقد ارتدت رداءها الخلاب.. أنه (تُموز)، أنه حقاً الان في الطريق اليهم.. تلمست (أيراما) مرة أخرى سوارها كأنها تريد تذكير الربيع بأمنيتها ليكون جمال الطبيعة شاهداً على تحقيقها.. كانت الأرض مليئة بالشقوق كاشفة عن كميات كبيرة من الكمأ، لتنهمك الصغيرات بنبشها واستخراج ما حوتها ثم جمعها في أكياسهن الصغيرة، احداهن توجه الأخرى وترشدها الى الأماكن المنتفخة والمتشققة من الأرض.. (هذه واحدة.... في ذلك الشق هناك الكثير).. (ربما في هذه الحفرة العميقة، حتماً أنها ممتلئة).. (لا أيتها البلهاء هذه حفرة جرذ، لقد رأيت مثلها بجانب كوخنا).... الأيادي تلطخت بالطين والأكياس أخذت تمتلئ شيئاً فشيئاً.. خطوات تسرق خطوات ودون شعور توغلت الصغيرات عميقاً في البرية.. أنساهن كرم الطبيعة الوقت وابعدهن عن طريق العربات، وأغوتهن الأرض بوفرة بما جئن ساعيات من أجله.
فجأة تغير الحال، ظلمة حالكة لفت المكان وابتلعت الأرض.. ضحكاتهن صمتت، أفواههن خَرُست، قلوبهن الصغيرة أعتصرها أحساس غريب جعلها تخفق بشدة، حَبسن أنفاسهن يترقبن نزوة الطبيعة هذه التي لم تكن على بال، عتمة المساء لم يحن وقتها بعد، ولم تكن غمامة عابرة حجبت ضوء النهار.. أصوات عواء يصل صداها السماء بددت السكون... تسمرت أطراف الصغيرات وتجمدت فلم يعدن يقوين على الحركة، أكياس تعبهن الممتلئة سقطت من أياديهن المرتجفة، (أيراما) تتلمس سوارها علّها تجد فيه عوناً... قطيع ذئاب هائج يعدو بجنون نحوهن.. لا يعرف من الطفولة سوى أجسادها الغضة التي أسالت لعاب أفواهها المفجوعة، بعد أن أثارت رائحة الحمائم الضعيفة المنكودة التواقة للفرح شهيتها وغريزتها المتعطشة للدم والموت، كأنهم شياطين من العالم الأسفل يسعون وراء ضحية مُبتلاة تكون بديلاً عن أنعتاق (تُموز)... أحاط القطيع بالصغيرات الباكيات المرتعدات من الهلع، كأنه فرقة جلادين تريد سوق مظلوماً للقصاص.. لم يكنّ يشاهدن من تلك الأفواه الكبيرة الكاسرة سوى نيوبها الحادة التي تقطر حقداً وشراسة، لا يضاهيها سوى قبح أفواه مُلاك الأراضي حين يختالون بابتساماتهم فرحاً وزهواً أمام قهر الفلاحين... لتحدث المجزرة... صرخات مخنوقة متتالية لم يتردد لها صدى سرعان ما خمدت.. المخالب القوية غُرست في الأجساد الرقيقة الناعمة، مزقّت اللحم وكسّرت العظام الطرية بيّسر واحترافية.. أصوات مضغ والتهام بشراهة.. عراك دموي بين المجرمين على توزيع حصصهم من الفرائس، قطعة لحم هنا أو بضعة أضلاع هناك.. لم يأخذ الأمر وقتاً طويلاً بيد من أمتهن رسم خرائط الدم..... لينسل الجناة من المكان كما جاءوا من غير دعوة أو موعد بعد أن نالوا ثأرهم من البراءة وذبحوا قربانهم المسكين للعام الجديد، لتنجلي بعد تنفيذ الجريمة تلك الدهماء القاتمة التي لم تكن سوى عتمة شؤم جاءت من عالم الظلام كي تغشي العالم عما سيجري، متسترة على ما سينفذه القدر المشؤوم المتباهي بانتصاره الدائم على المستضعفين والمظلومين..... أمطرت السماء بغزارة ذارفة دموع زائفة على طفولة حزينة لم تستنشق في حياتها شيئاً من نسائم السعادة، ولم تعرف في سنوات عمرها المعدودات سوى الأماني، لتغرق رشقات المطر الارض كأنها تحاول اخفاء مسرح الجريمة وتغسل آثار فعلة الغدر النكراء بحق النقاء والجمال ولوحات الفرح.
عربة العجوز (لاثيل) تتهادى بطريق عودتها مع نهاية الظهيرة... الصغار الناطرين يقفزون اليها من كل جانب ومعهم أكياسهم التي تفوح برائحة الكمأ، كل يتفاخر بكمية ما جناه، يرافقها ابتسامات وتشجيع العجوز السعيد بغِبطتهم وضحكاتهم.... لكن لم يكتمل الصغار.. (ما هذا.. أين الصغيرات الأربعة، (أيراما) ورفيقاتها؟).. (لم يرهم أحد).. (كنّ يبحثن في الجانب الآخر من التل البعيد).... الوقت يمضي سريعاً والقلق أخذ يسري في جسد (لاثيل) الذي ائتمنته العوائل على صغارها... ترجل بهدوء من عربته طالباً من الصغار عدم تركها... سار مترنحاً بجسده الثقيل المُتعب باحثاً في هذا الاتجاه وذاك، متتبعاً بقايا آثار أقدام عند جانب الطريق وأخرى متوغلة في عمق البرية، حتى وصل مكان الفاجعة... راعته صورة المكان الذي لازالت تفوح منه رائحة الموت.. بقايا من أشلاء الصغيرات، وبقايا أثوابهن الممزقة الباهتة ملطخة بالدم والطين اختلطت بحبات الكمأة المبعثرة في كل مكان... أدرك العجوز المذهول تفاصيل المأساة وكل ما جرى.. ثم بعيون دامعة أنحنى على الأرض ليلتقط منها سواراً صغيراً منسوجاً من خيوط الصوف، مزين ببضعة خرزات ملونة، كانت قد أودعت فيه صاحبته أمنية صغيرة عسى أن يحققها لها (تُموز) مع حلول العام الجديد.

**************************************************
*القصة تمثل حادثة واقعية جرت عام 1995 في أحدى القرى البائسة التابعة لقضاء الحويجة، كان الكاتب قد أطلع على تفاصيلها المأساوية يوم حدوثها خلال عمله الآثاري في تلك المنطقة

نشرت في قصة
السبت, 13 شباط/فبراير 2016 21:29

فارينلي ، المغني المخصي

كان استخدام المغنين المخصيين معروفاً في السابق، إذ يقوم هؤلاء المغنون مقام النساء في الغناء بسبب قدرتهم على أداء طبقات صوتية عالية مثل الأطفال الذين لم يبلغوا بعد. ويعد كارلو فارينَلّي (1705 – 1782) من أشهر هؤلاء المغنين المخصيين. ولد باسم كارلو بروسكي في ايطاليا لعائلة موسيقية، ودرس على يد أخيه ريكاردو بروسكي (1698 – 1756) الذي يكبره بسبع سنين، ثم أخذ دروساً عند الموسيقي الايطالي الكبير نيكولا بوروبورا (1686 – 1768) مؤلف الاوبرات الشهير الذي عمل في عدة مدن أوروبية مثل فيينا ودريسدن ولندن حيث استقدمه خصوم جورج فريدريك هندل لانقاذ ما يعرف بدار اوبرا النبلاء من الافلاس دون طائل حتى مع النجاح الكبير الذي جلبه التعاقد مع فارينلي. في المقابل توقف هندل عن كتابة الاوبرا الايطالية تماماً وتوجه صوب كتابة الاوراتوريو باللغة الانكليزية وبدأ بذلك مرحلة جديدة في تاريخ الموسيقى. كان فارينلي يعد أفضل وأنجح وأشهر مغني على الاطلاق في الفترة الممتدة من حوالي 1600 حتى أوائل 1800. فقد شكّل كارلو وريكاردو ثنائياً ناجحاً طاف في مدن أوروبا وحصلا على نجاحات ساحقة، تعادل النجاح الذي يحصل عليه النجوم مثل ليدي غاغا أو مايلي سايروس اليوم. ريكاردو يؤلف، وكارلو يغني ويسحر جمهوره بصوته وأدائه المتقن. لكن ريكاردو كان مؤلفاً موسيقياً من الدرجة الثانية، وما عاد هذا يرضي أخاه الصغير الذي تطلع لأداء أعمال موسيقيين مرموقين فيها شيء أكثر من استعراض مهارته الصوتية التي قدمها له ريكاردو في موسيقاه. كان عازفاً جيداً على الهاربسيكورد، وتعلم في آخر حياته العزف على الفيولا داموره (كمان من عائلة الفيولا القديمة)، حتى أنه ألف بعض الأعمال الموسيقية.

عادت شخصية هذا المغني الشهير إلى الواجهة في العقود الأخير بفضل فيلم جميل فرنسي – أيطالي – بلجيكي مشترك أخرجه جيرار كوربيو سنة 1994، حاز على جائزة سيزار (للديكور) والغولدن غلوب (أفضل فيلم بلغة أجنبية 1995) وترشح للاوسكار (أفضل فيلم بلغة أجنبية). الفيلم يقدم تسجيلات لأعمال ريكاردو بروسكي، والألماني يوهان آدولف هاسه (1699 – 1783 وهو أشهر مؤلف اوبرا في وقته) وهندل ونيكولا بوربورا. وتم تسجيل الأغاني بدمج صوت مغنية من طبقة سوبرانو ومغني من طبقة آلتو رجالي بطريقة رقمية في الستوديو للحصول على صوت متميز.
×××××××××××××××××××
تسجيل لأعمال كتبها كارلو فارينَلّي (غناء يورغ فاشينسكي، كونتر – تنور)


https://www.youtube.com/watch?v=r1t9jErat3w

 

لمن يرغب في مشاهدة الفيلم الكامل (الحوار بالايطالية والفرنسية، مع ترجمة بالانكليزية):


https://www.youtube.com/watch?v=-CmCPiGeHCM

 

السبت, 13 شباط/فبراير 2016 19:12

في ذكرى الشهيد



ها قد عدت ايتها الذكرى ، وها نحن نقف أمامك نسألك عن أحبة الامس ..نسأل عنهم سفر البطولة والرجولة والتضحية نسأل عنهم النجوم والشمس
والوطن والفداء ...
دارت سنة
گالوا شهر أشباط أجه
كافي حزن
فكي الحزن
مامش رجه
خلي المدلل نايم أبگبره أبهني
عينة تربي اعلى الدرب متوهجه
المهرة عثرت بالدرب
أخ الدرب ثاريها ماهي أمسرجه
عثرة رمد
ندري الشمس رمده وسجى
وندري الگمر غرگان ببحور الدجى
وندري النجم ايصيح مات المرتجى
طاعون ينخر بالسلف محد حچه
خلي الشهيد أبگبرة
شايل بيرغة
نور الثريا مطلبة
دمى شچه
أيصيح دمي بالصحين
البردي والعگيد والنفاش
ابماي الغموگه بچى
أشلون أفكنا الحزن
دم الشهيد الما برد
چا وينكم يهل الوفة
دنياك دنيا أمصچچه
تدري النجم ثار وتفگ
وعيون هودجها لچه
أشلون أفكنا الحزن
ووليدي مات أبلا چفن
أبلا گبر
هولاكو بيده دچچه
أشباط مزنات التتر
هضم ولچه
طاعون اعمى ما يكع
نهران فاضت بالدمه
والريح صفرة معججه
مامش رجه
أمنيين الرجه
أشلون أفكنا الحزن
كل لحظه أصرخ ياوطن
وينه الوطن
بالنار والعطاب لوعات ومحن
أنباع العراق ودلته
صارت شجن
صارت سجن
أشلون أفكنا الحزن
البصرة تبچي أبلا هدم
ثوب العليها أمسرد
ومرگوع بخيوط العدم
حافي الجدم
مرگوع يصرخ بالظلم
دموع الفرات أمعصبه
وعيون دجلة أمشورحه
ما غمضت لحظة حلم
تتنه المطر ... وينه المطر
طاري المطر
صرخة فجر
زفة هلاهل تصرخ أبليل التتر
أشلون أفكنا الحزن
عندك خبر
جدحة دفو
مشتاگة أشيلن چرغدي
لهفة فرح دعوة كبر
ما ينحزر
مطر وحزن
أشلون أفكنا الحزن
وأنا بگدر ...أنا بگدر
12\2\2016

الارض الملتهبة ....سيدني

نشرت في شعر
الخميس, 11 شباط/فبراير 2016 22:09

مع مسيرة المثقف المبدع

الى أيّ حد يستطيع المثقف المندائي أن يعري العديد من الظواهر المرضية داخل واقع مجتمعه ، وأن يسهم في تمزيق العديد من الاقنعة التي تخفي حقائق كثيرة؟ ما الدور الذي يضطلع به المثقّف من خلال عمله الثقافي والفني؟ من أجل من يكتب او يرسم او يمثل اويفكر؟ من هو المتلقي المفترض؟ وإن كان مسرح الأحداث ، هو«الساحة المندائية» التي لها خصوصيّتها ، فان هذه الساحة ، بأناسها وعاداتها وتقاليدها وطقوسها ، لا تشّذ عن كثير من ساحات الأقليات الاثنية والدينية العراقية الأخرى التي تتوزع بعيدا عن ارضها وجغرافيتها الاصيلة ، من حيث تعاطيها مع ثقافات المجتمعات التي تستضيفها ، أو حتى بالنسبة إلى مواجهة ظواهر عديدة استجدت في زمننا الراهن ، كموجة التطرف والتزمت الديني . ثمة تعارض معلن وخفي في مجتمعات الاقليات ، في كل مكان ، من شأنه في أحيان كثيرة ان يغتصب الإرادة والحريّة . وثمة شخصيات في هذه المجتمعات الصغيرة تتمتع بقدركبير من الدراية والمعرفة الحرة ، تسعى في سبيل أهدافها ، ان تخرج لتحقيق قضايا آمنت وناضلت من اجل تحقيقها . وعلى الرغم من ملامسة هذه العناصر قضايا الواقع المأزوم ، وتصوّيرها له من خلال عملية التشخيص الابداعي كما هو في تناقضاته الاجتماعيّة والسياسية، الا ان العديد من الظواهر المرضية التي ورثناها من البيئات الاجتماعية التي عشنا في احضانها زمنا طويلا ، بقيت تشكل عالما سرديا متعارضا مع العالم الخارجي، الذي نطمح اكتساب جديده بانتقائية متميزة. التبعية لكل ما هو بعيد عن الواقع المتجدد التي يمارسها البعض من المثقفين المندائيين ، هي نتاج ثقافة مجتمعية لوسطنا المندائي ، يحتّم تغيير النمطية ، ومصادر انتاجها . واذا اردنا ، بكوننا في اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر ، قيادة طليعية في الوسط المندائي ، التأكيد ومن جديد ، الاحتفاظ للمثقف المندائي بدوره الطليعي ، والحفاظ على صورته خارج الايديولوجيات السياسية ، فاننا سنظل في مسيرتنا في هذا السعي ، بتشخيص العديد من الظواهر المرضية التي تقف على رأسها ، الازدواجية ، والتزمت ، والمزايدة الرخيصة.. الخ ، من اجل الحفاظ على المواقف الداعمة للانسان المندائي وقضاياه الراهنة. لقد جعل الاتحاد ، الفعل الثقافي الحر والمتطور فعلا مركزيا في الثقافة المندائية على كل مستويات الابداع ، وتناول القضايا الفكرية والتراثية والسياسية . كما انه ادرك وبشكل مبكر تاريخية الابداع ، وبلاغة الحضور في الزمن، باعتبارها حالة ثقافية معرفية ، ذات قدرة على الاستمرار والتواصل مع الحياة ، وتخصيب المعرفة الابداعية المتطورة والجديدة بامكانات ومؤهلات تسمح باضاءتها . ان كل ثقافة لاي مكون من مكوناتنا مهما كبر او صغر حجمه ، يعتمد على الابداع والمبدعين في تخليد زمن وجود المندائية، وحفظ رؤيتها من التلف التاريخي. ولهذا السبب فان اتحاد الجمعيات المندائية ومنذ تأسيسه ولحد الان ، يساند بكل قوة ، الابداع بكونه القوة القادرة على مواجهة التقلبات والتحولات ، وقادر على تحصين تجمعنا البشري ضد الابادة والتشويه والاقصاء.

نشرت في وجهة نظر
الخميس, 11 شباط/فبراير 2016 21:52

في رحيل الفيتوري… هل تأخرت !

 

عرفته منذ أربعين عاماً وبيننا أخوّة وصداقة . حضرنا احتفالية مرور عام على وفاة الشاعر بشارة الخوري ، إذ كنتُ أمثل العراق، وكان الفيتوري يمثل السودان ، وعمر أبو ريشة يمثل سوريا وسعيد عقل يمثل لبنان وحسن القرشي يمثل السعودية والشاعر عزيز اباضة يمثل مصر وعبد المنعم الرفاعي يمثل الأردن وكمال ناصر يمثل فلسطين والسقاف يمثل الكويت.
وكان الفيتوري في هذا المهرجان أبرز الشعراء قصيدةً وإلقاء.
كان الفيتوري (سودانياً) يفخر بأفريقيته وأعجب القراء العرب بديوانه «أغاني أفريقيا» واعتبر من أعمدة الشعراء الكبار في النهضة الشعرية الحديثة، ثم، وما بعد ثم، وهي أخت لكنّ، فجأة تحوّل إلى (ليبيا) وأعطي منصباً دبلوماسياً في سفارات ليبيا، وصار ملحقاً للقذافي الذي أنعم عليه ونال من كراهية العرب للقذافي نصيباً. وهكذا السياسة تحط المتفوق وترقع الهزيل بقدرة المال والمنصب .
عاش الفيتوري مُنعماً مادياً وهو ليبي ،   ولكنهُ تخلّف عن الفيتوري السوداني ، وشمله الإهمال عربياً . وعاش بعيداً عن وطنيه الاثنين ليبيا والسودان، ملتجأً إلى المغرب ، بما كان له من بقية المال ، تزوّج مغربية ورزق بابنة واشترى بيتاً ، وهذا زواجه الثاني ، إذ الأول كان من سودانية جميلة اسمها آسيا وله منها ولد ثم طلقها .
وبقي له في لبنان أصدقاء ، مثل المحامي الشاعر عبد الله الخوري نجل الأخطل الصغير، وكان له في بيت عبد الله الخوري في جونية احترام ومحبة ينام عندهم أحياناً في بعض زياراته. ومرض عبد الله الخوري، وبدأت ذاكرته تضعف، فكان الفيتوري إذا سلّم على عبد الله ولم يرد عليه بالحرارة نفسها التي كان يستقبله بها، كان يحمل في نفسه غضباً قاسياً أفرغه مرة أمامي، وكنت في ذلك الوقت أجهل أن الأستاذ عبد الله الخوري بدأ ينزل في بئر مظلم مع الأسف.
التقيت الفيتوري عدة مرات في لبنان، خاصة مع صديقنا الوفي ياسين رفاعية، الذي لم يتخل عنه أبداً أثناء زيارته لبنان. آخر لقاء كان لي مع الفيتوري في دعوة بدار الشاعر زياد ذبيان ، وكان من الحاضرين الفنان الياس الرحباني والشاعرة اللبنانية باسمة باطولي وآخرون والفيتوري بكامل صحته وتألقه ، ثم سمعت مع الأسف بأنه مريض ، ولسنوات طويلة في المغرب بعناية زوجته المغربية وابنته . نقل لي صديقه فارس يواكيم أنه زارهُ في بيته في المغرب فلم يعرف صديقه فارس وكان متوحداً يكرر جملة بعينها كل فترة ولا ينطق غيرها.
أسفاً عليك كيف تحوّل ذاك الشاعر الملهم وسيد المنبر إلى هذا الخواء، لا تقولوا للشاعر الله يطول عمرك إن كنتم تحبونه.

اديبة عراقية ـ سان دييغو

نشرت في وجهة نظر

تكمن اهمية المخطوطات ، كونها كتابات مدونة على الواح الطين والرصاص ، بالاضافة الى أواني الاحراز الفخارية ، والتي تحمل بين طياتها نصوص تنقل الينا الخصائص المعبرة عن كل مرحلة من مراحلها التاريخية المهمة ، ذات المضامين التراثية والثقافية والفنية واللغوية ، وهي حصيلة ما خلفه لنا الاجداد من فكر وعلم ومعرفة لحوادث ووقائع الماضي السحيق ، ومن طقوس دينية مكتوبة وموروثة تراكمت بتعاقب الدهور .
فلكل امة من الامم تراثها الذي هو مرأتها العاكسة لحضارتها وعظمتها وعنفوانها تتميز به وعليه تستند لحاضرها ومستقبلها ، وهو ملك غال تعتز به الامم وتتفاخر به وتصونه على مدى الايام ، وتتسابق في الحفاظ عليه والعناية به وتضمن نشره على الملأ .
لذا فان المخطوط عبارة عن كائن حي قابل للتجدد ، فيما اذا وجدت له العناية اللازمة والمعالجة الكافية ، كونه يمرض كما يمرض اي كائن اخر ، لكن امراض المخطوط تكمن في الاهمال ، كونه مصنوع من الورق او الرقوق او الواح الطينية القديمة ، معرض للتلف من الرطوبة والعثة والماء والحريق .
والطرق الحديثة المتبعة للحفاظ على الكتب والمخطوطات القديمة ، من تجليد وترميم للوثائق والكتب والمخطوطات المختلفة .
الطريقة الاولى المتبعة عملية الترميم ، وهذه الطريقة فيها نوع من الصعوبة وتحتاج الى الوقت والى المهارة ، اما الطريقة الثانية : وهي عملية تجديد المخطوط ، عن طريق الاستنساخ اليدوي وبالاقلام ، او التصوير الاكتروني .
ان المحافظة على المخطوطات هي نفسها كيفية المحافظة على التراث القديم الخالد لكل امة .
وقد استحدثت مستشفيات خاصة لمعالجة المخطوطات التالفة كما هو موجود الان في اسطنبول - تركيا او في مكتبة الاسكندرية ، او مكتبة القدس في فلسطين ، وفي قرطاج - المغرب
والعراق زاخر بالمخطوطات التاريخية القديمة ، كما في مكتبة النجف - العراق ، ودار المخطوطات في بغداد ، لكنها بحاجة الى المعالجة والعناية واعادة طرحها بين أيادي العامية .
والطائفة المندائية لها خصوصيتها وتراثها المتمثل بارشيفها ومخطوطاتها الدينية رغم ندرتها وتبعثرها هنا وهناك ، لكن ضروري جمعها ووضعها في مكان حافظ لها ، لتكون مرجع ثقافي عام لمن يريد التعرف على تراثنا الثقافي والديني ، فعندنا بيت المعرفة المندائية المجاور لمندي الطائفة في بغداد ، الذي نطمح منه ان يكون ذي مكتبة عامرة حافظة للمخطوطات المندائية ولارشفة الكتب الدينية القديمة والمنسوخة وللصور الاجتماعية التراثية ، بالاضافة الى متحف مندائي حافظ للرقم الطينية واواني الاحراز المندائية وغيرها من النشاطات والاعمال الفلكلورية الشعبية المندائية ، ومؤسسة حفظ الذاكرة والتراث المندائي في هولندا اوعند الافراد ، في اماكن تواجدها من الصور والمخطوطات القديمة و الحديثة .
لذا فان المخطوطات بشكلها العام تمثل الحصائل من الكنوز التاريخية لحضارة وسيرة حياة وتراث لتلك الامم والشعوب الزائلة منها والباقية الى اليوم ، لذا فان لوزارة الثقافة العراقية ولمنظمة اليونسكو للثقافة والفنون دور كبير في المساهمة الفعالة في احياء هذا التراث المندائي الخالد والمحافظة عليه من الضياع والاندثار والزوال .

نشرت في كلمة الأتحاد
الخميس, 11 شباط/فبراير 2016 21:07

بين 8 شباط 1963 و 9 نيسان 2003

أربعون عاماً لقيام الثورة
البيضاء
أربعون عاماً لحمامٍ
من الدماء
اربعون عاماً من
الشَّـقاء
أربعون عاماً لشعبٍ
يُقدّمُ
الـــولاء
أربعون عاماً من
البغضاء
أربعون عاماً من
حملةٍ شعْواء
أربعون عاماً من عيشٍ
بلا رجاء
أربعون عاماً
خوفٌ من
الأصدقاء
أربعون عاماً لسرطانٍ
بلا
شِفاء
!أربعون عاماً لحمامٍ
من الدِّمــــاء
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أربعون عاماً من
المُعاناة
أربعون عاماً من
المُحاباة
أربعون عاماً من
اللامبالاة
أربعون عاماً لشعبٍ لم يجنِ
سوى المرارات
أربعون عاماً من
الشعارات
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أربعون عاماً والعمرُ
فقد معناه
أربعون عاماَ والعمرُ بين
السجون تاه
أربعون والكلُّ عّذِّبَ و...
مات
الكلُّ ينظر ، الكلُّ يفهم
ولا شاهـد
الكلُّ يسمع ـ الكلُّ يُعـدم
ولا شاهد
وإن شَهِد شاهـد
فهو بلا غــدٍ
واعــد
سيصبحُ من التاريخ
وقبرُه بلا
شاهد

نشرت في شعر
الثلاثاء, 09 شباط/فبراير 2016 17:12

نعي للراحل عزيز سباهي

إلى عائلة الفقيد الرائع والإنسان المناضل والكاتب والصحفي المبدع والصديق النبيل ابا سعد
أل اخواتي وإخوتي المندائيين، الى اخوتي واخواتي رفاق واصدقاء ومحبي الفقيد ابوسعد
تلقيت نبأ وفاة الانسان النبيل ورفيق حياة العزيزة ام العراقيين والعراقيات ام سعد ، ليلى الشيخ

، ببالغ الحزن والاسىف، فوفاته خسارة كبيرة لعائلته الكريمة وحزبه وأصدقائه ومحبيه ووللعائلة المندائية الكبيرة ولشعبنا العراقي. خسارة فادحة للجميع ولي، ويكفيه عزة وفخرا نضاله المديد وعذابات السجن القاسية وحياة الأبعاد المريرة، يكفيه فخرا ما انجزه من بحوث وكتابات وكتب لصالح القضية لعراقية، لصالح الشعب العراقي، انه فخر لنا جميعا .
لقد أنجب المندائيون الكثير والكثير جداً من أمثال  د. عبد الجبار عبد الله وعزيز سباهي وستار خضير ، انهم رموز عراقية مقدامة ونماذج رائعة يقتدى بها وبنشاطها وعلمها وحيويتها. لتبقى خالدة ونقية ذكرى العزيز الكبير ابو سعد
الصبر والسلوان لعائلته العزيزة ورفاق دربه ومحبيه

 

نشرت في اخبار عامة

كلما حاولت الكتابة عن أخي ورفيقي ( عصام حسناوي ) ترددت , ثمة هاجس ينتابني كلما هممت بنعيه أواستذكار سيرته المتوهجة بالصدق والتفاؤل , ربما لا أريد الإستسلام لفرضية غيابه الأبدي , تعرفت عليه في الأيام الأولى لدخولنا كلية الآداب – جامعة البصرة خريف العام 1973 وانتظمنا سوية في صفوف اتحاد الطلبة العام , كان متوقد الحماس لأن يجعل من وجودنا في الحياة الطلابية أمرا لايقبل المساومة مفترضا أن الأجواء في ظل التجالف الجبهوي الجديد توفر فرصا أفضل للنشاط والمثابرة , مع إن العوائق والمشكلات تتفاقم والأحقاد تعتمل في نفوس أدمنت الكراهية ولعق الدماء , وإن هي إلا فرصة للمناورة والخداع واصطناع المكائد ليتسنى للذئاب اقتناص فرائسها في غفلة من الحارس اليقظ الذي أجهدته سنوات الكفاح المضني والمكابدة وراء القضبان في الزنازين ,أو في الأقبية المظلمة ودهاليز التعذيب .. فآثر الإحتماء بمظلة كذوب ريثما ينفتح أفق آخر ..كنا نتخيل – بما لدينا من حماس ورومانتيكية ثورية ومعارف بسيطة – أن التاريخ طوع ارادتنا وأنه يمكن إعادة بناء العالم على وفق تصوراتنا وأحلامنا..عصام القادم من الناصرية ينتمي إلى أسرة ذي صلة بالشيوعية واليسار وما كان بعض أفرادها شيوعيين , على أنه يتحدث عن الحزب الشيوعي كما لوأنه أحد معارفه . افترقنا في التخصص وانخرطنا في الحياة اليومية للبصرة في السبعينات بتقاليدها وطقوسها , مسراتها وأشجانها ..فمن حضور فيلم سينمائي في إحدى صالات العرض الى تجوال في المكتبات الى نزهة على شط العرب والإستمتاع بالحديث في جلسة بكازينو الى سفرة طلابية في بساتين أبي الخصيب أو منطقة الأثل في أيام الجمع والعطل , أقمت معه في غرفة مستأجرة في سوق العشار لسنة دراسية واحدة مع أصدقاء آخرين ( عبدالأمير عبد الخضر, طالب حسين ) هي اليوم لديّ من أجمل أيام العمر ..افترقنا بعد التخرج عام 1977 وانتقلت عائلته الى بغداد – البياع حتى آلت الأحوال أن أشهد أيامه الأخيرة في البصرة , اندهشت حين التقيته في أجد الأيام من ربيع العام 1980 , فوجئت به كما فوجىء بي ..أية ريحِ قذفت بك الى البصرة في أكثر أيامها قسوة واضطرابا ؟ تفرق أبناؤها الطيبون فلم تعد كما تعرف ياصديقي ! قال أنه قادم الى البصرة من جديد ليعمل مدرسا ويسعى للإقامة فيها بعيدا عين أعين السلطة , وفي لقاء آخر تعرفت الى خطيبته التي كانت من البصرة , نسب الى متوسطة جنين للبنين في قضاء الفاو جنوب البصرة , ثم انقطعت أخباره عني حتى علمت بانقطاعه عن المدرسة بعد فترة ليست طويلة من مباشرته بالوظيفة ولكني لا أعرف الكيفية التي ألقي القبض عليه بها .. عصام يمتلك من الصدق والإصرار والحذر ما يرجح فرضية أن ذئاب الفاشية أوقعت به عند منعطف في المدينة أو في المدرسة أثناء الدوام المعتاد أو في الطريق الى البصرة عبر دائرة مغلقة من الأسئلة هي بمثابة مصيدة للإستدراج والفتك : هل أنت بعثي ؟ لماذا لا تنتمي للبعث ؟ اذا لم تكن بعثيا ولا تريد الإنتماء للبعث وقع على القرار 200 الصادر من مجلس قيادة الثورة (سيء الصيت) لتحييد نشاطك السياسي ! وإذا لم توقع فأنت شيوعي .. هذة هي الإنشوطة الإنتقامية التي صممها العقل الفاشي ووقع ضحيتها الآلاف من المناضلين ..
سلاما ومجدا أيها الصديق العزيز عصام حسناوي....

نشرت في شهدائنا

البلاغ الختامي للمؤتمر الرابع والعشرين للجمعية المندائية في ستوكهولم بعد التصحيح
في الساعة 3:15 من مساء يوم السبت 6/2/2016
افتتح الاستاذ جابرالدهيسي عريف الحفل المؤتمر الرابع والعشرين للجمعية المندائية في ستوكهولم،
بالترحيب بالحضور الكريم، وبعد الاستماع الى النشيدين الوطنين العراقي والسويدي، والوقوف دقيقة صمت
حداداً على ارواح
شهداء العراق والحركات الوطنية.
* تلى عريف الحفل بعض من السطور من كلمة الجمعية
* ثم قرأ عريف الحفل رسالة الاستاذ (بكر فتاح حسين) سفير جمهورية العراق في مملكة السويد .
* كلمة الجمعية القاها الأستاذ فاضل ناهي رئيس الجمعية .
* القى الاستاذ ماجد جبار لفته كلمة السكرتير العام لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر (حيدر يعقوب يوسف) .
* كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي، القاها الاستاذ فيصل الفؤادي.
* كلمة الجمعية المندائية في اسكلستونا القاها الاستاذ حكمت خيري.
* كلمة الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في المهجر تلاها عريف الحفل.
* كلمة اتحاد الجمعيات العراقية في السويد تلاها الاستاذ عبد الواحد الموسوي .
* رسالة الاستاذ حارث شنشل السنيد ممثل الطائفة في البرلمان العراقي القاها عريف الحفل.
* كلمة جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم ألقتها الاستاذة مها الرومي مسؤولة الجمعية .
* الاستاذ نبيل تومي عن التيار الديمقراطي العراقي القى كلمته.
* كلمة مكتب سكرتارية مجلس طائفة الصابئة المندائيين في السويد تلاها الأستاذ سمير غياض .
* عن جمعية زيوا المندائية في سودرتالية، الاستاذ سلام غريب القى كلمة الجمعية.
ووصلت برقيات الى المؤتمر من
جمعية بابلون للثقافة والفنون ، جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين .السويد ، رابطة الانصار في ستوكهولم
وشمال السويد ، سهير بهنام ، جمعية المرأة العراقية .
* في بدء الجلسة الثانية وبعد استراحة لمدة ١٥ دقيقة، القى الكنزبرا سلام غياض كلمة قيمة اشاد بها بعمل
الجمعية وهيئتها الادارية السابقة، وأشار الى مكسب اوربي باعتبار ان المندائيون يتعرضون الى التطهير العرقي
في وطنهم الام العراق، ونتائج هذا القرار التي ستكون لمصلحة اللاجئ المندائي العراقي.
تلى عريف الحفل المنهاج المعد للمؤتمر .
تم انتخاب هيئة رئاسة المؤتمر من السادة
د. سعدي السعدي
فوزي صبار طلاب
خولة مريوش
كما تم اختيار لجنة التوثيق من السادة
الاستاذ فاضل فرج خالد
طالب عاشور الكيلاني
بينما اختير الاعتماد من السادة
عاكف سرحان
ماجد الدهيسي
عرض الاستاذ عدي حزام عيال التقرير الانجازي خلال الدورة السابقة، وكان على شكل فلم من
اعداده وإخراجه وتعليق الاستاذ منذر نعمان عوفي.
* عرض التقرير المالي واطلع الحضور عليه الاستاذ سرمد عوّاد سعدون الأمين المالي للجمعية.
* طالع الاستاذ خزعل فنجان تقرير الرقابة المالية.
* جرت مناقشة التقريرين الانجازي والمالي وتم اعتمادها بالإجماع .
ثم اعلن السيد فاضل ناهي رئيس الهيئة الادارية للدورة السابقة حل الهيئة ..
* حدد عدد الحضور من الاعضاء بالاسم
* انتقل المؤتمر الى مناقشة عدد من المقترحات والتي تخص عمل الجمعية حيث تحدد عدد من
الاعضاء، واتخذت عدد من القرارات والتوصيات بهذا الصدد.
* فتح باب الترشيح لعضوية الهيئة الادارية ، وفاز كل من السادة المدرجة أسمائهم في أدناه بعضوية الهيئة الادارية :-
1 ـ فاضل ناهي طلاب
2 ـ سرمد عواد السعدي
3 ـ نمير نهاد السليم
4 ـ عدي حزام عيّال
5 ـ لؤي حزام عيال
6 ـ منذر نعمان عوفي
7 ـ رفعت مطشر الهلالي
واعتبر الفائزين بالتسلسل 8 ، 9 كأعضاء احتياط
1 ـ سحر عبد الرزاق مسلم
2 ـ سعيد ثامر موزان
وأنتخبت لجنة الرقابة والتدقيق المالي
1 ـ إبراهيم مايع طلال
2 ـ نزار نسيم الخميسي
3 ـ خزعل فنجان كيطان

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014