• Default
  • Title
  • Date
السبت, 29 آذار/مارس 2014 11:10

يردنا – الماء الجاري

ان كلمة يردنا جاءت من جذر" ردا " بمعنى يجرى, يسافر, يطوف ومنها كلمة " ردايا " بمعنى مار,عابر, جاري وبذلك فأن معنى "يردنا "  يكون لوحده "الجاري" و مجازا" هو الماء الجاري اما كلمة نهر فموجوده في اللغة المندائية بصيغة –نهرا- و منها ديوان نهرواثا.

و لكن مصطلح "يردنا" اخذ بعدا" مقدسا" لارتباطه بجذور التكوين السماوي –النوراني- الاول للحياة في عالم النور, حيث جاء في المندائية تسلسل وجود الماء كما يلي:-

1* يردنا ربا قدمايا و هيي اليردنا الاولى العظيمه في عالم النور.

2* يردنا ربا اد ميا هيي وهي يردنا الماء الحي في عالم النور.

3* نبطا سغيا, هي النبته العظيمه المرسله من داخل يردنا الاولى الحية العظيمه. والتي صارت اساس الطيبات المبعوثه للارض- عندما دخل الماء الحي في النباتات ومن ثم باقي المخلوقات "لنبطا سغيا من كو يردنا ربا ادهيي قدمايي" و بعبارة اخرى فهي "ميا سغيا" اي الماء المرسل. بوثة الاثنين صباحا"- نياني اد رهمي.

4* دخول "مياهيي" الماء الحي على الماء الارضي (ميا تاهمي)- مياة التخوم- لغرض بعث الحياة فيها ومنها لتكون الحياة بكل اشكالها.

5* ميا سياوي – وهي المياه السوداء المكونه للماده, الموجوده داخل الارض- منيهون ومن هناتون ميا سياوي كبلت" اي منهم ومن تلك المياه تجبلت, "بوثة قشش"- سيدرا اد نشماثا.

معيار شرعية الماء:-

ان شرعية الماء وصحته للانسان والمخلوقات تكون بذاته لانه منبع الحياة وباعثها في الموجودات منذ ان تكون في عالم النور سابقا" ومماثلا" للضوء ومن النور اصله ومن ثم امتلاكه قوة التكوين, بصفته ( اب لكل العوالم العليا والوسطى والسفلى, انه علاج يفوق كل انواع العلاج وهو مقسم الى سبعة اسرار لايشبه احدهم الاخر). ألف وترسر شياله

وبالتالي فأن الانسان لايدرك قدرة الماء. "اد انش بهيلي لامصي". الرشامه

وبما ان تكون الماء كان حرا" في عالم النور (مياهيي) لذلك فان قدرته وشرعيته تكون بذاته ويعتبر كالنشمثا, ولكنه عندما جاء الى العالم الارضي دخل على الماء الارضي بنسبة 1/9 والذي يعتبر كالجسد باعثا" الحياة فيه ومن ثم في كل المخلوقات.

"انهر كوفني بكو ميا واتقيم كبيري بيردنا" انارت السلالات داخل الماء وتقومت المخلوقات في الماء الجاري- قابين شيشلام-  وجرى هذا الماء في تراب الارض مكونا" الانهار التي أخذت قدسية كفتيها من الماء الجاري الذي يجري بداخلها.

لذلك فان معيار نظافة الماء تكون عموما" بخلوه من عوامل التلوث المادية التي هي بسبب الانسان والمخلوقات الضاره, أما في حالة انقطاع جريانه فأنه لايصلح لاداء مهمته الحياتيه السامية, لسرعة تصاعد عوامل التلوث به من البيئة المحيطه (الانسان والمخلوقات) ولفعل الاجزاء السبعه المادية فيه- ودليلها اسير يما, واسرين ترين كيفي أد يما- مقيد البحر وكفتيه- التي تطلق من قبل الترميدا اول دخوله للماء الجاري وليس البحر. بمعنى ان تلك الاجزاء الثمان المادية تابعه ل(ميا تاهمي) اي مياه البحر المؤذية.

وبذلك فأن معيار شرعية الماء يتحدد ب:-

1* نقاء الماء بذاته اي احتواءه على اكبر قدر ممكن من عامل الحياة (مياهيي) ومصدره المنبع السماوي.

2* نظافة الوسط الجاري او الاناء الذي يحتويه وخلوه من عوامل التلوث.

3* عدم تسببه بالضرر او الامراض.

والقياس يكون بخلو الماء الطبيعي من اللون والطعم والرائحه, وعن طريق وسائل القياس العلمي الذي يثبت خلوه من عوامل التلوث الكيميائية والجرثومية والاشعاعية المسببه للامراض. وبالنتيجة فأن أي نسبة من هذه العوامل تصل الى الحد غير المسموح به علميا" فأن هذا الماء لايعتبر – يردنا اد مياهيي - ولا يصلح للاستخدام الديني, وأن نطق الاسماء والبواثا المباركة عليه تحمل من يقوم بها ذنبا" كبيرا" بقدر الضرر الذي يوقعه هذا الماء على الحياة. وبذا فأنه لاوجود لقدسية لمثل هذا الماء. كمثل الانسان الذي خرجت نفسه من جسده ويبقى جسدا" نتنا" باطلا".

شرعية ماء الاسالة:-

تأتي من العوامل التالية:

1* يعتبر جاريا" أثناء فتح الصنبور واستعماله.

2* يعتبر نقيا" لخلوه من عوامل التلوث المسببه للامراض لخضوعه للكشوفات العلمية اليومية.

3* يديم الحياة للانسان والمخلوقات الاخرى.

4* لا يسبب ضررا" مرضي للانسان والمخلوقات الاخرى.

5* يعود مصدره الى – يردنا اد ميا هيي- اي الماء الحي الجاري الساقط من السماء.

6* هو المصدر الوحيد للماء الذي لاغنا" عنه في كل بيت, ففي حالة تحريمه دينيا" فأن ذلك معناه منع المندائيين من دينهم واداء طقوسه المهمه من طماشة ورشامة وبراخا ولوفاني...الخ وبذلك تكون الخسارة كبيرة.

شرعية الاحواض ذات الماء الجاري

ان الخلاف الموجود حاليا" بين بعض رجال الدين ليس على شرعية الاحواض بحد ذاتها وانما على الماء الجاري الذي يسري داخلها فالبعض منهم حرم أن يكون مصدر الماء هو ماء الاسالة, رغم أن المصدر هو بالنهاية الماء السماوي (مياهيي) وان تدخل الانسان هو لتنقية هذا الماء وجعله صالحا" للاستخدام البشري علاوه على ان الحكم على هذا الماء (كما اسلفنا) يقوم على اساس نقاءه بأحتواءه على عنصر الحياة (مياهيي) وخلوه من العوامل الضاره والمسببة للامراض. ولا يصح قياس افضلية الماء نسبة" الى جسد الانسان – كما ورد في بوثة بيت مشقال ايني – "كلهين ايدي كنب قدامخ ,وكلهون اسفي كدب, ميا بيردنا زكايا قدامخ لايت مندادهيي" اي كل الايادي سارقة امامك وكل الشفاه كاذبه الماء الجاري وحده زاكيا" أمامك ليس مثله يكون يا مندادهيي"

الذي نراه ان حقيقة الخلاف على شرعية ماء الاسالة يعود الى اسباب سياية واجتماعية بالدرجة الاساس, اوأختيار الحل الاسلم الذي يتصوره بعض رجال الدين حيث استغل البعض منهم هذه المسألة سلاحا" مسلطا" ضد البعض الاخر الذي ينادي بالتيسير والتنوير والتحضر, مستغلين قلة الوعي المندائي عموما" لدى العامة.

وقد صدرت فتاوي عديده لرجال ديننا الافاضل في العصر الحديث في العراق. بتحليل ماء الاسالة دينيا" بدأ من الشيخ سالم شخير عام 1967 والشيخ عبدالله الشيخ نجم عام 1996 شافق هطايي نهويلون بتأييد ومباركة كل رجال الدين في العراق وانتهاء" بالشيخ ستار جبار حلو والمجالس الروحانية التي تشكلت برئاسته في العراق وسوريا. وكان اول استخدام للحوض بماء الاسالة الجاري في البصره عام 1976 – ثم في بغداد عام 1980 ومن ثم في باقي المحافظات ومعظم دول العالم التي يتواجد فيها المندائيون. حيث اثبتت تجربة المنادي ذات احواض الماء الجاري وخاصة خارج العراق وايران فعاليتها ونجاحها باعتبارها عامل الانقاذ الاول للمندائيين.

الخلاصة// ان يردنا تعني الماء الجاري الحي الصالح للاستخدام البشري دون تسببه في أي ضرر ان كان هذا الماء يجري في وسط طبيعي كالانهار والقنوات او النابع من العيون أو المسحوب من الابار او من ماء الاسالة, حيث ان مصدره واحدا" الا وهو المنبع السماوي المبارك – يردنا ربا اد مياهيي- وهيي زاكن.

*كتبت لصالح المجمع الصابئي المندائي للتنوير.

Sydney- Australia

13\01\14

      

الجمعة, 14 شباط/فبراير 2014 16:55

باسم الحي العظيم التسبيح الاول

  باسم الحي العظيم     التسبيح الاول

معظم هو الحي البهي..... مبجل هو النور السني

بعدما الارض بسطت، والسماء رفعت بعد ماضوء الشمس انتشر وتجلئ القمر.... امرت الملائكة ان تجبل ادم. وجبل ادم.... ها هو مطروح.... جسد دون روح

من بيت هيي الامين، خرجت نشمثا، ومعها ثلاثة من الاثريين  ثلاثة اثريين حملوها، وبعيدا عن الجسد اقاموها.... ثم حاولوا فيه ان يدخلوها.* خافت نشمثا

واجفلت.... ثم بكت واعولت.... والئ الجسد مادخلت. ايها الاثريين.... ايها الثلاثة الصالحون....هبوني ساعة واحدة اعينوني....ساعة واحدة انتظروني... اصعد فيها صوتي المقهور الئ بلد النور* ساسال الاثريين اخوتي.... ماخطيئتي؟

بماذا اخطات بينكم فاربكتموني، وعن موطني اقصيتموني..... لم خذلتموني ومن بيت ابي اخرجتمني؟ ساتوسل الئ مندادهيي ليرسل الي احد الصالحين.... يحطم هذا الجسد المهين، ويخرجني من هذا العالم اللعين، ويعود بي الئ بيت ابي الامين

ان جذري هناك قديم.... وان ابي هناك مقيم ....فلم حملتموني الئ هذا المكان الرجيم؟ الكي يعمني الاشرار؟.... ويغويني الخطاة والفجار؟... وتملا اذني تعاويذ الكفار؟   الان سيتغلب علي الخاطئون.... سيعلموني مما يعلمون، ويكلمونني كما يتكلمون، فينسونني من اكون.... وساهبط الئ الاعماق التي اليها يهبطون.....يغوصون فلايصعدون

يانشمثا الحي الحرة.... يابنة المصابيح الثرة.... مرة بعد مرة... نقول لك ايتها النشمثا البرة::: ابعدي عنك تمرد التنين والاسد وادخلي في هذا الجسد، فتبكين وتولولين، وتعاصين وتمتنعين

ايها الصالح السني الصبيح.. يارسول جميع المصابيح ان كنت تريدني ان ادخل هذا الوعاء، فهبني سلاحا ادفع به البلاء فسيتكاثر حولي الاعداء

يانشمثا الحي الحرة....يابنت المصابيح الثرة.... اي سلاح تبتغين، امضئ من السلاح الذي تحملين؟ معك الناصورائية، الكلمات الصادقة الحية....هي سلاحك الجسور، الاتي اليك من بيت النور.

ايتها النشمثا البريئة... من اجلك رفعت السماء وعلقت فيها هذه النجوم المضيئة... ومن اجلك كثفت الارض وامتلات بالثمار الوضيئة* من اجلك الحي امر، فاشرقت الشمس واضاء القمر* ومن اجلك خلقت الرياح الاربع، والاريج تضوع، والاثير سرئ ومن اجلك الماء جري.

يانشمثا الحي. سكبت الحكمة في قلبك....لتسبحي لربك ستذكرين ربك وتسبحينه، فيحل بك الامن والسكينة.

سيمر الزمان ... ويئين الاوان* السنين كالظلال تتخاطف وتغير ، والشهور كمطالع الفجر تطير....كلها الئ اجل مسمئ تسير* الفرح يزول  والغناء يحول والذهب يدول الاغنياء يخرجون من غناهم والاسياد من ممالكهم وقراهم....يتركون لابنائهم ماكانوا يكنزون، ويذهبون الئ النار فيحترقون.... ويخرج الفقراء والمظطهدون....وبما قدموا يوخذون* سوف تزول المعمورة وستعودين لبيتك ايتها النشمثا الحزينة المقهورة.بقوة الحي وقدرته... وعلئ اسم مندادهيي  وسمته... والوعد الذي وعدنيه. سرت الئ الجسد ودخلت فيه، فصرت قرينته.... اراقبه واداريه

 ودار حولي المنافقون، والاشرار والفاسقون، الئ اغوائي يتسابقون. ولكن مندادهيي راني فثبتني واوصاني، ومن ضوئه كساني* قال لي ::: يانشمثا الحي.... انك من بيت الملك المالك....كوني حذرة في اقوالك،تقية في افعالك، لكي تخرجي نقية من هذا البيت الهالك. والحي المزكي

خادمة الكشطا امل عسكر داخل

__._,_.___

 

الإثنين, 10 شباط/فبراير 2014 13:41

كنزا ربا التسبيح الثامن

باسم الحي العظيم    كنزا ربا التسبيح الثامن

انا مانا* انا ادم الذي من بيت هيي اتئ* فارقت ذلك البيت، ولدار النقصان اتيت

* ايتها العيون الزائغة لاي شئ تنظرين؟ ايتها الالسن الادغة باي شر تنطقين؟

ايتها النفوس الفارغةماذا تتعلمين؟ وبماذا تمتلئين؟ ماجئت من اجلكم بل الحي ناداني ماجئت من اجلكم ، بل من اجل الثاني

من اجله الحي ارسلني واوصاني لان يمين الثاني طاهرة..... ودارته باهرة.... ولكن اجياله لم تتقن اعماله.....فارسلني ربي لاتقانها.... ولتدارك نقصانها

حين سمعت الملائكة قول ادم استقبلوه وقربوه، وتناخوا فاعانوه* منهم من سخر له الماء ومنهم من سخر له الهواء، ومنهم من وهبه الصحبة والاخاء.... ولكنهم بين الحين والحين، ظلوا له مضايقين.

ياادم. لاتقلق من امرك. اقم بينهم بقية عمرك ثم تصعد الينا.... وتمثل بين يدينا

وصعد ادم من عالمه العاثر، فرائ الضياء الزاخر واحاطه النور الباهر.... ورائ الكمال الطاهر، الذي اليه اتئ. * يامساعدي الهادئ خذ بيدي....خذ بيدي يامساعدي الهادئ من اجلك انت اقمت في العالم السحيق، وبضيائك وعطفك رفع عني الضيق.التقط هيبل زيوا ادم بيمينه، وصعد به واكليله يضئ علئ جبينه.... واقامه حيث بارؤه مقيم..... الحي الازلي العظيم.     والحي المزكي

خادمة الكشطا امل عسكر داخل

بشميهون اد هيي ربي

الأعضاء التناسلية للأنسان

هل هي عورة 

 

الكثير منا ، لايدرك العمق الحقيقي لفلسفة المراسيم المندائية ، ولا اعتقد ان مرد ذلك عائد الى قصور ذاتي ، بقدر ما هو عائد الى الظروف التى مرت بها الطائفة ولقرون طويلة ، من جور واضطهاد من قبل الاقوام المحيطة ، مما جعلها تنزوي وتتقوقع ، ليس على ذاتها وحسب ، بل ومن ذاتها ايضا  ، وهذا ما أثر سلباً على المناخ العلمي  الذى كانت  تمتاز به ، وحولها شيئا فشيئا ، الى كيان منقسم ، إنحسرت فيه المسائل الدينية على رجال الدين ، فيما عامة الناس ، تحولت الى مجتمع استهلاكي ، يعتمد اعتماداً كلياً على رجال الدين  في تفسير المراسيم  الدينية ، وهذا بطبيعته استحداث ظرفي ،  لم يكن قائما في العصور المزدهرة للمندائية ، وهذا الاستحداث  افرز حالتين :ـ

 

 الحالة الاولى ، وتتلخص في الإنكماش الفكري ، والذي طغى على عموم المندائيين ، نتيجة  لإنفراد رجال الدين آنذاك بالمسائل الدينية أولا ، وتحول السلك الكهنوتي الى مهنة طقوس ثانيا ،  مما افقد الطائفة الكثير من الركائز الحيوية ، والتى لايمكن لاي امة ان تواكب الإستمرارية فى الوجود  من دونها ، وهذه الركائز هي ، اللغة والتأريخ والفقه الديني ، والتى اخذت تتفتت شيئا فشيئا ، لعوامل عدة ، اهمها الجمود الفكري الذى احاط بالمجتمعات المندائية أنذاك ، وانفراد الطبقة الكهنوتية بالكتب والمخطوطات المندائية ، وعدم السماح ليس لعامة الناس بالاطلاع عليها وحسب ، بل تعدى ذلك رجال الدين فيما بينهم ، مما أثر سلبا على توجهات العامة ، وعزوف الكثيرين عن متابعة الفقه المندائي ، وتحول الدين المندائي الى مجموعة من الطقوس ،  تجرى بشكل تقليدي ، حتى ان اغلب الذين يقيمون تلك الطقوس لايفقهون معانيها الباطنية بالشكل المطلوب ، مما اسهم في دخول عنصر المثيولوجيا في تفسير الكثير من المفاهيم والطقوس الدينية .

 

اما الحالة الثانية  ، فتتلخص بغزو الثقافة الإبراهيمية ، نتيجة لتغلغل الديانات الإبراهيمية في المنطقة ، مما اسهم في تفسير الكثير من الاحداث الدينية تفسيرا يتلائم والفهم الابراهيمي للخلق والتكوين . وكمثال على ذلك الأعضاء التناسلية والتي هي اساس موضوع البحث  ، فمفهوم الديانات الإبراهيمية ،   للأعضاء التناسلية مفهوم سلبي يضع تلك الأعضاء في خانة العورة ،  وغالبا ما يُنظَر اليها نظرة دونية،  فاليهودية على سبيل المثال تنظر الى الاعضاء التناسلية على انها اتت نتيجة لأكل حواء وادم من شجرة الخير والشر ، والتي ستقود في اغواء البشر الى الرذيلة ، والتي وبسببها رفض الرب الاله [يهوه] الابقاء على ادم وحواء في الجنة ، فاخرجهما منها ، بعدما اخاط لهما مآزر لتغطية عورتهما ، وهذة الاسطورة ، اخذت وبمرور الزمن تتغلغل عند الكثير من الأديان  التي خرجت او تأثرت باليهودية ، حتى ظهرت الكثير من الطوائف الدينية ، التي اعتمدت مبدأ اخصاء الذات ، سبيلا في قتل الشهوة وهي في المهد ، وكأن الاعضاء التناسلية هي مصدر الشهوة وليس الدماغ ، كما ان الرهبنة في المسيحية هي محاولة يائسة لدرء مخاطر الاعضاء التناسلية [1]  ، على اعتبارها استحداث ظرفي ، اتت نتيجة لخطأ حواء وادم ، ولهذا تأسست فلسفة الرهبنة وعدم الزواج ، سبيلا في الابتعاد من شرور الأعضاء التناسلية ، الا ان الذي حصل ، ان النتائج التي ترتبت عن هذه الاعمال ، هو انتشار الشذوذ الجنسي بين الرهبان والراهبات ، والذي اخذ في الاونة الاخيرة يثير قلق الحكومات الغربية ، بعد إنكشاف حالات الاعتداء الجنسي على آلاف الاطفال . [2] 

  

ولكن ماذا عن المندائية  ، وما هو موقفها من الأعضاء التناسلية ؟ فهل تنظر  اليها على انها عورة ، كما هو الحال في الديانات الابراهيمية ؟ ام ان لها نظرة مختلفة ؟ .

 

تختلف المندائية عن الديانات الإبراهيمية ، في نظرتها الى كل من الخلق والتكوين ، فلم تذكر لنا المندائية شيئا عن معصية آدم او الأكل من شجرة معرفة الخير والشر ، كما ولم تنظر يوما الى الأعضاء التناسلية على انها عورة بل على العكس تماما فالمندائية تنظر اليها على انها اعضاء جسمية تؤدي وضيفة خلاقة الا وهو التكوين وبالتالي فهي لاتختلف عن اي عضو آخر في الجسم  ، الا ان تغلغل النظرة الابراهيمية جعل بعض المندائيين  يأخذهم الحياء في مسألة رشامة الأعضاء التناسلية على اعتبارها عورة ، فكيف ترسم  الأعضاء التناسلية باسم الخالق وهي عورة ؟  ولهذا فقد اخذ بعض الأخوة  يفتي الى ان الوصول الى مقطع  [ روشمي ايلاوي لهوا ابنورا ، ولهوا ابمشا ، ولاهوا اد امشيها ، امشا روشمي ابيردنا ربا ادميا هيي  اد انش بهيلي لامصي اشم اد هيي واشم اد مندا دهيي مدخر الي . ]   انما يراد منه  سكب الماء على اليد اليمنى ، وليس على مكان الاعضاء التناسلية  ، وفي احدى المناسبات الدينية رأيت احد  المندائيين يقوم بهذا الاجراء ، فسألته مستغربا ، فكان جوابه انها رشامة الكشطا ، اي اليد اليمنى وان هذا الترسيم يختص بالكشطا ، وان ترشيم الأعضاء التناسلية انما افكار دخيلة ، فقلت له ولكنك سبق وان رشمت يديك في بداية الرشامة كما في النص [بشميهون إد هـيّي ربي هــلـليـن أيـدن ابـكَــشـطا واسـفـن ابـهـيـمـنـوثا وملـلـنيـن ابـملالي اد زيـوا واسهي طـبـن آب  وصـري دنـهـورا ] فلِما تكرر هذا الحدث ؟  ثم ان هذا المقطع يختص بمسألة التكوين حينما يقول [ روشمي ايلاوي ] اي رسمي انا او رسمي العائد لي ....فالنطفة والبيضة هما من يحدد رسوم الانسان وليس اليد كما في نصوص ترسر التي سنمر عليها  والتي  تؤكد على ان الاعضاء التناسلية هي من تقوم بدور القائم باعمال  التكوين   فما علاقة اليد اليمنى بالتكوين  ؟  وهل تحمل اليد اليمنى رسوم الانسان ؟

فهل  فعلا ان الجزء المختص بعبارة [ روشمي ايلاوي .. ] لا يختص بالاعضاء التناسلية   ؟.

هنالك مسألة ربما هي غائبة عن الكثيرين ، وهي ان رشم الأعضاء التناسلية  لايختص بالمندائيين فقط ، وانما  هي موجودة ايضا عند الكثير من الشعوب القديمة  ذات التوجهات الابراهيمية ، وكذلك فهي منتشرة  في مصر القديمة وبعض الدول الافريقية ،  الا ان رشم تلك الشعوب يتقاطع تماما مع الرشم المندائي ، فالرشم عندهم  لايكون من خلال  طهارة الماء ، وانما من خلال النار التي تعتبر مقدسة عندهم كما هو جار عند المجوس او من خلال المس  بالسيف اي الختان كما هو جار عند اليهود ومصر القديمة او من خلال  المسح  بالدهن كما هو عند الديانات القديمة وكذلك عند المسيحيين في الوقت الحاضر والذي انتقل لهم من الجليليين   .

  وفيما يخص ترسيم الاعضاء التناسلية بالختان  فان هذا الترسيم جاء لسببين الاول ويختص في مسألة الاضاحي البشرية كتعويض للتضحية  الكاملة والثاني  للحد من انتشار الامراض والتي غالبا ماتنتشر نتيجة  للاختلاطات الجنسية ، سيما وان الديانات الارضية  تقر مسألة امتلاك  الجواري وسبايا الحروب ،  اما المندائية  فانها  تحرم  تحريما تاما مسألة الاضاحي بكل اشكالها وكذلك  الاختلاطات الجنسية  وامتلاك الجواري وتحت اي ذريعة  وباي شكل من الاشكال  والسبب في ذلك يكمن في نظرة المندائية الى الاعضاء التناسلية سواء عند المرأة او عند الرجل نظرة احترام وقدسية وتوجب على الفرد المندائي ان يحافظ على تلك الاعضاء التكوينية  [3] من خلال تأسيرها بالعمل الطبيعي الذي اوكل اليها  ألا وهو التكوين ، وهي بالتالي لاتختلف عن الاعضاء المرشومة الاخرى  من حيث الحيطة والقداسة  كالعين واللسان والاذن فمثلما يتم تأسير السمع والنظر والكلام  والخطوات بتعاليم  عوالم النور فان الاعضاء التناسلية هي الاخرى يتم  تأسير عملها  وتحديد مهامها بالتكوين الحلال الذي اوكل اليها ونستدل من  نصوص ترسر الف شيالة  الى ان المندائية لاتنظر الى الاعضاء التناسلية على انها عورة فالنص الذي سياتينا من ترسر  يُشَبه العمل الذي يقوم به عضو التناسل الذكري  وكأنه رسول نوراني [4]  لان العمل الموكل  اليه يشابه عمل رسول النور فمثلما نقل الملاك هيبل زيوا اسرار التكوين ومزجها بصيرورة المادة لتأسير وتكثيف الكون المادي لياخذ مساراته ويكون قابلا ًلإستقبال الحياة التي أمر بها الحي الازلي فان مهام العضو الذكري هي نقل النطفة  [ميا اد هيي] اي ماء الحياة الى الرحم والذي بدوره يحمل سر تكويني آخر وهو البيضة  .

والسؤال رقم  229  من ترسر   يمثل النطفة  على انها  دموث هيي  اي صورة الحياة

كما ويمثل السؤال رقم  224 من ترسر  الجهاز التناسلي الذكري على  انه ينبوع الأسرار ويمثله بانه سر عظيم للذين يستخدمون وضائفه بطهارة  تامة ومن دون افساد  ولكن اللذين يفسدون به  فانهم سيلقون من الأعلى الى اسفل السافلين من العوالم ولن ترى وجوههم النور.

وفي سؤال رقم  226  هنالك ترنيمة حول التقاء نطفة الرجل ببيضة المرأة

بسم الحي العظيم

في اليوم الذي تجلى فيه البهاء العظيم

انبثق من البهاء الداخلي صورة  لليردنا كونت نفسها في مرآتها

صورتها تكونت في اليردنا

الذي كان مرأتها  وفي ماء اليردنا انتج

يردنا اعطى بهائه

وماء في الاثير  انتشر واسعا

وقوة الانوار اسندت  ذاتها  

عبرت عن نفسها وازدادت وتضاعفت  ...... 

والتاج اخذ مكانا

والاكليل قد لف  .....{ اشارة الى التويتة التي تمثل اللبنة الأولى للتكوين البدني نتيجة لإتحاد أسرار الحيمن بأسرار البيضة وإنقسام الخلايا }  

لف الاكليل واوراق الياس ازدهرت .. ازدهرت اوراق الياس ........{ إشارة الى إنقسام الخلايا }

والأشجار حملت ثمارها

.......................

ومن هنا فان رشم الاعضاء التناسلية سواء للرجل او للمرأة انما هو إعتراف وتأسير للأسرار التي تحملها  فالأعتراف يقول ان تلك الأعضاء لا ترسم بمراسيم  عوالم الظلام والمتمثلة  بالكزارة  والتي تتم  عن طريق قطع جزء من العضو التناسلي سواء للرجل او للمرأة او من خلال تعميده  بالنار  او بطقوس المسح بالزيت  او بكلا الطقسين  ، والتي كانت سائدة عند الكثير من الأديان الارضية  ،  وانما يرسم بترسيم الحياة والذي تمثله اليردنا افضل تمثيل  فالحياة لاترسم  إلا بالحياة ، اي ان اليردنا هي اساس الحياة والأعضاء التناسلية تتعامل بدموث الحياة  اي بصورة الحياة . وفيما يخص التأسير فان رشامة الاعضاء التناسلية هو تأسير وتذكير بمعنى ادق ان الرشامة هي في حقيقتها خارطة طريق للانسان تحدد مساراته الصحيحة كي يعمل بموجبها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر :ـ

 

[1] متي 19عدد 12: لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم.ويوجد خصيان خصاهم الناس.ويوجد خصيان خصوا انفسهم لأجل ملكوت السموات من استطاع أن يقبل فليقبل . 

 

[2] http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=qw7JQ5ppsls

 

http://hespress.com/international/19481.html

 

[3]  لان المندائية تنظر الى الاعضاء التناسلية نظرة خاصة وتحيطها بقداسة خاصة ايضا فان اي تلاعب  بتلك الاعضاء من شانه ان يخرج الفرد من الدين المندائي فالذي يختن برضاه رجلا كان ام امرأة لن يكون بامكانه العودة الى المندائية  مطلقا لانه ترسم برسم عوالم الظلمة المبني على النقص والعوز وكذلك المرأة التي تفقد بكارتها نتيجة اختلاط جنسي غير شرعي لن يكون بامكانها ان تحتفض بمكانتها الدينية ولن تستطع عقد مهر زواج معترف به دينيا لانها دنست اهم عضو في جسمها  الا وهو عضو التكوين لان الرحم هو عضو تكوين وبما انه رُسم برسم النقص والعوز فبالتالي تعزل تلك المرأة وتنزل مكانتها الدينية مما يعني ان فحص البكارة لايختص تحديدا بالعفة فقط وانما يراد منه التأكد من ان سر التكوين [الرحم] لم يدنس ولم يناله النقص والعوز  اي لم يُرسم برسوم عوالم الظلام ، فالمرأة حينما زودت بسر التكوين العظيم هذا عليها واجب الحفاض عليه طاهرا نقيا كي يكون مستعدا للتكوين الصحيح الذي امر به الحي العظيم الانسان .

 

[4] ان اشارة نصوص كتاب تشريح الجسم [ ادم بغرا]   للعمل الموكل للجهاز التناسلي  وتشبيهه بواهب نوراني لايراد منه [ كما يفهم البعض من خلال الترجمة الحرفية ] وضع  ذلك الجهاز بمكانة  بالملاك هيبل زيوا اطلاقا وانما ولأن تكوين جسم الانسان جاء على نسق تكوين الكون ولأن كل اسرار الكون زرعت في جسد ادم ، ولأن ادم هو كون صغير يماثل الكون الكبير وانه بمثابة صورة للكون الكبير فبالتالي فان كتاب تفسير بغرة في شرحه للجسد يقوم بمناظرة الأفعال التي تقوم بها الأعضاء الجسمية بعملية تكوين الكون ،  بمعنى ادق ان تكوين الجنين  والذي يتم من خلال نقل دموث هيي اي صورة الحياة الى الرحم عن طريق الجهاز التناسلي الذكري الذي يحمل النطفة يماثل  رحلة ملكا هيبل زيوا الى عوالم المادة  وتصليبه للكون من خلال الأسرار التي نقلها ومزجها بصيرورة المادة ـ 4أـ  لتكوين عالمنا الأرضي وتحديد مساراته ضمن قانون معد سلفاً ، ومن هنا جاء التشبيه  وهو تشبيه رمزي  ليس الا . 

4 ـ  أـ البيضة التي في الرحم فهي بمثابة ينبوع غير متدفق ، وبدخول الاسرار النورانية والمتمثلة بدموث هيي اي صورة الحياة وهو الحيمن ستتحول الى ينبوع متدفق قابل لاعطاء الحياة ـ الجنين ـ .

 

 احمد راهي صالح

عـ / الهيئة المشرفة على لجان التوعية والارشاد المندائية

الصفحة 3 من 3

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014