• Default
  • Title
  • Date
الإثنين, 05 أيلول/سبتمبر 2016 18:51

دوافع الحرص

دوافع الحرص
ان الحرص او الحريص كلمة لها مقوماتها وتأثيرها على واقع الحياة وعلى وجود الانسان وعلى بقية الكائنات الحية الاخرى ، نرى ذلك بوضوح في تكوين العلاقات الاجتماعية والدوافع النفسية لاستمرار وجودة ، والمُعبرعنها الشعور بالعاطفة والحب والحنان ، والتعاون وقت المخاطر والمحن ، لولا تلك الخصال ما كان للحياة معنى ولا وجود حسب هذا المنظور .
ودافع الحرص صفة ملازمة لسلوكية الانسان وحتى لبقية الكائنات الحية، من اجل استمرار الحياة وديمومتها وهذا ينعكس بدوره على الترابط الاسري والاجتماعي وحتى المؤسساتي المدني منه والديني على السواء ، فالحرص من اي طارىء دخيل بدافع الخوف على الذات او على العائلة او العقيدة والمذهب الذي نؤمن به وحتى البلد الذي نعيش فيه من تجاوز اواعتداء يلحق بنا الضرر او السوء .
ينعكس مردوده على قوة الإيمان به وعلى التفكير السليم ، والسلوكية الذكية في التصرف في السياق العام ، لان العبأ الاكبر يقع على الفرد العادي والعائلة الواحدة ، وما يتمتع به رجل الدين في المجتمع من مكانة تؤهله لنيل هذه الثقة وهذا الاعتماد ، لان طائفتنا دينية التوجه ، في إدارتها وتلبية متطلباتها المعروفة .
نرى اليوم قبل اي وقت اخر إفتقار واضح لمثل هذا التوجه والاهتمام من قبل ذوي العلاقة ، كي يكسب الطائفة صفة الديمومة والبقاء ، ونجد هذه المعاناة واضحة في اكثر من بلد ولأكثر من مكان ، مع التمركز الواضح في بعض الدول دون غيرها والامثلة كثيرة في هذا المجال ، لتجاوز هذه الازمة المستفحلة وغيرها في بلدان الشتات وتناثر المندائيين هنا وهناك .
وبما ان العراق وايران كانتا مركزين ولادتين لرجال الدين المندائيين ، إلا اننا نلاحظ اليوم شحة واضحة في عددهم بسبب الهجرة القسرية وعدم توفر الظروف الموضوعية اللازمة لضخ دماء جديدة في الجسد المندائي المتداعي.

والشواهد كثيرة عند الطوائف الدينية الاخرى ، في التوزيع العقلاني السليم للسادة رجال الدين ، خصوصا ونحن نشكوا من قلة واضحة في اعداد الطائفة ، قياساً بالولادات الجديدة وكثرة الوفيات ، الاضافة الى العوامل الدخيلة الضارة الاخرى .
لذا فان دوافع الحرص من تبوء زمام المسؤولية الدينية كونها واجب ديني واجتماعي وانساني ، أساس الحضارة ومقياس تطور وتقدم المجتمعات والبلدان .
دمتم بخير

نشرت في كلمة الأتحاد


الحلقة الثانية
لقد حرص إتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجرعلى توعية أبنائه بأهمية التعداد السكاني والفوائد المترتبه عليه .
قد يتبادر الى ذهن عديد من الناس بأن دور الإحصاء هو معرفة عدد المتواجدين في رقعة جغرافية واحدة لا غير او باعتباره عملية حسابية روتينية فحسب ، لكن دوره وأهميته أكثر من ذلك بكثير ، لذا يعتبر التعداد السكاني الشامل أمر مهم وحيوي ، كي تستفيد منه جهات عديدة في مجال التنمية والتطوير والاصلاح ، اضافة الى اهميته الكبيرة في خزن المعلومات المتعلقة بابناء الطائفة الواحدة والرجوع اليها في حالات الضرورة وعند الحاجة اليها في المستقبل .
وتعتبر البيانات المدونة في الاستمارة الالكترونية الخاصة ، او ضمن الإستمارة الورقية لمعرفة الواقع الحالي للخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والأسرية المتعلقة بالسكان واهتماماتهم المتنوعة ، وهذه البيانات تشكل الأساس في وضع الخطط ورسم السياسات واتخاذ القرارات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية على المستوى الحالي ، والعمل على نوع الخدمات التي تُقدم الى المندائيين المتواجدين في دول الانتظار او في دول المهجر وفي العراق وايران . وعلى مستوى تلبية المتطلبات الضرورية والملحة التي تروم تحقيقها رئاسة الطائفة المندائية في العراق والعالم واتحاد الجمعيات المندائية وحسب برامجها المقررة سلفاً ، وتسهيل عمل منظمة محام المندائية وغيرها من المؤسسات الخيرية العاملة ، وحسب الإمكانيات المتوفرة ، وامكانية توفير الاجواء المناسبة لاداء المراسيم الدينية لعموم ابناء الطائفة الواحدة في دول المهجر ، او تأسيس صروح العبادة والثقافة بالاعتماد على قرارات وتوصيات المؤسسات المندائية المدنية او الدينية.
ان الإحصاء السكاني هو العملية الكفيلة في جمع وتجهيز ونشر وتحليل البيانات المتعلقة بالسكان وتوزيعهم على مناطقهم المختلفة وفي زمن قياسي معين ، آملين تجمعهم ولم شملهم في رقعة جغرافية واحدة في المستقبل . وهذا الإجراء السكاني يعني أن يعد كل فرد من الأفراد الموجودين على قيد الحياة داخل حدود بلد معين في لحظة وتاريخ معين وأن تسجل خصائصه الاجتماعية والاقتصادية في تاريخ إسنادها الزمني المحدد لكل منها منفصلة عن خصائص غيره من أفراد الأسرة.

نشرت في كلمة الأتحاد


الحلقة الأولى
لقد ذكرنا في كتاباتنا السابقة حول هذا الموضوع الحيوي ، وتم إدراج مبادىء أولية وأساسية على ضرورة إجراء الإحصاء السكاني الشامل للطائفة المندائية وحسب اماكن تواجدهم وعلى شبكة الأنترنيت ، وفقَ قوائم رقمية مُعدة سلفاً لهذا الغرض . بحيث لم تحظ أي عملية إحصائية سابقة بقدر ماتحظى به هذه العملية التاريخية اليوم من اعداد مُبرمج واهتمام واضح على كافة المستويات وطريقة التنفيذ ، نظرا لما يتميز به التعداد من شمول لكل عناصر المجتمع المندائي من السكان المعنيين وظروفهم المعيشية والاجتماعية والتربوية والثقافية والاقتصادية والصحية ، مما اكسبه مفهوما شاملاً جامعاً تحت مسمى "الإحصاء العام والشامل للسكان" .
كان لقيادة اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر المتمثل بسكرتيرها العام الاستاذ حيدر يعقوب يوسف ومكتب السكرتارية واللجنة الخاصة المكلفة ، بتعاون وتشجيع من لدن مسؤولي ومنتسبي المؤوسسات والتشكيلات المدنية العاملة تحت مظلة الاتحاد ، الدور الكبير والفعال في التوجيه المعنوي ووضع خطط وبرامج الإحصاء موضع التنفيذ وفي متناول اليد باقرب وقت ممكن وبالطرق العصرية الحديثة .
وتتلخص أهمية هذا الإحصاء في توفير قاعدة بيانات واضحة عن السكان وخصائصهم المختلفة ، برسم الخريطة السكانية للمجتمع ، في عالم تتغير ملامحه بسرعة كبيرة بفعل الثورات العلمية والتقدم التكنولوجي الهائل ، وفي ظل المعاناة الحقيقية للطوائف الدينية في الوضع الراهن ومنها طائفتنا المندائية العزيزة .
كما يسهم التعداد في توفير كم من المعلومات التفصيلية والضرورية ، لتكون بمثابة الأداة الأساسية في يد المعنيين بالشأن المندائي ، والمهتمين بوضع الخطط التنموية والتعبوية والثقافية العامة منها والدينية .
في إلقاء الضوء على أسس ومبادىء تنفيذ الاحصاء السكاني الشامل ، مسترشدين بالتوصيات والمفاهيم الدولية ، ومستفيدين من تجارب الدول والشعوب في تنفيذ هذه التجربة النموذجية الرائدة على مستوى المجتمع المندائي بشكل عام .

نشرت في كلمة الأتحاد
الأربعاء, 20 تموز/يوليو 2016 21:47

لسنا من دُعاة الشخصنة

لقد عُرف الموقع الثقافي المندائي عن قرابة الإثني عشر عاماً ، ومنذ انطلاق اعمال المؤتمر الأول لإتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر ، بالذراع الأيمن للاتحاد في نشر فعالياته ونشاطاته الثقافية والاعلامية وبرامجه المتنوعة .
وقد مارسَ عمله بكل جدارة واتقان رغم الهفوات التي لازمته منذ تأسيسه لقلة كوادره العاملة وكونه ناقل الكلمة الحرة الصادقة المعبرة عن الثقافة والتراث المندائي وعن هموم ومعاناة المندائيين والاقليات الدينية والاثنية العراقية مُنطلِقا في هذا الاتجاه وبكل ثقة ناطقاً باقلام كتّابه ومبدعيه الغيورين الحريصين على ديمومة الثقافة المندائية الرصينة .
ان الاهتمام بالموقع الثقافي يتطلب جهدا استثنائيا من لدن متابعيه ومؤازريه لخدمة المسار العام للثقافة والابداع في شتى المجالات وبمختلف العناوين .
لا تقتصر انشطة الموقع وكتاباته على المشاركات الرتيبة المعروفة ، بل تخطى هذا المسار واصبح يستقطب مختلف المصادر ذات الإسهامات الفاعلة الواعية والتي تدرك حقا ان هذا هو منبر الثقافة المندائية الحقيقية بعيدا عن الميول والاتجاهات اوعن حالة الاصطفاف مع هذا او ذاك ، بل الانحياز التام الى المادة الجيدة والفكرة الصائبة والمعلومة المفيدة .
إن روافد الموقع ليست مختصره على فئة دون اخرى ، بل هو منبر لجميع الاقلام الخيرة المؤمنة بوحدة الصف المندائي والمعنية بالثقافة دون تمييز بالكلمة الحرة الصادقة وعن يقين ، والعمل في هذا المجال بدافع ذاتي لإيصال الافكار والرؤى الناجعة الى شريحة واسعة من القراء الذين يشعرون بوجوده ويتابعون بشغف واحتهم الثقافية الجميلة .
نعرف جيداً ان للمواقع المندائية مركزها ومكانتها واعتبارها ولها جمهورها في الواقع المندائي العام لكنها محدودة التلقي ومختصرة على منتسبيها ، بخلاف الموقع الثقافي وهو عبارة عن كتاب مفتوح للجميع .
مهما تغيرت الاحوال ومهما كانت المسميات ، تبقى المعاني السامية والنبيلة هي الوسيلة وهي الهدف ، ويبقى الذكر الطيب محفوراً بين صفحاته لكل من سّطرَ نتاجاً مثمراً في هذا المجال ، لان واحتنا الثقافية هي واحة الجميع .
اذن علينا ان نكتب دون خوف او وجل ، لان الموقع ينظر دائما الى مريديه بعين الثناء والتقدير والإمتنان ، ويتمنى ان يشارك الجميع بالكلمة الموزونة الناصحة والعادلة التي تخدم مسار ظرفنا الحالي من اجل نصرة المندائية وثقافتها . وليكن موقعنا الثقافي مرآة عاكسة لواقعنا وامالنا وتطلعاتنا نحو مستقبل ارقى وافضل .
وكل عام وانتم بالف خير وبعطاءٍ أوفر دائم .

نشرت في كلمة الأتحاد
الإثنين, 13 حزيران/يونيو 2016 22:07

كلمة السكرتير العام

بشميهون أدهي ربي

ممثل فضيلة الريش أمه ستار جبار جلو رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم المحترم فضيلة الربي رافد الريش أمه عبد الله الشيخ نجم المحترم
رجال ديننا المحترمين
الأستاذ فوزي صبار المنسق العام للرابطة المندائية للثقافة والفنون المحترم
السيدات والسادة أعضاء مؤتمر رابطة الأدباء والفنانين المندائيين وضيوفهم الكرام،

الحضور الكرام
أسعد الحي العظيم أوقاتكم بالمحبة والسلام

يسعدنا هذا اليوم حضور مؤتمركم التأسيسي ممثلين عن اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر، الممثل الشرعي للطائفة المندائية خارج العراق ،

ولا يخفى على حضراتكم دور اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر، في دعم ورعاية الجمعيات والتشكيلات المهنية التخصصية المنبثقة منه، مثل منظمة حقوق الانسان المندائي "محام" ومنظمة ذوي المهن الطبية، ونضاله الدؤوب من اجل خلق تشكيل يرعى المثقفين ويتابع تطلعاتهم بتكوين منظمة تدير وتتابع أنشطتهم وتدفعهم الى المزيد من العطاء المثمر، وتصحح مساراتهم و توجهاتهم وتتبنى طموحاتهم

ومن اجل ذلك نشط الدكتور صهيب الناشيء (سكرتير الاتحاد في حينها) بثبات لاحياء دور اللجنة الثقافية التي تبنت خطوة التأسيس الاولى على عاتقها وبالتنسيق مع الاستاذ فهيم السليم، وبتشجيع ودعم مباشر من كوادر الاتحاد المتقدمة، واللجنة التحضيرية للمؤتمر الاول، دبت الحياة تدريجياً بالرابطة التي اتسعت لتضم الكوادر الأدبية المندائية، على غرار اتحاد الأدباء العراقي، الا ان طموح هذه النواة اتسع ليشمل المثقفين بمختلف ثقافاتهم

واليوم اجتمعنا وإياكم وكل الأخيار من أعلام طائفتنا المندائية لنضع اللبنات الأولى في هذا الصرح الثقافي للنخب المتألقة من أدباء وفنانين وباحثين وكتاب وإعلاميين، يعكسون الوجه الحقيقي الناصع لطائفة عريقة
ما عُرفت إلا بهذا الوجه.

الأخوات والأخوة الأعزاء،
إن المسؤوليات الملقاة على عاتقكم ليست بالسهلة قط؛ بل هي مسؤوليات فريدة من نوعها، وذات وجهين، الأول: أنكم جزء من حضارة إنسانية تسع العالم الكبير، وما تقدمون لهذه الحضارة مرهون بما تتمتعون به من إمكانات فكرية وأكاديمية وخبرات فنية، وما تقدمون من عطاء
يناسب الرسالة المندائية التي عن أهلنا ورثناها
أما الوجه الثاني لمسؤولياتكم فهو ما تفرضه عليكم تحديات هذا العصر من إثبات للهوية المندائية بتعميق وسائل البحث العلمي الرصين في تأريخها وديانتها، والتعبير الوجداني من نتاجاتكم بالشكل الذي يؤسس لأدب وفن وثقافة تنتمي لطائفة لم يعرف عنها غير أنها أنجبت خيرة الأعلام في شتى مجالات العلوم والمعارف والآداب والفنون؛

اخوتنا المؤتمرون الكرام

نبارك لكم مؤتمركم ونتمنى له النجاح، والوصول الى قرارات وتوصيات مرضية لكوادره الواعية، طامحين الى تآلف وتعاون وتفاهم كوادره، من اجل الارتقاء والتألق بالعمل وصولاً الى الكمال.
وفقكم الحي العظيم لما فيه خير المندائية والمندائيين

الشكر والتقدير للهيئة المشرفة على الإعداد والتنظيم لمؤتمركم هذا .
الشكر والتقدير لأهلنا في هولندا وعلى رأسهم الفدرالية المندائية والبيت المندائي في هولندا على حسن الإستقبال وكرم الضيافة .
الشكر والتقدير لمؤسسة الذاكرة المندائية والاسناذ رحيم سبتي والاستاذة ميسون سيف والأخت نيديال شاكر لمساهمتهم بأنجاح فعاليات المؤتمر من خلال إقامة معارضهم الفنية الرائعة .

سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر

نشرت في كلمة الأتحاد

قد يكون المجتمع العراقي هو الأستثناء الواضح بين مجتمعات المنطقة من ناحية تعدد القوميات والأديان والمذاهب التي تؤلفه، وان ذلك النسيج المجتمعي يعطي تميزا ونكهة خاصة لشعب وادي الرافدين الذي تتعدد لغاته ولهجاته ايضا. ومن تلك الأديان والقوميات التي يتألف منها المجتمع العراقي يبرز على الصعيد الأجتماعي والسياسي والديني الفئآت الأكبر والأقوى، فيما يتراجع دور الفئآت الأضعف والأصغر (الأقليات)، التي قد يتلاشى دور بعضها في حياة المجتمع الى حد كبير بسبب الأنعزال والتجاهل والتهميش. الا ان جميع الطوائف تشترك في انتمائها لذات الأرض والوطن ولها حق المشاركة في خيراته وثرواته، ومن حق أبناء الأقليات المساهمة في صنع القرارات وفي إدارة شؤون حياتهم (مجموعاتهم) بعيدا عن المنغصات وفي المشاركة الفعلية في بناء البلد من خلال منحهم المناصب الأدارية التي يستحقونها. سوى وان أغلب الأقليات العراقية هي من المجموعات السكانية الأصلية لوادي الرافدين، كالصابئة والآشوريون والكلدان والآيزيديون وغيرهم، يجمعهم مع الطوائف الأخرى التعايش المشترك والأعتزاز بالأنتساب الى الوطن الواحد.

ان الفئآت الصغيرة والضعيفة طالما تكون ضحية للنزاعات والحروب وهي الجانب الخاسر والمنكسر والأكثر تضررا في أي صراع، فحين يكون هنالك صراع أهلي او طائفي بين أبناء البلد الواحد فان الخطر الأكبر يقع على أبناء الأقليات سواء كانت أقليات دينية أو أثنية، اِذ طالما يتعرض هؤلاء الى التصفيات والقتل والسبي والتكفير والأكراه على تغيير ديانتهم، هذا إضافة الى مايواجهونه من تهجير قسري ومصادرة للأملاك بالقوة أو مهاجمة وتدمير لدور العبادة، الى غير ذلك من وسائل العنف والأضطهاد التي تنتهجها المجموعات المسلحة والتنظيمات الدينية المتطرفة في ظل وضع أمني متدهور وضعف للسلطات الحاكمة. وهذا مايحصل بالفعل للأقليات العراقية منذ عقد ونصف تقريبا مما أدى الى نزوح اعداد كبيرة منهم الى خارج مدنهم أو الى خارج العراق وادى كذلك الى مقتل وتغييب اعداد كبيرة اخرى منهم.
في ظل ظروف كهذه تكون لمسألة الحماية الدولية للأقليات العراقية وللفئأت الضعيفة ضرورتها وأهميتها ومن واجب المجتمع الدولي توفيرها. فهؤلاء بحاجة ملحة ودائمة الى المساندة الدولية والى الدعم والحماية المستمرة في مناطق تواجدهم طالما كانت الحكومات المحلية قاصرة وغير قادرة على توفير تلك الحماية. والحماية المطلوبة للأقليات لا تقتصر على زمن الحرب فقط بل هي مطلوبة في زمن السلم أيضا الذي لاتختفي فيه مظاهر العزل والتخويف والتهديد إضافة الى الأضطهادات والمضايقات والتمييز والتفرقة العنصرية التي تُشعر الأخر أنه ضعيف ومنبوذ ومصنف من البعض بأنه مواطن من الدرجة الثانية. لذا فلابد من منح أبناء الأقليات الحماية الكافية من اية اعتداءآت نفسية أو جسدية. ومن هذا المنطلق وجب تعزيز دور المنظمات الحكومية والمدنية والشعبية في توجيه الأنظار الى تلك الناحية والى بذل الجهود في إرساء روح الأخوة والمحبة والتواصل بين أطياف المجتمع الواحد وإقامة حوار متحضر دائم بين الجميع لزيادة اللحمة المجتمعية.

ولابد كذلك من وضع حد للتمييز ونبذ العنصرية المقيتة المسيئة لأبناء الأقليات ورد الأعتبار لهم واحترام توجهاتهم وأعرافهم الأجتماعية والمساواة بينهم وبين الآخرين في جميع مجالات الحياة انطلاقا من اِحترام الأنسان كقيمة عليا، ومنحهم حق التمتع بطقوسهم واعيادهم وثقافتهم الخاصة وهو الحق الذي منحه الدستور العراقي للأقليات. وجدير بالذكر ان الأقليات العراقية قدمت للساحة الوطنية العديد من المناضلين والثوار والشهداء، كما قدمت للثقافة العراقية أسماء لامعة من الأدباء والمفكرين والفنانين وغيرهم من المبدعين في مجالات أخرى لازالت أسماء البعض منهم مضيئة في سماء الثقافة والأبداع العراقي، كما قدموا العلماء والأطباء والمهندسين، وضحى أبناء الأقليات من أجل وطنهم العراق في مناسبات عديدة وساهموا في بنائه وارتقائه.

ان حماية الأقليات العراقية من العنف والأضطهاد ومنحها حقوقها المشروعة يعتبر من العوامل الأساسية والمهمة في مسألة تحقيق الأستقرار وفي المحافظة على التنوع في البلد الواحد. كما انها تقود البلد الى منطلق سليم في توحيد أبناء الأمة ولم شملهم والأرتقاء بهم.

نشرت في كلمة الأتحاد
الأحد, 22 أيار 2016 19:48

الأقليات وحقوق الانسان

في عالمنا الراهن المليئ بالمتناقضات والصراعات وفي ظل وجود الفوارق الطبقية الواضحة التي تسود اغلب المجتمعات، وحيث يأخذ الصراع الأيديولوجي الفكري والعقائدي مداه الاوسع في هذا العصر، إضافة الى التعامل مع الافراد في بعض مناطق العالم على أساس عنصري مقيت ، ووجود الأنظمة الدكتاتورية التي تقصي الاخر وتغيبه، في ظل وجود هذه الأسباب وغيرها يكون لمسالة حماية حقوق الانسان أهمية قصوى ومطلبا رئيسياً لدى الشعوب المقهورة والمستضعفة. فالأسباب أعلاه وغيرها ادت الى ظلم وتهميش اعداد كبيرة من المجموعات البشرية،كما أدت الى سحق الطبقات البسيطة والفقيرة واستعبادها واستغلالها ، والى تهديد الأقليات الدينية والاثنية بهدف محوها، وتجاهل حقوقها وتغييب تاريخها وتراثها، ذلك ان هذه الفئات هي الأضعف والأكثر تعرضا للأضطهاد والظلم في بلدان العالم الثالث، وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط، التي يتم فيها في كثير من الاحيان التعامل على أساس عنصري مع الافراد الذين يختلفون في اللون او العرق او القومية او الدين ، وحيث حياة الشخص وحريته وكرامته بدون قيمة .

ان مشكلة النظر الى الأقليات والفئات المستضعفة على انها اقل شانا ومكانة من باقي اطياف المجتمع، والتعامل معها على أساس انكار حقوقها وتهميش دورها في المجتمع ومحاولة الحد من انطلاقها وممارستها لحريتها الفكرية والدينية، هي مشكلة كبرى لابد للعالم المتحضر من مواجهتها ومعالجتها والحد منها. ففي كثير من مناطق العالم يلاحظ ان السيادة على الأرض او الثروة او السلطة تكون دوما للطوائف او الأقوام الأكبر عدداً أو الاقوى ، وحتى على صعيد الافراد فان السيادة تكون لمن هم اكثر نفوذا وسلطانا ومالا ، وهنا تكمن القوة في نظر بعض المجتمعات وان الغلبة هي للاقوى دوما .

ان القوانين والتشريعات الخاصة بحقوق الانسان وحماية تلك الحقوق انطلقت من المبدأ الذي يعتبر المحافظة على حقوق الانسان وكرامته هي الاساس للحرية والعدالة والسلام ، فالانسان هو قيمة عليا قائمة بذاتها، وهو اثمن رأسمال. لذلك منحته تلك القوانين الحق في الحياة والحرية والامن، منع عنه الأستعباد والمعاملة اللاأنسانية، المساواة امام القانون ، الحق في الثورة على الاستبداد والطغيان، الحق في التجول الحر، الحق في الجنسية، الحق في الملكية، حرية التفكير والاختيار والتعبير، حرية الدين والعبادة ، حرية الانضمام، الى الجمعيات والمؤسسات، حرية الزواج وحرية المعتقد والحرية السياسية. هذا إضافة الى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الأخرى كالحق في الضمان الاجتماعي، الحق في العمل ، الحق في الحصول على مستوى عيش لائق ، الحق في التربية ، وغير ذلك من الحقوق التي اقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ منتصف القرن العشرين .

كما ضمنت تلك الحقوق عدم تمييز الافراد على أساس الدين او اللون او العرق او الجنس، الا ان ما يؤسف له ان العديد من هذه الحقوق يتم التعدي عليها او تغييبها في الكثير من بلدان العالم وخصوصا في البلدان العربية وفي ظل الأنظمة الدكتاتورية او الأنظمة ذات السياسات المتزمتة على صعيد المعتقد الديني او التوجه السياسي ، ولهذا كثيرا ماتسجل منظمات حقوق الانسان من خلال متابعاتها المباشرة خروقات كثيرة وكبيرة على هذا الصعيد.
ومع كلما تقدم تبقى مسالة حماية حقوق الانسان مطلبا رئيسيا للشعوب المستضعفة في كل مكان لكي تبقى إرادتها حرة ووجودها آمن وعيشها كريم.

نشرت في كلمة الأتحاد

فضيلة الريشمه ستار جبار حلو رئيس الطائفة المندائية في العراق والعام المحترم
الاخوات والاخوة اعضاء مجالس العموم والشؤن في العراق وايران الكرام
رجال ديننا الافاضل المحترمين
الاخوات والاخوة اعضاء واصدقاء الجمعيات والمؤسسات المندائية في المهجر الكرام
اهلنا المندائيين في كل ارجاء العالم
أسوثه نهويلخون

يتقدم السكرتير العام ومكتب السكرتارية والهيئه الادارية لإتحاد الجمعيات المندائية في
المهجر، بأخلص وأجمل التهاني والتبريكات لمناسبة حلول عيد التعميد الذهبي
(دهبا آد يمانه) في ١٩/٥/٢٠١٦ ويدعو الحي العظيم ان يحفظ اهلنا المندائيين في
العراق وإيران ، وأهلنا المتواجدين في دول الانتظار، دعائنا لهم أن يجمع
شملهم مع عوائلهم وان تنتهي معاناتهم ،
وان يشفي المرضى ، ويرحم الأموات ويغفر خطاياهم ، لينعموا بالمحبة والسلام.
دعوة لجميع اهلنا المندائيين في العراق والعالم بأيام سعيدة وافراح دائمة .

نشرت في كلمة الأتحاد
الخميس, 05 أيار 2016 20:14

الشباب ومعاناتهم


يعاني شباب اليوم الكثير من المشاكل المعقدة والعصية على الفهم أحياناً!
نتيجة لانعكاس تغيرات ظواهر المجتمعات الجديدة التي يعيشون بها،
فقد تعثرت لدى الكثيرين منهم سبل التوفيق بين قيم ومفاهيم هذه المجتمعات وتلك التي اعتمدها الأهل في التربية القديمة، لذلك نراهم مشتتي الافكار، يشعرون بالضياع بين ثقافتين، أو لا يعرفون كيف يوفقون بين هذه وتلك مما دفع البعض منهم الى التمرد، او الى طرق سبل غير مقبولة بنظر الاهل والاخرين. ففي مناسبات كثيرة، نراهم حضور غائبين، معظمهم شارد الفكر، مشغول بالنظر الى شاشة تلفونه المحمول لا يأبه لما يدور حوله، او نراهم عازفين عن حضور تلك المناسبات بشتى الاعذار، أنهم يعيشون في واد ونحن في واد اخر، وهذا العبأ يبدو ثقيلاً لا يعرف كيف يعالجه معظم الأهل! لذا توجب الاخذ بزمام المبادرة والقيام بحملة توعية وتوجيه فعالة للاخذ بأيديهم لمواجهة تحديات الحياة المختلفة .
ان اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر لاحظ ذلك وادرك ضرورة الاخذ بناصية الامور
من اجل تحصين الشباب ضد مختلف التيارات الدينية والثقافية الشاذة أو المنحرفة، والتي لا تلتقي مع عقيدتنا المندائية، ولهذا بادرت لجنة الشباب في الاتحاد وجمعياته في مختلف انحاء العالم بالقيام بمختلف الفعاليات والنشاطات لتوسيع سبل التعارف والتواصل بين الشباب المندائي، سعياً لتمتين الروابط والعلاقات الاجتماعية، والتوعية الدينية، عن طريق اعداد مخيمات شبابية يلتقي بها الشباب، تتضمن منهاجا معدا اعدادا جيدا من قبل مشرفين متخصصين ورجال دين كفوئين.
كما ان استقطاب الشباب اصحاب المواهب والامكانيات العلمية (الطبية والهندسية والفنية) ، وتكريم المبدعين منهم وتبصيرهم بمتطلبات المرحلة الراهنة هي من اولويات ثقافة اتحاد الجمعيات المندائية، لبناء جيل شبابي قادر على تجاوز مشاكل الهجرة والتغرب، محافظاً على ديانته ومعارفه الدينية، والشباب بالتالي هم حجر الاساس لديمومة المندائية وبقائها.
وهناك مشاكل يتعرض لها الشباب في المهجر سنتناولها بالبحث تباعاً .

نشرت في كلمة الأتحاد

ان للفعاليات الرياضية دور كبير في حياة المجتمعات قديما وحديثا ، باعتبارها وسيلة ترفيهية ذات متعة ، ومع اهميتها ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، الصحية ، بالاضافة الى قيمتها الاعتبارية لهذا البلد او ذلك ، تزيد في ذات الوقت من تعارف وتقارب الناس والمجتمعات ، ولكونها لعبة شعبية معروفة بامتياز .
الرياضة في الماضي كما هي في الألعاب الأولمبية القديمة منها الملاكمة ، سباق العربات التي تجرها البغال ، سباق الخيل ، رمي القرص ، رمي الرمح ، القفز ، سباق الجري ، في اليونان القديمة ، والمصارعة الرومانية في ملعب كولمبس الروماني وغيرها ، استخدمت في البدء ، للترفيه والكسب المادي ، واشغال الناس على ما يدور في الداخل من صراعات سياسية وعسكرية ، وللحصول على الطاقات البشرية ذات الاجسام القوية لاستخدامها عند الضرورة و كمرافقين للملوك والسلاطين في تجوالهم وفي الدفاع والمحافظة على الاهالي في الداخل عند نشوب الحروب والذي يسمى الان بالحارس الشخصي او ما يعرف ب( البودي كارد ) ، وكان ميدالة الفوز عبارة عن قطعة نقدية قديمة ، ويصاحبها تقديم النذور والقرابين الى الآله زيوس الذي يُعبد انذاك .
لقد تطورت فنون الرياضة وتشعبت واتخذت من الجانب الحضاري والانساني توجها جديدا لها في المحافل والمهرجانات الدولية ، لان الفعاليات الرياضية المختلفة تمثل زهو بلدانها ، ومنها لعبة كرة القدم التي بصددها الان بنوعيها النسوي والرجالي ، لما تمتلكه من عناصر التشويق وشد النفس ، وعلى درجة متميزة من المهارة والوعي والتركيز والحرص والاستعداد البدني ، بالاضافة الى قوة التحمل والصبر والهدوء والثقة العالية بالنفس .
ان الكؤوس والميداليات والأوسمة بانواعها المختلفة ، عبارة عن وسائل دفع للتطوير والابداع وادوات تشجيع للفرق الرياضية في تقديم المزيد من العطاء والمثابرة في هذه اللعبة الدولية وغيرها من الالعاب المعروفة .
لذا فان تشجيع الفرق المندائية الفتية في ممارسة هذه اللعبة مع تشكيل فرق جديدة في اماكن اخرى غير التي نعرفها على الساحة المندائية ، فكرة وممارسة حضارية راقية ، وبادرة رائعة في تقريب المندائيين مع بعضهم لبعض في البلد الواحد او في البلدان المتباعدة الاخرى من خلال هذه اللعبة المسلية ، وتشجيع من لدية القدرة على المشاركة فيها ، مع توفير مستلزمات النهوض بواقع هذه اللعبة حسب الامكانيات المتوفرة ، بالاعتماد على الطرق الحديثة المتبعة في التدريب والمتابعة ، مع التنافس النزيه بين الفرق المشاركة للوصول الى تحقيق الغايات النبيلة ورفع اسم وراية الدرفش للطائفة المندائية في دول وجودها عالياً ، مع تشكيل الاندية الرياضية من خلال اللجان العاملة والمدربين والحُكام .
ان تجرية الفرق المندائية في استراليا وبدورتها الثالثة الدليل العملي على نجاح هكذا نوع من الرياضة ، ولتعميم هذه التجربة الفتية في السويد منذ وقت قريب ، وعلى كافة دول تواجد المندائيين ، باعتبارها وسيلة مهمة من وسائل التقارب والتواصل الاجتماعي والاسري المندائي وبالاحتكاك المباشر مع الفرق الرياضية الوطنية في البلد المضيف . ولنا في اللاعب المندائي العراقي والدولي جلال شاكر مكلف قدوة حسنة ، لاعب نادي الطلبة ونادي الرشيد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي ، الدلالة الاكيدة على اعتبار الرياضة فن ، ذوق ، اخلاق ، صحة ، تعارف ، وتسامح بين الشعوب والمجتمعات ، وصح القول المأثور"تمتع بروح رياضية عالية" .

نشرت في كلمة الأتحاد

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014