• Default
  • Title
  • Date
السبت, 14 تشرين2/نوفمبر 2015 18:24

الحضن الدافىء

لا يمكن ان نتصور مجتمع ينعدم فيه وجود المرأة ، فهي العصب وهي الحياة ، وجوده من وجودها، تمتاز بالكمال والجمال ، جمال الطبيعة كجمالها ، وعاطفة المراة كعاطفة الطبيعة على البشر ، عنفوانها وغضبها كما هو غضب وعنفوان الطبيعة ، كل شيء فيها جميل ، من صفاتها ، العاطفة ، الحنان ، الوفاء ، الاحترام ، والحب ، والحضن الدافىء.

فالمرأة هي ، الام ، الزوجة ، الاخت ، الحبيبة ، والصديقة ، وهي العاملة ، ربة البيت ، المربية ، الشاعرة ، الادبية ، الفنانة ، الطبيبة ، المهندسة ، والعالمة ، لقد وضعها القدر بين مطرقة التخلف وسندان التطرف المقيت .

ان للمرأة العراقية دور كبير ومميز في مسيرة العراق السياسية والاجتماعيىة منذ عقود ، وفي العصر الحديث من الانتداب البريطاني للعراق منذ عشرينيات القرن الماضي الى الاحتلال الامريكي الاخير ، قدمت التضحيات الكبار ، الاب ، الزوج ، الاخ ، الابن ، الحبيب ، وما جادت به ايدهن الطيبة من كرم .

مكانتها ودورها لا يقل ولا يختلف على الاطلاق دورها عن دورالرجل في كل شيء ، فان المجتمع يتطور ويتقدم للامام من خلال احترام وتقدير المراة .

ان الدواعش الجدد في عراقنا الحبيب اليوم يحاولون وبشتى الطرق ارجاعها الى زمن العبودية والرق والاستعباد ، وما كانت اعمال قوى الظلالة والظلام في شمال وغرب العراق ، والقرار الاخير في البطاقة الوطنية ، بحق الاقليات الدينية المسالمة تنصب في هذا الاتجاه المقيت .

لقد اكدت الديانة المندائية على احترام المراة بشكل عام كما جاء في كتبنا الدينية المقدسة وعلى لسان رجال ديننا المتنورين .

لذا نرى ان الشرع المندائي منح المراة المندائية درجة متقدمة مناصفة مع الرجل في الارث ، وفي التعاليم الدينية ، باعتبارها شاهد العصر عن اصالة الحضارة وتقدمها ورقيها في كل حالة من حالات تطورها ونموها .

لقد تغزل الشعراء بالمرأة وعبرَالادباء في نتاجاتهم عنها ، لقد مجدها القدماء في طقوسهم ، وعبدتها الملل الغابرة ودخلت السلك الكهنوتي بارادتهم متقدمة في القداسة والتبجيل . اصبحن ملكات وحاكمات ، يشهد لهن التاريخ باللبنان والعدل والانصاف ، كن ولا زلن ، منهن بلقيس ملكة سبا، وزنوبيا ملكة تدمر ، وشجرة الدر في مصر ، وكيلوباترا ملكة مصر ، والخنساء ، والسيدة زبيدة ، والثائرات على الظلم والطغيان كالحوراء زينب في واقعة الطف بكربلاء ، وغيرهن كُثر.

ان المرأة همها كبير اليوم ، مطالبتها بالحرية والكرامة والمساواة واخراجها من التهميش المفروض عليها قسراً.من اجل ترسيخ الدعامات السياسية والاجتماعية في كل بلد يتوق ابناءه الى التطور والتقدم الحضاري ، ومن اجل صياغة جديدة للبنى الاجتماعية الجديدة ، بالابتعاد عن الاعراف والتقاليد البالية المتخلفة التي جعلت المراة سلعة تباع وتشترى في اسواق نخاسة التخلف والتطرف والنذالة وباساليب الرق والعبودية والاسبداد المقيت باسم الدين ، سبايا حيث التاريخ يعيد نفسه من جديد .

ان الهدف الاساس الابتعاد عن الصورة المرسومة لها في السابق ، كونها كياناً ، صامتاً ، خائفاً ، ضعيفا ، راضيا بمصبره وارادته .

لقد طغت اصوات ونادت بملء الحناجر واعترفت بشمولية قدرة المرأة على التحرر واهمية صوتها في كل مجال ومحفل ، لها الحق بالمطالبة بحقوقها المهدورة وحق الاجيال الجديدة في الحرية في كل مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والتربوية ، ولهن حقوقهن المشروعة في البيت وفي الشارع وفي العمل ، وعليها ان تناضل وتناضل في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل .

ان النساء بشكل عام حبيسات الخوف والخجل نتيجة طبيعية من رواسب الماضي ، لانهن جزء مهم لا يتجزء من المجتمع ومن الوطن ، ولان المراة تمثل نصف المجتمع ونصف الثورة ، لانها في كل يوم يمر تتحلى بثقة عالية وبجرأة اكبر لتنال حقوقها المشروعة ، لدورها الفاعل في بناء اسرة جديدة وبناء وطن جديد يتمتع بروح المواطنة وخال من الفرقة والتشرذم ، وتيمناً بالقول المأثور ( وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ) .

دمتم بخير

عزيز عربي ساجت

هيئة تحرير الموقع الثقافي المندائي

نشرت في كلمة الأتحاد

بسم الحي العظيم

​​

قام مجلس النواب العراقي يوم الاربعاء الماضي ، 27 / 10 / 2015

بتمرير قانون "البطاقة الوطنية" المجحف بحق المكونات العراقية الاصلية غير المسلمة ، وخاصة الفقرة الثانية من المادة 26 منه والتي نصها :-

( يتبع الاولاد القاصرين في الدين من اعتنق الدين الاسلامي من الابوين)

وهذه الفقرة معنية بالزام الاطفال دون السن القانونية للمرأة غير المسلمة اذا تزوجت من رجل مسلم، ليصبحوا بالتالي وحسب هذا القانون، مسلمين!

ما الفارق اذن بين هذه الفقرة وبين احكام الدواعش الذين يسبون النساء

أو يغتصبونهن، على أمل أن ينجبن لهم أولاد فتتسع دولتهم العنصرية وتنمو ؟

مما لا يقبل الشك انه وبهذه الفقرة فان مجلس النواب يضع بصمة عنصرية في تأريخ العراق

الجديد ، فوق ما به من دمار وقتل وتهجير وفساد يزكم الأنوف ، وكأن هذا الوطن

الجريح ومكوناته (غير المسلمة) يعوزهم المزيد من أسباب الحقد والكراهية، لتأتي هذه المرة من قيادات الاحزاب الاسلامية الشيعية ، بعد ان أُتخمت من كرم "داعش" الارهابي بحقها!

​لذلك فأن إتحاد​ الجمعيات المندائية في المهجر يستنكر بشدة ويدين ماجاء بنص الفقرة ثانياً

من المادة 26 من قانون (البطاقة الوطنية). ويعتبر أن

تمرير هذه الفقرة لاينسجم مع وطنية وانسانية بقية فقرات القانون. كما انها لاتنسجم مع طبيعة المجتمع العراقي المتعدد المكونات والثقافات ، ولا مع مبدأ العدالة والمساواة بين العراقيين على أختلاف دياناتهم ، ذاك الذي اعترف به الدستور العراقي وأقرته كتله السياسية.
أن الدستور أي دستور " في أي بلد يسعى دائماً الى تحقيق العدالة والحرية وينشد المساواة

​ بين مكوناته . كما أن القوانين العراقية تعاقب كل من يفرق بين المواطنين على أساس الدين

، القومية ، اللغة ، اللون ، العمر والجنس . إننا في إتحاد الجمعيات المندائية في المهجر نطالب

المعنيين​ برد هذه الفقرة من القانون، ونأمل من السيد رئيس الجمهورية الإعتراض على هذه المادة ضمن الفترة المحددة للإعتراض القانوني ، ورفعها من القانون أو تعديلها بما يضمن

حقوق المواطنين العراقيين وحريتهم في أتباع الديانات والمذاهب بدون إكراه أو خوف أو إجحاف .

اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر

صدر بتاريخ ٣-١١-٢٠١٥

نشرت في كلمة الأتحاد
الإثنين, 05 تشرين1/أكتوير 2015 12:17

الاتحاد طريقنا

لقد مضت أسابيع على انعقاد مؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية في لوند ، تحت شعار ( مستقبل المندائية وديمومتها في قوة مؤسساتها ) ، بوضع اكثر من علامة مضيئة على خارطة عمله لمرحلته المقبلة ، والتي ستشكل انعطافته المهمة والواضحة في تاريخه المعاصر .
لقد رسم الاتحاد محطاته الثابتة وآفاقه الرحبة بطروحاته المعلنة من خلال مؤتمراته السابقة واللاحقة ، في جهده وتعبه المضني المتمثل برجاله الاوفياء الشجعان في مكتب السكرتارية ، بصولاته وجولاته المدروسة على كافة الأصعدة ، مع ابداعاته المُميزة في المجالات الفنية والثقافية والتراثية وتطلعاته المستمرة في بناء الوحدة المندائية المنشودة ، وفق معرفته الثاقبة وفكره النير وضميره الحي النابض ، في كل خطوة يخطوها ، بارادته الصلبة التي لن تلين أبدا ، معبرا بكل صراحة وعفوية بكشف اوراقه للجميع ، المتمثل بوثيقة العمل المتقدمة وبنظامه الداخلي اللذين هما قانونه الفاعل لسنواته القادمة .
اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر بقيادته الجديدة ، وبقوة مؤسساته المدنية الرائدة ، والعدد الكبير من نشطآئه وكوادره الشبابية المثابرة ، ان يعمل جاهدا في تذليل كافة الصعاب التي تعيق مسيرته الظافرة ، وعلى رسم خطواته المستقبلية بكل ثقة واطمئنان ، ليكون اقوى مما كان عليه بل وافضل ، نحو بناء كيان مدني متين ، يتمتع بالكياسة والقدرة على التفاعل مع الاحداث ، وبالالتزام الفاعل والجدي في البناء والتطوير ، وفق الصيغ الحضارية التي تتلائم مع ضرورات الحياة والمجتمع بالاعتماد على الإسلوب الاعلامي الراقي المتمثل بلجنته الاعلامية المقتدرة ، وعلى الثقافة الحديثة الملتزمة التي سار على خطاها بعدد سنوات وجوده الموقع الثقافي التابع لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر ، والتي تعمل معا لبناء صرح- اعلامي متين ومن الطراز الاول ، الذي يعتمد بالاساس على طريقة واسلوب المٌتبع بكسر الروتين المتداول باخر اكثر فاعلية واقتدار .
ان الاتحاد بكافة جمعياته ومؤسساته العاملة يده ممدودة وقلبه مفتوح لكل بادرة خير سواء كانت بالأمس او اليوم اوغداً ، لترجمة الاقوال بالافعال ، كما جاء في رسالة مؤتمره السابع الناجح ، وعلى لسان رموزه الدينية المتنورة والمدنية الحكيمة ، وهي من أولى اولوياته ومن مهامه المتقدمة.
ولن يتوقف يوما عن طَرق كل الأبواب المُوصَدة لتحقيق ما يؤمن به وما يروم اليه ، كي يقول للجميع ان شعار الوحدة المندائية وتوحيد الصف المندائي وسلامة الطائفة ، ليس كلاما فضفاضاً ولا شعارا براقا لغرض المتاجرة او الاستحواذ على مكسب ما ، بل هو واقع عمل صبور ومثمر ، لتحقيق ما تصبو اليه وما تريده الشريحة الكبيرة من الجماهير المندائية الأبية ، وما كانت المشاورات الجارية اليوم ، كلها تنصب في ذات الهدف وكخطوة متقدمة للامام ، فما ان تنتهي طموحاتنا وغاياتنا النبيلة ، حتى ننتهي لان نكون ثوريين في سلوكنا وفي اعمالنا اللاحقة ، مسترشدين بتعاليم نبينا الكريم يحيى يوهانا ، وبالسيادر المقدسة ، وبجوهر ديانتنا المندائية السمحاء ، تحت راية المحبة والسلام ، بهمة وتفاني رجال ديننا الميامين ومثقفي الطائفة المبدعين لنصرة طريق الاتحاد ، طريق النور ، طريق الحق والصواب ، طريق البناء الرصين والتسامح والتعاون الخلاق .
دمتم على الخير والمحبة

نشرت في كلمة الأتحاد
الثلاثاء, 29 أيلول/سبتمبر 2015 15:23

الاتحاد في قوة مؤسساته

عنما اتخذ المؤتمر السابع للاتحاد شعار ، ان مستقبل المندائية وديمومتها في قوة مؤسساتها ، ليس زهوا ولا اعتباطا ، بل مسؤولية تاريخية يحتذي به في سبيل انجاز مهامه المعلنة خلال فترته القادمة ، لقد عمل الاتحاد بدءاً من نهاية مؤتمره السابع الناجح في وضع اللبنات الاساسية لمسيرته الظافرة بوضع النقاط فوق الحروف ، في قيادته الحكيمة الجديدة المتمثلة بالمهندس حيدر يعقوب يوسف الذي بدأ بخطوات جريئة وناجحة وما بَخل جهداً ف هذا المنحى ، لاكمال مؤسسات الاتحاد على أتم صورة متخذا من الانتماء المندائي الاصيل ومن الكوادر الشبابية المندائية المثابرة وسيلة وطريقاً مرسوما لبناء هذه المؤسسة العملاقة التي تمثل الشريحة الكبيرة من الامة المندائية الناهضة ، مقدرا ومثمنا عالياً ما قامت به النخبة المندائية الطيبة السابقة من انجازات وخطوات مهمة في ارساء دعائم مؤسسات الاتحاد الرائدة .بتسليط الضوء والتأكيد ليس على الانجازات بل على الاخفاقات والسلبيات التي اعترضت طريقه خلال سنواته الثلاث المنصرمة ومعالجتها في المرحلة المقبلة .
لقد اتخذ السكرتير العام لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر من هذه المهمة الشاقة لاكمال ما انتهى اليه الدكتور العزيز صهيب الناشىء في التقدم وبخطوات واثقة في اكمال البناء وضخة بدماء جديدة ذات خبرة وممارسة فعلية جادة كخطوة ضرورية لهذا الطريق المرسوم ، وما اعلن مؤخرا عن تاسيس هيكلية الاتحاد الجديدة بسكرتاريه ومستشاريه وفروعه المختلفة الفاعلة ، بالتنسيق والتعاون التام مع المؤسسات المدنية العاملة المتمثلة بالهيئات الادارية من رؤساء وممثلي الجمعيات المندائية ، الا تاكيداً وممارسة فعلية على ما جاء بمقررات المؤتمر من خلال ورقة عمله الناضجة ونظامه الداخلي المعدل .
لقد بدأت سكرتارية الاتحاد منذ اليوم الاول لاستلامها مهامها الجديدة في وضع جدول عمل وبخطوات ثابته متتالية لانجاز مهامه بالصورة الصحيحة والمرضية التي سوف تعكس الوجه الحضاري الاصيل والمشرق لطائفتنا بهمة وسواعد من يمثلهم على الساحة المندائية اليوم .
دمتم بخير .

نشرت في كلمة الأتحاد
الإثنين, 20 نيسان/أبريل 2015 12:51

تعايشنا مع الثقافات الاخرى

يشكل تعايش الثقافات المغايرة وتفاعلها، على امتداد تاريخ المجتمع البشري، عنصرَ خصب وثراء في كيان وهوية اي حضارة إنسانية، وتداول معتقداتها وقيمها، وتعاقب الراسخ من تقاليدها وأعرافها. وما كان للتقارب أو التباعد الجغرافي للمندائية،طيلة تاريخها العريق، أثر عائق في تبادل المؤثرات والمنافع الحياتية لابنائها وبناتها،وايضا للوسط الاجتماعي الذ ي عاشت فيه، بشتى أصنافها في تلك العملية التراكمية التفاعلية ووشائجها التاريخية المعقدة.

ولعل مُنشط ديمومة التواصل والتجانس بين ثقافات وآداب عموم المجتمع العراقي، وعلى مدى مراحل تاريخية متعددة، مغروس في لباب ذاك الإرث الحيوي الديني العظيم للتاريخ المندائي الممتد الى مئات السنين ، ذي الرصيد المعرفي الهائل غير المستثمر لحد الان في ميادين العلوم الحياتية،الفلسفية والعقلية والروحانية، التي تعاني اليوم من فرط جمود الفكر الاجتهادي، والتشرنق في جوف التعصب ، والتزمت الديني، والانعزال الحضاري المميت، والتعالي عن محيط المجتمعات التي نعيش في كنفها، وعن ومناحي الحياة الحضارية في العالم. ولا شك بأنَّ المقاطعة غير العقلانية للعديد من ابناء المندائية، لمجمل المنجز الحضاري المعاصر، وعدم الاكتراث بمنافعه السخية، التي من غير الممكن اليوم لأي مجتمع او جماعة بشرية تقليدية ،ان تساهم في وضع حلول واقعية لتلك المعضلات المصيرية المحتدمة، ما دامت ظواهر إقصاء الاخر، والجمود المعرفي والثقافي، والتقهقر إلى هاوية التخلف والسلفية، سمات طاغية على كياننا وعلى سنن عرفية تتبعها جماعاتنا البشرية، تجثم على تأملات تجمعاتنا وتطلعاتها المشروعة ومصيرها التاريخي.
ومهما تنقبت اي جماعة بشرية، قادمة من قحط الصحاري العجاف وشعاب لا يعرف أهلها سوى الخرافات والعداوة ويحصلون إلى اليوم (بقوة السرقة والنهب والسطو على ما يحتاجون إليه في الحياة، ماديا ومعنويا)، بحجاب العرفان الواهي، وتقوى الإيمان الزائف، ودعوة الدفاع الزائف عن صفاء العقيدة الدينية، تظل أفعالهم المشينة ضد أبناء (دينهم) بدعاً باطلة شنيعة وترهات ضالة آسنة ما أنزل الله بها آية ولا سلطاناً. وفي ظل هذه الأجواء المشوهة والمهينة لقيم الدين وفلسفته المعرفية العميقة، فلا خيار اليوم أمام الثقافة التنموية العصرية، دينية كانت أم علمانية أم توفيقية، إلا أن تكون (ثقافة إيجابية عقلانية تقدمية)، ترتكز على العقل والمثل الإنسانية، وتنشد الارتقاء الاجتماعي والمعرفي، وتنبذ الانغلاق والتزمت،وروح المزايدة الذي ورثه البعض من دجل ونفاق النظام الفاشي البائد، وتسعى إلى الانفتاح على ثقافات الشعوب ولغاتها وعلومها وأعرافها، وهي بأمس الحاجة إلى ،عقل منفتح غير متعصب، ونقدي يقبل الاختلاف، ويسعى إلى الاتفاق على أُسس مقبولة عقلية وعقلانية. أجل يجب أن يكون عقلا تأمليا موفقا بين العقلانية الفلسفية وفكرها الاجتماعي العادل وبين العقيدة التقليدية وموقفها المنشرح على الثقافات التي نعيش تحت ظلالها.
وأنه لذو أهمية بالغة التعويل على النوايا الحسنة والرؤى السمحة في تدبير أعمال ومشاريع القائمين على شؤون محفوظات الموروث المندائي وكنوزه الفذة، القابعة في أقبية وخزائن موصدة غبرها الإهمال، لم تصل إليها منذ عقود طويلة أنظار الباحثين، رغم صلتها المباشرة بماضينا وثقافاتنا العريقة الحية، يحق لنا جميعا وبدون استثناء بكوننا وارثيها وأتباعها أن نستقصي تلك الصفحات المنيرة من آداب أسلافنا وعقائدهم وأعرافهم الغابرة، والاعتزاز بطرائق وتقاليد حياة الآباء والأجداد، وأن نتعلم من مناقبهم وإسهاماتهم وما دوّنوه من علوم ومعارف، وما شيدوه من عمران وفنون( حضارة حران كنموذج)، فنحن اليوم أشد حاجة إليها لشحذ وعينا وكسر طوق الجمود والانعزال، واللحاق بركب الحضارة المعاصرة، حاضنة أثار الأعراق البائدة والعائشة، ونشير الى الجهود الرائعة التي يقوم بها الكاتب حيدر لازم في متابعته الموضوعية الجادة لتبيان اثر المندائية في الفكر والثقافة العربية، جنبا الى جنب ما قدمه الشاعر المندائى سميع داود في كتيبه المهم( المندائية ادبا ومعتقدات) عن سمات الادب المندائي، وما قدمه الاكاديمي صباح خليل مال الله في كتابه القيم دراسة يحيى، وايضا ، الكتاب القيّم عن ابا اسحاق الصابي للاستاذ قيس مغشغش، الى جنب الدراسات التي قام بها عدد اخر من المثقفين المندائيين امثال ، فهيم السليم وفاروق الامام وعزيز ساجت ونعيم ساجت وغيرهم .
أجل، إنّه الإرث العظيم ذاته، تراث المندائية، التي من غير الممكن لها أن تستمر في رسالتها الحضارية، وتنجح في تجديد ثقافتها وقابليتها الفكرية والاجتماعية، وعلاقتها المعاصرة بالحضارات المغايرة، من دون أن تستدعي إرثها المجيد وتعيد اكتشافه ومحاكاته روحياً وعقلياً. فمن غير الممكن أن يبلغَ قمة المجد إلا من جمع بين (شرف العلم وشرف الملك).
والواقع، أنّه لم يعد بمقدور اي عنصر مندائي واعي ، في ظل تلك الميول العنصرية المقيتة، والنزوع الاستبدادي الفتاك لدى البعض، نحو إخضاع واحتكار وإخفاء محفوظات التُراث الصابئي المندائي المديد ، أن نقنع أمم كثيرة نعيش في احضان ثقافتها وارثها الحضاري العظيم أنّهم يرومون حقاً الحفاظ على النتاج العظيم لحضارات الجنس البشري، والارتقاء به إلى مستويات أرفع، ونشره وإيصاله بنزاهة إلى الأجيال القادمة.

 

نشرت في كلمة الأتحاد
الإثنين, 06 نيسان/أبريل 2015 14:29

لان في اتحادنا قوة


ان أبناء الطائفة وعلى اختلاف إنتماءاتهم الفكرية والسياسية والكوادرالعاملة وعامة الاخيار من ابناء جلدتنا معنيين قبل غيرهم أن يكون لهم موقف واضح وصريح مما يجري على الساحة المندائية وبروح الكلمة الحرة الصادقة المعبرة عن يقين متجرد من الاهواء او الاصطفاف الغير المبرر ، والحريصين كل الحرص على مستقبل المندائية ، عبر المشهد المؤلم الذي نعيشه من تطورات واحداث هامة ومصيرية تعصف بنا اليوم .
وكي لا تضيع الطائفة ويذهب ريحها كما خطط لها الاعداء واذنابهم المأجورين بالمال الرخيص الذين لبسوا رداء الدين دون خوف أو وجل من الجبار العزيز بل اتخذوا من ( الأسطوانة المشروخة ) الحفاظ على الطقوس والتقاليد المندائية ستارا فاضحا لمخططاتهم الواهية التي لم تخفِ على أحد بقصد تدمير هذا الدين وطلائعه المضحية وكوادره النشطة والمثقفة الواعية وبعض من رجال دينه المتنورين الصابرين وغرس الخيبة والخذلان في نفوس اتباعهم حتى تكون صيدا سهلا للمتربصين له عن قصد او دون قصد ولغاية في نفس يعقوب ، ولكي يخفت الأمل بوجوده وديمومته ، ان اتحادكم المناضل اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر يمثل انطلاقة مندائية حقيقية منذ خمسة عشر عاما رغم امكانياته المادية المتواضعة لكنه يظل الصوت الحر والفكر المعبر عن وحدة وتطلعات وآمال الكثرة الطيبة من المندائيين في الوصول الى الغايات النبيلة المنشودة رغم كل المعوقات والمحن وفي الالتزام بالعقيدة السمحاء قولاً ومنهجاً بعيدا كل البعد عن المزايدات الرخيصة من هنا وهناك والتي تلحق الضرر بِنا جميعا دون استثناء عاجلا أم اجلا .
ان همة ومساعي نخبة طيبة حريصة من ابناءكم العاملين رغم كل الظروف ونحن على ابواب انعقاد المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر في لوند ، من اجل هضم المستجدات وكل المتغيرات اللاحقة في قيادة حكيمة قادرة على مواجهة تلك التحديات ورسم مستقبل مشرق للمندائية والاخذ بيد اتباعها نحو غدٍ افضل من خلال طرح برامج وافكار وروئ جديدة تُسهم في وضع النقاط على الحروق وتلبية متطلبات المرحلة الحالية والمراحل اللاحقة وللسنوات الثلاث القادمة لان في إتحادنا القوة والاقتدار .

 

نشرت في كلمة الأتحاد
الخميس, 26 شباط/فبراير 2015 01:46

مؤتمرنا القادم ووحدتنا المندائية

بمناسبة انعقاد المؤتمر السابع في مدينة لوند، منتصف الشهر السادس من العام الجاري، لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر ، والذي نعتبره محطة اخرى في مسيرة النضال الذي تقوم به جميع منظمات ومؤسسات وروابط تجمعنا البشري االمندائي . محطة للانطلاق، لا للتوقف، ارضها الوطن وسماؤها ثقافة التسامح المفتوحة. نتساءل بألم ومرارة، لماذ يتبرع البعض من الذي تعود على الفتنة والتشكيك والازدواجية وروح التآمر التي خلفها النظام السابق في نفوس العديد من ابناء شعبنا، بتفكيك عرى وحدتنا المندائية التي نسعى لتحقيق تماسكها في هذه الفترة العصيبة التي ينهمر بها الخوف وشلال الدم العراقي فيشق في الارض الرخوة مجاري في قلوبنا واعراضنا وبيوتنا التي كانت آمنة؟

كيف نستطيع استشراف المستقبل المندائي عبر هذا التيه من الصدامات المفتعلة، وعبر هذا الركام الكثيف من الحقد والكراهية، الذي يلف ويحيط البعض من جميع الاطراف؟. انه ركام يزهق النفس ويحول دون خروجنا الى رحاب العالم المتحضر، الذي يعيش في احضانه الألاف من ابناء المندائية، يحول دون القدرة على احصاء خسائرنا، والتي لم تنته والتي لانعرف كيف ستنتهي، ويحول دون ما نطمح لتحقيقه في الوقت الحاضر. اهذه هي مندائيتنا التي نريد لها ان تصطف بأبنائها؟

الحرية ايها الاخوة والاخوات لها طعما واحدا لا شريك له، وهي كانت وستبقى دائما، لاسيما في الاعلام بكل اشكاله، حرية الرأي والرأي الآخر، حرية الكلمة كما يريد لها اصحابها ان تقال من دون رقيب او حسيب الا رقابة الضمير والمصلحة المندائية العامة. لأننا في اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر ، ندرك تماما بان الحرية هي فعل انتماء حقيقي كامل والوعي بالمسؤولية، الى ناس وطائفة حقيقية في وجودها وتاريخها وفي مسعى رجالها ونسائها لان يحافظوا على استمرار ارثهم الديني والثقافي وتواصله مع الاجيال الجديدة.ان الحرية بالتعامل و الكتابة ، هي نقطة لقاء، وبداية طريق نستطيع من خلالها فتح النوافذ المغلقة، لكي نعزز انتظارانا التي طالت من اجل استمرار انبثاق روابطنا الثقافية وتجمعاتنا لتكون منابر ندافع من خلالها عن ابناء المندائية في العراق وايران، وفي كل بقعة ارض تحمل سمات هذا التجمع البشري ، الذي نطلق عليه اسم المندائية بشرف واعتزاز كبيرين . حري بنا ان نرفع اصابعنا في سبيل حرية التعبير، وكافنا من هذه الاساليب التجريحية في شتم من يخالف في الرأي او الموقف، ليكيل لنا ولجهدنا ، تهم التآمر على الدين والسعي لتهديمه . مثل هذه الشتائم لا تليق بماضينا وتعاليم ديننا المتسامح ولانرتضي نحن في اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر، الذي ينشغل اعضاء مكتب سكرتاريته ومستشاروه، وكوكبة لامعة نشطة ، من اعضاءه في الجمعية الثقافية المندائية في مدينة لوند السويدية ، للتهيئة لإنجاح احتفاليتهم الكبيرة القادمة ، بمثل هذا التجريح الذي يعكس نفسه على ألسنة تعبويه ، تعد بأصابع اليد ،كانت خرساء في الزمن الماضي القريب، لتعيد نفسها بهذا الزمن الذي نحن جميعا تحت مظلة امتحان عسير يهم وجودنا جميعا.

 

نشرت في كلمة الأتحاد

ان الامم تسموا بمفكريها ومبدعيها وناذري انفسهم في خدمتها وها انتم بارادتكم الصلبة وعزيمتكم التي لا تلين في اكمال ما تم انجازه في الماضي القريب ، في ظهور رابطة الادباء والفنانيين والصحفيين المندائيين (wajma) الى حيز العلن والوجود في تحقيق ما نصبوا اليه وما نتمناه دائما ، من اجل ارساء دعائم ثقافة مندائية اصيلة .
بوركت جهودكم ايها الجنود الاوفياء على هذا الانجاز الرائع ، في الاخذ بيد الاخرين وعلى مسافة واحدة من الجميع لارساء رابطة متينة يساهم ويلتحم معها ذوي الاقلام الحريصة الوفية على مستقبل هذه الامة النجيبة ، باحتضان وتشجيع المواهب الفنية والادبية الشابة كي تاخذ دورها الريادي في مجال الثقافة والابداع .
هنيئاً لكم ولامتكم هذا الصرح الثقافي الوليد ، وبوركت جهود اللجنة التحضيرية الخيرة في السعي الحثيث لاصدار منشور الرابطة الاول وبأسم ( النهضة المندائية ) ، والى الامام نحو غدٍ افضل وضاء.

 

نشرت في كلمة الأتحاد
الثلاثاء, 16 كانون1/ديسمبر 2014 17:38

على أعتاب عام ميلادي جديــــــــــــــــــد

يوماً بعديوم تزدادُ التحديّات ، وتكثر الصعوبات ، يوماً بعد آخر يزداد العنف ، وتقلَّ فرص السلام ، يوماً ويوميّاً يسقطُ مئات العراقيين الأبرياء صرعى في منزاعاتٍ ليست لهم ، يوماً بعد آخر يزدادُ حمامُ الــدّمِ تدفقـاً ليغطيَّ مساحاتٍ خضراء ويحولها إلى لون الجحيم !
إزاء هذه العذابات والإرهاصاتِ يقفُ العالم ( المتحضّر) والذي أججَ هذه الصراعات متفرجاً لا يعنيه إن قُتل فلان أو سُبيت فلانة . لقد بات القتل على الهويّة ولون البشرة هواية ومتعة يتمتع بها القتلة الجدد الذين لا يعنيهم إن تطاير رذاذ هذه الدمــاء ليصبغ وجوههم الصفراء الخالية من نور الحب والتآخي . لقد بات أمر حماية المدنيين أمــراً صعب التحقيق في ظل الإنفلات الأمني الذي صار السِّمة المُميِزة لهذا العصر الُمسمى بالقرن الحادي والعشرين ؛ فلا أمنَ ولا إستقرار ، والعصابات التي تذبح الأبرياء والتي تستغل الدَّين غطاءً شرعياً لها صارت أكثر شراسة وأكثر دمويّة، وباتت أرواحُ الآخرين في علم الغيب ؛ فدماؤهم مُستباحة ، وأعراضهم مُباحة ، كلُّ هذا ومازلنا نناشد ونستعطف ونرجو ، لكن خابت المناشدات ، وكلَّ الإستعطاف ، وخاب الرجاء . لكننا نعود ونناشد الضمائر الحيّة في مختلف المحافل والمنابر الدوليّة والإقليميّة والمحليّة والمرجعيّات الدينية والمدنيّة أن تتدخل ؛ لتنقذ ما يُمكن إنقاذه ~

نشرت في كلمة الأتحاد
الخميس, 24 تموز/يوليو 2014 02:22

استنكار من اتحاد الجمعيات

مرة اخرى، وبذات الاصرار على الشر وعلى الاستهانة بكل القيم والاخلاق، اقدم برابرة العصر الجديد عتاة( داعش) القتلة بطرد اخوتنا المسيحيين من بيوتهم وعلاقاتهم ومن مدينتهم الاثيرة، ليؤكدوا للعالم كله بانهم عصابة ظلامية لاتطيق أي وجود غير وجودهم الاجرامي. 

إن الذين يتسترون بالدين، وينتهجون سبيل القتل والذبح للنفوس البشرية البريئة، ويمارسون التفرقة المذهبية والدينية، بالتناحر وينزعون الى التسلط والارهاب، ويستعيضون عن الكلمة الصادقة بحد السيف وبالرصاصة الغادرة، لايمكن لمثلهؤلاء البرابرة ،ان
يدركوا ما للكلمة الحرة الشريفة من حق او حرمة، ولا ان يدركوا حق الانسان في عقيدته الدينية والفكرية والمذهبية. لقد قرروا بانه لاتوجد اية ارادة للشعب العراقي بكل كياناته الدينية والاثنية والقومية، ولا يوجد أي حق في  احترام وجودها وتاريخها العريق على هذه الارض تكفيرهم للمسيحيين والصابئة المندائيين والشبك والايزيدين، جاءت اليوم  لتؤكد انهم لايقيمون وزنا لكل اعتبار وحرمة، فاي حقد دفين تضمره هذه القوى الارهابية على كل ما هو   نساني ونبيل ومضيء في تاريخ هذا البلد؟  ان الصابئة المندائيين لايمكن الا ان يربطوا سلسلة الجرائم التي يتعرض لها اخوتنا من ابناء الديانة المسيحية بمسلسل استهداف تصفية شامل لكل وجود للاقليات الدينية صاحبة الارض.

اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر ، يعلن عن اشد السخط على هذه الجريمة الغادرة ويدعو كل ذوي الضمائر الحية، على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وانتماءاتهم السياسية، الى رفع اصواتهم احتجاجا على هذه الممارسات البربرية الغاشمة التي يندى لها الجبين الانساني، ويلحق العار بدين الاسلام البريْ من هذه الافعال الاجرامية القذرة .انهم يلحقون العار  بتاريخنا وتراثنا، وهم يهجرون بشكل قسري العوائل المسيحية، ويقتلون اخوتنا ابناء الشبك والايزيديين، ويفرضون الجزية عليهم، او يجبروهم بقوة السلاح لتغيير دياناتهم ، بهدف تفريغ العراق من مكوناته الاساسية الاصيلة والحذر كل الحذر ازاء اصرار القتلة على مواصلة جرائمهم بتصفية الجميع

نشرت في كلمة الأتحاد

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014