• Default
  • Title
  • Date
السبت, 10 أيلول/سبتمبر 2016 20:35

تهنئة لفضيلة الكنزبرا الدكتور عصام خلف

فضيلة الكنزبرا الدكتور عصام خلف المحترم

من صميم قلوبنا النابضة بالمحبة لكم ولكل رجالات ديننا الأفاضل، نهنئكم ارتقاء فضيلتكم الى درجة "كنزبرا"، فبارتقائكم حقق رجال ديننا الأفاضل فوزاً دينياً مشرفاً، ونالوا معاً مكانة مشرفة ونبيلة.
أسعدنا جداً أنكم حصلتم على هذه المرتبة الرفيعة نتمنى لفضيلتكم دوام التألق والنجاح خدمةً للمندائية والمندائيين من أجل رفعة وديمومة إرثنا الديني وتراثنا وتقاليدنا الموروثة منذ أجيال عديدة، وفقكم الحي الأزلي وأمدكم بالسعادة ودوام التألق.

2016 / 9 / 10

نشرت في وجهة نظر

بسم الحي العظيم

تم عقد الاجتماع الأول في البيت المندائي في السابعة مساءً بتاريخ 7-9-2016 بحضور رجال الدين الافاضل الربي رافد الريش امة عبد الله والترميذا حامد الشيخ غريب وكان اول انجاز لهذه الهيئة هي ازالت الخلاف وسوء الفهم الذي حصل بين رجال الدين الافاضل وتمت المصالحة والمصافحة فيما بينهم بفرح غامر ملئ القلوب ثم تمت المباركة بالهيئة الجديدة وأعضائها المنتخبين وهم ثائر الجابري وعبد الرحيم سبتي غافل الخميسي وجمال المباركي ومواهب زيدان وساهر صبري ووليد نعيم ديوان الخميسي وسهى السداوي والمهندس سعد المبارك ممثل اللجنة الهندسية وابتدأ الاجتماع بكلمة الترحيب ثم تناول الحاضرون استقالة الاخوان منجد بادي وعماد المبارك كما وتم الاتصال هاتفيا من قاعة الاجتماع بالأخ منجد محاولين ثنيه عن الانسحاب من العمل ، و للتأكد مما أعلنه في اليوم السابق من خلال اتصاله بالأخ جمال المباركي والاخوان في الهيئة السابقة وهل بالإمكان عودته مع اخوته واصدقاءه للعمل لكنه اكد اعتذاره مرة أخرى و(لأسباب شخصية) منا ومن اهله من الهيئة العامة ومن اللذين انتخبوه.
وبعدها انتقلنا الى الفقرة الثانية من الاجتماع وهي انتخاب الرئيس والسكرتير ورؤساء اللجان وتم انتخاب رئيس الهيئة الإدارية للدورة الأولى وبالأجماع الأخ جمال المباركي والسكرتير الأخ ساهر صبري اما اللجان فكانت المالية من نصيب الأخ ثائر الجابري والاجتماعية للأخت سهى السداوي ولجنة الثقافة والاعلام للأخ جمال المباركي ولجنة العلاقات العامة والخارجية للأخ وليد نعيم الخميسي ولجنة المرأة والطفل للأخت مواهب عبد العزيز ولجنة الشباب للأخ عبد الرحيم سبتي واللجنة الدينية للاخوان اكرم عسكر وعبد الرحيم سبتي ومانع السعودي وسمير السام بالاضافة الى رجال الدين وربما تضاف أسماء أخرى لهذه المجموعة الخيرة ، كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة استشارية سيتم تشكيلها بعد المشاورة مع الهيئة العامة كما واقترح الأخ ثائر الجابري بتشكيل لجنة للكفاءات وكبار السن وذوي المهن الحرة .
بعدها تناولنا فقرة تشكيل لجنة إحصاء المندائيين ، ثم تعهد المجتمعون على تنفيذ التوصيات والقرارات التي خرج بها المؤتمر الأول (ومنها اعتبار الاستاذ مانع السعودي رئيساً فخرياً لجمعية البيت المندائي) بعد أن يجلب كل عضو في الاجتماع القادم خطة عمل متكاملة كما ونوقشت اثناء الاجتماع فقرات عديدة تخص العمل القادم ومن الفقرات المهمة وهي حث الناس على الاشتراك بهذا البيت المندائي ودعمه ماديا ومعنويا والمساهمة بإغناء لجانه ونشاطاته وابداء المقترحات لديمومته
والحي مزكي اعمال الخيرين .

نشرت في وجهة نظر
الجمعة, 02 أيلول/سبتمبر 2016 21:07

أمْيريغو فسبوتشي

((غالباً ما تختلف المصادر بعرض وكتابة الأحداث التاريخية، وعدم التطابق بسرد الحدث مع أن حقيقته واحدة، هو أنها لم تكن دقيقة أو حيادية، أو أنه قد تم التلاعب بالمعلومة بحسب أهواء ومذاهب مدونيها أو ناقليها. في هذا البحث، نجد إجابة عن سبب كون البرازيل دون دول أميركا اللاتينية تتكلم اللغة البرتُغالية بينما بقية تلك الشعوب تتكلم كما هو معروف... الإسبانية))

بعد تقاعده وأبتعاده عن الملاحة وركوب البحر، أنهمك الإيطالي (أميريغو فِسبوتشي 1454 – 1512) بعمله برسم الخرائط للبحّارة الجُدد، وقد تميز وأبدع بإسقاط الشواطئ والجروف القارية من الواقع خطوطاً على الورق، متداركاً بمهارة مشكلة تكوّر الأرض التي حيّرت رسامي الخرائط منذ أن عرفوا أن الأرض كروية.
كثير من مدوني التاريخ يقولون بأن (أميريغو) لم يكن بمستكشف، وما هو إلا مُخادع أتقن اللعب على (الحبال) كي يصل لما أستكشفه غيره، والمقصود هنا الرحالة (كولمبوس). المراوغة والكذب والتلوّن هو ما يحتاجه اللاعب على هذه الحبال لترفعه فوق حتى دون وجه حق لأنها لم تكن يوماً منصفةً، إنها حبال (السياسة). السياسة ـ تقول بعض المصادر ـ هي التي أعتبرتْ (أميريغو) مستكشفاً لقارتي أمريكا حيث قام بدهاء بأستثمار عـِداء البرتغاليين للأسبان وأتـّـقن اللعبة مستغلاً التنافس والتسابق والتحدي بينهما، وهو الأمر الذي دفع البرتغاليون لتزكيته وتقديمه للعالم على أنه المستكشف الأول للأمريكتين!
لكن مع هذا الحق يقال، فهو أول من أستطاع أستكشاف شواطئ البرازيل الحالية ومهد كرد جميل للبرتغاليون أستعمارها ونشر لغتهم فيها.
× × ×
عملية رسم الخريطة، هو إسقاط التضاريس الممتدة على سطح الأرض فوق ورقة أو شاشة بمقياس رسم محدد، مئات وألوف الأميال المربعة نراها إنجات مربعة على الورق، لكن هذا ليس كل شيء برسم الخريطة، المسألة أعقد من ذلك بكثير، لأنه من أصعب المعوقات في علم الجغرافية ومنذ تيقننا بكروية الأرض، هو رسم خارطة مستوية سليمة الأبعاد للكرة الأرضية ولا تزال الرسوم تًنفّذ بحلول غير مُقنِعة رغم تطور العلوم وتوسعها. جميع الخرائط التي نراها اليوم هي ليست دقيقة، وأشكال الدول المرسومة مشوهة ومساحاتها على الورق ليست نفسها الحقيقية لأن عملية تحويل شكل كروي إلى مسطح هي عملية غاية بالصعوبة*. إن ما يحصل عند نقل الشكل المكوّر لشكل مسطح، أي عند رسم خارطة مستوية للكرة الأرضية، أنه وكلـّما نبتعد عن خط الاستواء، كلما تشوّهت الخريطة أكثر وفقدت دقتها، حتى إذا ما وصلنا إلى القطبين تفاقم الخطأ وأصبح لا يمكن السكوت عليه ، فالقارّة المتجمدة الجنوبية (الأنتركتيكا) مثلاً والتي هي أصغر من مساحة أستراليا، نجد أن حدودها على الورق تمتد لتقابل كل من جنوب قارات أميركا وأفريقيا وأستراليا فتبدو ـ من وجهة نظر هذه الخريطة ـ أنها كبيرة جداً وأكبر من قارة آسيا أي خلاف الواقع، والسبب بهذا (الخطأ)... هو تكوّر الأرض.
لم يعانِ من مشكلة الرسم هذه رسامو الخرائط في الحضارات القديمة، ولا تلك المحاولات الجادة لرسم حدود البر والبحر بهدف التجارة والغزوات أيام الحضارة العربية والرومانية لسبب بسيط أنهم ما كانوا يعرفون شيئاً عن كروية الأرض. وكان عصر الإستكشافات في القرن الثالث عشر قد أوجب على البحارة الإحتفاظ بخرائط لمسير سفنهم عندما تمخر عباب البحر، لكن وما أن اكتُشفتْ كروية الأرض، صار عليهم رسم الخرائط على كرة لزيادة دقتها. ولمّا كان عليهم أن يُدونوا أستكشافاتهم بإسقاطها على الورق كي يُضمّنوها صفحات كتب تكون بمتناول العامّة، ظهرت المشكلة في تحويل الرسم من على الكرة إلى الورقة المستوية، ولاحظ المختصون بأن الشكل الحقيقي يتشوّه ويُعطينا أبعاد غير حقيقية.
× × ×
قبل أكثر من خمسمائة عام، تيقن العالم كروية الأرض ووضع تصوره لكرة أرضية كما هي اليوم، لكنها خالية من الأمريكتين وأستراليا والأنتركتيكا. حينها كان الأدميرال البحري الإيطالي الكاثوليكي المتعصب من (جَـنـَـوة) بإيطاليا، دارس علوم الطبيعة والرياضيات بجامعات إيطاليا، (كرستوفر كولمبس 1451 ـ 1506) يريد أيجاد ممر يُفضي لآسيا من جهة المحيط الأطلسي، يكون بعيداً عن أرض العرب وتحكمهم بها، كان يؤمن بكروية الأرض وعلى أستعداد للإبحار من أوربا بالمحيط الأطلسي غرباً ليصل (الهند والصين) كما يظن، لكنه فشل بإقناع الإيطاليين، القوم المتمسك بآراء الكنيسة الرافضة لفكرة كروية الأرض منذ أيام محاربتهم لأفكار (غاليلو)، فرحل (للبرتغال) ليصطدم برفضهم وجهة نظره بإثبات كروية الأرض، ولم يُحبط ذلك من عزمه، فأستغل كاثوليكية (الأسبان) لكن من زاوية أخرى وبشكل ماكر بإقناعهم بعدم الإستعانة بأرض العرب - كانوا يسمونها أرض محمد - في تجارتهم للشرق، فأعجِب به ملكهم بشدة وأطلق عليه (أمير البحار)، وجهز له نكاية بالبرتغاليين في العام 1492 ثلاث سفن، نجح بالوصول بها للبحر الكاريبي وشواطئ كوبا، وليعود بعد ثلاثة أشهر من أطول رحلة بوقتها محملاً بالبشائر والذهب، قائلاً بأنه وصل شواطئ جزر تقع شرق الهند أو الصين، أسماها على خرائطه (جزر الهند الغربية)، فأعتمدها الناس، ولتأكيد ذلك قام برحلة ثانية في العام 1498 وعاد ليرسم بقية الجزر* ويدوّن رحلة خلتْ ولو من إيماءة بسيطة بأنها أراضٍ ربما تعود لعالم جديد. ثم ألمّ به المرض ووافته المنية ولم يعلم هو ولا العالم آنذاك بأنه قد أكتشف الأمريكتين ولم تجرِ له حينها أية مراسيم تشييع خاصة، كتلك التي تقام لكبار رجالات المجتمع.
في تلك الفترة، وبالتحديد في العام 1497 كان الشاب الإيطالي الطموح (أميريغو فسبوتشي (Amerigo Vespucci يتشبث كي تقوم حكومة (فلورنسا) بإيفاده إلى (أسبانيا) للعمل في السلك الدبلوماسي وحين نجح لعبت الصدفة أنه عمل هناك بأمر رجل كان قد قام بتموين الحملة الأستكشافية الأولى (لكولمبس). عندما تم التحضير للحملة الثانية، قام (أميريغو) بشكل مباشر بتموينها، ولم يخفِ (غيرته) وحلمه بأن يكون هو من يقود الحملة. أستقى من خلال تواجده كافة المعلومات المتاحة، ثم أتته فرصة المشاركة برحلة لإستكشاف مزيد من الجروف القارية على الشواطئ الغربية للمحيط الأطلسي في وقت كان العالم لا يزال ينظر لخرائطهم كونها حدود شرق قارة آسيا أي الصين أو الهند، وهنا سعى (أميريغو) أن تتوسع الرحلة كي يدخل أسمه التاريخ كمستكشفٍ للشواطئ الجنوبية الغربية للمحيط الأطلسي وأن يرسمها بدقة، لكن ملكة إسبانيا لم تقتنع بجدوى هكذا نشاط ولم توافق على تمويله.
قام (أميريغو) بالاتصال بالغرماء التقليديين... البرتغاليين، ليجدوها فرصة رد الأعتبار وسحب البساط من تحت أقدام الأسبان في تبوئهم شرف أكتشاف طريق جديد للشرق، فوافق ملك البرتغال بسرعة، بشرط ضم الأراضي المستكشفة الجديدة لبلده وكانت رحلته التاريخية، سار بسفنه نحو الجنوب الغربي للأطلسي ليصل شواطئ أمريكا الجنوبية ومصب نهر كبير لا يمكن أن يجري بجزر صغيرة نائية، فعاد ليُعلن بكل يقين بأنه إنما كان أمام شواطئ قارة مترامية الأطراف غزيرة بخيراتها، فأصبح (أميريغو) حينها بطلاً قومياً برتغالياً وليقوم برحلة أخرى للغرض نفسه. وهكذا فهو من مهد فعلياً (للبرتغاليين) أستعمار القارة الجنوبية وكل ما حول نهرها العظيم (الأمازون) ونشر لغتهم فيها، فأطلق البرتغاليون على هذه الأراضي (البرازيل). في العام 1503 كان (أميريغو) في قمة تألقه فحقق أبرز إنجازاته حين قاد حملة لرسم الحدود الشرقية لأمريكا الشمالية، فسُميت لاحقاً تمجيداً له بـ (أرض أميريغو) لتمييزها عن أرض (البرازيل).
بإختصار وللأمانة التاريخية، فإن (أميريغو) كان أول من قال بأن العالم يقفُ الآن أمام حدود قارة عملاقة جديدة، نافياً بكل شجاعة ما أشيع سابقاً عن لسان (كولمبس) بأنها جزر تقع عند الحدود الشرقية لآسيا.
× × ×
بقي (أميريغو) يعمل في رسم الخرائط في أشبيليا، وقد مارس جميع الخيارات لرسم الخرائط وأسقاطها على الورق، وقد ساعدته وظيفته برسم الخرائط من ناحية ومباركة البرتغاليين من ناحية ثانية بالنجاح بسحب شرف الأكتشاف الخالد من (كولمبس).
في العام 1528 رُسمت أولى الخرائط المفصلة لحدود الأمريكتين، وكان ذلك على يد الفرنسيين ـ وهم أسياد رسم الخرائط - ولتُعطى تسميتها الحالية (أمريكا الشمالية والجنوبية) بشكل رسمي.
... وبينما يُطلق اليوم أسم (أميريغو) على الأمريكتين* وعلى أعظم بلدان العالم بالصناعة والإقتصاد وفي تجارة السلع بالعالم (أمريكا)، لم ينل (كولمبس) سوى أن يُطلق أسمه على بلد يقبع في شمال غرب قارة أمريكا الجنوبية، يُعتبر اليوم البلد الأول في أحتضان المافيات وبزراعة الماريونا والكوكايين وتصدير المخدرات لأمريكا والعالم... جمهورية (كولمبيا).
عماد حياوي المبارك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
× تسطيح الكرة الأرضية :اليوم ومن بين أهم الطرق التي يقوم بها رسامو الخرائط (الكارتو جرافيون) في تسطيح خريطة الكرة الأرضية على الورق، هو تشريحها لشرائح لتبدو مسطحة، فتظهر فراغات بين القارات، ثم يتم تسطيح هذه الشرائح بفردها على حدة حتى يلامس بعضها البعض فيؤدي ذلك إلى تغيير طفيف بشكلها يتوسع كلما ذهبنا بإتجاه القطبين. اليوم يتم رسم الخرائط بنظام (جي بي أس) بدقة ويُسر.
× (كوستا ريكا) هي تسمية (كولمبس) لأرضهم والتي لازمت هذا البلد الأمريكي اللاتيني، وتعني الكلمة (الشاطئ الغني) بالإسبانية.
× أهتم العرب بالملاحة وسجل تاريخهم رحالة عظام قاموا برسم الخرائط، منهم الصفاقسي والإدريسي والحموي وإبن بطوطة وأبن ماجد النجدي.
× لعبت البوصلة دورها البارز في الإستكشافات الجغرافية وتحديد الإتجاهات، وتميّز العرب والأسبان بصنعها، لكن البرتغاليون كانوا الأبرع في القرن الخامس عشر.
× كلمة (أطلس) استُخدمت منذ 400 عام للدلالة على الكتاب الذي يتضمن الخرائط، وهذه الكلمة متداولة في معظم لغات العالم.
× الجغرافي الألماني (مارتن فالدسميلر) أول من رسم خارطة العالم بشكلها الحالي، وأطلق بعد أتفاق الآراء تسمية (أمريكا) على بلد العم سام. الغريب وعلى غير العادة، أن العالم قد أتخذ من الأسم الأول لـ (أميريغو فسبوتشي) أي (أميريغو) وليس اللقب (فسبوتشي) أسماً يُطلق على العالم الجديد، ربما لو اتُبعتْ (الأصول) لسُميت قارة أمريكا اليوم (فسبوتشيا) وأهم دول العالم (الولايات المتحدة الفسبوتشية)!

نشرت في وجهة نظر

افتتح المؤتمر الطبي السادس لجمعية ذوي المهن الطبية أعماله صباح يوم الجمعة ٢٩ من تموز، على
قاعة فندق اوربا في العاصمة الثقافية للمملكة الهولندية دنهاخ ( لاهاي )، وبحضور جمع غفير من السيدات
والسادة ذوي المهن الطبية المندائيين من (ذو التخصصات الطبية الكثيرة وعدد كبير من الاختصاصين )، ومن ارجاء المعمورة وبمباركة فضيلة الربي رافد الريشما عبدالله الشيخ نجم ، حيث ابتدأت اللجنة المنظمة التي مثلها الدكتور
سيزار مهند بدر، بكلمة ترحيبية بكل الحضور من الاعضاء والضيوف الكرام ، وتمنوا ان تنال أعمال المؤتمر
التوفيق والنجاح ، بعد الجهود الكبيرة التي بُذلت للوصول لهذا النتاج الرائع ، من أجل إنجاح أعمال المؤتمر، بعدها
كانت الكلمة لفضيلة الربي رافد الكنزبرا عبد الله، نيابة عن فضيلة الريشما ستار جبار حلو، رئيس الطائفة المندائية
في العراق والعالم، حيث أثنى فضيلته على الجهود الطيبة التي انتجت هذا المؤتمر، ورحب بالجمع الطيب من
المندائيين ذوي الكفاءات العلمية والشهادات العليا، التي تفتخر وتسمو بهم الطائفة، وتمنى لاعمال مؤتمرهم النجاح والتوفيق، بعدها قُرأت ، عدد من برقيات التهاني من بعض الشخصيات المندائية، ثم جاء دور كلمة سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائية ، القتها السيدة انتفاضة مريوش، وجاء فيها
(( بمزيج من مشاعر السعادة والغبطة والافتخار، لبينا دعوة هذه الشريحة المختارة من المجتمع المندائي
من الذين اختاروا الغربة وطن لهم، ولم يتقاعسوا أو يتكاسلوا عن نيل شهادات العلم والابداع في مجال
تخصصاتهم ووظائفهم ، بالاضافة الى اهتماماتهم التي كان من أولوياتها شؤون أهلهم في الأوطان البديلة، قبل
حوالي عشر سنوات قررت مجموعة رائعة من ذوي الاختصاصات الطبية تشكيل جمعية يلتقي خلالها الكادر
الطبي، الذي تتمتع طائفتنا بأعداد كبيرة منهم في المهاجر، وبمساعدة اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر، نشأت
نواة هذه الجمعية، وسرعان ما نمت وازدهر عملها ، وتوالت مؤتمراتها العلمية متحدية قساوة الغربة ، والتشرذم ))
بعدها كانت الكلمة للدكتور غسان عايش جبر والدكتورة ابتسام جبر تحدثا بها عن مسيرة الجمعية منذ التأسيس وحتى
يوم المؤتمر، مستعيناً بالدكتورة همسة الدليمي، والدكتور سام الصابوري والدكتور صادق المباركي ، للتحدث عن
مسيرة ولادة الجمعية ، مروراً بجميع مؤتمراتها ، وبعدها كانت الكلمة للفيدرالية الهولندية التي القاها الاستاذ مهند
بدر قمر رئيس النادي الثقافي المندائي في دنهاخ، التي اشار بها للجهودة الطيبة والكبيرة التي بذلتها اللجنة
التحضيرية للمؤتمر من أجل الوصول لهذا اليوم ، كما رحب بأعضاء وضيوف المؤتمر معتبراً إياهم ضيوف
للفدرالية ولأهالي هولندا جميعاً، متمنياً قضاء اوقات سعيدة وجميلة برفقة أهلهم وأصدقائهم، وبعد انتهاء اعمال
الجلسة الافتتاحية ، حان وقت الاستراحة القصيرة التي انتهت بتكملة الجلسة الصباحية بعدد من المحاضرات
والبحوث وكانت حول
(( ماذا تحتاج أن تعرف عن مرض السكر للدكتورة نور أمين رومي ))
(( معالجة الاصابات الطارئة والحادة المزمنة للدكتور زيدون ناصر ))
التي استمرت حتى الظهيرة، حيث قدمت وجبة الغداء ثم استراحة استمرت لساعة كاملة، عاود بعدها
المؤتمرون مهام جلستهم المسائية التي ابتدأت بالبحث الموسوم

(( أحدث الطرق الجراحية لمعالجة الماء الابيض في العين للدكتور صادق المباركي))

ثم بحث الدكتور خلدون الدليمي الموسوم (( صورة عامة حول كيفية الحصول عن النظام الصحي في امريكا )).

ثم قدمت الطالبة أديان السبتي موضوع الرعاية الصحية في هولندا ((نظرة شاملة عن النظام الصحي في هولندا ))

وبعدها كان البحث الموسوم (( المشاكل الكبرى في تجويف الفم القاه الدكتور رائد سعيد عبد السادة الكيلاني ))

استمرت المحاضرات حتى الخامسة والربع ، قدمت خلالها أحدث البحوث والدراسات، كان اغلبها باللغة
الانكليزية، اغناها الحضور بالاسئلة والحوارات العلمية الشيقة ، بعدها اعلن عن ختام اعمال المؤتمر العلمي
لليوم الأول ، ثم استراحة استمرت الى الساعة السابعة والنصف جرى خلالها التهيئة لامسية السهرة والتي
كانت حفلة شواء في احد المطاعم على بلاجات (سخيفننگ) والتي تقع على شواطئ السباحة الهادئة، على
البحر، استمتع بها اعضاء المؤتمر واصدقائهم من اهلنا في هولندا، امتزجت فيها رائحة البحر ودخان الشواء
وعطور الصبايا والشباب، وطرباً تفاعل الحضور مع انغام الموسيقى
الممتعة التي قدمت للحضور ننقل لكم عدد من اللقطات .

نشرت في وجهة نظر

"الحياة الطيبة هي حياة يلهمها الحب وترشدها المعرفة " قول للفيلسوف الانكليزي برتراند راسل .
ان الهدف الأساس من تناول هذا الموضوع المهم ، القاء الضوء عن قرب على الصورة الحقيقية في اختيار أي مادة تعطي انطباع جيد ومفيد تعتمد على نوع المتلقي ، وبيان الضوابط التي يجب مراعاتها عندما نقيّم النتاج الادبي وصانعه ، ابتداء من الفكرة الناضجة وكيفية صياغة هذه الفكرة والاسلوب الذي يتبعه الكاتب ، بحيث تصل الرسالة اليه بصورة واضحة ومتميزة . لذلك أن الفن الكتابي من حيث موضوعه تعبير عن الناس : حركتهم ، مشاعرهم ، آمالهم ، آلامهم ، طموحاتهم . وهو تعبير بأسلوب أدبي واضح ، بعيد عن الزخرف اللفظي والتكلف وعن المزج المقصود بين العامية والفصحى وفي السرد العشوائي في أي عمل ادبي ناجح . وان الفن الكتابي من حيث إنشائه هو اختيار للكلمات في مكانها الصحيح المؤثر في الناس ، وذلك بانتقاء الألفاظ والأساليب المناسبة لمستوى المخاطبين وليس في إيراد الكلمات الصعبة والتي لا يفك طلاسمها سوى الراسخون في العلم والأدب .
من الافكار الفلسفية واللغوية في مجال الكتابة ولزومياتها واستهدافاتها المتداولة إسلوبان معروفان هما ، الأول يسمى باللزوميات العشوائية ، والثاني يسمى اللزوميات المتسلسلة ، ويمكن ملاحظة هذين النهجين في الكلام والكتابة في أدب غرس النعمة الصابي وابو العلاء المعري وفي أدب نجيب سرور المصري .
ان النصوص الشعرية عند ابو العلاء المعري صاحب ديوانين فلسفيين هما : ( سقط الزند ، ولزوم ما يلزم ) ، والتي تمتاز باسلوبها الادبي لا يمكن ان يفهمه أحد إلا من تبحر في اللغة وفي فهم اللزوميات .
واللزوميات كما يقول المفكر العراقي الاستاذ هادي العلوي في كتابه المعنون " ابو العلاء المعري ، المنتخب من اللزوميات ، نقد الدولة والدين والناس : " وتتمثل كتب ابو العلاء المعري في نقد الدين وتكذيب الانبياء ، ونقد السلوك الديني ، ونقد الخرافة ونقد نظام الطبيعة ، ونقد القمع المبرمج ، ونقد المجتمع والناس كذلك ، لهذا سمي بالعشوائية الأدبية .
"في اللزوميات أو لزوم ما يلزم هو ديوان لأبي العلاء المعري ، أحمد بن عبد الله المعري التنوخي بناه على قافيتين وسمي لذلك لزوم ما يلزم ، إذ اللازم في العروض هو قافية واحدة يختم بها البيت وتتكرر في بقية الأبيات . وعلى هذا جرت كل نصوص الديوان . وقد حمله عليه مزاجه الخاص به في تحمل ما لا يتحمل سواه من التزامات كالعزوبة وعدم أكل اللحم والإسراف في البساطة ".
"واللزوميات هي أحد ديوانين فلسفيين ثانيهما بعنوان :" استغفر واستغفري " ويتألف من عشرة آلاف بيت روعيت فيها القافية الواحدة ، وهي من كتبه المفقودة . ويقول المؤرخون الذين اطلعوا عليه إنه على غرار اللزوميات في المضمون أي أنه يحمل أفكاره بخصوص الدين والسياسة وأمور الحياة والوجود . ولأبي العلاء المعري ما بين 55 - 67 كتاباً فُقد معظمها في اجتياح البيزنطيين لمعرة النعمان بعد وفاته بزمن واحراقهم مكتباتها ومنها مكتبته الشخصية التي كانت في منزله وتضم مخطوطات فريدة لمؤلفاته . وقد ضيعت علينا هذه الهجمة البيزنطية تراثاً هاماً لواحد من أعلام مثقفينا الأفذاذ ".
"مذاهب المعري الفلسفية تؤخذ رئيسياً من لزوم مالا يلزم .أما ديوانه الآخر الذي وصلنا وهو " سقط الزند " فيتألف من شعره الخالص وليس فيه إلا القليل من النظريات الفلسفية . وقد بث في كتبه النثرية بعض أفكاره التي في اللزوميات وأهمها " رسالة الغفران " " الصاهل والشاحج " ، " الفصول والغايات " . وتختلط في هذه الكتب موضوعات الأدب واللغة والفكر ويغلب عليها الإسهاب والاستطرادات" .
"اللزوميات في اغلبها مقطعات أو قصائد غير مطولة .والكثير منها لا يلتزم بموضوع واحد ، فالمعري فيها لا يراعي تسلل منظوماته بخلافه في "سقط الزند". والتي يمكن تسميتها ب "اللزوميات العشوائية".
ويقول الاستاذ هادي العلوي : " ان اللزوميات في أغلبها مقاطع او قصائد غير مطولة والكثير منها لايلتزم بموضوع واحد ، فالمعري لا يراعي فيها تسلسل موضوعاته بخلافه في سقط الزند وكثيراً ما يفاجىء القاريء بالفكرة دون ان يمهد لها ومن دون ان تكون لها صلة بما قبلها أو بعدها ، وكأنه يسترقها من الرقباء ، أو يتذكرها في اللحظة فيدسها في المنظومة ثم يمضي بعيداً عنها ، وربما ختم بها منظومة بطريقة تبعث على الاعتقاد أنها كتبت لأجل البيت الأخير ...".
ويعتقد انه اسلوب كتابي بحت لغرض عرض فكرة أو هدف معين ، ربما يكون اسلوب التوائي او تصاعدي متقاطع وهذه الفكرة قد تربك القارىء وتدخله في المتاهه وعدم التركيز ، كما في البيت التالي للمعري :
وما أدب الاقوام في كل بلدة الى المين إلا معشر أدباء
في المقابل هناك اسلوب اخر من اللزوميات ويطلق عليه " اللزوميات المتسلسلة " ، يقول الاستاذ هادي العلوي في كتابه : "أما اللزوميات المتسلسلة وذات الموضوع الواحد فقد اثبتت بعضها أو معظمها .. والكثير من هذه مقطوعات من بضعة او عدة أبيات والقليل منها على شكل قصائد ، وهو عبارة عن شعر فلسفي على طريقة النحو الساكن الهادف الى تيسير اللغة وتقربها من الكلام دون الاخلال ببنيتها الأساسية .. " ، كما جاء في دواوينه ، وقد دون في كتبه النثرية بعض افكاره التي في اللزوميات واهمها لا الحصر : ( رسالة الغفران - الصاهل والشاحج - الفصول والغايات ) ، ويقول الكاتب ايضا ً: "في هذه الكتب موضوعات الأدب واللغة والفكر ويغلب عليها الإسهاب والإستطرادات .."، وقد اعتبرها بعض المفكرين بأنها هرطقة أدبية ، أما ديوانه سقط الزند فشعره عبارة عن شعر خالص يحتوي الا القليل من النظريات الفلسفية الأدبية وفي الكلام .
اما ياقوت الحموي فإنه يورد للمعري شيئاً " من شعره الدالّ على سوء عقيدته من لزوم ما يلزم " ثم يضيف : "نقلت هذا كله من تاريخ غرس النعمة محمد بن هلال بن الحسن الصابي ، وحمدت الله تعالى على ما ألهم من صحة الدين ، واستعذت بالله من استيلاء الشيطان على العقول .
لقد قصد المعري بغداد وقضى فيها زهاء سنة ونصف قبل ان يختار العزلة والانزواء في بيته بالمعرة اي بمدينة معرة النعمان السورية ، كان يرغب في الإندماج مع الأدباء الآخرين فزارهم وعرض عليهم ديوانه " سقط الزند " كما تردد على خزانة الكتب للتزيد من العلم ، لكن بعض الأحداث عكرت جوّه ، من ذلك أنه قصد يوماً " أبا الحسن علي بن عيسى الربعي ليقرأ عليه ، فلما دخل إليه ، قال علي بن عيسى : ليصعد الاصطبل ! فخرج مغضباً ولم يعد إليه ، والاصطبل في لغة أهل الشام : الأعمى "! .
ومن الكتاب المبدعين الذين تناولوا الجانب الفلسفي بإسهاب في أدب ابي العلاء المعري ، الشاعر والناقد الأدبي والكاتب والمخرج والممثل المسرحي نجيب سرور المصري (1932-1978) في كتابه الاخير والذي كان بعنوان " لزوم ما يلزم " وهو عبارة عن دراسة وافية في شعر ابي العلاء المعري ، اصدره في عام 1975 .
وقال عنه الكاتب والناقد اللبناني جهاد فاضل : ان اكثر نقاد زمانه ، رموه بما لا يحصى من التهم منها فساد عقيدته ، فابن الجوزي وهو من أشد المتحاملين عليه ، يعترف للمعري بفضله في اللغة ، " إن له به معرفة تامة " ولكنه يضيف " إن أحواله تدلّ على اختلاف عقيدته " ، ومع ذلك لا يتهمه مباشرة ، او على الأصح ، لا يتهمه لا بعد أن يذكر ما قيل عنه : " وقد رماه جماعة من العلماء بالزندقة والالحاد ، وذلك أمره ظاهر في كلامه واشعاره " .
كما أورد في قوله : ولم ينفع المعري انه احترس من سوء الفهم ، واهتم مسبقاً بتأمين باب مخرج لنفسه عند الاقتضاء ، استناداً الى كون ما يقول يختلف عما يريد قوله ، وهكذا استدرجه خصومه ، وعلى رغبة في التبرير والتصحيح . انه المعري الذي يحار المحدثون في أيهما القمة الأعلى في تراث العرب الشعري : هو أو المتنبي ، فإذا جنحوا الى تفضيل أحدهما على الأخر ، لم يكن هناك ثالث يزاحمهما ، في حين أن الأمر لم يكن كذلك في القرن الرابع الهجري . فقد أخذ عليه معاصروه ، فيما أخذوا ، فساد عقيدته ، وكونه يخفي ما يعلم ، فهو يخشى أن لا يبصر القارىء ما يريد قوله حقاً ، أي ما لم يقله بلغة جيله صريحة ، لهذا فهو يحرص على لفت انتباهه ، داعياً إياه الى نهج قراءة عما يكتبه ، أوعما كتبه بين السطور ، إنه يطالب بقراءة حذرة يقظة مرتابة .
من تأمل أقوالي رأى جُملاً يظل فيهن سرُّ الناس مشروحاً
لذلك ينبه القارىء ويحذر من السقوط في تأويل خاطىء أو متعسف :
لا تقّيد عليّ لفظي فإني مثل غيري تكلّمي بالمجاز
من المعروف ان المعري شاعر وقد خاض الكثير من أغراض الشعر التقليدية كأي شاعر ، فوصف ومدح وافتخر ورثى ، وافتخاره من نزوات الشباب ، ( هذا الفخر ينقلب في اللزوميات - شعر الكهولة والشيوخة الى تقريع للذات ليس من السهل صدوره عن شاعر ) ومدحه كان في معظمه من نمط الأخوانيات .وما يتضمنه من مدائح قليلة لبعض الأمراء فهو من باب التقية ، وكان يتملق أرباب السلطة ليس ليكسب منهم لكن ليتقي شرهم .
وفي مكان اخر يقول : لا إنكار أن المعري شاعر ، هذا ما يتفق عليه الأقدمون . وهو كذلك بمعيار الحداثة الأودنيسي . والمعري عند أدونيس شاعر حقيقي بارع .
وبهذا الصدد صنف الاستاذ العلوي : الشعراء العرب الإسلاميين الى صنفين : الأول شاعر شاعر والثاني شاعر مفكر . ومن الصنف الأول معظم الشعراء المعروفين كالفرزدق والأخطل وجرير وبشار بن برد وأبو نواس والبحتري وأبو تمام والمتنبي .
وبيّن هذا الصنف من هؤلاء الشعراء كان لديهم حظ وافر من الثقافة أو الوعي الإجتماعي أعطى لشخصياتهم الاجتماعية أو الشعرية معنى متميزاً يؤهل أحدهم لتبوء موقع ما في الوسط السياسي والفكري .
اما الصنف الثاني الذي تناوله بإسهاب فهو ابي العلاء المعري كونه شاعر ومفكر في آن واحد ، والمعري متعمق في معارف زمانه من أدبي وفقهي إلى علمي وفلسفي ويتمتع بالاضافة الى ذلك بموهبة كبيرة من الدمج بين هذه المعارف في موقف ثقافي لا يفتقر الى التكامل .استطاع بريادة معارفه العميقة المتنوعة تأصيل وعي الذات ، وصولاً إلى وعي الاختيار الإرادوي . صانعاً لسلطة الثقافة واحداً من أميز غراراتها ، وقد انتقد السلطة السياسية واستغنى عنها ، وبتأثير وعيه الفلسفي الاخاذ وقف وقفة مماثلة من السلطة الدينية فانتقد الدين كايدولوجيا وشعائر وندد بسلوك المتدينين ورجال الدين ، فهو قد وصل الى قناعة تامة بأن الفساد سار في جميع الأمم بسبب التدين الاعمى والتمسك برداء الدين في اتباع نهج الظلم والاستبداد ، وأن الكذب عامل مشترك بين جميع الأديان .وهذا ما اورده في لزومياته المتكررة حول أصول الدين والعقائد - والعبادات والشعائر وعن الأله .
واعتبرت المدرسة العدمية من اللزوميات الأدبية في فن الكتابة ، كونها مذهب أدبي وفلسفي بحت ، اهتمت بالعدم باعتباره الوجه الآخر للوجود ، بل هو نهاية الوجود ، وبه نعرف حقيقة الحياة ، بعيداً عن النظرة المثالية والنظرة الواقعية السطحية ، وتعتبر جسد الثقافة .
من أهم الشخصيات العدمية في مجال الأدب : الروائي الروسي ( فيودور دوستوفيسكي ) عن روايته ( الاخوة كارامازوف ) اي ( الاخوة الاعداء ) التي تكشف عن موقفه من الدين ، وفي مجال الفلسفة كان الفيلسوف الالماني ( فريدريك نيتشه ) صاحب مقولة ( موت الإله ) ، ومن العدميين المعروفين الكاتب الروماني أميل سيوران ( 1995- 1911 ) ومن اعماله ( لو كان أدم سعيداً) و ( المياه كلها بلون الغرق ) ، الا ان الاديب الفرنسي غوستاف فلوبير هو المصدر الاول في هذه الظاهرة عن روايته المعروفة ( مدام بوفاري ) 1856م ، ثم اصبح فيما بعد مذهباً ادبياً لعدد كبير من الادباء في القرن التاسع عشر ، كذلك الشاعر الفرنسي شارل بودلير ( 1867- 1821 ) عن ديوانه ( أزهار الشر ) ، ويعد الشاعر والفيلسوف ( ابو العلاء المعري ) من اشهر العدميين العرب ، ومن بين الكتاب العرب الذين اتخذوا هذا المنحى الاديب القدير (نجيب محفوظ ) عن روايته ( اولاد حارتنا ) .
وهي مقاربة الى أفكار واراء تناولها المفكر السوري الجريء د. صادق جلال العظم في كتابه المعنون " نقد الفكر الديني " وهو عبارة عن صالون جدل للفكر والثقافة . وهو يتكلم عن الفكر الديني واشكالياته وتناقضاته ، ويوضح الفرق بين المنهج الديني والمنهج العلمي والاختلاف الجوهري بينهم ، والتركيز على البُعد اللاعقلاني واللامنطقي في المنهج الديني ، ويعتبر صادق جلال العظم من المفكرين الاحرار القلائل الذين ظلوا يحملون مشعل الثقافة وراية التنوير والمعرفة ، وكتابه هذا يعتبر في مادته الاساسية اعادة لافكار الفيلسوف والرياضي والكاتب الانكليزي برتراند راسل ( 1872- 1970 ) في الإيمان الغيبي السائد بقوله : انه من غير المعقول ان تصدق افتراض معين بدون وجود سبب جيد لأفتراض صحته . وقد أشار راسل الى الرؤية الدينية الخاطئة في تحملها الوزر الاكبر من المسؤولية والاستشهاد والتبوء بالوضع الراهن وما آلت اليه المجتمعات العربية اليوم .
دمتم بخير .
المصادر
* هادي العلوي / ابو العلاء المعري - المنتخب من اللزوميات - نقد الدولة والدين والناس / الأعمال الكاملة / 10
* صادق جلال العظم / كاتب ومفكر سوري / كتاب / نقد الفكر الديني.
* نجيب سرور المصري / كاتب وناقد مصري / لزوم ما يلزم - دراسة في شعر ابي العلاء المعري / النشر - مكتبة مدبولي / القاهرة .
* جهاد فاضل / كاتب وناقد لبناني / مقالة / المعري في زمانه.

نشرت في وجهة نظر

بعد التجربة الناجحة لليوم الذي مضى والتي كانت سفرة لمدينة Antwerpen
كان برنامج يوم الخميس 28 تموز جميل ورائع ، حيث انطلقت الحافلة الى مدينة أمستردام عند العاشرة صباحاً ،
وهناك كان لنا تجمع اخر قرب فندق فكتوريا مقابل محطة
امستردام الرئيسية للمواصلات ، حيث استقبلتنا امستردام بزخات مطر خفيفة، ما اضطرنا الى تبديل برنامجنا
المعد ، للمسير الى المكان المخصص وأضطررنا لسحب معاطفنا ومظلاتنا لتلافي زخات المطر وستشاهدونها في
عدد من اللقطات ، وكانت اللجنة التحضيرية قد اعدت يخت خاص للحاجزين من الضيوف واهل هولندا في هذه
الرحلة الجميلة والرائعة
للطواف في قنوات امستردام من الساعة الثانية عشر ظهراً وحتى الساعة الواحدة، وخلال دقائق جُهز
اليخت ، وبدأنا بالنزول اليه ، وبعد فترة قصيرة وعند اكتمال العدد ، انطلق اليخت بِنَا يطوف مدينة امستردام
، من خلال شبكة قنوات امسترادم، أزادت متعتنا شروحات مفصلة
وبجميع اللغات تصلنا عبر سماعات الاذن ، الجميع يسمع التفاصيل باللغة التي يريدها
ومن ضمنها العربية أيضاً ، لقد كانت جولة بانورامية لغالبية مفاتن امستردام وضواحيها ، عرفتنا عن تاريخ
كثير من عقارات وابنية امستردام العتيقة ، والحقبة
التي تم بناءها بها ، لقد كان اختيار جميل ، (والاجمل كانت
لمتنا)، وعند ختام الجولة ، عدنا الى نفس المكان ، فاقترحوا علينا التجمع عند الساعة
السابعة والنصف ، وانطلاق باص العودة من امستردام الى دنهاخ الساعة عند الثامنة.
وقدموا لنا خيارات كثيرة ومقترحات حول الاماكن الممكن زيارتها، وتركوا لنا الخيار، على ان تكون جولة
حرة في مدينة امستردام ، ويكون اللقاء مرة اخرى عند المساء
للعودة ، ما اجملها ، البعض زار أسواقها والبعض معرضها ومحلاتها، والبعض زار متاحفها ، كانت تلك
الساعات رائعة وتمنينا ان لاتنتهي ، والاجمل كانت الوجوه
التي اسعدنا بحضورها ، لقد ازداد العدد يوم الخميس عن سفرة الاربعاء وذلك لوصول
اعداد اخرى من المؤتمرين وعوائلهم ، ثم انضمت مجموعة من اهلنا في هولندا.
ساعات اللقاء مضت سريعاً وبعدها عدنا الى دنهاخ.
اللجنة الاعلامية تابعت الرحلة .

نشرت في وجهة نظر

طائفة حية تحترم العلم والعلماء، وتقدس النشاط الفكري الانساني من أجل خدمة المجتمع .
عقدت جمعية ذوي المهن الطبية المندائية مؤتمرها العلمي الطبي السادس، في هولندا للفترة من ٢٩ تموز
ولغاية ٣١ تموز الماضي ، وقبل المؤتمر بيومين جهزت اللجنة التحضيرية للمؤتمر برامج حافلة متنوعة
اجتماعية ترفيهية واثناء المؤتمر ايضاً ولم يهمل هذا البرنامج إشراك الحضور بسفرات سياحية والاماسي اليومية
بما فيها الحفل الفني، دعي للمشاركة بها كل الراغبين من اهلنا في هولندا، وقد أعدت لإنجاح هذه البرامج كل
المسلتزمات، وبذلت من اجل ذلك جهود رائعة من قبل السادة المضيفين.
كنا امام مهرجان كبير للفرح عشنا ساعاته منذ وطأت أقدامنا أرض هولندا، وشهدنا خلايا عمل شبابية كريمة
تتحرك بنشاط مهذب مدروس تواصل الساعات والدقائق وتحصد نتائج رائعة . لقد أبهرونا ببرامج وعروض معدة
بشكل مهني، وكانت أولى النشاطات سفرة سياحية الى بلجيكا ومدينة انتفريبن Antwerpen، وكان صباح يوم
الاربعاء المصادف ٧/٢٧ وعند الساعة العاشرة ، حيث اجتمعنا في فندق أوربا مع اعضاء وضيوف المؤتمر
القادمين من كل قارات العالم للمشاركة بالمؤتمر، وابتدئنا برحلة الى
بلجيكا حيث معامل الشوكلاته ومعامل تصنيع الماس ومحلات بيعه، لقد كانت جولة سياحية بمدينه رائعة بكل
شئ، حيّة بأسواقها الغير منتهية، وبحشود المتسوقين، ومطاعمها ومحلاتها، انها مدينة جميلة تستحق الطواف.
ثم تجمع الحضور اثناء وجبة الغداء في احد المطاعم المختارة، حيث المكان الجميل، والاكل العربي اللذيذ.

واستمر الاستمتاع بالاطلاع على ما تحوي هذه المدينة من مفاتن .

نشرت في وجهة نظر

فضيلة الربي رافد الريشما عبد الله الشيخ نجم المحترم
السادة رئيس وأعضاء جمعية ذوي المهن الطبية المحترمون
السادة الحضور الكرام
بمزيج من مشاعر السعادة والغبطة والافتخار، لبينا دعوة هذه الشريحة المختارة من المجتمع المندائي من الذين اختاروا الغربة وطن لهم، ولم يتقاعسوا أو يتكاسلوا عن نيل شهادات العلم والابداع في مجال وظائفهم، بالاضافة الى اهتماماتهم التي كان من أولوياتها شؤون أهلهم في الأوطان البديلة.
قبل حوالي عشر سنوات قرر مجموعة رائعة من ذوي الاختصاصات الطبية تشكيل جمعية يلتقي خلالها الكادر الطبي الذي تتمتع طائفتنا بأعداد كبيرة منهم في المهاجر، وبمساعدة اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر، نشأت نواة هذه الجمعية، وسرعان ما نمت وازدهر عملها ، وتوالت مؤتمراتها العلمية متحدية قساوة الغربة ، والتشرذم .

مع أرق الأمنيات بنجاح أعمال المؤتمر العلمي السادس لجمعيتكم والمنعقد في لاهاي للفترة من 29 من تموز الجاري ولغاية 31 منه، ندعي الحي الأزلي أن يحقق مؤتمركم أهدافه في نشر المعلومة وتبادل الخبرات والتجارب والارتقاء بالبحث الهادف وايصال صدى نتائجه العلمية لفضاءات أرحب، وأن يكون ما يقدمه كرسالة خير ومحبة لأبناء شعبنا العراقي الصابر، وللانسانية جمعاء، وأن يكون وسيلة مثلى لتبادل اخر ما انتجت الكوادر الطبية المندائية، والخروج بنتائج مشرفة.
أن المستوى الرائع لاعداد هذا المؤتمر الذي لمسناها خلال الايام التي سبقت المؤتمر حولته الى كرنفال فرح ومتعة وسعادة بلقاء الأحبـــة، حيث تلقى البحوث العلمية ، وتتعزز اواصر المحبة والمودة بين اهلنا القادمين من كل القارات ، كما ان روعة
عمل اللجنة التحضيرية أعطى نكهه أخرى لاعمال المؤتمر .
بوركت جهودكم التي خططت فأبدعت، وسيتجلى الابداع حتماً خلال ختام أعمال هذا المؤتمر.

نشرت في وجهة نظر
الأحد, 24 تموز/يوليو 2016 20:23

الچلیلو .. الچلیچلاوه

ذبابة مايو ، الحشرة اليومية ، حشرة تيسا
ما بين عام 1955 و 1961 ، كنتُ تلميذا في مدرسة سوق الشيوخ الابتدائية .. وفي صباحاتٍ من فصل الربيع ، نُفاجأ ـــ نحن الذين نسكن شواطئ الفرات ـــ بغطاءٍ أبيض ، كلُّ جزءٍ فيه مرتعش ، قد كسى سطح ذلك النهر الخالد ، ونعرف فيما بعد ، أنَّ هذه الارتعاشة ذات الإيقاع الموسيقي الجميل ، تعودُ للحركة المتناسقة لأجنحة تلك الحشرات البيضاء اللون التي غطَّت وجه الماء ، والتي أطلقَ عليها أهلنا إسماً محلياً جنوبياً ، فحفضناه ، خصوصاً بعد أن إرتبط بواحدة من أغاني طفولتنا السعيدة ، التي كان مطلعها :ـ
چلیلو ماتت أُمَّك ... وكت العصر أطمَّك
لقد عرفنا أنَّ هذه الحشرة هي ( الچليلو ) .. وعلى ما يبدو أنَّ هذا الإسم قد جاء من تكدّس هذه الحشرات بأعداد هائلة على سطح الماء ، أي أنها " چلچلت " على سطح الماء ، ( ولم أجد أثراً لهذه الكلمة في اللغتين الفارسية والتركية .. فقد تكون آرامية الأصل ) ، وقد وردت أيضاً ، في الأغنية التراثية المعروفة :ـ
چلچل علیَّه الرمّان ... النومي فزعلي
هذا الحلو ما أريده ... ودُّوني لهلــــي
وظلَّ إسمها هكذا بالنسبة لي والآخرين ، دون أن أعلم عن تفاصيلها شيئاً ، حتى إنهاء دراستي الثانوية وإختياري لقسم العلوم البايولوجية ( الحيوان والنبات ) ، وهو أحد أقسام كلية ( التربية ــ العلوم ) .
وفي السنة الثانية من دراستي ( 1968 م ) ، وبينما كان الدكتور محمد عمار الراوي المتخصص بعلم الحشرات ، يشرحُ لنا عن حشرةٍ ، قال إنها (ذبابة مايو أو ذبابة مايس) .. فهنا إنتبهتُ ، أنَّ جميع صفات هذه الحشرة وطريقة تكاثرها تشبه تماماً الحشرة التي نسمِّيها الچليلو وهي حشرة تنتمي إلى رتبة تسمى " رتبة الحشرات المجنَّحة " وقد سُمِّيت هذه الحشرة بــ ( ذبابة مايو ) ، لأنها تظهر في أوربا في شهر مايو ، وعندنا في الربيع ( آذار ونيسان ) .. وتسمى بــ ( الحشرة اليومية ) ، لأنَّها تعيش ليوم واحد فقط أو أقل من يوم .. وهي تسمى أيضاً بــ " حشرة تيسا " ، نسبة إلى ( نهر تيسا ) الذي هو فرع من نهر الدانوب في جمهورية المجر .. ويتراوح طولها بين ( 0.5 ـــ 5 سنتميتر ) ، وقد تصل الى 12 أو 15 سم في أنهار أوربا .. وهي ذات أجنحة أربعة بيضاء اللون ( الانواع الاوربية منها ذات أجنحة ملونة ) ، ولها لواحق ذنبية بشكل خيطين رفيعين ، يساعدانها مع الاجنحة على الطيران لمسافة قصيرة جدا .. وهي لا تتغذى ، إذ ليس لها فم متكامل ( بينما الحشرات الحقيقية لها جناحان فقط ، وفم متكامل ) ، وتتنفس عن طريق الغلاصم .
أما دورة حياتها وتكاثرها لجميع أنواعها ، البالغة أكثر من 2500 نوعاً ، فتبدأ بالبيوض الملقَّحة من قبل الذكور في الدورة السابقة ، والتي تطرحها الاناث فوق سطح الماء ، لتستقر في قاع النهر ، حيث تنمو وتفقس بعد 45 يوماً عن حوريات مائية ، وفوراً تبدأ هذه الاخيرة ، بحفر أنفاق ( جيوب) في قاع النهر ، لتسكن فيها أعداد هائلة من هذه الحوريات بما يشبه المستعمرات المحصَّنة بكل وسائل الحماية لمدة ثلاث سنوات ( مُو بس البشر يفتهم !!!) .. وبعد إنقضاء السنوات الثلاث ، تتحول الحوريات المائية ، بعد الانسلاخ الأخير ، إلى حشرات كاملة وبأجنحتها الأربعة ، فتنطلق ( ذكوراً وأُناثا ) من أعماق النهر نحو سطح الماء .
ومع هذا الظهور المفاجئ والانتشار الواسع لقطعات الطرفين ( الذكور والأناث ) ، تكون ساعة الصفر قد بدأت ، فتنطلق الذكور بكامل عددها وعدتها مهاجمةً الأناث أينما وُجدت (كل ذكر لأنثى) ، لتلقيحها وتخصيب بيوضها ( لا لقصد ، إلاّ للحفاظ على النوع )ا
أما الاناث فتراها تطير لمسافة قصيرة ، تارَّةً ، ومنزلقة على سطح الماء أمام الذكور ، تارةً أُخرى .. ثمَّ تحط .. وتطير .. وهكذا .. ( لا أعتقد أنها مهزومة ، فربما هي حركات إغراء ، أو نوع من الغزل ، ليس إلاّ !! .. فالحب بين الحيوانات أصدق من الحب بين بعض البشر !!) .. أما الذكور ، فمن خلفها ، تطيرُ وتحط بنفس الطريقة ، ليتحول سطح النهر إلى ساحةٍ لزواج جماعي ، دون أن يعلم الجميع ( أناثاً وذكورا ) ، بأنَّ رقصة الزواج هذه ، هي رقصة الوداع ..!ا
وعندما يحصل ، أنَّ عدد الأناث أقل بكثير من عدد الذكور ، فماذا يحدث ؟ هل تبقى الذكور التي لم تحصل على أناثها متفرجة ؟ فذكر الچليلو لا يتحمَّل هذا الظلم !! وهو يعلم ، أنه سيموت بعد ساعات !! ... فحَلاً لهذه الأزمة ، وخوفاً من شماتة زملائهم ، تتفق الذكور المحرومة ، لتشكيل مليشياتها !! ( كل مليشيا من 20 ذكر ) ، ليُلقِّحوا بالتناوب أنثى واحدة ، كزوجة مشتركة للجميع !!! ( خلافاً لكل القوانين الانسانية ، عدا ما حصل في عصر قبل الاسلام ، المسمى " عصر الجاهلية " )
وبعد ما تتم عمليات التلقيح ، تقوم الأناث الملقَّحات ، بطرح بيوضهنَّ على طول الطريق المائي ، فتأخذ البيوض طريقها لقعر النهر ، لتبدأ دورة تكاثرية جديدة .. أما مصير جميع الأناث والذكور ، بعد إنتهاء هذا العرس الچليلوي الكبير ، سيكون الموت ( عساه عرس الاگشر !!! ) .. فتتكدس مئات الآلاف أو أكثر من جثث هذه الحشرات الجميلة ، لتغطي وجه الماء وظفتي النهر ، لتصل أعداد من الجثث إلى الشوارع المحاذية للنهر .
( فالرحمة والمغفرة لجميع موتى الچلیلو فی العالم )ا
والآن لماذا غاب ( الچليلو ) ، ولم يظهر في أنهارنا ؟؟
فآخر ظهور لهذه الحشرات في أنهار العراق ، كان فی بداية الستينيات من القرن الماضي
أنا أُرجّح الإختفاء لسببين : الاول ، كان لتنظيف نهري دجلة والفرات ( عمليات الكري ) ، التي على ما يبدو إقتلعت أنفاق مستعمرات اليرقات من قاع النهرين ، ولن تبقي أثراً لبیوضها وحورياتها ، حتى تتكائر من جديد لتستمر دورة الحياة ... والسبب الثاني ، في بداية ثورة 14 تموز ، أرادت وزارة الزراعة في عصر الزعيم عبد الكريم قاسم ، أن تقضي على الملاريا والبلهارزيا ، فأمرت بإستيراد نوع من الاسماك الآكلة لبيوض ويرقات بعض الامراض المستوطنة في البيئة المائية ، فكانت ( سمكة صغيرة حمراء اللون سريعة الاقتناص تشبه " أبو الزمَّير" ) ، والتي سمّاها العراقيون في حينها بــ ( سمكة الزعيم أو السمك الجمهوري !!! ) .. ولكن وبالرغم ما أدت هذه السمكة من وظائف ، لكنَّها أضرَّت في جانب آخر ، فهي كانت تلتهم بيوض أسماكنا الجميلة ، وأعتقد بسبب ذلك قامت وزارة الزراعة بحملة مضادة لتنظيف الانهار من سمكة الزعيم هذه .
-----------------------------------
وختاما ...شكراً للاستاذ حامد مغشغش أبو نزار ، مرجعنا في اللغتين العربية والانكليزية ، والذي حفزني موضوعهُ ( أفراحنا وعرس الچليلو !!! ) ، لكتابة موضوعي العلمي هذا ، بالرغم من أنَّ هدف موضوعهِ ، كان العمل المندائي .
وشكراً للأستاذ فاضل فرج أبو عمار ، مرجعنا في العلوم البيولوجية ، الذي إطَّلعَ على الموضوع وشجَّعَ على نشره .
مع أجمل التحايا للقرّاء الأعزاء

نشرت في وجهة نظر

الاستقراء : عبارة عن تتبع او تفحص الجزيئات للحصول على حُكم كلّي ، ويقال استقراء : بمعنى أخذ القراءة ، وفي المفهوم العام هو نوع من الاستدلال في الأحكام ، وضابطه هو : الحصول على حُكم كلي من تتبع جزئياته . مثل : أن نستقرىء ونتتبع ( الفاعل ) في مختلف الجمل في اللغة العربية لنعرف حكمه من خلال الفروق بين الملاحظة والتجربة ، واستدلال الفرق بين الاستقراء الناقص المعلّل وغير المعلّل ، ويعتبر الاستقراء خلاصة علم المنطق المتداول ، والفرق بين الاستنتاج والاستقراء كما جاء في "ظنية العلم التجريبي " في منتدى الاصلين بالقول : بين الاستنتاج والاستقراء يتبع الاستدلال العقلي وعلى القياس المنطقي الاستنتاجي الى أكثر من المعرفة اللغوية ، مع التأكيد على ضرورة بقاء هذا الشرط دائماً للحافظ على هذا الاعتبار ، والاستقراء في اللغة هو التتبع ، وقرأت الشيء جمعته بعضهُ الى بعض للتعرف على اجزائه ومضامينه .
من بعض الاجزاء الى تعميم الحكم على الكل ، واستقراء تام يستخلص فيه الباحث الحكم ، من جميع الجزيئات ويعممهُ على الجميع اعتماداً تاماً على السماع ، كما ورد في ضرورة الشعر .
وأما التام فهو انتقال الذهن من الحكم على جميع الجزيئات الى الحكم على الجزء الواحد ، ويعتبر المنهج الاستقرائي من المناهج المشتركة بين العلوم .
نوابغ العرب في عصورهم الذهبية ، أغنوا اللغة العربية العالم بالعلوم ، فكانت القوانين المعيار الدقيق في الحكم على النصوص وقدرة اصحابها على التطوير والابداع في هذا هذا المجال ، ولاحظ علماء اللغة المتقدمون ضرورة أستنباط القوانين اللغوية من خلال عملية الاستقراء .
اما الاستقراء ومجالاته في العلوم الشرعية ، كان لمقاصد علماء الحديث في الحكم على الحديث كثيرة منها اهمية استعمال الاستقراء في دراسة القواعد الأصولية والفقهية والحديثية والعقدية وغير ذلك ، لغوياً ، والموازنة بين الاستقراء التام والاستقراء الناقص .
والاستقراء عند الاصوليون فانه يمثل الاحكام اللغوية الكلية والذي يصل الى مرتبة القطع وصيرورتها من العلوم من الدين بالضرورة المطلقة والبرهان .
فبينوا في كتاباتهم عن دور الاستقراء اللغوي على استنباط المعرفة وعلى التدريس والفلسفة والعلوم الرياضية .
لقد تناولت الدكتورة مها خيربك ناصر في بحثها الموسوم ( اللغة العربية والعولمة في ضوء النحو العربي والمنطق الرياضي) في دراسة وافية لهذه الحالة اللغوية بالقول : ان المخزون الثقافي والحضاري لامتنا قوة كامنة في أصالة تكوينها ، وهو يمنحها الحصانة الثقافية ، التي ترعى قدراتنا وطاقاتنا ، وتكسبها فاعلية الحركة للبحث عن الجوهر بلغة عربية سليمة ، عُرفت عبر تاريخها الطويل بمقاومة التيارات ، وإثبات الذات ، بفضل تمسك أبنائها بها ، وبفضل مقاومتها وخصائصها المتميزة ، التي جعلت منها لغة حية قادرة على احتواء منتج الفكر الانساني ، واداة تعبير وتواصل بين العرب والمستشرقين الذين أكدوا على عظمة اللغة العربية ، وعلى اهمية دورها العربي والانساني ، وعلى فاعليتها ، واصالتها المتجذرة في التاريخ ، هذه الاصالة رأى فيها أحد المستشرقين عريناً ، التجأ إليه العرب في أثناء محن التاريخ فقال : "إن العرب في ظل الاستعمار لجأوا لحماية هويتهم وأصالتهم إلى اللغة العربية" .
وفي مكان آخر تحدثت هذه الكاتبة المقتدرة عن دور علماء اللغة العربية في النحو والصرف في تثبيت دعائمها وتطويرها والحفاظ عليها من الخفوت والانقراض ، لم يُجمد علماء العرب اللغة في قوالب جاهزة ، وفي بطون الكتب فقط ، بل قاموا باستقراء نصوصها ، ووضع مفرداتها في الاستعمال ، بما تقتضيه قواعد تراكيبها ، فاغنوا اللغة بالمفردات والمصطلحات وأساليب التعبير وأوصَّلوا مهمة اللغة في خلق المعرفة اللغوية ونشرها ، والتي تكشف عن سلامة النطق والتعبير وسهولة استخدام المصطلحات العلمية ، وأثبتوا قدرتها على التعبير عن الفكر وما يطرحه من موضوعات ، او ما يبحثه من حقائق " فلوا ان علماءنا المحدثين عمدوا الى مثل هذا النهج لضمنا ثروة لغوية عربية تتناسب تماماً مع ما ينتجون من علم ومعرفة أو يقدمون من فن .
ولعل نحن المندائيين يراد لنا مثل هكذا وقفات ، كي نحافظ على تراثنا وكي تثبت لغتنا المندائية على التلقي الصحيح والنطق السليم مع الاهتمام الفاعل والتفاعل والتطور مع مسار اللغات الاخرى ومنها لغتنا الثانية ، اللغة العربية الجميلة .
معتبرة الكاتبة اللغة وحسب وصفها هي نتاج الإدراك العقل ، والإدراك العقلي السليم متجسد بمنهجية المنطق ، وما يولده من علاقات لغوية ، لها دلالاتها في عملية التواصل ، كي تكتسب الألفاظ دلالاتها في السياق من معانيها المعجمية ، ودلالاتها الصرفية والنحوية ذات الخصائص الثابتة التي تمنحها هويتها الشخصية المميزة ، وهذه الخصائص اثبتها علماء اللغة عن طريق الاستقراء العلمي لنصوص عربية ، هداهم الاستقراء الى وضع فرضيات بنوا عليها نظرياتهم وقوانينهم اللغوية ، فكانت ىهذه القوانين المعيار الدقيق في الحكم على النصوص وقدرة أصحابها على التعامل الصحيح مع اللغة .
لقد تحدثتْ عن علماء الفكر واللغة منهم ابن سينا وابن وحشية الصابي وابن جنية بالقول : وعن ارتباط النحو بالمنطق على وضع فرضيات تتبنى صياغة ألفاظ على نسق ألفاظ الصياغة الصحيحة ، وكشف علاقاتها : فكان ابن جنية يضع الفرضية ، ويطرح السؤال ، ثم يجيب عن سؤاله بالبرهان لإثبات صحة الفرضيات ، او ينقضها ، كفرضيته الناتجة عن الاستقراء ، والقائلة : إن المسند اليه "الفاعل مرفوع " ثم سأل : ما سبب رفع الفاعل ؟ فأجاب : ارتفع بفاعله .ثم طرح سؤالا آخر : لم يصل الفاعل مرفوعاً ، فبرر الرفع بقوله : ان صاحب الحديث أقوى الأسماء ، والضمة أقوى الحركات فجُعل الأقوى للأقوى . وفي مكان آخر : وعن كيفية صياغة الفرضيات نظريات ، وانتجت بالتعليل والبرهان قواعد يقاس عليها ، ولاحظ علماء اللغة المتقدمون ضرورة استنباط القوانين اللغوية من خلال عملية الاستقراء ، فبرر ابن جنية الاتفاق على اللغة وقواعدها ، وقال إنها تتكرس في المجتمعات بعقدٍ بين المتكلمين بها ، ثم جاء النحو علماً على ما جاء من قولهم " فهو علم منتزع من استقراء اللغة " ، حسب ما جاء في كتابه ، "الخصائص اللغوية" ، وفي "وسائل اللغة والنحو".
وبذلك أثبت هؤلاء العلماء في اللغة ، أن التعامل اللغوي كان مفهوماً فطرياً وطبيعياً بين أفراد المجتمع الواحد ومجرداً عن التوصيف ، كمفهوم المجتمع البدائي للعدالة والإنصاف .
وفي كتب الأخطاء الشائعة تناول لموضوع (بَين ) المكرّرة في اللغة المتداولة ، والغالب على تفكير المؤلفين أنّ تكرارها لا يجوز إلا إذا أضيفت الى ضمير ، نحو : بَيننا وبين جيراننا وئام ، ونحو : بيننا وبينك موعد . وأحد المتناولين للموضوع يعرض لرأي المجيزين تكرارَها في غير ذلك ، واستنادهم إلى أبيات لعنترة وذي الرمُّة وعديّ بن زيد وأعشى همدان ، فيزعم أن تكرار هؤلاء لها كان لضرورة شعريّة لم يلحظها المؤلّفون من الضرورات (كذا )، وأنّ ابن منظور لجأ ، مّرة واحدة فقط ، إلى تكرارها في عطف اسم ظاهر على آخر ، وذلك في كلامه على (بَين) وان الزبيدي صحّح له ذلك التكرار ، وكما استعملها ابن منظور ايضا في معجمه الضخم كلمة ( بَين ) مكررة مع اضافتها الى اسماء ظاهرة ، عشرات المرات . وحقيقة القول ، لا يعتقد بأن من ضرورات الشعر تكرار الألفاظ غير الجائز تكرارها ، ولا سيّما ب (بَين) المكرّرة مضافة إلى اسمين ظاهرين ، والمستعملة في أبيات كثيرة من الشعر العربي .
ومعروف أنّ (بَين) ظرف يدل على ما يتوسّط شيئين أو موضعين أو زمنين ، أو يكون مشتركاً بينهما ، وقد تجيء (بَين) ظرفاً مجازياً يدلّ على علاقة اشتراك او تضادّ .
فإذا كان التوسّط بين أشياء متماثلة أضيفت (بَين) إلى المثنى أو الجمع ، نحو : بين القصرين ، بين الأشجار ، وقد يقال : بين آونة وآونة ، وبين لحظة وأخرى ، بعطف المتماثلين أو ما ينوب عنهما ، لكنه قليل ، وأن تكرار (بين) بين اسمين ظاهرين يقضي أن يكون هذان مركبين تركيباً وصفياً أو عاطفياً.
أما إذا كان التوسّط بين أشياء متعدّدة مختلفة فإن (بَين ) تضاف الى مركب عطفيّ، نحو : حَكَم القاضي بين المراة وزوجها وأبيها ، وكأنّ المنشىء يقول : حكم القاضي بين ثلاثة أشخاص : المرأة ، إلخ . لكن حين يكون التوسّط بين شيئين مختلفين يدلّ عليهما اسمان ظاهران ، فالأكثر إضافة (بَين) الى مركب عطفي ، كالذي في الجمع ، ومثاله قول الآية : (( يخرج من بين الصُلب والترائب )). و(بَين) تُكرر دائماً إذا أضيفت إلى ضمير ، لامتناع العطف على الضمائر المجرورة أو عطف الضمائر على مجرورات ، وقد مثّلنا لذلك ابتداء . لكنهم كرّروها ايضاً مضافة إلى اسمين ظاهرين ، وهنا تكمن الحقيقة .
ومن الشعراء الذِين استخدموا هذا الضرب من التكرار امرؤ القَيس وكعب بن مالك وأبو داود واللعين المنقريّ والسيّد الحِميَري ومُليح الهُذَليّ والمتنبي وغيرهم كثيرون ، ونكتفي بامرىء القيس والمتنبي شاهدين :
يقول امرؤ القيس في معلقته المشهورة :-
قعدتُ له وصُحبتي بَين حامِر وبَين إكام ، بُعدَ ما متأمَّلِ
وفي قول ابو الطيب المُتنبي ، أبياتاً على هذا النسق ، ومنها :-
وبَين أعلاهُ وبَين الأسفلِ شَبيهُ وَسمِي الحِضارِ بالوَلي
وقد نسب الجاَحِظ إلى ابن المقفّع نصّاً يقول فيه : (( وفرق بين صَدر خِطبة النكاح وبَين صدر خُطبة العيد )) .
واستخدم سيبويه هذا الضرب من التكرار نحو ستّين مرّة في كتابه المشهور (كتاب سيبوية في علم الصرف والنحو) ، وكان استعماله له بعد أفعال فرّق وفصَل وأشرك وأشباهها ، ومن ذلك قوله : (( لأنك قد فصَلتَ بين المبتدأ وبين الفعل )). واستخدمه الجاحِظ سبع مرّات في الجزء الأول وحده في كتاب ( البيان والتبيين ) في إحداها قول ابن المقفع السابق ذكره ، ومن اقواله : ( وما الفرق بين أشعارهم وبَين الكلام ) . واستعمل الواحديّ هذا الضرب بكثرة في شرحه لديوان المتنبي ، وبدا مفضّلاً له على الضرب الآخر ، كقوله : ( سيوفه فرّقت بين رؤوس القوم وبَين أبدانهم حتى صارت مغافرهم على رؤوس بلا ابدان والهام ) ، وكما أكثر ياقوت الحمويّ من استعماله في (( معجم البلدان )) كقوله متكلّماً على أليَل: ( موضع بين وادي يَنبُع وبين العُذَيبة ) .
خلاصة القول ، من الخطأ الحكم على الأمر من غير استقراء الشواهد الممكنة ، كالاكتفاء بمادّة واحدة من معجم ، او كاهمال النصوص الحيّة الموثوقة ، والأخطر من ذلك ان تُبنى استنتاجات على الاجتزاء ، اي ان اسلوب التحكم والتسرّع مع توهّم الصواب ، وهو اسلوب ينبغي تجنبه ، لان المادة قد تصل الى المتلقي مبتورة المعاني وغير واضحة المورد.
المصادر :
-د. مها خيربك ناصر / اللغة العربية والعولمة في ضوء النحو العربي والمنطق الرياضي - صحيفة اللغة العربية
- د. مصطفى الجوزو ، اكاديمي من لبنان / الاستقراء قبل الحكم اللغوي .
- الموسوعة الحرة - وكيبيديا.
- منتديات
- المنهج الاستقرائي عند الامام الشاطبي / في اقلام الديوان .
اقتباس وبتصرف

نشرت في وجهة نظر

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014