• Default
  • Title
  • Date
الأربعاء, 18 آذار/مارس 2015 13:30

الكُنى والألقاب لدى المندائيين

ان المندائيين ليسوا عشائر او قبائل بل طائفة عريقة لها أصالتها وجذورها التاريخية والدينية.

المطلع على مجريات تاريخنا يعرف بأن اجدادنا المندائيين عاشوا منذ بداية وجودهم ومنذ ظهور دينهم بحاله انسجام واتفاق تام.
وكان الرباط الديني هو أقوى رابط وحد ما بين قلوبهم فساروا بمقاضى تعاليمه وطقوسه وتقاليده ألوف السنين وانصهروا في بوتقه المندائية ... وكذلك لا يجد المتصفح اي إشارة الى تقسيمات حدثت في صفوف المندائيين.

كان الكل مندائيين قلبا وقالبا ... ولكن ظهر في بعض الدواوين والازهارات* اسماء ( كنايين ) جمع كنيانه او كُنية ، لها معان وتفاسير وقد أطلقت على بعض المندائيين لأسباب نجهلها وفي ظروف لا نعرفها ... لكنها على اي حال لم تكن تميز بين هذا وذاك ، بل كانت للتعريف فقط ، وليس لتمييز أسرها عن اخرى ، ودون ان تحدث ثغرات او فجوات بين صفوف ابناء الطائفة.
واغلب الظن ان هذة ( الكنايين ) قد برزت خلال المسيرة الطويلة ، ويقال انه كان للمندائيين ستون كنيانه في زمن ما ، اي ستون بيتا ثم اندثر عدد كبير منها وانتهى لأسباب شتى ومن الكنايين التي اندثرت على سبيل المثال ،
الدوداني ، توتو ، المعيلي ، الفرابي ، النيروزي ، ، بهيير ، شوكار ، فراح ، المعيكي ، ساكيرا ، دقنانا ، وغيرها
وبقيت أسمائها فقط في هوامش الكنزا ربا وغيرها من الكتب الدينية اما ما تبقى منها الان فأثنتا عشر كنيانه فقط ، وأسماؤها خليط مابين اللغة المندائية او كلمات مركبة او صفات او اسماء جدود ، وهي كما يلي .. ( ريش دراز ، كومه ، هيوارا ، رسيتم ، باصة قاص ، كهيلي ، عسيكر ، جعفوري ، كِطانه ، صابوري ، عزيز ، رام زيوا )

ونعود فنقول :- ان هذة الكنايين لا تشكل حواجز ما بين المندائيين او تقسمهم الى عوائل متنافرة متباعدة ... انها مجرد تسميات تطلق للتعريف فقط ...

فالكنية في اللغة العربية هي ما يتكنى به الشخص من اجل ان يعرف به.

ولقد دققت كثيرا في اسماء العوائل المندائية وسألت رجال ديننا الأفاضل وبحثت في الكتب الدينية وسلالات الجدود فوجدت ان اسماء ( خميس و مندو و زهرون و كلمش و عزيز و جيزان و دهيس و كحيل و سيف و كيلان و عساكر و بنكان و صابور و عزاز و فريج و عامر و جعفوري وعثمان ومهنا و سبتي ) التي يتكنى بها المندائيون ما هي الا اسماء جدود لا اسماء عشائر او قبائل وان اغلبها قد ظهر حديثا
في فترة لا تتجاوز الستة او العشرة اجيال الماضية .. اما كيف ولماذا ظهرت هذة الألقاب والكنى وأسماء الجدود وبرزت للوجود في زماننا فأن لذلك اسبابا عديدة سنجملها كما يلي :-

١- بسبب التحالفات التي برزت في القرنين التاسع عشر والعشرين بين بعض العوائل المندائية و العشائر في جنوب العراق لغرض الحماية وحفظ الحقوق .. فكان رئيس العشيرة يسأل المتحالف معه :- انتم من بيت مَن ؟ فيقول :- من بيت فلان ... وينتسب هنا لاحد اجداده البارزين وتبقى هذة الكنيه عالقة به. كما انه في هذة الحالة يكون ملزما بأطاعة أوامر العشيرة التي حالفها وخاضعاً لما يترتب عليه من تلك العلاقة ، حتى انه كان يُسمى بها وينتسب اليها.

٢- بعد ايام الحكم الوطني عام ١٩٢١م بدأ المندائيون بالارتحال الى المدن الكُبرى مثل بغداد والبصرة وغيرهما ومارسوا مهنتهم المفضلة ( الصياغة ) التي اتقنوها على مر الازمان وقاموا بفتح دكاكين للعمل فيها.
فوجدوا انهم بحاجة الى تعريف انفسهم للناس ، ما يقتضيه ذلك من التنافس فيما بينهم ، فكتبوا لافتات على الأبواب ذكروا فيها اسماءهم و ألقابهم ، فطلعت علينا اسماء الصائغ فلان الخميسي وفلان السبتي وفلان الكحيلي وفلان العزازي ... الخ وهكذا عادوا الى اسماء جدودهم لتعريف انفسهم.

٣- بدأت الدولة بعد عام ١٩٣٠ بمنح الجنسية العراقية وشهادة الجنسية للمواطنين وكذلك بدأت بتسجيل الاملاك في دوائر الطابو ، وهنا اقتضت الحاجة الى ابتكار ألقاب ، وبما ان المندائيين ليسوا عشائر ولا ينتسبون الى قبائل فقط التجأوا الى اسماء جدودهم فكان ألقاب الخميسي والمندوي والزهيري والبنكاني والكيلاني ... الخ

٤- حين تخرج شباب مندائيون في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي وأصبحوا موظفين في الدولة وحين تجندوا في الجيش اضطروا الى التفتيش عن ألقاب لهم فعادوا الى اسماء جدودهم واتخذوها ألقابا.

٥- كما ان بعض التسميات كانت أوصافًا أطلقها بعض رؤساء العشائر جزافاً على بعض المندائيين فترسخت على النفوس وشاعت على الأسماء وكأنها تسميات لهم وهي في حقيقتها قيلت لأسباب يقصد بها الوصف ،
كما ان بعض المندائيين قد اتخذوا من مساقط رؤوسهم ومناطق سكناهم ألقابا لهم مثل (خفاجي) نسبة الى مدينة الخفاجية وكذلك (اهل الحويزة) او (شوشتريه) نسبة الى شوشتر ... الخ

يتبين من هذا ، وكما هو معلوم بأن المندائيين ليسوا عشائر او قبائل بل طائفة عريقة لها أصالتها وجذورها التاريخية القديمة ، ولهذا ينبغي علينا مع اعتزازنا بأسماء جدودنا ، الا نظهر تلك التسميات كأنها امر واقع او حقيقة لازمة لأننا بمجموعنا صابئة مندائيون نلتزم بالدين ذاته وبالطقوس والتقاليد ذاتها.

وعلينا ان ننتبه الى نقطة حساسة الا وهي :- عدم زرع هذة التسميات بأذهان اطفالنا وهم في عمر الزهور وبراءة الطبيعة ، خاصة وأنهم قد فتحوا اعيونهم في المندي والنادي على التسمية المحببة
( الصابئة المندائيين )
فينبغي ان لا نخلق حواجز نفسية في اذهانهم بهذة التسميات.

ولا يفوتني هنا ان أقول بأنه بعد عام ١٩٩٠ من القرن الماضي ارتأى قادة الطائفة آنذاك إيجاد هذة التسميات العائلية لأغراض تنظيمية فقط بعد وضع النظام الداخلي للطائفة واقتضى الحال انتخاب مجلس عموم لها ضمن تشكيلاتها.

إذن فأن قيام هذة التقسيمات العائلية هي كان وسيلة وليست غاية وما علينا الا ان نستظل جميعا بظل طائفتنا الوافر ونحتمي بدوحتها مع اعترافنا بأن الحياة تسير دائماً الى امام.

* الازهارات :- شروح يكتبها النساخ توضح زمن الاستنساخ واهم الأحداث التي تعاصرهم وعن الكتاب الذي استنسخوا منه.

نشرت في وجهة نظر
الأربعاء, 18 آذار/مارس 2015 13:27

الخيمياء في العصور القديمة

الجزء الاول
ماهو علم الخيمياء ؟ الخيمياء هي ممارسة قديمة ترتبط بعلوم الكيمياء و الفيزياء و الفلك ( التنجيم ) و الفن و علم الرموز و علم المعادن و الطب و التحليل الفلسفي و على الرغم أن هذه العلوم لم تكن تمارس بطريقة علمية كما تعرف اليوم إلا أن الخيمياء تعتبر أصل الكيمياء الحديثة قبل إكتشاف الأسلوب العلمي .
تلجأ الخيمياء إلى الرؤية الوجدانية في تعليل الظواهر، و كثيرا ما لجأ الخيميائيون الي تفسير الظواهر الطبيعية الغير معروفة لديهم علي أنها ظواهر خارقة ، وترتبط بالسحر وبما يسمى بعلم الصنعة ،
يُعرِّفْ ابن خلدون بان الخيمياء (علم ينظر في المادة التي يتم بها تكون الذهب والفضة عن طريق الصناعة )، ويشرح العمل والخطوات التي توصِل إلى ذلك .
اصل كلمة خيمياء:
إختلف مؤرخو العلم حول أصل كلمة خيمياء . فمنهم من ردها إلى الكلمة اليونانية "(chumeia(χυμεία" التي تفيد السبك والصهر، ومنهم من أعادها إلى كلمتي "كمت kemt" و "شم chem" المصريتين ومعناهما الارض السوداء، ومنهم من يرى أنها مشتقة من كلمة كمى العربية أي ستر وخفى.
لقد تأثرت الخيمياء العربية بالخيمياء اليونانية والسريانية (( ربما المندائيه ،قيل أن الأفكار الأساسية للخيمياء ظهرت في الإمبراطورية الفارسية القديمة وأنها مورست في بلاد ما بين النهرين، ومصر، وبلاد فارس ( إيران اليوم )، والهند والصين واليابان وكوريا، وفي اليونان وروما الكلاسيكيتين، وفي الحضارة الإسلامية، ثم في أوروبا حتى دخول القرن العشرين. وتمت هذه الممارسة من خلال شبكة معقدة من المدارس والنظم الفلسفية استمرت ما لا يقل عن 2500 عام. )) وخاصة بلنياس الطولوني الذي وضع كتاب ( سر الخليقة ). غير أن علوم اليونان والسريان في هذا المجال لم تكن ذات قيمة كبيرة لأنهم اكتفوا بالفرضيات والتحليلات الفلسفية .
اهداف الخيمياء : سعى الخيميائيون علي مر العصور إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هيَّ
١- تحويل المعادن كالحديد والنحاس والرصاص إلى معادن كالذهب والفضة عن طريق التوصل إلى حجر الفلاسفة .
٢- تحضير أكسير الحياة ، وهو دواء يراد منه علاج كل ما يصيب الإنسان من آفات وأمراض، ويعمل على إطالة الحياة والخلود.
٣- خلق الحياة البشرية.
الجزء الثاني
الخيمياء في العصور القديمة : قال ابن النديم أنه زعم أهل صناعة الكيمياء ، وهي صناعة الذهب والفضة من غير معادنها، أن أول من تكلم عن علم الصنعة هو هرمس الحكيم البابلي المنتقل إلى مصر عند افتراق الناس عن بابل، وإن الصنعة صحّت له، وله في ذلك عدة كتب، وإنه نظر في خواص الأشياء وروحانيتها.
وزعم الرازي أن جماعة من الفلاسفة عملوا في الخيمياء مثل: فيثاغورس و ديموقراط و أرسطاليس و جالينوس و غيرهم، ولايجوز أن يسمى الإنسان فيلسوفاً إلا أن يكون له علم بالخيمياء. وقال آخرون أن علم الكيمياء (قديماً) كان بوحي من الله عز وجل إلى موسى بن عمران (قصة قارون)
الخيمياء في القرون الوسطى:
أشهر شخصية من شخصيات الكيمياء الغربية في القرون الوسطى وخاصة التي تناولت فكرة الحصول على الذهب هو العالم برنارد تريفيزان(Bernard Trevisan) و قد سافر إلى بلاد الإغريق والتتار والقسطنطينية وزار مصر، و خامرتة فكرة الحصول على الذهب من الإنسان لأنه تاج الخليقة، ويشكل الذهب ذروة الكمال المعدني، وأراد أن يحل مشكلته الكبرى في أشعة الشمس للاعتقاد السائد قديماً بأن هذه الأشعة هي التي تكون المعادن، وما الذهب إلا أشعة الشمس المتكاثفة التي استحالت إلى جسم أصفر براق. واعتقد بنمو المعادن
الخيمياء عند العرب والمسلمين :
بدأت الخيمياء في الإسلام بالصنعة، ذلك لأن العرب اعتمدوا الكتب المنقولة عن اليونانية، وكتب الإسكندرانيين التي نقلت إلى العربية. ويعتبر خالد بن يزيد بن معاوية أول من اشتغل في علم الصنعة عند العرب، حيث استقدم بعض الرهبان الأقباط المتفحصين بالعربية، كمريانوس و شمعون و غيرهم وطلب إليهم نقل علوم الصنعة إلى اللغة العربية عله يتمكن من تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب.
وهكذا وصلت الصنعة إلى العرب بواسطة الإسكندرانيين ممتزجة بالأوهام وقد انتقل هذا المفهوم إلى العلماء العرب فاعتقدوا كاليونان والسريان أن طبائع العناصر قابلة للتحويل، وأن جميع المعادن مؤلفة من عناصر واحدة هي الماء، الهواء، التراب، النار( السكين دولا عند المندائيين )، وسبب اختلافها فيما بينها يعود إلى اختلاف نسب هذه العناصر في تركيبها، فلذلك لو توصلنا إلى حلّ أي معدن إلى عناصره الأساسية، وأعدنا تركيبه من جديد بنسب ملائمة لنسب أي معدن آخر كالذهب والفضة مثلاً، لاستطعنا الحصول على هذا المعدن.
من أجل ذلك قام العلماء العرب بتجارب عديدة، أحاطوها بالسرية التامة، واستعملوا الرموز في الإشارة إلى المعادن فأشاروا إلى الذهب بالشمس، والى الفضة بالقمر، فاكتشفوا مواد جديدة، واختبروا أموراً مختلفة، وتوصلوا إلى قوانين عديدة، واستطاعوا أن ينقلوا الخيمياء إلى الكيمياء التجريبية الحديثة على يد علماء مثل جابر بن حيان ومن ثم الرازي.
حجر الفلاسفه (حجر الحكماء) :
الجزء الثالث
آمن بوجوده كثير من علماء الفلك وبحثوا عنه وحجر الفلاسفة هو مادة اسطورية يُعتقد أنها تستطيع تحويل الفلزات الرخيصة (كالرصاص) إلى ذهب ويمكن استخدامه في صنع إكسير الحياة. ان اصل هذا المصطلح هو في علم الخيمياء الذي بدأ في مصر القديمة ولكن فكرة تحويل المعادن إلى معادن أغلى (كالذهب او الفضة) تعود إلى كتابات الخيميائي العربي جابر بن حيان. قام ابن حيان بتحليل خواص العناصر الاربعة بحسب أرسطو قائلا بوجود اربعة خواص اساسية الحر والبرودة والجفاف والرطوبة. وقد اعتبر النار حارة وجافة أما التراب فبارد وجاف بينما الماء بارد ورطب والهواء حار و رطب. فذهب إلى القول ان المعادن هي خليط من هذه العناصر الاربعة اثنان منهما داخليا واثنان خارجيا. ومن فرضيته تلك تم الاستنتاج ان تحويل معدن إلى اخر ممكن من خلال اعادة ترتيب هذه الخواص الاساسية. ان هذا التحول، بحسب اعتقاد الخيميائيين، سيكون بواسطة مادة سموها الاكسير. وقد قال البعض ان الاكسير هو مسحوق احمر لحجر اسطوري - حجر الفلاسفة.
يعتقد البعض ان ابن حيان قد استمد مفهومه لحجر الفلاسفة من معرفته بامكانية اخفاء المعادن كالذهب والفضة في أشابات ( جمع أشابة ، وهي المادة الناتجة من خلط معدنين او اكثر او معدن بغير معدن ) واستخراجها منها لاحقا بمعالجة كيماوية. كما كان ابن حيان مخترع الماء الملكي ( مزيج من حمض النيتريك وحامض الهيدروكلوريك) أحد المواد القليلة التي تستطيع إذابة الذهب ( ولا يزال قيد الاستعمال من قبل المندائيين لتنظيف الذهب).
اعتقد الاقدمون ان الذهب فلز لا يصدأ ولا يفقد بريقه او يفسد. وبما ان حجر الفلاسفة تحول معدن قابل للفساد إلى معدن غير قابل للفساد استنتجوا انه يستطيع منح الانسان المخلوق الفاني الخلود. وقد ساد هذا الاعتقاد في القرون الوسطى بالذات.
بقي الايمان بحجر الفلاسفة سائدا إلى ان قام أنطوان لافوازييه ودي متري مندلييف باعادة تعريف مصطلح العنصر ( وهو ماده نقية لا يمكن ان يتحول العنصر الى آخر بواسطة تفاعلات كيميائية ولكن يمكن تحول عنصر الى اخر بتفاعلات نووية وهي تفاعلات فيزيائية وليست كيميائية ).
إعداد

ديترويت
أمريكا

نشرت في وجهة نظر
الثلاثاء, 03 آذار/مارس 2015 14:44

التبشير والدعوة له في الديانة المندائيه

ان اهم مميزات الديانة المندائية هي النقاء والاصل والثبات والاصرار على الجذر التأريخي ,ان النقاء والذي يدخل في أهم الطقوس الدينية المندائيه من الترشيح للسلك الكهنوتي ، الى التعميد ، ولون الملابس، وعدم السماح بالتلوث من المصادر المحيطه ، وتدخلها في الشؤونيات والممارسات الخاصه التي تمتاز بها والتي تدخل في محرمات المشاركة من قبل البشر الاخرين المنتمين للديانات الاخرى هو الصفه المميزة لهذه الفلسفة الروحية ,فكما ان هناك خصوصيات وضوابط وممنوعات ومسموحات لبقية الأديان فان للديانة المندائية هذه الحقوق ,ومن اهمها هو المتوارث الذي وصلنا على شكل اساسيات من اسلافنا ولا أعتقد ان اي ممارسة وان لم تملك شرعيتها يمكن ان تأتي من فراغ ,إن عدم السماح بالإقتران من خارج الديانة المندائية هي الصفة الأساسية والمهمة في الديانة المندائيه والتي تدل على خصوصيتها وهويتها المميزه ,ان اصرارها على هذه الشكلية والتقليد الذي لايسمح باختراقها من قبل المكونات الانسانية هو يدخل ضمن الحق الشرعي والإنساني والأخلاقي المكفول للجميع ، وهو لاينتهك حقوق الأخرين باي شكل من الأشكال ، وليس له علاقة بافضلية او إمتياز جيني وغيره ، ولكن يدخل ضمن حقوق المحافظة على الهوية الروحية للمندائيه
ان طرح فكرة التبشير في هذا الوقت بالذات سوف يشتت الجهود ، ويبعثر الأمل والآمال للحفاط على البقية الباقية من اولادنا وبناتنا,إنها دعوة غير موفقة ، ولاتمللك مشروعيتها ، ولاتدخل ضمن الحقوق المندائيه ، او حقوق الآخرين من خارج المندائيه فهي محاوله لانهاء الهوية المندائيه بشكلها التأريخي المتعارف
ان طرح مسالة التبشير في هذه المرحلة وفي هذا الظرف الخطير الذي تتعرض له المندائيه سوف يضع الجميع في مواجهة خطر النهاية الحتمية لهذه الطائفة ، والتي تترصد لها بقية الأديان وانها سوف تنتهز اي فرصة او فجوة من داخلها للانقضاض عليها ,ان المحافظة على الطائفة لاتأتي من خلال الدعوة الى تهجينها او تلقيحها عن طريق جينات ملونة والتي سوف تكون المندائية عندها ناتج غريب وعجيب بأزياء مزركشه ، وملونة سوداء ، وبعيون خضراء ، وشعر اشقر ، وتنتهي مرحلتها التأريخيه على ايادينا كطائفة اصيلة حافظت على شكلها التأريخي والتراثي على مدى الاف السنين,انني ارى المندائيه على شكل لوحة جميلة , بيضاء ,نقية كرسم من رسوم عباقرة الفن القديم ، ولا أريد ان يضاف لها اي ألوان ,فأما ان تموت بيضاء كما هي ، او أن تبقى شامخه بيضاء كما هي ، وبعيد عن المزايدات الكلاميه ومنافع العائله او نبش محتويات الكتب والتأريخ

نشرت في وجهة نظر
الثلاثاء, 03 آذار/مارس 2015 09:33

دمع العيون


ممَ يتكون دمع العيون
هوخليط من الماء ومواد كيماوية وبعض ألأملاح المعدنية؛فليس موضوعي طبي وإنما إجماعي؛ولهذا لم اذكر مكونات الدمع بالتفاصيل
وظيفة الدمع
لا تنحصر وظيفة الدمع في تقديم الراحة النفسية فقط ؛بل هو يحافظ على العين ويحميها من الجراثيم والفيروسات ؛ ويرطبها باستمرار
ويغذيها وينظفها سواء أثناء النهار والحركة أو اثناء الليل والنوم
فالإنسان سواء كان سعيدا أو حزينا فإن هذا السائل((المالح))يحافظ على تدفقه باستمرار ؛ فهو يقد للعين أفضل الفوائد الصحية !؟أما إذا
وجد دمع زائد فإن الجسم يذهب به عن طريق قناة خاصة بين فتحة العين وتجويف الأنف وهناك إما يتم بلعه أو يخرج عن طريق فتحتي
المنخرين ؛ وفي حالة لم تستطيع القناة تصريفه لكثرته فغنه يتخطى الجفن السفلي للعين فسيل منها على الخدين !؟
علاقة الدمع بالانفعالات
ان الذي يتحكم بردود الفعل الحسية للغدد الدمعية هو الفرع الحسي من العصب الثلاثي (حسب المصادر الطبية ) ؛ فالدمع نتاج انفعالات
عاطفية شديدة( انفعالات الفرح او انفعالات الحزن ) ومن الأمثلة عل ذلك
الخوف ؛ الرعب ؛ الحرب ؛ الضحك الشديد او المفرط .... الخ
أحيانا تحصل عمليات فسيولوجية معينة مثل
الألم ح التثاؤب ؛ الحساسية ح التهيج ؛ وأمراض اخرى
وتبقى أكثر المثيرات العاطفية الؤدية للبكاء هي
الحزن ؛ ألأسى ح فقدان عزيز؛ كما ان الغضب ؛ والسعادة ؛ والخوف ؛ والإحباط ؛ والضحك ؛ والندم ؛ والشعور بالذنب كلها قد تؤدي الى ألبكاء
ويعتبر البكاء المتعلق بالحزن والمزاج من الأعراض المهمة للإكتآب ؛؛ لهذا فالشخص المكتئب يذرف الدموع بسهولة!؟
إذأً فالدمع الذي يذرفه الإنسان من العين يعتبر وسيلة مريحة للتعبير عن مشاعر الحزن والألم التي يشعر بها ؛ وأحياناً أخرى للتعبير عن
الفرح والانشراح الكبير أيضاً !؟
فالبكاء يساعد على التخلص من المشاعر الداخلية الكامنة عند الإنسان والتي تسبب له الضيق والإزعاج والحسرة !؟
ويرى بعض علماء الاجتماع والنفس ؛ ان البكاء من مميزات وصفات الأطفال والنساء ؛ في مفهوم بعض الثقافات ؛ فاعتبروه صفة طفولية
او غير مستحبة ؛ وخاصة عند الرجال ؛ لكن هؤلاء المختصين يرون في هذه الظاهرة مفيدة للصحة النفسية حيث لا ينبغي كبحها او منعها
عند الحاجة سواء عند الرجال او عند النساء !؟
دموع رد الفعل
تتهيج العين أحيانا نتيجة تعرضها إما لأجسام غريبة او مواد مهيجة مثل
الغبار ؛ البصل ؛ الغازات المسيلة للدموع ؛ الفلفل ؛ الضوء الساطع ؛........الخ
لهذا فهي تذرف الدمع لغسل العين وتنظيفها او تقليل تلك التأثيرات باستمرار تدفق الدمع مع استمرار المؤثر نفسه !؟
وعندما يرمش الإنسان فإن ذلك يؤدي الى نشر السوائل الدمعية على سطح العين وهنا تعمل مواد دهنية خاصة على منع تبخر الماء ؛ فالرمش يوزع الدمع على سطح المقلة بالتساوي ؛ وكلما تقدم الإنسان بالعمر تقل كمية الدمع هذه
هل الإنسان ينفرد وحده بذرف الدموع في الطبيعة ؟
وجد ان الإنسان هو الكائن الوحيد في الثديات الذي يفرز الدموع عند البكاء ؛ نتيجة الإدراك الذاتي المتطور لديه ؛ إلاّ أنه يرجح أن بعض
الثديات تلك قد تذرف دموع الباء ؛مثل الجمل ؛ الفيل ؛ الغوريلا
يرى المختصون أنه ليس هناك من فرق جوهري بين دموع الفرح ودموع الحزن ؛ إلاّ انه وجد أن نمو العاطفة المصحوبة باحمرار الوجه
والتنهد والسعال ؛ تحتوي على هرمون معين يعمل على التسكين والتهدئة من الألم
هل هناك فرق بين دموع المرأة ودموع الرجل واطفل ؟
من الناحية الفسيولوجية لا يوجد فرق !؟ لكن من الناحية العاطفية والذاتية والمصلحة والنفسية والاعتبارية ؛ يمكن أن نجد بعض الملاحظات
العامة وليس الخاصة !؟
دموع المرأة
قد يعتبر البعض أن دمو ع المرأة سلاح ؛ ولكن كباقي ألأسلحة المتعارف عليها ؛ إنه السلاح العاطفي المؤثر وخاصة مع الرجل أو مع الأولاد
او مع ألآخرين ؛ إما كرد فعل عاطفي او للحصول على حق مغتصب ولتمرير مصلحة شخصية والكلام طويل ومتنوع ونسبي أحيانا !؟
المرأة ليس لديها خط ثابت مع الدموع فأحيانا يسير على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وأخرى تجدها دموع التماسيح !؟ ولكن ليس اغلى من
دموعها إذا كانت صادقة ومعبرة !؟
لكن ماذا عن دموع الأم التي فقدت أبنها او بنتها او زوجها وحبيبها لا بل حتى الإنسان العزيز عليها ؟
وماذا عن دموع الزوجة الت فقدت (شريك حياتها )والذي كان الزوج والصديق والحبيب ورفيق الدرب بحلوه ومره ؟
وماذا عن دموع اللواتي فقدن الأخ او الأخت أو الأم او لأب ؟
وماذا عن الحبيب الذي فقد حبيبته لأي سبب كان ؛ والحبيبة التي فقدت حبيبها في غفلة من القدر بعدما خططا لمستقبل جميل ؟
وماذا عن دموع الصديقة التي فقدت صدقتها إما خطأً او نتيجة ألاعيب الدنيا وضغوط الحياة ؟
وماذا عن دموع الفراق والوداع ؟ يحضرني بيتا شعر عن وداع الأحبة وفراقهما !؟
ولمّا تلاقينا للوداع ودمعها ....................ودمعي يفيضان الصبابة والوجدا
بكت لؤللأ رطباً ففاضت مدامعي.................عقيقاً فصار الكُلُ في جيدها عِقْدا
هذا غيضٌ من فيض ؛ أما دموع الرجل ؛ فأقول
أقوى الرجال من الممكن ان يبكوا ؛ لكن متى وأين وكيف ؛ فهذه تتفاوت من إنسا ن لآخر ومن ظرف لآخر ؛ فهو يعرف أين ومتى يبكي
ومن يراه ومن لا يريد أن يراه ومن يحس به !؟ لكن دموعه غالية عليه ربما بسبب تركيبته البيولوجية او مكانته الاجتماعية والاعتبارية !؟
ولعل المَخَدّة ؛ من اكثر الشواهد على بكاء الإنسان أيا كان ؛ وكنها (( شاهد ما شافش حاجه !؟ )) وهكذا للدموع قصص وأحداث ليس
لها أول ولا آخر ؛ وتكاد تغطي معظم البشرية اذا لم اقل كلها !؟
ماذا بخصوص دموع الطفال ؟
فالطفل لحظة ولادته يصخ ويبكي دون دموع ؛لأن جهازه العصبي غير ناضج بعد ؛ ولكن بعد حين يصبح من أهم اسلحته للحصول على
مبتغاه ومتطلباته وردود افعاله أثناء البيئة التي تحيط به والقصة طويلة ابتداء من الرضاعة والإحساس بالجوع او العطش والمرض والقائمة
طويلة ؛ ولعل أول المستسلمين لسلاحه هي الأم الحنونة ثم الأب (الذي كثيرا ما يزعجه بكاء الطفل )ومن ألأساليب التربوية قد لا تُلَبى
كل مطالب الطفل مع البكاء وذرف الدموع كالمطر أحيانا !؟
ولكن ماذا عن دموع طفل فقد أهله برمشة عين ؟
وماذا عن طفل يرى أهله يتذمرون جوعا او خوفا او مرضا او فقرا !؟
وماذا عن دموع طفل يحتاج كل شيء ولا يحصل على أي شيء !؟
على كل حال كم من دموع سالت دون نتيجة ؛ بعد أن تحجرت القلوب وأنطفئ ضوء النفوس !؟
ولماذا يحلا لبعض أن يروا دموع الألم بعيون الآخرين ؛ دون إحساس إنساني او رحمة ؛ بل تكاد تكون الصفة السائدة لدى البض هي التشفي بالآخرين (كمن يرقص على جرح الآخرين ) وهكذا فيك يا دنيا الكثير !؟
لا يفوتني أن أذكر الشعراء والأدباء خاصة لما لهم من إبداعات ولوحات تصويرية وسرد للتجارب بخصوص دمعك يا عيون !؟
الخلاصة
كم من الدموع سالت على الخدين لإنسان بفرحه او حزنه ؛ وتبين أن تلك الدموع قد ذهبت سداً ؟
ومتى يندم الإنسان على دمعة ذرفت بحق من لا يستحقها ؟
ومتى تصبح الدموع رمزاً غالياً للإحساس الصادق والاندماج الروحي؟
ولماذا قالوا (( كل شيء بين الناس دين حتى دمع العين ))وهل الكل يوفي هذا المبدأ ؟

دمتم بألف خير ؛ وجنبكم دموع الألم والحزن


لوند / السويد

نشرت في علوم
الثلاثاء, 03 آذار/مارس 2015 14:09

تجربتي مع العمل المندائي في سوريا

بعد التغيير الذي حصل في التاسع من نيسان 2003 ، وبعد عام ونيف من الهدوء والاستقرار والإستبشار بغدٍ أفضل ، حيث لم يكن أحد يعلم أنَّ أياماً سوداء تنتظر العراقيين وفترة مظلمة تنتظر العراق ، ولم يخطر ببال أحد أنَّ حرباً أهلية ستندلع ، خصوصاً بين أتباع المذاهب الكبيرة ، لتحرق اليابس والأخضر ، ولتلتهم في طريقها أتباع الأقليات الأخرى ، التي لم تكن طرفاً في النزاعات المذهبية ، إنما كانت نداءاتها تتصاعد من أجل وحدة العراق والسلم الاجتماعي .
وتحت ظل هذه الظروف القاسية والمذابح اليومية المعروفة لدى الجميع ، بدأ أبناء الاقليات المسالمة بالهروب من أرض الوطن نحو الدول المجاورة ، وكان للمندائيين حصة الاسد في هذا الهروب قياساً بأعدادهم المتبقية في العراق .
وأسوة بأهلي المندائيين ، وجدتُ نفسي وعائلتي ، في أوائل عام 2005 ، لاجئين في سوريا. ، وفي إحدى ضواحي دمشق ، المعروفة بــ ( جرمانا ) ، هذه الضاحية التي إحتضنت أغلب المندائيين .
وبعد الاستقرار بأيام ، بدأت أسأل عن حالة المندائيين وعن طبيعة العمل المندائي في سوريا ، بالرغم من أنني قررت أن لا أزجَّ نفسي مرة ثانية في متاعب العمل المندائي ، حيث وزعت العمر ما بين السياسة و ( نقرة السلمان ) ونادي التعارف البصري ثم نادي بغداد ومجالس الطائفة ... ولكن ( إلبيه ما يخلـِّيه ..!! ) .. ومن خلال أهلي المندائيين ، عرفت أنَّ هناك مؤسسة مندائية تحت إسم ( الجمعية المندائية في سوريا ) ، هي المسؤولة عن إدارة شؤون المندائيين هنا .. فتوجهت نحو مقرّهم ، حيث إستقبلوني بفرح غامر ، ودار بيننا حديث حول كيفية تطوير عمل الجمعية ، وطرحت العديد من الافكار والمقترحات النابعة من تجربتي وخبرتي في العمل المندائي ، وتقبّلها شباب الهيئة الادارية ورئيسها الشاب ( سعد غانم ) برحابة صدر ، إذ وجدتُ فيهم روح الاخلاص والمثابرة والتضحية من أجل المندائية والمندائيين .
وبعد أيام من وصولي دمشق ، وصل الاخ العزيز ( الاستاذ صباح مطرود ) ، وعند زيارتنا للهيئة الادارية للجمعية ، رغبة منّا في التعرف عليهم ، وفي هذه الزيارة تم إختيارنا كمستشارين للهيئة الادارية للجمعية ، ليستفيد الشباب قادة الجمعية من خبرة مَن سبقهم في العمل ... وقد تواصلنا مع الهيئة الادارية الأولى ، حتى تمّ تشكيل الهيئة الادارية الثانية ، والتي كانت برئاسة الاخ صباح مطرود ، وأُسندَ لي موقع نائب الرئيس .
وبعد إستلامنا كافة الموجودات ومهام العمل ، وكان ذلك في منتصف عام 2005 ــ على ما أعتقد ــ بدأنا بوضع برنامجنا الجديد لإدارة العمل ومتابعة شؤون أهلنا المندائيين في سوريا ، حيث الاعداد الهاربة من جحيم الفوضى والاقتتال في العراق ، بدأت في تزايد ودون إنقطاع ، واضعين نصب أعيننا مايلي :
آ ــ أن نُدرك جميعاً وننتبه ، أننا نعمل في أرض هي غير أرضنا العراق ، وتحت ظل دولة لها قوانينها الخاصة بها ، ولها أجهزتها الامنية التي تتابع الصغيرة والكبيرة من اجل الحفاظ على دولتهم وإستقرارها الأمني ، خصوصا بعد دخول ملايين العراقيين إلى الاراضي السورية وهم يحملون معهم خلفياتهم المذهبية والسياسية وحتى السلوكية .
ب ــ أن نعمل بروح ديمقراطية سمحاء ، وأن نستمع إلى جميع الآراء ونأخذ بالمفيد منها .
ج ــ أن ننسق مع رئاسة ومجالس الطائفة في العراق وكذلك مؤسساتنا المندائية في دول المهجر .
د ــ أن نجد مقراً ثابتاً لإدارة شؤون الجمعية وإجراء اللقاءات مع أهلنا لمتابعة إحتياجاتهم .
هـ ــ أن نعمل للحصول على قطعة أرض تصلح كــ (مجنَّة ) لدفن موتانا في سوريا . وكذلك البحث عن مزرعة تفيدنا في إجراء طقوسنا الدينية ومنها إجراء طقوس الزواجات التي تتم في سوريا .
و ــ أن نوثق علاقاتنا مع الجهات المسؤولة ذات العلاقة بقضايا اللاجئين ، سواء كانت هذه الجهات سوريّة أو أمم متحدة ، إضافة لتوثيق العلاقة مع بقية الاديان والطوائف وعموم الشعب السوري ، بما يضمن رضاهم وإحترامهم للمندائيين .
ز ــ أن نبحث عن قنوات لتأسيس صندوق مالي للجمعية ونعمل على تطويره لرفد إحتياجات عمل الجمعية وإسناد عوائلنا المتعففة الكريمة .
ح ــ أن يكون الخطاب الاعلامي للجمعية ومسؤوليها ، خطاباً مهنياً مندائياً صرفاً بعيدا عن السياسة ، لتجنب أي مسائلة من قبل الجهات الامنية السورية .
وهكذا ، إستمر عملنا ، كهيئة إدارية ثانية بين العامين 2005 ــ 2006 ، حتى جاء وقت تشكيل الهيئة الادارية الثالثة ، فتم الاتفاق عل عقد إجتماع لهذا الغرض ، وكان في شقة الاخ ( باسم المباركي ) ــ حيث مازالت الجمعية بدون مقر ــ وتقدَّم في حينها إثنان من خيرة شبابنا المندائيين المخلصين لإستلام مهام رئاسة الجمعية ، وهما الاخ العزيز ( جلال جميل ثامر ) والأخ العزيز ( سعدي دايش ) .. وإنتهى الاجتماع بأن إستلم الاخ جلال جميل مسؤولية الجمعية لدورتها الثالثة ، وقد خوّله الإجتماع بأن يختار فريق عمله من الشباب الكفوء .. وهكذا بدأ الاخ جلال جميل ومعه نائبه السيد كمال ورد وأخوانهم أعضاء الهيئة الادارية ، بمسيرة عملهم وبذلوا جهوداً كبيرة وحققوا نجاحات كان لها الأثر الكبير في تعزيز مكانة الجمعية بين المندائيين وحتى أمام الجهات الرسمية السورية ذات العلاقة . وقد كان مسكن الاخ جلال جميل ، مقراً للجمعية ، قبل الحصول على المقر الثابت ، تُدار من خلاله الاجتماعات وتجرى فيه الكثير من اللقاءات التي تتمحور حول تطوير الجمعية وخدمة أهلنا جميعا دون تمييز أو إستثناء .
وقد حققت الهيئة الادارية الثالثة ، الكثير من أهدافها ، وكان في مقدمتها :
آ ــ الحصول على مقر ثابت للجمعية إتسع لإدارتين ( الجمعية والمجلس المندائي ) ، وصالة إجتماعات مناسبة ، وبذا أصبح هذا المقر المتواضع مزاراً لجميع المندائيين ، سواء من اللاجئين في سوريا أو زوّارنا من دول المهجر ، إضافة إلى ما وفره هذا المقر من مستلزمات ترفيهية يقضي فيها بعض المندائيين قسطاً من وقتهم ، كما أنه جعل عمل الجمعية رسمياً وعلنياً .
ب ــ كما إنتظم وتطورَ صندوق الجمعية .
ج ــ وقد أرست الهيئة الثالثة ، أسس علاقة عمل وتنسيق صحيَّة مع رئاسة ومجالس الطائفة في داخل العراق ومع إتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر ومع منظمة ( محام ) ، خصوصاً بعد الزيارات المتتالية لممثلها الشخصية المندائية الناشطة الاستاذ حيدر يعقوب ، الذي يتابع معنا ملفات أهلنا اللاجئين ومشروع الايادي البيضاء .
د ــ أرست الجمعية الأسس الصحيحة لإعلام مندائي حريص ويخدم القضايا المندائية ويعمل على تعزيز وحدة العمل المندائي .
هــ ــ كما كان للبرنامج الواقعي الذي تبنّتهُ الجمعية ، دور كبير في إستيعاب أعداد المندائيين ، التي وصلت في تلك الفترة إلى أكثر من إثني عشر ألف مندائي بينهم تسعة رجال دين أفاضل ، كانوا قد أدوا واجباتهم الدينية ونشطوا في تفقدهم للمندائيين بما يرضي بيت هيي وضمائرهم .
وهكذا ، سار العمل بشكل ممتاز ، حتى دخَلنا في العام الميلادي 2007 ، وفي ربعه الاول ــ على ما أذكر ــ حصل رئيس لجمعية الاخ جلال جميل ثامر وعائلته ، على إقامة اللجوء إلى أستراليا ، وقد تم توديعه وتكريمه بحفل جميل .
وبعد أيام من سفر الاخ جلال ، جرت إنتخابات لتشكيل الهيئة الادارية الرابعة ، وكانت بإشراف ( المجلس المندائي في سوريا ) ــ والذي سأذكر عنه بما تسعفني به ذاكرتي لاحقاً ــ وقد فاز الاخ ( كمال ورد ) برئاسة الهيئة ، وأصبح الاخ ( أكرم صالح ) نائباً للهيئة الادارية ، وإكتملت التشكيلة بأعضاء الهيئة الادارية من الشباب المندائي الرائع .
وقد سارت الجمعية في دورتها الرابعة ، على نهج سابقتها ، بل وعززت جميع الانجازات السابقة وطورتها ، وخصوصا مشروع الايادي البيضاء الذي أقره إتحاد الجمعيات لمندائية في دول امهجر ، وطورت ماليتها ونظَّمت ميزانيتها ، وتم تشكيل لجنة مشتركة من المجلس والجمعية لمتابعة المالية وقنوات صرفها وتدقيقها ، إضافة إلى متابعة بقية ملفات العمل التي هي من ضمن مهام الهيئة الادارية الرابعة .
وبعد حصول الاخ رئيس الهيئة الرابعة السيد كمال ورد على الاقامة وعائلته ، إلى أميركا ، فقد تم تكريمه في حفل توديعي ، وتهيأ أبناء الطائفة لإنتخابات جديدية ــ أعتقد في بداية عام 2008 م ، وقد جرت الانتخابات في أجواء ديمقراطية ووفق السياقات السابقة الناجحة ، وتم إنتخاب الاخ ( أكرم صالح ) رئيساً للجمعية في دورتها الخامسة ، والاخ ( منير وفيق ) نائباً له .
وقد نشطت هذه الدورة كسابقاتها ، وحافظت على الانجازات المتحققة ، بل وطورتها ، وأبرز ما تحقق من جديد في هذه الدورة ، هو إنبثاق قسم المرأة من بين الناشطات المندائيات تقودهن السيدة ( أم رند ) عقيلة الاستاذ منير وفيق مذكور .. وفي هذه الدورة إزدادت الزيجات المندائية ، فمنها بين الشباب والشابات المندائيات من داخل سوريا ، وربما الاكثر كانت من شبابنا المندائي القادمين من دول المهجر ، وكانت الجمعية والمجلس تؤديان واجبهما في متابعة إجراء الطقوس وتنظيم المتطلبات وتتوسط في حل الاشكالات إن تحصل ، لا سامح الله .
وقد إنتهت مهام الدورة االخامسة ، بعد أن حصل رئيسها ونائبه وعوائلهما على التوطين في أستراليا . وقد تم تكريمهما بأحسن تكريم وبما يتناسب مع جهودهما وإخلاصهما .
وعلى نفس المسار الديمقراطي ، تم إنتخاب الهيئة الادارية لجمعية في دورتها السادسة ، إذ فاز الاخ سهيل جعاز كناد ، رئيساً ، والاخ فوزي خليل سيلان نائباً له ، وذلك للفترة الممتدة ( 2008 ــ 2011 م ) ــ على ما أتذكر ــ .
وأيضاً ، هذه الدورة للجمعية المندائية في سوريا ، الدورة السادسة ، لا تقل نشاطاً ونزاهةً عن سابقاتها ، فكلهم تفاني وعطاء .
وبعد سفر السيد سهيل جعاز ، رئيس الدورة السادسة ، إلى أميركا ، الذي كرمته المؤسسة المندائية كأخوانه السابقين ، جرت إنتخابات الدورة السابعة ، وقد ترأس فيها الهيئة الادارية وحتى يومنا هذا ، السيد غسان عودة ، وهو من المندائيين المعروفين بنزاهتهم وإخلاصهم ، ومازال يعمل على نفس المسار ويبذل جهودا من أجل تحقيق الافضل .
ولا يفوتني هنا أن أشير إلى أنَّ أعداد المندائيين بدأت بالتناقص ، إعتباراً من الدورة السادسة أو ربما الخامسة ، وذلك بسبب حصول الاغلبية على التوطين ، خصوصا إلى أستراليا وأمريكا ، وكان ذلك من خلال عدة قنوات ، منها التوطين بجهود مؤسساتنا الرسمية ــ الاتحاد من جهة وجمعية ومجلس أستراليا من جهة ثانية ــ ، أو جهود شخصية من خلال محامين خاصّين ، أو من خلال الطرق غير الشرعية ، وهذه الاخيرة تكبد فيها أهلنا متاعب وخسائر كبيرة .
هذا ما أسعفتني به الذاكرة ــ علماً بأنَّ ثلج السويد يزيد الذاكرة ضعفاً ــ وذلك عن مسيرة جميع الهيئات الادارية المتعاقبة للجمعية المندائية في سوريا .. وأعتذر عن عدم ذكر أعضاء الهيئات الادارية ، وركزت فقط على الرئيس ونائبه ، لأنني أذكر فقط قسماً من الاسماء ، فإن أشرت إليها سيعاتبني بقية الشباب ، وهذا ما لا أريده .. فتحياتي الحارة لجميع الأبطال الذين خدموا ، والذين مازالوا يخدمون .
أما عن تجربتي مع المجلس المندائي في سوريا ، فهي بإختصار:
في إجتماع موسع ، جرى في مسكن فضيلة الشيخ سليم ــ وأثناء الدورة الثالثة للجمعية ــ طرحتُ مقترحاً بتشكيل مجلس مندائي ، وعلى غرار تجربة بغداد ، أي يتكون من ممثل واحد عن كل عائلة مندائية ، إضافة إلى رجل دين ورئيس الجمعية عضوي شرف .. وكانت الغاية منه أن يكون سنداً للجمعية ، وذلك لإيصال صوت الجمعية لكافة العوائل المندائية السبع عشرة المتواجد أعداد منها في سوريا ، ولنضمن جمع التبرعات من ميسوريهم وتوزيع المساعدات على المتعففين منهم بشكل عادل ، ولأهداف أخرى كثيرة تفيد العمل المندائي .. ومع الاسف لن يلقى هذا المقترح التأييد المطلوب في حينه ، لا لسبب ، إنما للثقة العالية التي تتمتع بها الهيئة الادارية للجمعية في دورتها الثالثة بقيادة الاخ جلال جميل ، أي بمعنى أنهم قادرون على إدارة دفة العمل ــ وربما هم على حق في وقتها ــ ... ولكن بعد ستة أشهر ، وبعد أن إستجد وضع جديد ، وأقصد به الزحف الكبير من مندائيي العراق نحو الاراضي السورية ، وجد ألاخوة في الهيئة الادارية أنهم بحاجة إلى قنوات تربطهم مع جميع أبناء الطائفة ، وبالتالي فإنَّ تنفيذ ( مقترحي ) فيه فائدة للعمل المندائي وإسناد ودعم لعمل الجمعية .. وهكذا تمَّ تشكيل المجلس المندائي بعد إجتماع موسع لممثلي العوائل المندائية الذين تم ترشيحهم خطياً من قِبل عوائلهم .. وقد تم خلال الاجتماع ترشيحي وبإصرار أن أكون أميناً للمجلس وتم إختيار الاخ عبد الكريم فرحان مقرراً وثم امينا للمجلس بعد سفري والاستاذ حامد مغشغش مستشارا للمجلس ــ إذ كان مسكنه مقراً ثقافياً وحوارياً لكثير من النشاطات التي تهم الشأن المندائي ــ ، ثم أعقبه الاستاذ ياسين الناشي كثاني مستشار ، والاستاذ وسام حسناوي كسار كثالث مستشار ، إضافة إلى الاعضاء ممثلي العوائل المندائية .
وهكذا سار المجلس المندائي مع الجمعية المندائية في مسار واحد متكاتفان متضامنان ، هدفهما خدمة هذه الطائفة التي تعاني من نزيفين ، نزيف فقدان الوطن ، ونزيف التشتت والضياع ... لذا أطلقنا على المجلس المندائي والجمعية المندائية ، إسماً مشتركاً ، هـــــو ، ( المؤسسة المندائية في سوريا ) ، مع الاحتفاظ بشخصية وإستقلالية كل منهما .
ولم يكن المجلس يتعامل مع الجمعية كجهة رسمية فقط ، وإنما مع الناشطين المندائيين في سوريا ، وكما حصل بتعاون وإسناد المجلس المندائي في سوريا لمبادرة الناشط المندائي والقيادي الغني عن التعريف ، الاستاذ نزار ياسر الحيدر ، حين إقترح أن يقوم بطباعة نسخ جديدة من كتابنا المقدس ( كنزا ربّا م . أ ) وبحلة جديدة وراقية وجميلة ، وذلك لحاجة أبناء الطائفة لذلك ، ولأنَّ ظروف العراق لا تسمح بالطباعة هناك ... وكما أوضح الاخ نزار تفاصيل هذا الموضوع في إيضاحة المنشور على الكروبات المندائية يوم 9 ــ 10 من شهر شباط 2015 .
هذا بإختصار عن تجربتي في العمل المندائي في سوريا .. وسأكتب عن تجربتي في نادي التعارف في البصرة ، ونادي التعارف في بغداد ، ومجالس الطائفة في العراق .. وبالرغم من هذه المسيرة الطويلة ، وأناعلى أبواب الثمانين ، لا أستطيع الخلاص ، فمازلت في الخدمة المندائية ، أي رئيساً للمجلس المندائي في مدينة كريخان ستاد السويدية .
فتحيتي وسلامي وتقديري لجميع خدم الطائفة من رجال دين إلى مدنيين ، من شباب إلى كبار السن ، رجالاً ونساءً ..
وأقول للجميع مازال الدرب طويل والمشوار مرير ، يحتاج لمزيد من المطاولة والمثابرة للحفاظ على الهوية والوجود .. ولا طريق لنا غير وحدتنا ...
ودمتـــــــم
أخوكم

جنوب السويد
مدينة كريخان ستاد
11 / 2 / 2015
---------------------------------------------
نُشر الموضوع بتكليف من السيد ريسان السبتي
----------------------------------------------

نشرت في وجهة نظر
الثلاثاء, 23 كانون1/ديسمبر 2014 21:14

كنز العراقيين اللغوي (الفضائي مثلاً)

حفزني إختراع العراقيين لمصطلح (الجنود أو الموظفين الفضائيين) و(فضائي) التي تطلق على الجنود أو الموظفين الوهميين الذين يجري إضافتهم إلى السجلات لغرض إستلام الرواتب فقط أقول حفزني ذلك للكتابة عن هذه القدرة والقابلية الفريدة لدى أبناء وادي الرافدين لإستنباط وإستحداث كلمات جديدة تضاف لقاموس العامية العراقية الرائع.
لابد من القول إبتداء أن السجل اللغوي الفريد (سومري-أكدي- آرامي- عربي) الذي يزيد عمرة عن 5000 عام هو المنهل الخصب العريض الذي يغترف منه العراقيون الرافدينيون وتوارثوا منه هذه المَلَكَة اللغوية منقطعة النظير.
إن إضافة أية كلمة جديدة لأية لغة هي عملية معقدة تأخذ وقتا طويلاً لكي تنتشر وتتوطد ولهذا أركان أساسية هي:
أولاً :ألأ يوجد لها شبيه مطابق في القاموس اللغوي .
ثانياً : أن تقبلها المجامع اللغوية بإعتبارها إضافة هامة لإثراء اللغة.
ثالثاً : أن تنتشر وتدخل في الإستخدام اليومي للناطقين بتلك اللغة.
إذا تفحصنا كلمة (فضائي) بمعناها المقصود فلا شك أنه ليس لها شبيه في قاموس العامية العراقية وحتى قاموس اللغة العربية الفصيحة.
أما بالنسبة للنقطة الثانية فلا يوجد مجمع لغوي للعامية العراقية مع الأسف
ومن الواضح أن النقطة الثالثة منطبقة لإنتشار الكلمة الهائل لحظة توليدها أو فلنقل (إختراعها) من رافديني أصيل أحس بالحاجة للإختراع فجاء به.
ويالها من كلمة رائعة فالفضائي هو الكائن الوهمي الذي ترسخ في العقل الباطن لأي واحد منا على خلفية أن الإنسانية كلها يمكن أن تكون نتيجة لنزول كائنات عاقلة من الفضاء الخارجي وهذه بحد ذاتها سخرية التسمية وﺤﺳﭽﺔ المعنى الذي إشتهر به أبناء الفرات الأوسط.
كما أن الفضاء هو كل ما ليس على الأرض مما يعني أن هذا الجندي أو الموظف يمكن أن يكون أي شيئ عدا الحقيقة الثابتة على الأرض.
ومثل هذا المصطلح ولّد العراقيون الكثير من التعابير المناسبة ويسمونها مفردات بعد السقوط مثل كلمة (حواسم ) وهي تطلق على كل من إغتنى عن طريق السرقة
ومثلها كلمة(قفّاص) وهي كنية للمخادع نهّاز الفرص للإيقاع بالناس وكذلك (ورّق) التي تعني إعطاء الرشوة وغير ذلك كثير
لابد من القول أن ظاهرة التوليد الرائعة لأبناء وادي الرافدين ظاهرة خالدة وباقية ومستمرة ما دامت هناك حاجة لتعبير معين مفقود من اللغة أو عند ظهور حاجة لإستخدام جديد يناسب قضية جديدة تطفو على السطح.
وبهذا فإن كلمة فضائي دخلت قاموس اللغة العامية العراقية وستبقى كما يبدو إلى حين وربما حتى ينظف العراق من هذا الوهم الكبير الذي يضاف لمسلسل أوهامه الكثيرة
وكل غد لناظره قريب
سيدني
أواخر 2014

نشرت في وجهة نظر
الثلاثاء, 23 كانون1/ديسمبر 2014 15:33

تضخم الطحال الأسباب والمضاعفات

كثيراً ما نسمع بتضخم الطحال والذي في حالات غير قليلة يكون مصحوباً بتضخم الكبد أو أجزاء أخرى في الجسم.

الطحال عضو مفرد (أي لا يوجد طحالين في الجسم)، وهو يتكون من نسيج لمفاوي ،لونه أرجواني ،ويستطيع الإنسان أن يعيش بشكل طبيعي بعد أزالته.

يقع في الجانب الأيسر العلوي البطني تحت الحجاب الأيسر ،بيضوي الشكل طوله 12 ـ 15 سم ،وعرضه حوالي 7,5 سم ،وسمكه حوالي 4 سم ووزنه لدى البالغين 100 – 250 غم ، يقع خلف الأضلاع (التاسع، العاشر والحادي عشر)، مغطى من الأعلى بالحجاب الحاجز ويلامسه ذيل البنكرياس ،الكلية اليسرى، القولون والأمعاء الدقيقة.

الشريان الطحالي ينقل في كل دقيقة حوالي ثلث لتر من الدم الى الطحال، وهذا الشريان يتفرع الى فروع صغيرة لينتهي بالشعيرات الدموية المجهرية والتي تحيط بالخلايا اللمفاوية التي تعمل على تنقية الدم من الجراثيم.

في الأحوال الاعتيادية ،لا يمكن للطبيب أن يتحسس الطحال بالفحص السريري الاّ أذا كبر حجمه، اي يتضخم وللأسباب التي سنذكرها لاحقاً.

للطحال نسيجين رابطين ،الرابط الكلوي والرابط المِعَدي ،لذلك يمكن تحريكه وسحبه أثناء العمليات الجراحية.

· للطحال وجهان:

· الوجه المحدب ـ ويجاور الحجاب الحاجز،الرئة اليسرى ،والأضلاع التي ذكرناها أعلاه.

· الوجه المقعر ـ ويجاور المعدة ،الكلية اليسرى ،ذيل البنكرياس وزاوية القولون اليسرى.

وله حافتان:

· علوية ـ محدبة .

· سفلية ـ حادة.

وظائفه:

1. يصنع مع الكبد كريات الدم الحمراء والبيضاء في الأدوار الجنينية ،ويتوقف عن ذلك بعد الولادة ،ولكنه يبقى ينتج بعض أنواع كريات الدم البيضاء كجزء من الجهاز الدفاعي عن الجسم.

2. يخزن (1/5)خمس الدم ولكن بشكل مركز،ويمكن أن يستفيد منه الجسم في حالات يحتاج فيها للدم ،كما في حالات النزف مثلاً، والفائدة من ذلك ،محاولة بقاء الجسم على قيد الحياة قدر الممكن ،كوسيلة من وسائل الدفاع من أجل البقاء.

3. ينظم كمية الدم المارة في الأوعية الدموية.

4. يعدّ مقبرة لكريات الدم الحمراء والتي تموت قبل وصولها له ،علماً أن عمر الكريّة الحمراء يبلغ كمعدل 120 يوماً.

5. ينّقي الدم من الشوائب والميكروبات.

6. له دور فعال في الجهاز المناعي من خلال أنتاج أجسام مضادة.

يتضخم الطحال تدريجياً نتيجة تنشيط وتكاثر خلاياه ،وللأسباب التالية:

1. الالتهابات الفايروسية والبكتيرية، سواء تلك التي تصيب الطحال نفسه أو بعض الحميات التي تنتقل بالعدوى كحمى التايفوئيد ،ويرجع الى حجمه الطبيعي، بمعالجة وزوال السبب.

2. الإصابة بالطفيليات كالملاريا والكلا ـ آزار(الحمى السوداء)،ويرجع الى حجمه الطبيعي بعد معالجة الحالة وزوال السبب.

3. أمراض الدم الوراثية والجينية ،كتكسر كريات الدم الناتج عن نقص بعض الأنزيمات أو بسبب خلل في جزيئة الهيموكلوبين كما في الثلاسيميا.

4. السرطانات (سرطان الدم ـ اللوكيميا) ،والسرطان اللمفاوي (مرض هوجكن)، إضافة الى سرطانات تصل الى الطحال من أجهزة أخرى مصابة في الجسم.

5. أمراض خاصة بالجهاز المناعي ،مثل التهاب المفاصل الرثوي ومرض ساركويد وداء الذئب الأحمراري.

6. الشدة الخارجية.

7. ألإصابة بأكياس تمتلئ بسائلٍ ما.

8. ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية الخاصة بالطحال، وغالباً ما تكون بسبب إصابة الكبد جراء تناول الكحول وخصوصاً تناوله بإفراط والذي لابد أن يؤدي الى الأصابة بـ (تشمع الكبد).

9. أمراض أخرى (كوشر ،نيمانبك ، مرض النشائية ـ وهو حالة تجمع مادة تشبه النشا في الطحال).

في الحالات المَرَضية المزمنة لا يرجع الطحال الى حجمه الطبيعي ويبقى متضخماً نتيجة عدم استطاعة الدم من الخروج منه (خصوصاً لا يمكن للدم أن يدخل الى الكبد المتليف أو المتشمع)، وهذا سيزيد الضغط في الوريد البابي الكبدي فيزداد حجمه ليستوعب كمية أكبر من الدم، تضخم الطحال هذا يتسبب بتلف نسيج الطحال، بمرور الوقت وبزيادة الضغط في الوريد البابي وعدم استطاعة الدم الرجوع الى الكبد ،فأنه (أي الدم) سيجد له طرق أخرى فينتج عن ذلك دوالي المرئ ودوالي المعدة والتي تكون عرضة للانفجار.

الأعراض:

تعتمد على طبيعة السبب لتضخمه ،فأذا كان التهابياً فبالتأكيد أن المريض سيعاني من ارتفاع الحرارة والصداع والآلام ..الخ ،أما أذا كان مصاباً بأحد أمراض الدم ،فسيعاني المريض من فقر الدم والشحوب ..الخ

ربما تظهر أعراض وعلامات أخرى ومنها:

1. الشعور بالانزعاج والإمتلاء(دون تناول طعام أو بعد وجبة صغيرة) مع ألم في الجانب الأيسر العلوي من البطن ،وربما يشعر المريض بألم في الكتف الأيسر.

2. الشعور بالتعب.

3. فقدان الوزن.

4. التهابات متكررة.

5. نزوفات.

6. ظهور اليرقان.

التشخيص:

يتم تشخيص تضخم الطحال من خلال:

1. الفحص السريري ،وفحص البطن كجزء من الفحص الروتيني الذي يقوم به الطبيب.

2. التحاليل المختبرية.

3. السونار

العلاج:

أولاً ـ قلنا أن بعض الحالات ومن خلال معالجتها فأن الطحال سيعود الى وضعه الطبيعي.

ثانياً ـ رفع الطحال جراحياً وفي حالات يحددها الطبيب المعالج.

موضوعنا للعدد القادم سيكون عن أمراض الأظافر.

نشرت في علوم
الثلاثاء, 23 كانون1/ديسمبر 2014 20:29

شــواهد آثـاريـة من حضاراتنا العريقة

المئذنـة الملـويـــة

بأمر من الخليفة العباسي المتوكل ، تم في الفترة من 849 - 852 م ، بناء (المسجد الجامع) الشهير في الجزء الغربي من العاصمة الجديدة للخلافة العباسية (سامراء) ، هذا الجامع الذي درجت تسميته بالمسجد الكبير يُعد من اكبر مساجد العالم الاسلامي قاطبة ، اذ بلغت مساحته حوالي 45 ألف متر مربع ، وكان يتسع لحوالي 100 ألف مصلي وفيه سبعة عشر مدخلا .

لقد اُتقن بناءه واُحكم تشييده بالآجر والجص وازدان بالنقوش والمحاريب والاقواس والاعمدة ، اذ كانت تحمل سقفه الرئيسي حوالي 488 عمودا من الرخام ، ودعمت جدرانه الخارجية المتينة ابراج ضخمة نصف دائرية عددها 68 برجا ، ويبلغ ارتفاع جدران المسجد 10.5 مترا وسمكها 2 متر .

وقد تميز هذا المسجد بمئذنته الفريدة ذات الشكل الحلزوني والتي بسببها اصبح واحدا من اشهر مساجد العالم واكثرها تميزا ، فالبناء المعروف اليوم باسم الملوية هو مئذنة (منارة) لهذا المسجد ، وسميت بالملوية بسبب شكلها الحلزوني الدائري.

تعتبر المئذنة الملوية في سامراء من اهم مآذن العالم الاسلامي واكثرها فرادة وتميزا من الناحية المعمارية والبنائية ، وهي تقع امام الحائط الشمالي من المسجد على بعد 27,25 مترا منه ، هذه المئذنة تقوم على قاعدة مربعة مؤلفة من طبقتين، الاولى طول ضلعها 31,30 متر ، وارتفاعها2,50 مترا ، والثانية مستطيلة بعض الشئ بأبعاد 30,60 x 30,40 مترا وارتفاعها 1,70 مترا ، فيكون ارتفاع القاعدة الكلي هو 4,20 مترا .

وتزين واجهات القاعدة محاريب مستطيلة (تجاويف اشبه بالنوافذ ، غائرة وغير نافذة) وتعلو هذه المحاريب عقود او اقواس مدببة ، اما عدد هذه المحاريب فهو تسعة في كل ضلع عدا الضلع الجنوبي اذ يحتوي ستة محاريب فقط بسبب وجود سلم الملوية في هذا الجانب .

اما القسم الحلزوني اي بدن الملوية فهو بناء مؤلف من خمس طبقات تتناقص مساحتها كلما ارتفع البناء ، ولكل طبقة ارتفاع معين ، فالطبقة الاولى السفلى يبلغ ارتفاعها 10,10 متر والثانية 8,12 متر والثالثة 8,83 متر والرابعة 8,10 متر ، والطبقة الاخيرة ارتفاعها 8,45 متر .

في قمة المئذنة يوجد قبة اسطوانية الشكل يبلغ قطرها ثلاثة امتار وارتفاعها 6,40 متر ، وهي مسقفة وفيها ثمانية ثقوب يعتقد انها كانت مواضع لثمانية اعمدة خشبية صممت لحمل سقيفة القبة . وهذه القمة او القبة يتم الارتقاء اليها بواسطة سلم شديد الانحدار مؤلف من 22 درجة (باية) ، حيث يرتقيها المؤذن ليرفع الآذان من قمة هذه المئذنة الملوية ليصل صوته الى ابعد نقطة ممكنة من المدينة .

بني سلم الملوية من الاجر بعرض 2,50 متر ، ويبدأ من وسط الجانب الجنوبي للمئذنة ويدور صاعدا الى الاعلى بعكس اتجاه عقرب الساعة ، وكلما ارتفع السلم ضاقت مساحته وازداد انحداره ، اذ يبلغ عرض السلم في قمة الملوية حوالي 1,90 متر . اما عدد درجات سلم الملوية فيبلغ 399 درجة . ويعتقد عالم الاثار (هرتسفيلد) ان السلم كان له سياج خشبي وذلك لوجود ثقوب على الجانب الخارجي منه لتثبيت قوائم ذلك السياج .

المئذنة الملوية بنيت بالآجر المشوي مادة البناء السائدة في بلاد الرافدين ، اما المادة الرابطة فهي الجص ، وقد بني المسجد الكبير بنفس هذه المواد ايضا .

يعتقد بعض الاثاريين ان طراز بناء الملوية مشتق من طراز بناء الزقورات العراقية من ناحية كونها مؤلفة من طبقات متعددة ترتفع فوق بعضها بمساحات تقل مع الارتفاع ، الا ان باحثين آخرين يعتبرون ان طراز وشكل الملوية هو بناء فريد ليس له نظير في جميع الابنية قديمها وحديثها .

وقد لايعلم البعض بوجود مئذنة ملوية اخرى في مدينة سامراء ليس بعيدا عن المئذنة الام ، الا ان تلك المئذنة اصغر حجما واقل ارتفاعا ، وهي مئذنة جامع ابي دلف الشهير الذي بناه الخليفة المتوكل ايضا ، ويعتبر من المساجد الكبيرة ايضا في العراق والعالم الاسلامي ، اذ تبلغ مساحته حوالي 12 دونما (حوالي 3700 متر مربع) ، والمئذنة الملوية لهذا المسجد يبلغ ارتفاعها حتى القمة المتهدمة نحو 19 مترا ، وفي حين ان الملوية الام تتألف من خمس طبقات فأن الملوية الصغرى تتألف من ثلاث طبقات فقط ، والسلم يدور صاعدا باتجاه معاكس لعقارب الساعة ايضا .

تُعتبر ملوية سامراء من اشهر الابنية على مستوى العالم بسبب هندستها وطرازها الفريد ، ويسميها بعض الغربيون - برج بابل – او انهم يتخيلون ان برج بابل الشهير كان على غرارها . وقد استوحى بعض المعماريين من شكل الملوية تصاميمهم ومبانيهم الحديثة في العالمين العربي والغربي .

ديترويت

نشرت في وجهة نظر
السبت, 13 كانون1/ديسمبر 2014 21:47

قصة الكنز المفقود

 

لست هنا بصدد الكتابة عن كنز القراصنة المفقود الذي نراه في أفلام
القراصنة، ولكن عن بلد كله كنز مفقود وهو العراق الذي نعرفه.
عندما تكون الأرض (نزيزة) أينما تحفر يتدفق الماء منها إلى السطح ، وهنا
في العراق أينما تحفر تظهر الكنوز والآثار.
قرأت ذات مرة في إحدى المصادر، أنه يوجد في العراق عشرون ألف موقع آثاري
غير منقب فيه إلى الآن، ولم تكتشف كنوزه، وبلغة أخرى (لم تنهب بعد).
اليوم ونحن في جلسة سمر عراقية تربع (الطاولي) وسطها، وصحن من (الكليجة) و
(إستكانات) الشاي دار الحديث بيننا عن كنز النمرود المفقود.

كنت قد قرأت سابقا عن الموضوع في محرك غوغل، وكيف أن هناك كنز من الحلي
الذهبية عثر عليه الأثريون العراقيون في مدينة النمرود الواقعة على بعد 37
كم من مدينة الموصل. في عام 1988 وكانت تلك الآثار في حالة شبة جديدة
وكأنها اشتريت توا من سوق الصياغة، وقد بلغ عدد القطع التي عثر عليها 650
قطعة مختلفة الحجم ومنها (موديلات) لا تزال تستعمل إلى الآن في ريف العراق
الجنوبي مثل ( تراجي الشباك والخلخال وسلاسل وكأنها ايطالية الصنع وغيرها
من السلع المتقنة الصنع بشكل يلفت النظر ويدل على تطور تقني ملفت للنظر) .

يقولون في غوغل والعهدة على الراوي:
بعد أن عثر على هذا الكنز الفريد من نوعه، والذي يعد أهم كشف أثري في
القرن الماضي على النطاق العالمي. قامت الحكومة بتخزينه في قبو محصن في
بناية البنك المركزي العراقي، ويذلك سلم من نهب (أرشد) وجماعته، دون أن
تجري دراسة علمية له على كل الأصعدة، المهم خزن هناك، وبعد سقوط بغداد على
يد القوات الأمريكية الغازية عام 2003 حاولت مجموعة من اللصوص الكبار في
الاستيلاء على الكنز، ولكون القبو مقفل ومحصن ومفاتيحه عند موظفين مختلفين
تواروا عن النظر بعد السقوط، عندها قام اللصوص بإطلاق قذيفة آر بي جي
ليكسروا باب القبو ولكن القذيفة ارتدت عليهم وقتلت بعضهم .

نجحت القوات الأمريكية في الوصول إلى الكنز والاستيلاء عليه، وقام الحاكم
العسكري الأمريكي ( بريمر) في عرضه على الصحافة في قاعة المتحف الوطني
العراقي، والذي سرقت معظم مقتنياته في وقت سابق بإشراف قوات الاحتلال.
قيل بعدها أن كنز النمرود أخذ إلى أمريكا من أجل توثيقه وعرضه وغيرها. ولم
نسمع خبرا بعدها عن هذا الكنز وأين حلّ به الدهر، وليته ظل مدفونا تحت
الأرض لأجيال قادمة تحترم تراثها.
وإلى هنا كل الأمور معروفة من قبل الجميع ربما ولا جديد فيها، ولكن صادف
أن واحدا من ضيوفي في تلك الأمسية، كان عضو في الفرقة الأثرية التي عثرت
على ذلك الكنز.
وهنا طاب الحديث لأبي حسين وخاصة بعد أن تغلب بصعوبة على أبي محمد فراح
يروي لنا وبشوق كيف عثروا على كنز النمرود قال:
كنا مجموعة من خريجي الآثار في أيفاد تدريبي للبحث عن الآثار في مدينة
الموصل، وكانت مجموعتنا بقيادة الأثري الدكتور وليد الجادر، ومن ضمن
بعثتنا فتاة متوقدة الفطنة والذكاء من مدينة الشعب في بغداد، وكان اسمها
على ما أذكر فيحاء ولا أذكر اسم أبيها أو كنيتها.
أعتدنا على الاستراحة في إحدى غرف قصر النمرود حتى أصبحت وكأنها مقرا لنا
أعتدنا الجلوس فيها كلما نتعب من البحث ونترك فيها حاجياتنا وبعض ملابسنا.
كنا نقيم في فندق المحطة في الموصل ونتناول طعام الغداء في مطعم في مدينة
الشرقاط القريبة من الموقع.
ذات نهار جميل رفضت فيحاء الذهاب معنا لتناول الطعام كالعادة، وطلبت أن
تظل وحدها ونجلب لها معنا شيئا تأكله عند عودتنا.
ظلت فيحاء وحدها في غرفة استراحتنا، وعندما عدنا بعد الغداء وجدنا فيحاء
مشغولة البال بشكل غير عادي.
بادرتنا فيحاء عندما اجتمعنا هناك حتى قبل أن تأخذ (لفة الكباب الذي لا
يزال دافئا وتفوح منها رائحة الطرشي) قائلة:
هل لاحظتم شيئا غريبا هنا في غرفة جلوسنا هذه؟
رحتنا نتلفت يمنة وشمالا دون أن نلحظ شيئا، وهنا أشارت إلى بلاطة من
الحجر وضعت بشكل مغاير لرفيقاتها دونما سبب هندسي معقول.
قالت فيحاء لي زمن وأنا أتفحص بلاط أرضية الغرفة هذه ، فوجدت أن بلاط
الغرفة قد صف بشكل هندسي متقن، فأثارت انتباهي تلك البلاطة المخالفة
لرفيقاتها، ولم أجد سببا هندسيا يدفع لوضعها بتلك الصورة المخالفة، واليوم
بعد تفحصي الدقيق توصلت إلى نتيجة أن وراء تلك البلاطة سبب مقصود، وأريدكم
أن تعاونوني في كشف سر هذه البلاطة.
أثارتنا ملاحظة فيحاء حقا فجلبنا قسما من أدوات التنقيب المطروحة في
الخارج ، ورحنا وبكل حذر نحرر البلاطة من مواد البناء التي تشدها إلى
أخواتها، ثم رفعنا البلاطة دون أي ضرر، ورحنا نبحث في الأرضية التي تحتها،
وبعد أن طرقنا على أرض الغرفة في ذلك الموقع بالأزميل، عرفنا أن تحت
الأرضية قبو ما، فواصلنا الحفر بكل حرص، وأزلنا غطاء ذلك القبو فإذا به
قبر ملكي مهيب .
طلبت فيحاء منا أن تكون هي أول من يكتشف القبو، وهذا حقها طبعا فهي التي
اكتشفته، فساعدناها في الهبوط وكانت أول النازلين إلى داخل القبو، ومن
هناك نادتنا بكل انفعال أن أنزلوا لقد عثرنا على كنز كبير.
نزلنا إلى هناك فشاهدنا حماما من المرمر متقن النحت( بانيو) وفيه هيكل
عظمي يحمل بين ذراعية هيكل عظمي آخر لطفل صغير.
بعد أن أزحنا الغبار عن تلك العظام رأينا الحلي على الذراعان والصدر
والساقين والبطن وكنا مذهولين مما نرى. كانت فرحتنا لا توصف ولكن يخالطها
شعور بالرهبة والخوف. أيقنا أننا قد اكتشفنا شيئا مهما.
أبقينا بعضنا كحراس لهذا الكنز، وراح بعضنا الآخر إلى الشرقاط ليتصل من
هناك بمديرية الآثار في الموصل لترسل لنا إسنادا وحماية وتخبر بغداد بأننا
فقد عثرنا على أهم كنز خبأته تلك الأطلال.
كثر الزوار الرسميوم وكثرت العجلات والعدد والخبراء، ونقل الكنز بعدها إلى
بغداد بصناديق خاصة، فأصدر وزير الثقافة حينها ( الرفيق ) لطيف نصيف جاسم
أمرا بمكافئة الأثرية فيحاء (لاكتشافها الكنز) بمبلغ قدره فقط (خمسون
دينار !!).
تصورا كنز دفعت شركة ( كارتير) مبلغ مليون دولار لتصويره فقط ورفض طلبها،
بينما مكتشفة الكنز فيحاء لم يذكرها أحد إلى اليوم واكتفوا بمكافأتها بذلك
المبلغ التافه.
هكذا كانت تدار الثقافة في ذلك الزمن الصعب أما كيف تدار اليوم في هذا
الزمن المرّ؟
صرح أحد المسئولين العراقيين للصحافة يقول: أن كنز النمرود موجود، دون
الإشارة إلى مكان تواجده.
نتساءل هنا:
هل أن كنز النمرود موجود حقا كما صرح المسئول، أم هو يستنسخ الآن في
أمريكا لتعود لنا نسخة مزورة منه بعد مطالبة ملحة هذا إن عادت.......

نشرت في وجهة نظر
السبت, 13 كانون1/ديسمبر 2014 21:39

احترام الوقت واستهلاك الزهور

تُعرف الشعوب المتحضرة من خلال احترامها للوقت ومدى استهلاكها للزهور ، لان الثقافة العامة لهذه الشعوب تمر من خلال هذين المحورين الهامين ، وتمتاز الدول المتقدمة باحترامها الصارم للوقت ، لان الذي لايحترم الوقت حسب هذا المقياس لا يحترم ذاته ولا يحترم ذوي العلاقة ولا يحترم الوطن والمواطنة ، وهذه واحدة من اهم شواهد التطورالحضاري والفكري للغرب عنه في الشرق ، وهذا هو الفارق بين منظار التحضر والتخلف ، ينعكس بطبيعة الحال على مدى استهلاك كل بلد للزهور، ومن ثم يعطي هذا التصرف انطباع راقٍ على مدى ثقافة ذلك البلد ومدى تطوره وازدهاره .
وهذا ينطبق بدوره على الاعلام المقروء والمسموع ، فالاعلام هو الناطق الحي بأسم وواقع المجتمع ، لما له من دور كبير ومؤثرعلى واقع حال المجتمعات والشعوب ، في توعية وثقافة الناس ، لان عامل الوقت والزمن هو جوهر الحياة الحضارية اليوم .
ان مراعاة الذوق العام من السمات الاساسية لاحترام الوقت ، وعرض ما يروم قراءته وفق المتطلبات الضرورية في الوقت الحاضر، وفق جدولة زمنية مناسبة للوقت للنشر اليومي ، بدل قراءة كتابات ثانوية او مواضيع ليس له علاقة لا من قريب او من بعيد بواقع الحال بل يتكلم عن امور بويهيمية ليس لها صلة بالواقع ، بحيث يكون اكثر سلاسة ومتعة بدل التشاؤم والتذمر مع زيادة الذات تعباً على تعب .
يرتجى من مواقعنا المندائية القديرة ، ان تمعن النظر لهذه الحالة الشائعة ، ومن كتابنا المبدعين مراعاة ذلك لدورهم الفاعل والمؤثر في صنع الكلمة الناطقة ، لان العِبرة ليس بالكثرة بل بالنوعية الجيدة وبالاختيار السليم والمدروس ، مع مراعاة الاختصار والتركيز المفيد وفرز عصارة ما نكتب باسلوب يمتاز بالجدية والكياسة وكما يقال *خير الكلام ما قل ودل* ، لان الغاية من كل ذلك في إيصال الافكار والمفاهيم باقصر الطرق واوضحها ، كونها الوسيلة الناضجة التي تستخدم في التغيير نحو الأمثل والأفضل ، لان المضامين الحضارية اليوم تتمثل في احترام الوقت وفي استهلاك الزهور.
دمتم بخير .

نشرت في وجهة نظر

مسابقة المقالة

كمن ينتظرُ موسمَ الحصادِ في حقـلٍ لا زرعَ فيه - فاروق عبد الجبار - 8.6%
مكانة المرأة في الديانة المندائية- إلهام زكي خابط - 3.3%
الدلالة الرمزية في قصص ( امراة على ضفاف المتوسط ) للقاص نعيم عيَال نصَار - عزيز عربي ساجت - 0%
رجال الدين المندائيين بين الاعداد التقليدي والتحديات المعاصرة - الدكتور كارم ورد عنبر - 85.3%
الإباحية في الفن الروائي والقصصي - هيثم نافل والي - 2.5%

Total votes: 360
The voting for this poll has ended on: تموز/يوليو 15, 2014