الصابئة المندائيون..مكون أساسي,وطيف مهم من أطياف المجتمع العراقي..ولقد أثبت التأريخ وعلى مر عصوره بأن المندائيين كانوا على علاقات طيبة ببقية المكونات الدينية والاثنية التي عاصرت تواجدهم في العراق وايران, وشأن جميع العراقيين دفع المندائيون ضريبة الدم, وخضبت جدائل وطنهم دماءهم البريئة الطاهرة نازفة ..قرابين فداء وشهادة من أجل رفعته وعزته..كما تعرض أبناءه للابادة والمطاردة والتغييب والتهميش..وأخيراً للتهجير تحت ضغط ما يروجه المتأسلمون الجدد من أفكار..تعكس الفكر المندائي على أنه فكر مكروه من قبل أهله..وبأباطيل كاذبة نسجت أوهام صورتها للناس بأن بناتهم لايعترفن بديانتهن وهن ..يبحثن عن وسيلة للهرب من قيود الدين..
نناشدكم يامن تنادون بحرية الأديان, وحرية العقيدة بوقف مسلسل الاساءة الى ديانتنا المسالمة..التي لا تؤمن بالقتل ولا بحمل السلاح..حتى بالدفاع عن نفسها..فضل أتباعها الابتعاد متصوفين عن ملذات الدنيا ومباهجها متعبدين لخالقهم, لايؤمنون بالتكفير ولا بالاضطهاد الديني..ولا بالعرقي ولا يُكرهون المرء بالتمسك بدين حتى لو كان دينهم..ولقد عرف عنهم بأنهم يخلعون من يخرج من ملتهم..ولا يسمحون بالدخول فيها..وتلك الصفة يفترض أن تحترم وتصان, فهم لايقبلون من المسلمين ولا من المسيحيين أو اليهود في ديانتهم..ومن يريد منهم الخروج من دينهم يخلعونه, وينكرون علاقتهم به ولو كان أخوهم أو إبنهم أو ابنتهم..
لقد تعرض أبناء وبنات هذه الطائفة قليلة العدد الى الاضطهاد والعنف بكل ألوانه على يــد الارهابيين والتكفيريين والكثير من عناصر مليشات أحزاب الاسلام السياسي في العراق وسوريا وايران..وآخر تلك الأشكال تجند قناة العراقية العريقة طاقاتها لمحاربة تلك الطائفة, المسالمة.
يا إخوة التوحيد ديانتنا أقدم ديانة توحيدية..معظم طقوسها تتم في الماء الجاري..وهو لدينا مقدس..نحن لا نؤمن بالقتل ولا بسفك الدماء..ولم نطلب يوماً من أحد غير أبناءنا أن يكون على ملتنا,كما لم نعترض يوماً على قبح ودموية بعض التقاليد التي يسلكها الغير في كل حين..ولم نستنكر ما يسببونه من أذى لأجسادهم مهما كانت ومن أجل أية غاية قامت..من منطلق حرية الدين والمعتقد,كحق كفله الدستور العراقي.
نناشدكم وقف الفتنة التي يسعى اليها هذا المسلسل المخادع الذي أقنع القائمون عليه بعض من رجال ديننا على مشاركتهم تصويره ليصورون طقوسهم على أنها من التراث العراقي الأصيل..فيعرضونها على العالم انسانية ,محترمة ونبيلة..وفي واقع الحال كانوا يصورون مقاطع من تلك الطقوس فيمزجونها بتفاصيل مذلة ومسيئة للمندائيين..تسخر بطقوسهم وبديانتهم..وختاماً لا نتمنى عليكم سوى وقف ما يسبب الفرقة والحقد بين مكونات مجتمعنا العراقي ويمنع تداول ونشر الأحقاد والفتن