طباعة هذه الصفحة
الإثنين, 21 تموز/يوليو 2014

رهان موتسارت وهايدن

 


يحكى أن موتسارت تراهن مع هايدن على استحالة عزف مقطوعة على البيانو. لم يشأ هايدن الذي كان وقتها من أشهر موسيقيي أوروبا الهرب أمام هذا التحدي، فجلس إلى البيانو ليعزف القطعة التي وضع موتسارت أمامه مدونتها. بدأ بالعزف، لكنه توقف بعد برهة عندما وصل إلى موضع تباعدت فيه يداه إحداهما عن الاخرى ومع ذلك كانت هناك نغمة يجب أدائها، لكنا تقع بعيداً عن متناول اليدين. عجز هايدن الذي يكبر موتسارت بـ 24 سنة عن أداء هذا المقطع، فطلب من موتسارت أن يريه كيف يؤديه. جلس موتسارت وبدأ بالعزف، وما أن وصل المقطع المطلوب، حتى انحنى على لوح المفاتيح وضرب مفتاح النغمة العصية بأنفه، وأكمل المقطوعة حتى آخرها.هايدن وموتسارت أعظم مؤلفين موسيقيين ظهرا بعد عصر الباروك، وهما اللذان ميزا عصر الموسيقى الكلاسيكية بدون منازع قبل أن يأتي بيتهوفن ليكون آخر أعظم مؤلف موسيقي كلاسيكي. وقد ارتبطت الموسيقى الكلاسيكية بالنمسا، فهايدن وموتسارت نمساويان، أما بيتهوفن فقد عاش الشطر الأكبر من حياته في فيينا، وتوفي فيها.
وكانت السوناتا وتطورها ما ميز عصر الموسيقى الكلاسيكية كله، فقد بدأ بصقلها كارل فيليب إيمانويل باخ الذي نحتفل بالذكرى المئوية الثالثة لولادته هذا العام، وتلقفها منه هايدن وأوصل هذا الشكل الموسيقى الأساسي الكمال. أما موتسارت ومن بعده بيتهوفن فقد حلقا بهذا الشكل الموسيقي في سماوات الابداع. كما ارتبط شكلا السيمفونية وكذلك الرباعية الوترية بهايدن وبالعصر الكلاسيكي، وهذان الشكلان هما التطبيق العملي لشكل السوناتا على الاوركسترا وعلى مجموعة الأدوات الأربع في الرباعي الوتري: الكمان الأول والكمان الثاني والفيولا والتشيلو.

عازف البيانو المجري الكبير سير أندراش شِف يعزف سوناتات هايدن في قصر الامراء أسترهازي الواقع في غربي المجر.
سوناتا رقم 33 في دو الصغير (1771)
http://www.youtube.com/watch?v=IiZwdIOVYB4


سوناتا رقم 62 في مي بيمول الكبير (ألفها في لندن 1794-1795)
http://www.youtube.com/watch?v=bhCOWKIZ_8g

إلى اللقاء في السبت المقبل

ثائر صالح