• Default
  • Title
  • Date
السبت, 13 كانون1/ديسمبر 2014

الطليان في أوروبا

  ثائر صالح

http://www.youtube.com/watch?v=vYy91Zd5dNgكان الطليان أمهر الموسيقيين في اوروبا لقرون، فقد بدأ تطور الموسيقى في إيطاليا مبكراً خلال عصر النهضة، فحصل موسيقيوها على الريادة. ويعود سبب هذه الهيمنة إلى عوامل عدة، أهمها الدعم السخي للفنون من قبل عوائل ايطاليا الارستقراطية الثرية مثل مديتشي، وابتكار فن الاوبرا الذي ارتبط بالطليان حتى اليوم، وظهور موسيقيين كبار مثل بالسترينا ومونتفردي وكوريللي وفيفالدي ومئات غيرهم. كما أدخل الايطاليون العديد من الأشكال الموسيقية انتشرت في اوروبا مثل الكونشرتو والكانتاتا، وبرعوا في صنع الأدوات الموسيقية (ستراديفاري وآماتي). وكانت المراكز الأوروبية تستقطب الموسيقيين الايطاليين، على الخصوص مؤلفي الأوبرا.
لكن القرن الثامن عشر بدأ يشهد ظهور منافسة لهذا التفرد الايطالي بعد تطور الموسيقى الألمانية والفرنسية على الخصوص. مثلاً بدأ هندل الألماني ينافس الموسيقيين الطليان في لندن في فن الاوبرا الايطالية، وفاز عليهم بحيلة ذكية، وهي توجهه لتأليف الاوراتوريو باللغة الانكليزية فوجّه بذلك ضربة شديدة للاوبرا الايطالية في لندن، لكنه لم يتمكن من الانتصار عليهم نهائياً.
وكان هندل يدير فرقة تضم موسيقيين من مختلف انحاء اوروبا، منهم موسيقيين من إيطاليا. من هؤلاء عازف الكمان الأول (كونسرت ماستر) بييترو كاستروتشي 1679 – 1751 الذي شغل هذا المنصب بين 1718 – 1737. درس عند اركانجلو كوريللّي، لكنه كان مؤلفاً موسيقياً بارعاً في نفس الوقت، سار على خطى استاذه في تأليف ما يعرف كونشرتو غروسّو (الكبير)، الذي يكتب لمجموعة من الأدوات والأوركسترا، وهو شكل موسيقي ابتكره كوريللي. توفي كاستروتشي في دبلن بأيرلندا بعد اصابته بالمالاريا، وكان وقتها فقيراً معدماً، ومع ذلك دفن في كنيسة سنت ماري في دبلن في احتفال رسمي.

كاستروتشي: كونشرتو غروسو مجموعة رقم 3، من إداء فرقة هندل الاحتفالية بقيادة عازف الكمان الألماني البارع أنتون شتك. مجموعة من الكونشرتات الرشيقة الأخاذة التي تستحق المديح لجمال ألحانها ومتانة بنائها وللابتكار الفني والتجديد الذي نلمسه فيها.


http://www.youtube.com/watch?v=vYy91Zd5dNg


إلى اللقاء الاسبوع المقبل
ثائر صالح

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد