طباعة هذه الصفحة
الجمعة, 22 شباط/فبراير 2013

رسالة الشيخ عصام الزهيري

  ترميذا عصام خلف

بشميهون إد هيي ربي

الى سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائي المحترم
الى هيئة رئاسة المؤتمر السادس المحترم

ابتداءً أود تهنئتكم بانعقاد مؤتمركم السادس متمنياً لكم التوفيق والنجاح
أعزائي الحضور
أسوثا نهويلخون

يطيب لي ويسعدني أن أخاطب أبناء المندائية من منبركم وهم يعرفون جميعاً أن هذا المؤتمر ينعقد في أعقد وأصعب ظرف يمر به المندائيون ملة وديناً. حيث ومن خلال إطلاعي على وثائق المؤتمر فأنا مدرك تماماَ أنكم تسعون وحسب أجتهادكم وبما يخص المسيرة المدنية للطائفة لتصحيح وتصويب الحالة المندائية الشاذة. ومن الطبيعي أن تتطرقوا للجانب الديني الذي لا ينفصل أو ينفصم عن الإنسان المندائي. وكذلك وضع رجال الدين وهذا ما أردت اليوم مكاشفة الطائفة كلها بالأمور الخطيرة التي تكتنف مسيرة رجال الدين والتي دعتني لتحرير هذه الرسالة.

منذ بداية سيري بطريق الدين والتدين قبل حوالي العقدين والنصف من الزمن كان هدفي فهم الدين وأسراره. لذلك وضعت برنامجا لغرض المضي به فدرست وتعلمت وبعدها اردت تتويج ما آمنت به وذلك بان أسلك طريق الاحتراف أي أن أصبح رجل دين. وفعلاً وتحديداً قبل اثني عشر عاماً حصلت على ما أريد

أعزائي
من خلال ما تعلمته وجدت بأن تعاليمنا الدينية تكون في أغلب الأحيان صارمة الحساب على رجال الدين قبل غيرهم. ولكننا نجدها في نفس الوقت مرنة تحكمها دائماً القيم الانسانية المتمثلة بالطيبة والحب وعمل الخير. ولكي يتم تطبيق هذه التعاليم تطبيقاً صحيحاً، نحتاج الى مؤسسة دينية قوية؛ جريئة بإتخاذ القرارات؛ لا تكيل الأمور بمكيالين مهما كانت الظروف؛ قادرة على تفسير النصوص؛ عالية الثقافة بالدين ومتطلباته؛ تراعي التعامل الانساني بأعلى درجاته.
منذ ذلك الوقت ولحد هذه اللحظة لم أشعر بوجود مؤسسة دينية مندائية فعالة من الناحية العملية. فتعامل رجال الدين يحكمه دائماً العلاقات الشخصية/القرابة/ أو الصداقة ولا يحكمه أحياناً الدين وضوابطه. وفي الأعوام الأخيرة بدأت علاقات رجال الدين تتفكك وتنهار يوماً بعد يوم. حيث وصلنا في بعض الأحيان إلى ذروة الخلافات مبتعدين عن القيم المندائية الرائعة.

لقد أثّر هذا على أبناء الطائفة بشكل سلبي ومباشر. سأستعرض ما وصلنا اليه بإختصار. وما سأكتبه ليس موجهاً إلى رجل دين معين. كذلك فأني لا أعني بأنني أكفأ أو أفهم أو أحسن بالأداء الديني أو الانساني من أخوتي وأبنائي رجال الدين. لأن ذلك من صلاحية بيت الرب لأنه هو الوحيد العالم بذلك. بل أن ما أعنيه هو أننا كرجال دين مندائيين مشتركون ومتضامنون في المسؤولية بما وصلنا "وأوصلْنا أبناء طائفتنا المساكين" اليه

إخوتي المندائيين
أن أداءنا كرجال دين قد تحدد الآن بالأداء الطقسي البحت وبدون أي تنظيم وإدارة حيث أننا بحاجة الى
(1) إعارة إهتمام أكبر للقيم الانسانية التي تمثل روح الدين المندائي
(2) الإهتمام بالشباب ومعاناته والأجيال الجديدة
(3) الإبتعاد عن مظاهر حب الذات بالسعي وراء المادة أو الشهرة.
(4) التوقف التام عن تفسير النصوص بشكل شبه كيفي وإستعمال بعضها من أجل تحقيق مآرب ذاتية
(5) أن يجمع بيننا الحب والأخوة المتمثلة "بالكشطا"
(6) أن نحترم أحدنا الآخر ونتضامن في خدمة الناس المندائيين.

أعزائي
ولكي نخرج من دائرة الحساب الديني والتاريخي لما بعد هذا اليوم. نرى من خلال مؤتمركم هذا تشكيل مجموعة عمل برعاية أحد رجال الدين الأكفاء وعضوية من يرغب من المؤهلين من مثقفي الطائفة من المتهيمنين و المحبين للمندائية بشكل مطلق. تأخذ هذه المجموعة على عاتقها مهمة النظر في تشخيص مواطن الخلل والمشاكل المستعصية في المجتمع المندائي من الناحية الدينية ووضع الحلول التي تحفظ بقاء وديمومة المندائية؛ قوية تستمد قوتها من تعاليم ديننا ونصوصه والتي ترحم من يستحق الرحمة ولا ترحم من لا يستحقّها؛ ومفوضة ومدعومة من الخيرين من أبناء المندائية العظمى؛ سريعة بإتخاذ القرارات وتكون قراراتها علنية؛ لا تفرق بين المندائيين أبداً. وأن يكون شعارها للتعامل مع المندائيين شعاراً مندائياً أصيلاُ:
"طوبى لمن عمل طيباً و ويلُ لمن عمل خبيثاً"

أدعو لكم بالنجاح والتوفيق سيما وبين صفوفكم الكثير من أعلام المندائية الذين أعتز بهم. وسأساند بلا تحفظ ما يصدر من مؤتمركم من مقررات تعزز مكانة المندائيين وتحفظ وحدتهم وتقوي الدارة المندائية...كل الحب
وهيي زكن