رموز الحركة الابداعية التشكيلية المندائية المعاصرة
الفنان حامد عبد الرزاق رويد

تعتبر الفنون التشكيلية بشتى صنوفها عالم واسع ، رائع ، ساحر ، مادته كل شيء في الحياة الطبيعية بكل عنفوانها وجبروتها ورقتها وجمالها والانسان وما يكتنف حياته من مشكلات عالمه الداخلي في اعماقه واغوار نفسه ، كون الاعمال الفنية لها دورها الاساس في تنمية احساس الانسان بالجمال وتهذيب مشاعره والارتقاء به الى المستوى الانساني النبيل و الامثل ، فهو ابتكار للجمال ضمن التناسق والنظام اشبع باللغة الخاصة لكل فنان مُبدع ، فهو مرتبط بالانسان ارتباطاً جدليا منذ فجر حياته ولحد الان .
لذا فان عالم الفن التشكيلي يرتاده دائماً ثلاثة : ( الفنان ببحوثه وكشوفه التي لا تهدأ، والمشاهد المتأمل بذوقه الذي يتابع الفنان ، والناقد الذي يوصل بين الفنان والمشاهد ) . ومن هذه الفنون الجميلة مجال النحت ، ويشمل النحت على الحجر والمعادن والخشب والجص والطين ، ومواده الزجاج والالوان والافران ، ان هذه الفنون الابداعية تمتاز بأساليبها المتنوعة وهي الاسلوب الواقعي ، الاسلوب الابداعي ، والاسلوب التأملي .
ان فناننا القدير حامد عبد الرزاق رويد يمثل احد اركان هذه المدرسة الابداعية الحديثة الممزوجة بالتراث الحضاري القديم ، حيث المزج بين التراث الحضاري وبين الفن الحديث ، امتزج بالفن الرافديني المعطاء الذي يشمل كل مناحي الحياة في الفن القديم مع فن الرسم الانطباعي بالشخصيات والرموز ، ولان النقش يحتاج الى مهارة واسعة وذوق سليم حتى يكتمل الفن ويشتهر فيه ، فهو يعمل بمنتهى الدقة والابداع .
فهو يركز على معالمه ألاثرية في فنون بابل القديمة وكنوزها الاثرية ، وفنه مُطابق لما أحتوت هذه الاماكن من موروثات فنية تستحق الاعجاب والتقدير والثناء .
وهو يتبحر في جميع الفنون ليكتشف لنفسه مبدعا اخر من وسط بيئته الفنية وبجدارة مقنعة استطاع هذا الفنان ان يلفت انتباه المستطلع لفنونه واعماله ، فاعماله اليدوية تطغي على اعمال الالة الميكانيكية ، حيث ينقش بيده ويحفر على المعدن الصلب ولا يهاب الشظايا المتطايرة من هذا المعدن او ذاك بالاضافة الى تزينيه وطلائه وعمل المينا والطلاءات الاخرى وهو اول من ادخل الى العراق فن النقش على الاسلحة النارية والمعادن الصلبة كالفولاذ وغيره ، حيث عمل نماذج حية للقيثارة واسد بابل ومنحوتات اخرى يزخر بها مركزه الذي يوثق فيه معلومات وافيه عن تاريخ هذا الفن الابداعي الجميل .
يعتمد الفنان القدير حامد رويد في فنه هذا على القوة والمتانة في سواعده التي تلاوي الحديد المطاوع والفولاذ في صنع القطعة المنقوشة ، حيث ان اغلبية اعماله تحتاج الى الفن والذوق الرفيع بالاضافة الى الدقة والمتانة التي لا يستطيع غيره ان يصل اليها ، وهذ يدلُ دلالة اكيدة على ذكائه الخارق في اخراج تلك التصاميم والنماذج الفنية المنقوشة او المحفورة على الخشب او المعادن او على الجبس الى الوجود بابهى صورة ، فهو يستطيع رسم الصورة على عين الحيوان ومن خلال مكبرته وعدساته التكبيرية، يستطيع النقش على اصغر منحوته تقع في يده وهو بارع بذلك في منتهى الدقة .
ان هذا الانسان يجب ذكره في التاريخ لعمله المتقن والنزيه ، فمن خلال حنكته في الفن وابداعه نجد عمله يسير نحو العلا ، اما الزخرفة والزينه على القطع الاثرية القديمة والحديثة فهما ملازمان لاعماله الفنية الاخرى ، فهو صاحب مدرسة فنية بفتح دورات تدريبية النقش على المعادن والزخرفة والنحت والفن التشكيلي في مركزه الرافديني ، وقد تخرج على يده العديد من المتدربين على هذا الفن التراثي المتكامل .
نبذة مختصرة عن سيرته الذاتية :
من مواليد 1965 – محافظة ميسان ، متزوج .
بكالوريوس هندسة – جامعة بغداد \ كلية الهندسة ( 1987- 1988 .
* بكالوريوس فنون تشكيلية – جامعة بغداد / كلية الفنون الجميلة ( 2003 – 2004.
* عضو نقابة المهندسين العراقيين .
* عضو نقابة الفنانين العراقيين .
* عضو جمعية التشكيليين العراقيين .
* عضو إتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين العراقيين .
* المدير العام لشركة ميزوبوتاميا للإنتاج والتوزيع الفني .
* اصدر كتابه الموسوم ( نقش الصابئة المندائيون – أسسه ، مبادئه ، كيفية تعلمه ) .
* عرضت اغلب أعماله في معارض عراقية وعربية وعالمية .
* حازت إبداعاته على ثناء كبار الفنانين العراقيين منهم ( الفنان محمد غني حكمت ، الفنان سهيل الهنداوي ، الفنان ليث الترك ، الفنان الراحل صالح القرة غولي ، الفنان الراحل غالب ناهي ، الفنان الراحل محمد صبري ، الناقد عادل كامل ) .
*له ارتباطات اخرى منها ثقافية وفنية واجتماعية .

خاتمة القول : ان الفنان حامد عبد الرزاق رويد من النقاشين الماهرين على معدن الفولاذ والذهب والفضة ، حيث نال اعجاب بلدان العالم التي وصلتها اعماله الفنية فهو مهندس نفط وامتهن هذه المهنة من ابيه منذ ان كان طفلا يانعا ومنذ نعومة اظفاره واتقن هذا الفن اتقاناَ جيدا َ، وهو الان يرأس مركزا للفن الرافديني ( ميزوبوتاميا ) الذي يمتلك فيه شهرته الواسعة وقدرته الفائقة في هذا الفن الواسع الاطراف ، ان لهذا الفنان المبدع باعاً طويلة في زرع ثمرة الخير في فن النحت والزخرفة والنقش والقيام بعمل منحوتات لشخصيات فذة خدمت الطائفة .

المصادر
-الفن التشكيلي ومذاهبه / م. نعيم عربي ساجت / افاق مندائية / عدد /28 / 9 حزيران / من كتاب افاق النقد التشكيلي / عباس الصراف .
- لقاء مع الفنان النقاش حامد عبد الرزاق رويد / افاق مندائية / العدد/ 53 / السنة -17-2012 / حوارات / ثقافة .
- نبذة مختصرة عن سيرته الذاتية من موقع الكروب المندائي .