ردّوا سـَـلاماً، أُلي الألبابِ، يغـنينـا نحـنُ الأباةُ وما مـُـسَّــــت أعَــــالينا
هذي الجراحُ، وقد تشفى، فأجمعها ذكـرى، فكيفَ إذا أنتم أهــــالينا
إن كُنتَ تحسبُهـا، كالريحِ، ماضيةً فليسَ نسيانـُها مِنْ بعضِ ما فينا
إنظــرْ لغربتِـنا والشــَّــتُّ يجــــمعـُنا كالعـِقدِ كنــّـا وصـــفوُ اليـمِّ حادينا
وقــــعُ الطــبالةِ والتصــــفيقِ قبلتــُـنا أمسى كشـَرْعٍ لنا إنْ لمْ يكـُنْ دِينا
والسُّــــفُّ ديدننــــا تنمــــو بغــربتنا ما نالَ منـّـا،كمـا القـربى، أعـادينا
إن كــــــانَ درٌّ بأيدينـــا فعــــادتنا أنّــــا نفـــرِّطُ ما كـــانت بأيديـنـــــا
لا يرتقي المـرءُ في ضـرحٍ توسعُـهُ فاللحــدُ في بَـضـْـعِ أشــبارٍ يؤوينا
والغــَـلظُ عَجـرفةٌ والصُّلبُ يقتـلـــُنا والـرِّقُّ طبــعٌ ولينُ الوطءِ يحـيينا
والطيرُ يعلو وقد فاقت بساطتــُهُ رفَّ الجناحِ فهلْ مِنْ ذاكَ يعنينا؟
والنـّخلُ يفنى ولا يومـاً يقـولُ أنا فاعملْ لخــيرِ غــدٍ يزهو بماضينا
لســــنا نعــاتبُ والأيّــامُ واشـــيةٌ وحَسـْبُنا الذكـرُ في أصداءِ واشينا
إنْ كانَ عَـقـمٌ غـزا ريحانَ ديرتكم فالعطرُ مِنْ خصبـِنا فاحَ الرياحينا
حتى إذا رفرفتْ أطيــــارُ غربتِنــــا فذاكَ عـرسٌ لهــا تشدو أغــــانينا
ولو جمعتَ رذاذَ العــَـذْبِ ننظمهُ شِعراً، لفاضت سيولٌ في نواصينا
فاهنأْ بصمتٍ إذا الأسبابُ واهيةٌ لا الصمتُ لا الردُّ لا الأعذارُ تكفينا
والسُّفُّ والسِّفُّ: حَيَّةٌ تطير في الهواء
والضَّرْحُ والضَّرْجُ، بالحاء والجيم: الشَّقُّ. والضَّرْحُ حَفْرُكَ الضَّرِيحَ للميت