• Default
  • Title
  • Date
  • نعيم عربي ساجت
    المزيد
    في حلمِيَ الـسعـيـدْ عـند فجرِكَ الجديدْيا وطني الـجـميل المستباحْرَأَيتُــكَراعِشـاً .. مُهَشـَّـم
  • يحي غازي الأميري
    المزيد
      لَمْ يذعَنْ وَلَمْ يَنقاد غمَ كُلِّ أعاصِيرِ القَمعِوَ بَشاعة
  • مديح الصادق
    المزيد
    رُحماكَ... يا قاضِي الهَوىفهلْ لنا إلى حيثُ بدأنَاسالمَينِ، كما كُنّا
  • بشار حربي
    المزيد
    سيدتي ربما يكون الطريقُ اليكِ طويلٌ طويلوأنا لستُ من الذين
الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2016

في وداع بغداد

  همام عبدالغني
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

في حزيران 2002 , وأنا استعد لمغادرة العراق , في رحلة طويلة مجهولة المصير , كتبت مودعاً بغداد. وخلال تلك الأيام زارني الصديق العزيز حامد مغشغش , ابو نزار لتوديعي , وخلال توديعي له في باب الدار , قرأتُ له ابيات المقطع الأول, فاغرورقت عيوننا بالدموع ونحن نودع بعضنا .

أبغدادُ ضميني , فإني مغادرُ سأتركُ فيكِ القلبَ والجسمُ سائرُ
أبغدادُ يا أهلي وبيتي وخيمتي ألوذُ بها في غربتي وأُسامرُ
ويا صدرَ أُمي دافئاً وحنانَها يهدِّئُ روعي لو تبدتْ مخاطرُ
لقد أرضعتني الحبَ في كلِ قطرةٍ وإنَّ حليبَ الطاهراتِ لطاهرُ
وأرضعتِني بغدادُ مجداً وعزَّةً وعلمتِني كيفَ الرجالُ تُصابرُ
*****
أبغدادُ يا شريانَ روحي أنلتقي إذا ما سرى ركبي وشطتْ معابرُ ؟
أأحضى بقبرٍ في ثراكِ يضمُني إذا أنكرتني في البِعادِ المقابرُ
أفي العمرِ يا بنتَ الفراتينِ فُسحةٌ وقد شارفَ السبعينَ إني أُغامرُ
ولكنَّ أضلاعي يمزقُها النوى وفي كلِ أرضٍ صارَ مني مسافرُ
تقطعتِ الأوصالُ , ما عدتُ قادراً أُلملمُها مثلَ الشظايا تَطايرُ
*****
سلامٌ على بغدادَ طالَ انتظارُها ولمَّا تزلْ للمنقذينَ تناطرُ
سلامٌ على أرضِ العراقِ ونخلِهِ على الناسِ بينَ الشفرتينِ تُحاصَرُ
سلامٌ على النهرينِ أضحى زُلالُها دموعاً , ولكنَّ الصفيقَ يكابرُ
سلامٌ على الأهوارِ جفَّتْ مياهُها وأُبعِدَ عن مشتاهُ طيرٌ مهاجرُ
سلامٌ على التاريخِ ينزفُ شامخاً وقد مزَّقتْ حتى الغلافَ الخناجرُ
سلامٌ على شمِّ الجبالِ تضرجتْ دماءً , وأضحى كلُ شبرٍ يفاخرُ
سلامٌ على تلك المروجِ وقد غدتْ يباباً , وما عادتْ تلوحُ البيادرُ
سلامٌ على أهلي , وهم كلُ مَنْ مشى برفقٍ على أرضِ العراقِ يحاذرُ
ويعلمُ أنَّ الأرضَ تعرفُ أهلَها وتحفظُهم مهما تجبرَ جائرُ
سلامٌ على نادي التعارفِ زاهياً بأبنائنا قد ضَوعتْهُ الأزاهرُ
بنيناهُ أحجاراً وفكراً وسمعةً فأمسى يثيرُ الفخرَ لو مَرَّ زائرُ
الى هنا توقفت القصيدة , وكنتُ أحسها ناقصة . عدتُ اليها بعد الأحتلال وسقوط الدكتاتورية , وحاولت إكمالها , فلم استطع اضافة شيئٍ عليها , فتركتها . بعد خمس سنوات أي في عام 2007, وبينما كنت أقلِّبُ بعض اوراقي , عثرتُ عليها , فكانت هذه الأبيات .
سألقاكِ يا بغدادُ , مهما تقطعتْ بنا سُبُلُ اللُقيا ودارتْ دوائرُ
سألقاكِ مثلَ الأمسِ موفورةَ الصِبا معطرةَ الخدينِ والنَهدُ نافرُ
تذوبينَ رغمَ العادياتِ صبابةً ففي كلِ عرقٍ من عروقِكِ شاعرُ
ظفائرُكِ الخضراءُ من كلِ نخلةٍ شُعيرةِ خوصً لملمتْها حرائرُ
يضمخُها الطلعُ الجديدُ فتنتشي ويظفرُها القداحُ والعشقُ آسرُ
وعندَ أماسي الصيفِ والوردُ نائمٌ فإنَّ شذى " الشبوي " سحرٌ وساحرُ
" عيونُ المهى " تحكي وإنْ غابَ صوتُها حكاياتِ حُبٍ ما لَهُنَّ أواخرُ
لياليكِ والمسكَوفُ والشطُ والهوى وبلبلُكِ الصداحُ للفجرِ ساهرُ
سألقاكِ يا بغدادُ رغمَ الذي جرى ورغمَ الذي يجري فلليلِ آخرُ
تأنينَ , والنيرانُ تذكي إوارَها مجاميعُ لم تُعرفْ لهنَّ مآثرُ
تقاسَمَكِ الأغرابُ من كلِ مِلَةٍ ففي كلِ شبرٍ رايةٌ وسواترُ
فهذا على اسمِ اللهِ جاءَ مجاهداً ومَنْ لا يرى ما يدعي فهو كافرُ
وأطلقَ سيفَ الحقدِ لا فرقَ عندَهُ رضيعٌ , عجوزٌ , حاملٌ أو مغامرُ
وذاكَ أتى باسمِ التحررِ منشداً وحفارُهُ في باطنِ الأرضِ غائرُ
يمصُّ رحيقَ الأرضِ , والشعبُ جائعٌ تمزقُهُ أشياخُهُ والمنابرُ
تعمَمَ ذئبُ الأمسِ واندَسَ لاطماً وراحَ بثأرِ الأولياءِ يتاجرُ
وكلٌ على ليلاهُ غنى , وما دروا بأنَّ عيونَ الجائعينَ مجامرُ
وإنَّ قلوبَ الناسِ صارتْ مراجلاً تفورُ , وقد يستعجلُ الربحَ تاجرُ
فيغرفَ ما اسطاعتْ اياديهِ هارباً ولكنَّ حكمَ اللهِ والشعبِ حاضرُ

ديترويت 2007

الدخول للتعليق

مسابقة الشعر

بطه عراقيه بغداديه - كريم عوده السليم - 50%
إبعَدِت عن الوطن غَصُب ومشيت - سهام عبد الرزاق زامل - 36.7%
شارع العشا گ - ضياء گعيد حسب - 13.3%

Total votes: 30
The voting for this poll has ended on: تشرين1/أكتوير 15, 2014