بَعدَ أَنْ
نَكَثَ الخَلِيلُ العَهدَ
بلا
أَدْنَى ذَنْبٍ أَو سَبَبٍ مُرتَكب
وَنَفَثَ السُّمَّ الزُّعَافَ
بِوَقَاحَةٍ دُونَ وَجَلٍ
وَ انسَلَّ كالنَشَّالِ وَ رَحَلْ ...
بَاتَ الفُّؤَادُ المطعُونُ
بلَدَغاتِ أَفاعٍ
وَضِيعَةٍ ماكرة؛
شَـــــــــارِدَ الـــــذِّهْنِ
أَسِـــــــيرَ الحِيرَةِ
نَدِيمَ الوَحدَةِ
حَبِيسَ الشَجَن
وَ
جَفَّا العَينين الكَرَى
فَصارَ
الجِسْمُ سَقِيماً
والعقلُ مَذهولاً
مِنْ هَولِ
مُكرِ رَفِيقِ الدَربِ
وَخُبثِ طَعنَةِ خَنجَرِ الغَدرِ
وخِيانةِ المَلحِ بلا خَجَل
وَ مِنْ رُعبِ صَدمةِ
الجحودِ بالودِّ وَ الوَجدِ
فَزِعَتُ وَلَمْ أَجِدْ
مَنْ يُبْعدُ عَنِّي
ذَاكَ الْأَرَق
وَيُعِيدُ لِلجَسَدِ المُسَجَّى
النَّسَمَةَ وَ الألَق ...
فِيمَا صَوَّتٌ بِدَاخِلِيٍّ
يَتَرَدَّدُ قلّ لَهُ وَ اسْتَرِحْ :
إِذْهَبْ
أَيُّهَا المُحتالُ المُخْتالُ المُختَلّ
وَ أَعْلَمْ أَنَّكَ
بِهَذَا الفِعْلِ الدَّنِيءِ الْغَادِرِ
قَدْ قَتَلَتَ فِي ذَاتكَ
الحُبَّ وَالوَفَاءَ وَالوَقَارَ
بِذَاتِ الطَّعْن
وأعلمْ أني قَد ايقَنتُ
إِنَّ وقارَكَ
ما كانَ إلا زَيفاً فِي المُقلِ
إِذْهَبْ
فَقَدْ أَفَاقَ الفُؤادُ مِنْ غَفلَتهِ
وَ تَعَافَى المَكلومُ مِنْ النَّازِلَةِ وَالعِلَلِ
وراحَ يَبرأُ
مِنْ سُمُومِ رُضَابِ القُبَلِ الخَادِعَةُ
وَ سَعِيرِ أَهاتِ الغَرَامِ الزائِفَة
وَ بصَبرٍ وَعَزمٍ
رَتَقَ الجِرَّاحَ النَّازِفَة.
غَادِر أَيُّهَا الغَادِر
وَ أَنْتَ بالخِذْلَانِ مُحَاطٌ
وَ بالخَيْبَةِ وَ اللَّعْنَةِ
وَ بكلِّ الآثَامِ مُحَمَّلٌ
مالمو/ السويد في 28-12- 2017