في سدني
يتحدثون ... يتسامرون
ويضحكون
وأنا الغريبُ بينهم
شاردُ الذهنِ
في غربتي مدفون
يلتفُ حولي ولدي
مرتاحة ٌأنتِ يا أمي
نعم وألفُ نعم
و بسمة ٌ خجلى على شفتي
فكيف لي أن أكون ؟
إنهم يفرحون ويمرحون
وبغير لغتي يرطنون
لا
جدوى لشكوى غريبِ دارٍ
بأمرهِ ... يجهلون
فها هي سدني الجميلةُ بكل ما فيها
كأنني ببغداد و ماضيها
فتلك الأخيلةُ كيف أنساهــا
بغدادُ في القلب ، جلَّ من سماهــا
كيف أنسى تغريدةَ صبحٍ
احتواني بالأمس شذاهــا
وكيف أنسى انشودةَ ليلٍ
غنت الاحلامُ في ظلِ سناهــا
معذورة ٌ... يا أنــا
نجواي ذكرى ماضٍ ذوى
والفكرُ راعيها و ساقيها
هيهات
لطيور الحبِ أن
تحضنني
تخطفني
تحلقَ بروحي العطشى
فوق بغدادَ ... فوق سماهــا
قد سئمتُ غربة
و القلبُ لا يعشقُ سواهــا