ورقة بيضاء
تتطاير عليها الحروف ، فتشكل عالم غريب
لا أعلم من أي ثقب تدخل ؟ ولا من أية زاوية تخرج
أراها تتدحرج تحت عجلات القطار
في المترو المزدحم بالناس
يستقر دخانها فوق رؤوس العامة
فيصفق لها الجميع ، ثم يدار لغط ٌ وصخبٌ فيما بينهم
فيتناسون امرهم منشغلين بسحابة الدخان تلك
وكلٌّ يزيد عليها بما تجود عليه قريحته
لتمسي غولا يسيطر على عقولهم
الجريدة
حين تنأى عن ناظري عيناك
أمزقُ أطراف الجريدة
و قدماي تجوب شوارع الخيال
بحثا عن مهرج يؤنسني
و يسير معي على بساط من النار
أضرمه للتو قلبي
ولكني
خالية الوفاض أعودُ حيثُ كنتُ
وإلى الجريدة الصماء أصبُ جلّ همي
جــدتي
سائحة ٌ أنــا في مدن الذكريات
لا معطفــا أرتدي
ولا حقيبة سفر تشغلُ يدي
وفي شوارع المساء ، تتمشى قدمي
ومع جدتي التي لا تشيخ أبدا ، أشرب قهوتي
تقرأ فنجاني
للمرة الألف
بتفاصيل لا تتغير أبدا
طريق مفتوح ، علامة النصر تتلألأ في الفنجان ، النجاح حليفك
بارعة في قراءة الفنجان
جدتي
! ولكن بالمقلوب