ينشر في فسم ثقافات – الشعر 

مشاكس واللغة العربية 

حييتم صباحاً ومساءً، أخواتي وأخوتي الكرام

كثيراً ما يصفني صديقي الأديب، مديح الصادق، بالمشـاكس، وقد أشار لهذا الوصف عندما نشر قصيدتي " أعلنتها حربا" بعد طفح الكيل من عجمة من يحسبون نفسهم أدباء العصر ومطلع قصيدتي كما تتذكرون

هبّت جمـــوعُ أعـاجـمٍ تتطــــاولُ           ونشـــازُ لســــنٍ في البلاغـةِ عَائـلُ

.... وكانت إجابتي له قصيدة " مشـاكس " التي صغتها بنفس وزن وعروض وقافية " أعلنتها حربا" وفيها أقول

مشـــاكس

أمشـــــــاكسٌ مَنْ للحقيقـةِ قـــــائلُ           أم للشــجاعةِ مِنْ دروبٍ مـائلُ ؟ 

انظــرْ لهم، كــــرُّ وفــرٌّ حــربهــم            لم يأتِنا حيثُ القصيــــــدةِ طائلُ

وتعــــددت أســــبابُهم في عجـــمةٍ            نثـرٌ وحشـــوٌ للفصـــــاحةِ نافلُ

وشربتُ منْ غَلظِ القذى في كأسِهم            ولعــــــلكَم مِنْ نفسِ كأسٍ ناهـلُ

قد ملّني حِــلمٌ وصـبــرٌ، صــاحبي            كيفَ الرجا إن عاثَ عيّاً باقلُ ؟

! إنْ كــانَ في حُرْفِ الطبالةِ مجدهم            فكـــأنها بينَ القدورِ صَلاصِلُ

لا، لســـتُ مَنْ أذِنَ الطلاحَ مخـافةً            أنا مِنْ عَــزيمٍ فيِ الفصيحِ أقاتلُ

ضياء تريكو صكر

حدث هذا قبل أكثر من شهر، وقبل أيام قلائل، بث الأديب همومه بخصوص ظاهرة العجمة التي ابتلي به بعض ممن يدعون فصاحة اللغة العربية، فأساؤوا لنقاوتها أيما إساءة، هذا ما جاء في كلامه  

فأجبته لما يشكيه بقصيدة " إلى لغتي العربية " التي يراها البعض غير صالحة للبشر 

إلى لغتي العربية

ما أبغضَ اللَّكَنَ في ردحِ الصعـاليكِ        أصيحُ رفقـاً، وذاكَ الســــوءُ يُدميكِ

يؤذيـكِ مُــرُّ الصلافى في وقاحـــتهم        كلُّ الفِصاحِ بكت مِنْ بعضِ ما فيكِ

شـــجّواالنقــاءَ بشـَــوبٍ طالَ جلدَتهم         والصفوَ قدْ سرقوا مِن كحلِ عينيكِ

مســــــــــكينةٌ لغتي، الكـُثرُ يكــرَهَكِ        ويلٌ لشــــجوٍ إذا عـُـربٌ تعـــــاديكِ

أســفي على زمنٍ يَمســي الأديبَ لنا         مَنْ يكســرُ الكلمَ في أفعـالِ ماضيكِ

حتى إذا صدّقَ الصعـلوكُ شـــمخرةً         فضفاضةً، راحَ في جَــهرٍ يُناصيكِ

فلتعـذري حرقتي، ما عــدتُ أفهمهم        ولا أرى فارســــاً بالفصــحِ يحميكِ

ضياء تريكو صكر

وقد يفيد التذكير بأن ما وراء السطور ما يجعلني أتحفظ على نشر قصائدي وخاصة لرواد هذا المنتدى... ومع أن قسم منكم يتابع ما أنشره على الفيس بوك وهم أصدقائي هناك، فإني أرحب بمن يود مواصلة قراءة هذه اللغة التي ورثتها من خير فحـول الشعر على الفيس بوك وأعتذر أن تكون هذه القصيدة هي الأخيرة في هذا المنتدى

دمتم بأمان الله وحفظه