رحلتي الى بلاد الرافدين وعراق العرب

مؤلفون مندائيون
133
$10.00
9789953417967
2004
المشاهدات: 5166
تقييم المستخدم: / 6
ضعيفممتاز 

قراءة

كُتب بواسطة سحر ميزر

ترجمة ثائر صالح

صدر لزميلنا عضو اللجنة الاعلامية المندائية الاخ ثائر صالح كتاب ( رحلتي الى بلاد الرافدين وعراق العرب) للكاتب اللبناني الهنغاري ميهاي فضل الله الحداد عقيد الجيش الامبراطوري الملكي . آمر مزرعة تربية الخيول، وهو رحلة شيقة في طبيعة المجتمع العراقي القديم في ضوء الانثروبولوجيا الاجتماعية يصف فيها الكاتب مشاهداته في بلاد وادي الرافدين، حيث يوصف طباع الناس واحوالهم وعلاقاتهم وعقائدهم وطبيعة حياتهم في عامي 1901 و1902 وصدر الكتاب سنة 1904 في بودابيست.

ويجيء هذا الكتاب المهم ليسد فراغا في مكتبتنا العربية عن اوضاع المجتمع العراقي في تلك الفترة التاريخية.

نقدم للقراء الاعزاء المقدمة التي كتبها المترجم وسوف نستعرض الكتاب ونحاور زميلنا ثائر صالح في مقالة خاصة في المستقبل القريب على الموقع :

المقدمة:

عُرف الشعب المجري بحبه للخيل والفروسية منذ القدم، وكان الفرسان المجريون من أشجع وأقوى المقاتلين قبل أكثر من ألف عام. وهم الذين ابتدعوا سلاح الفرسان الخفيف سريع الحركة (هوسار Husz?r ) في مقابل الفارس الأوروبي التقليدي المثقل بالأسلحة والدروع التي تعيق الحركة والمناورة.

لكن لا يوجد فارس من دون فرس، لذلك اهتم المجريون بتربية الخيول. ولهذا اختار الامبراطور النمسوي اسطبلات المجر تحديداً لتكثير وتحسين نسل الخيل. وبين أهم هذه الأماكن تشتهر بلدة بابولنا B?bolna الصغيرة الواقعة غربي العاصمة بودابست على الطريق السريع المؤدي إلى النمسا بتربية الخيول العربية الصحراوية الأصيلة، وبتطوير زراعة الأعلاف وبالذات الذرة الصفراء التي تحولت إلى "صناعة" زراعية في العقود الأخيرة من القرن العشرين.

ورد ذكر هذا التجمع السكني للمرة الأولى في العام 1268، واتخذ اسم عائلة النبلاء الذين امتلكوه: بابوناي. لكن المنطقة أقفرت أثناء الاحتلال العثماني ولم تعد إليها الحياة الا في زمن يوزف الثاني امبراطور النمسا - المجر (1741-1790)، الذي أمر في العام 1789 ببناء اسطبل لتربية الخيول التي يحتاجها الجيش، وأختير قصر ساباري Szap?ry ليكون مركزاً لذلك، وهو قصر شيد في بداية القرن الثامن عشر، ويعد حالياً أقدم مبنى في المدينة.

وعانى القصر من تقلب أحوال الدهر، فقد أمر نابليون بإحراقه مع كل الاسطبلات بعد احتلالها سنة 1809 في أعقاب معركة جور Gy?r ، وذلك انتقاماً من الجيش النمسوي - المجري الذي تمكن من نقل كل الخيول من هذا الموقع إلى مكان آخر أكثر أمناً.

وحلّ كثير من السياسيين والشخصيات المعروفة في القصر منذ ذلك الحين. وفي الأزمنة الحديثة، خلال العهد الاشتراكي، استضاف قادة وسياسيين من حلفاء المجر وقتها مثل الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف.

ولا تزال بابولنا الآن مركزاً مهماً من مراكز تربية الخيول، وتحولت الثكنة العسكرية المجاورة للقصر إلى فندق أفتتحت حوله متاحف للخيول والصيد والعربات. وجرى التركيز في الفترات الأخيرة على السياحة، فأصبحت المنطقة مقصداً لمحبي الخيول، ومركزاً للمؤتمرات العالمية عن الفروسية، اذ يعقد مؤتمر عالمي كل سنتين في نهاية أيار أو بداية حزيران. وينظم في بابولنا سباق عالمي لقفز الخيول في 20 آب من كل عام.

في البداية جرى تكثير خيول من سلالات اسبانية وترانسلفانية ومولدافية، وتقرر في العام 1816 تربية الخيول العربية والشرقية فقط. جاء هذا القرار بالعكس من التوجه الأوروبي العام لإعتماد الخيول الأنكليزية بعد تفوقها على الخيول العربية والإسبانية التي استعملها الفرنسيون في حروب نابوليون. بهذا أصبحت المجر عامة وبابولنا بالخصوص أحد أهم مراكز تربية الخيول العربية الأصيلة في أوروبا. ولهذا الغرض أرسل الجيش النمسوي إلى بلاد الشام والعراق العديد من البعثات لشراء أفضل الخيول. وحصلت الاسطبلات في العام 1836 على حصان من سورية اسمه شاجيا Shagya تميز بخصائص الجمال والذكاء والقوة، فأصبح نقطة انطلاق لسلالة اشتهرت على صعيد عالمي باسم حصان شاجيا العربي أو جواد بابولنا العربي.

ورغم الاقتصار حالياً على تربية سلالة حصان شاجيا، فان بابولنا أنجبت كذلك خيولاً عربية أصيلة وشهيرة من نسل كحيلان وغزال وعبيان وصقلاوي وغيرها. وفاز كثير من خيول بابولنا بالجوائز الاولى في السباقات العالمية مثل معرض باريس الدولي سنة 1900.

ويستمر الجهد الدؤوب لتربية خيول نبيلة إلى يومنا هذا، ولم يتراجع عدد الخيول حتى بعد التغيرات السياسية في 1989-1990 كما حصل مع الثروة الحيوانية عموماً في المجر. ففي 1989 كان عدد الخيول 74 ألفاً ارتفع في 1995 إلى 87 ألفاً. ويذكر أن عدد الخيول في أراضي الامبراطورية النمسوية-المجرية بلغ مليوني جواد في نهاية القرن التاسع عشر، وكانت تسيطر على صناعة تنسيل الخيول في أوروبا.

كانت بعثة الفارس رودولف فون برودرمان Rudolf Ritter von Brudermann (1810-1889) من أشهر البعثات، وقد وصلت بيروت في تشرين الاول 1856، وتجولت في لبنان وسورية وفلسطين لشراء أفضل الخيول. وبرودرمان هو ضابط نمسوي وصل رتبة لواء أصبح آمراً على بابولنا لفترة قصيرة بعد عودته في 1857 حيث نظّم زراعة الأعلاف للخيول بشكل صحيح وأصلح من مناطق الرعي. ونعرف الكثير عن هذه البعثة من خلال كتاب ألفه أحد أعضائها وهو أدوارد فون لُفلَر Eduard von L?ffler الذي صدر في العام 1860، فقد دون فيه أخبار البعثة والكثير من المعلومات عن البدو وعاداتهم وطرق تربيتهم الخيول. وحسب وثائق البعثة، كانت المهرة "حمدانية" أول ما اقتنته من قبيلة بني شاكر، وفي غزة وجنين اقتنت المزيد، وتجولت في مضارب ولد علي وعنزة وغيرهما من القبائل البدوية المهتمة بتربية الخيول العربية الأصيلة.

أما بعثة ميهاي [ميخائيل] فضل الله الحداد في العامين 1901-1902 فقد تميزت عن سابقاتها بتوغلها عميقاً في بلاد العرب (العراق) وجلبها لعدد من الخيول الممتازة. وألف فضل الله هذا الكتاب الذي صدر في بودابست العام 1904 عن البعثة تلك، وفيه وصف لأحوال بلاد الشام والعراق آنذاك. وقد وصلت البعثة إلى تخوم الصحراء عند مدينة النجف، وجالت في ريف ما بين دجلة والفرات (المناطق الواقعة بين الديوانية والكوت) فاشترت خيولاً من قبائل شمّر وأقامت في بغداد فترة من الزمن. وقد سافر فضل الله الحداد قبل ذلك مرات عدة إلى الشرق الأوسط لجلب المزيد من الخيول، وأثبتت معرفته اللغة والعادات المحلية فائدة كبيرة لا تقل عن فائدة خبرته العميقة في تربية الخيول.

عانت بابولنا ومحطة تربية الخيول فيها كثيراً من الحروب، إذ علاوة على إحراقها من قبل نابليون وتأثرها بسبب الثورة التحررية التي قام بها المجريون في 1848-1849 للتحرر من النير النمسوي، جلبت الحرب العالمية الأولى وما تلاها من سنوات مضطربة إبان ثورة 1919 الإشتراكية والحرب التي تلتها وإحتلال الجيوش الأجنبية للمجر للقضاء على الثورة الكثير من المصاعب وقلصت من قوام خيولها (على سبيل المثال أخذ الجيش الروماني الذي ساهم في القضاء على ثورة 1919 الحصان صقلاوي بغدادي الذي جلبه فضل الله معه من بغداد). وتمكن الجنرال تيبور بتكو-سانتنر Pettk?-Szandtner Tibor من إعادة بناء المركز وأحيائه خلال سنوات بعد أن أصبح آمراً هناك بين 1932 - 1942، قبل أن تأتي الحرب العالمية الثانية بدمارها الشديد. وقد استعادت بابولنا بعض خيولها في 1948، غير أن الزمن الذهبي لبابولنا كان قد انقضى. ومن الجدير بالذكر أن تيبور بتكو-سانتنر شخصية معروفة في الدول العربية، فقد أدار الجنرال سانتنر الإسطبلات الملكية في مصر بعد الحرب العالمية الثانية، وهو الذي نقل الخيول النجدية إلى القاهرة وحافظ عليها وكثّرها في الزهراء، فأصبحت تعرف بنوع الأصيل. بعد ذلك غادر الجنرال بتكو-سانتنر مصر ليقضي أعوامه الأخيرة في السويد، بعد أن حصل على شهرة عالمية بعد أن ارتبط تطوير العربات التي تجرها الخيول وسباقاتها بإسمه.

وتلخص المتاحف التي أُقيمت في بابولنا هذا التأريخ الحافل، وتتحدث عن الجهد الكبير الذي بذل في تربية وتكثير الخيول العربية الأصيلة. ونجد في متحف الخيول الجوائز التي فازت بها أشهر خيول بابولنا، والوثائق والكتب المتعلقة بتربية الخيول، وصوراً أصلية قديمة للخيول التي جلبت من البلاد العربية، والهيكل العظمي لـ "امبريال" أحد أشهر الخيول. وخصصت قطعة من الأرض مقبرة للخيول، وتحولت إلى حديقة تذكارية يزورها السواح من جميع أنحاء العالم، وهي موقع لا نجد له مثيلاً في أوروبا.

ميهاي فضل الله الحداد

ولد ميهاي (ميخائيل) فضل الله الحداد في دمشق بسوريا في 29 أيلول 1841 بحسب معطيات سجل فضل الله في الجيش النمسوي المجري المرقم 16777، والمحفوظ بين وثائق متحف التاريخ العسكري في بودابست. لكن من غير المعروف أن ولادته كانت في لبنان، في قضاء بيت شباب تحديداً حيث سكنت عائلته. جاء ميهاي فضل الله الحداد إلى المجر مع بعثة رودولف برودرمان في سنة 1857، وتذكر بعض المصادر أنه تعلق بحصانٍ باعه أبوه للبعثة ولم يشأ مفارقته. لكن الحقيقة أنه كان يتيماً يعمل لدى القنصل الإيطالي في دمشق لتسديد الديون التي كانت في رقبة عائلته الفقيرةً التي عملت بإنتاج الحرير، وهناك التقى به برودرمان وعرض عليه أن يأخذه معه إلى المجر فوافق. وسرعان ما حظى بمحبة الجنود والضباط في الجيش النمسوي المجري. وتروى قصة مثيرة عن لقائه بإمبراطور النمسا المجر فرانس يوزف. تبدأ القصة بحصوله على سيف كهدية من بعض الضباط افتخر به كثيراً. وفي 28 تموز 1857 زار الإمبراطور فرانس يوزف بابولنا ليطلع على نتائج بعثة برودرمان ويتفقد الخيول العربية الأصيلة التي جلبتها من الشرق. ورأى الإمبراطور الفتى العربي فضل الله واقفاً إلى جانب فرسة عربية، فتعجب له واقترب منه ليسأله من هو ومن أين أتى، ولمس السيف، فما كان من فضل الله أن ضربه على كفه محتجاً: كيف يجرأ ويمس سيفه وهو شرفه، فشحبت وجوه حاشية أمبراطور أقوى دولة في وسط أوروبا، ألا أن الإمبراطور ابتسم وأعجب بالفتى اللبناني وأمر بتعليمه. لا أحد يعرف مقدار الحقيقة في هذه الرواية، غير أنها رواية اشتهرت كثيراً.

دخل فضل الله المدرسة العسكرية بتشجيع ودعم من برودرمان، وتخرج منها وتعلم اللغة المجرية بشكل ممتاز تشهد عليه لغة الكتاب، لكنه حافظ على لغته الأم وحبه لوطنه الأول لبنان ومحبته للعرب عموماً، ويتجلى ذلك في العديد من مواقع الكتاب. قام بعدة رحلات إلى الشرق الأوسط وتركيا لشراء الخيول تحدث عنها باقتضاب في مقدمة كتابه. وقد زار لبنان وقريته بيت شباب خلال هذه الرحلات، والتقى بأقاربه. وقد عثرت بين صور بعثة 1901-1902 على العديد من الصور التي التقطت له مع أقاربه في بيت شباب، منها صورة لأربعة من أعمامه، وهم زندي [؟ Zenedius ] ومرقس ويوسف وأبراهيم، وهناك صور أخرى مع أقاربه نقولا وميشيل وإيلي وداود من عائلة حايك [؟] Haig ، وحايك هم أخوال فضل الله الحداد.

ابتدأ فضل الله في الخدمة العسكرية في 26 أيلول 1857، أي بعد قرابة شهرين من زيارة الأمبراطور لبابولنا، وخدم في العديد من مزارع واسطبلات تربية الخيول في المجر، وتنقل بين بابولنا (1857-1870) ومزوهَجَش (1871-1874) وسَيْكَشفَهيرفار (1874-1883) ثم دَبْرَتْسَن (1886-1899) قبل أن يعين في العام 1899 آمراً في بابولنا، وهي أهمها، إلى أن تقاعد في 1 حزيران 1913 برتبة لواء بعد أن خدم قرابة 56 سنة في الجيش النمسوي المجري. أصبح فضل الله معلماً من معالم تربية الخيول في المجر، ويعود له الفضل في تحول بابولنا إلى واحدة من أهم مراكز تكثير الخيول العربية الهجينة والأصيلة في أوروبا. توفي فضل الله في بابولنا سنة 1924 وهو في الثالثة والثمانين ودفن فيها، ولا يزال قبره هناك.

الكتاب والترجمة

كتب فضل الله الكتاب بلغة مجرية جميلة وبسيطة تنم عن معرفة تامة لهذه اللغة الصعبة التي تعلمها في صباه. فهو يكتب كأي مجري متعلم في تلك الفترة من أوائل القرن العشرين. زيادة على ذلك نلمس عنده ميلاً إلى الكتابة الأدبية ونجد صياغات جميلة في الكثير من مواقع الكتاب، قدم لنا فيها صوراً أدبية بديعة عن جمال لبنان أو ريف الفرات الأوسط مثلاً. ونعجب عند قراءة الكتاب لسعة إطلاع فضل الله وثقافته العامة ومعرفته لتأريخ الأقدمين والتراث الأوروبي والشرقي على حد سواء. وفوق ذلك لا يخلو الكتاب من الظرافة والتعليقات المليحة الذكية.

وتتميز آراؤه عن البدو وطريقة تفكيرهم بالكثير من الأصالة والخبرة العميقة وفهم النفسية البدوية والعربية عموماً. وتجلى ذلك في الحديث عن خبرته الغنية في أسلوب التعامل معهم. كما اهتم بشرح أحوال المسيحيين الموارنة في لبنان – وفضل الله من الروم الكاثوليك بحسب سجله في الجيش – وبالدروز، ويعتبر الطائفتين من نسل الفينيقيين القدماء.

ويتميز الكتاب بموضوعيته، وقد عرض فضل الله علينا صورة واقعية لحال هذا الجزء من المشرق العربي في بداية القرن العشرين دون تزويق أو تجميل. وقد أعجبته مناظر كثيرة دوّن انطباعاته عنها، مثلما دوّن انطباعاته عن مناظر أخرى لم تعجبه. وكتاب فضل الله من الكتب المشوقة التي تجعل المرء ينكب على قراءتها في جلسة واحدة حتى لو امتدت القراءة الممتعة حتى الصباح.

اصطدمت عند ترجمتي لهذا الكتاب الممتع بعقبة غير متوقعة، فقد سبب لي التشوش في كتابة الأسماء العربية بالحروف اللاتينية مصاعب جمة. ومرد ذلك إلى أسباب ثلاثة برأيي، أولها خلط فضل الله بين النظام الكتابي المجري والألماني، فتارة يستعمل حرف sz المجري، وتارة أُخرى حرف s الألماني للدلالة على حرف السين العربي، بالمقابل يستعمل حرف s في الأبجدية المجرية لكتابة حرف الشين الذي يكتب بالألمانية sch (وهو يستعمل أحياناً sh الإنكليزية للدلالة على نفس الصوت!) فيأتي التشوش مضاعفاً عندئذ، خاصة عند كتابته أسماء الخيول التي غالباً ما كتبها بالحرف الألماني، دون أن ينبذ تماماً استعمال الحروف المجرية.

السبب الثاني هو استعماله لعدة أشكال كتابية عند الإشارة إلى أسم واحد، فقد ورد مثلاً اسم نسل صقلاوي بعدة صيغ، منها Siglavy و Seklavy . ويتكرر الأمر عند كتابته بعض الأسماء والمناطق والمدن العربية أيضاً. ويعود هذا الخلل جزئياً إلى عدم وجود نظام معتمد لكتابة الأسماء الأجنبية باللغة المجرية آنئذ كما هو الحال الآن، فقد جرى الإتفاق في أكاديمية العلوم المجرية على كيفية كتابة الأسماء والكلمات العربية بالحرف المجري.

أما السبب الثالث فهو يعود إلى قدرات فضل الله في فهم الأسماء العربية، خاصة في اللهجة العراقية ولهجة حوض الفرات والبادية الشامية القريبة من اللهجة العراقية الغريبة على الإذن اللبنانية. لكن كتابة الأسماء بشكل مشوه حدث أحياناً حتى مع أسماء البلدات اللبنانية مثل المعلقة قرب زحلة التي كتبها Malakka ، أو البلدات الشامية (ولهجة الشام قريبة إلى اللهجة اللبنانية كما نعلم) مثل القطيفة التي كتبها بشكل Teiffa . علاوة على كل ذلك حصلت بعض الأخطاء المطبعية التي عقدت الأمر أكثر فأكثر. وقد أجتهدت في فك طلاسم هذه الأسماء وأسماء القرى والمدن، وقد أكون وفقت في بعضها، لكني عجزت عن فك رموز البعض الآخر وتشخيص أسمائها. وقد استفدت من تعليقات الملازم أول جولا هالاتشي عضو البعثة الذي قام بتصوير الكثير من محطاتها، والتي عثرت عليها كاملة محفوظة في أرشيف صور المتحف الزراعي في بودابست، إذ وضحت تعليقاته على الصور بعض النقاط الغامضة الواردة في كتاب فضل الله فيما يتعلق بأسماء بعض المواقع.

أضفت خلال قيامي بترجمة الأسطر التي قدرت أنها في حاجة إلى توضيح أكثر هوامشاً تحوي بعض التعليقات والشروح، خاصة فيما يتعلق بأحوال وخصوصيات المجر التي لا يعرف عنها القارئ العربي كثيراً، أو تلك التي اعتبرت آراء فضل الله فيها غير دقيقة أو تحتاج إلى بعض الإفاضة أو التأكيد.

لعل ترجمة هذا الكتاب المثير القيم إلى اللغة العربية ونشره هو أفضل إحتفاء بالذكرى المئوية لصدوره، وهو تذكير بقيمة ودور وأهمية ميهاي فضل الله الحداد في تأريخ تربية الخيول في المجر، ووقفة إجلال لهذه الشخصية الجديرة بالإعجاب. ولعل القاريء العربي المشرقي، اللبناني والسوري والعراقي، يجد في كتاب فضل الله متعة كبيرة، ولربما يفاجأ البعض منهم عندما يقرأ أخباراً عن أجداده مثل ترجمان فضل الله سليم درعوني المسيحي الماروني أو ملحم [فلهم؟] الدرزي الذي نجا من الجدري، أو الشيخ نايف شيخ شمر، أو عبد الله أغا الشمري العجوز الكريم


أضف تعليق


كود امني
تحديث

كتب جديدة