التغيرات السياسية التي شهدها العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في 9/4/2003، انعكست ايضا على بنية المجتمع العراقي، فطفت على السطح المسميات الاثنية دينية او مذهبية كانت ام قومية، فراح كل يتحدث عن ايديولوجيته ويسوق لها ، لابل ان الاهتمام انصب على تفعيل مسالة ترسيخ الفكرة المتبناة لهذه الجماعة او تلك لدى اتباعها بشكل او باخر حفاظا على كيانها، وفي ظل هذه التطورات وجدت الاقليات الدينية في العراق نفسها امام تحد جديد الا وهو قضية تثبيت الوجود وصد الفكر المتطرف المتنامي في العراق والمنطقة الرافض للاخر، ذلك التحدي دفع المسيحيين والصابئة المندائيين والازيديين الى جانب تحركهم السياسي للمطالبة بحقوقهم الشرعية الى تكثيف الفعاليات الثقافية ونشر الكتب والاصدارات التعريفية والتثقيفية والبرامجية التي تستند في جلها الى عرض ما لديها من فكرة تتعلق بالدين والعادات والتقاليد من اجل الاسهام في تثقيف المجتمع الوليد، هذا فضلا عن وجود رغبة لدى القراء في الاستزادة بالمعلومات عن الديانات السماوية في العراق لاسيما ديانة الصابئة المندائيين ومحاولة الخوض في مفاصلها.
ومن هذه الاطر جاءت فكرة تاليف كتاب ( يحيى يوحنا-يهيا يهانا- بن زكريا اخر انبياء الصابئة المندائيين ) الذي ينتسب اليه الصابئة المندائيون، وهو محيي شريعة التوحيد الاولى التي تقوم على طقس التعميد الذي لايزال اتباع هذه الديانة يمارسونه الى يومنا هذا .
وهنا نود ان نشير الى صعوبة الخوض في حياة هذه الشخصية الانسانية الرفيعة لقلة المصادر المندائية التي تعطي بالدقة التاريخية التي يتوخاها الباحث لما تتميز به الكتب الدينية المندائية من التركيز على الجوانب الروحية والفكرية والاصلاحية والطقسية اكثر منه للجانب التاريخي، هذا مادفعنا الى عرض ما توفر لدينا من معلومات حول حدث معين وان وجدت فيه وجهات نظر متعددة، لنترك الموضوع للمتخصصين في مجال التاريخ ليدلوا بدلائهم فيه .

رائد حسون بقال