الجمعة, 22 شباط/فبراير 2013

وثيقة العمل المندائي للمؤتمر السادس لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر

  اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر

" معاً من أجل ديمومة المسيرة المندائية "

مقدمة

تعد المرحلة الراهنة بتحدياتها المتعددة للمندائيين وبالتالي للمندائية كديانة ووجود ، من أخطر المراحل التي مرت بها في تأريخها ، ويرجع ذلك لحجم وطبيعة هذه التحديات، فمن حيث الحجم فإن الكيان المندائي بأجمعه قد تعرض لتهديدات أدت إلى إختلال كيانه وتغير بنية وجوده ، على أثر نزوح أبنائه من العراق وإيران، ومعاناة القسم المتبقي منهم من عدم وضوح صورة مستقبل الوجود ، رغم الرغبة بالبقاء والأمل بالإستقرار، أما من حيث طبيعة هذه التحديات فهي دينية عقائدية ،أمنية ، ثقافية ، إجتماعية ، وإذا ما قسنا إمكانيات كيان الصابئة المندائيين من حيث المسؤولية التنظيمية والإمكانيات المادية، نجدها لا تتناسب أبدا مع حجم و طبيعة هذه التحديات، ناهيك عن التوزع الكبير للمندائيين على عدد من دول الشتات الذي وصل إلى أكثر من 20 بلدا وفي جميع القارات.
إن مثل هذه الحال يضع أي مؤسسة تقدم على العمل والخدمة في الكيان المندائي ، أمام صعوبات كثيرة وكبيرة، وقد تفشل ، إذا لم يسع الجميع للتعاون والصبر والعمل على أساس مندائي خالص ،غير متأثر باي نزعة ولا مستهدف لأي غرض سوى ما يجمع شمل المندائيين في المهجر ويحافظ على مندائيتهم ،ويلمس بشكل ملحوظ حرص المندائيين على متابعة شأنهم ، تأسيسا على قدراتهم المعهودة ونجاحاتهم التي سجلت في تأسيس تنظيماتهم رغم حداثة عهدهم بذلك، إلا أن النجاحات التي سجلوها صارت وراء سعي التجمعات المندائية في الدول ومدنها إلى تأسيس الجمعيات المندائية والنوادي والمنابر الثقافية، وهذا ما شكل القاعدة العريضة لتأسيس إتحاد الجمعيات المندائية الذي ظهر كحاجة موضوعية فرضتها ظروف الهجرة المشتتة ، اذ خطى خطوات كبيرة وثابتة في تنظيم العمل المندائي في دول المهجر، وعمل على تقديم الكثير من الإنجازات ،حتى أصبحت المؤسسة المندائية المؤهلة بحق لتحمل مسؤولية أساسية في الوجود المندائي ومستقبله.
لقد دأب الإتحاد على إقامة مؤتمراته التنظيمية حسب نظامه الداخلي، وكان المؤتمر الخامس الذي عقد في السويد/ ستوكهولم 1-4 تموز 2009 من أنجح المؤتمرات وأوسعها مشاركة مندائية ومسؤولية في الأمل والعمل، وعلى أثر ما أقره في وثيقة عمله ، قام باعتماد مكتب سكرتاريته وتوزيع أعماله وتشكيل لجانه ومتابعة النشاطات على مدى ثلاث سنوات التي مضت ، ليعرضها على المؤتمر السادس ، الذي يحتضنه المندائيون في هولندا و يحضى بمشاركة واسعة ومسؤولة متميزة ،وفي ذلك اشارة لأهميته ، كونه يأتي في ظل الظروف المعقدة والصعبة التي تمر بها المندائية في الوطن الأم وفي بلدان الشتات، وتأكيدا على الترابط المصيري بينهما، لهذه الأسباب نرى من الضروريان يكون له في وثيقة العمل المقدمة، برنامج عمل للدورة القادمة التي تزداد فيها الخبرة والإنفتاح في التعامل بين المندائيين أنفسهم، وبينهم وبين جميع (اتباع )الأديان الأخرى والمنظمات الدولية والإنسانية والأكاديمية والثقافية ، من التي يمكن أن تسند كيان المندائيين وتحافظ معهم على إرثهم وحقوقهم المدنية وأصولهم في الوطن الأم الأصيل العراق وإيران، و تدعم ايضا ما ينبني على إضطرارهم للهجرة قسرا ، من إستحقاقات قانونية معهودة ، وعلى هذا الأساس فإن الإتحاد في وثيقة العمل الراهنة يستمر في تبني ما قدمه في وثيقته للمؤتمر الخامس، ويجد أن أولوياته ماتزال قائمة ، في ضرورة رعاية جميع المندائيين الذين اضطروا للفرار والنزوح من العراق وإيران، وتأمين حمايتهم في بلدان النزوح والسعي بكل السبل لإيصالهم إلى بلدان آمنة.

أولا: مساحات عمل الإتحاد

1_ في بلدان المهجر

إن الظروف الخطيرة والسريعة التي مرت بكل من العراق وإيران قد أجبرت الصابئة المندائيين على الفرار والنزوح، وقد أدى ذلك إلى أن يتوزعوا بدون هدى على بلدان عديدة ، مما جعل مساحة وطبيعة عمل الإتحاد كمؤسسة معنية بالصابئة المندائيين في بلدان المهجر، لأن ترعى جميع المندائيين الموجودين في هذه البلدان مهما كان عددهم. إن الإتحاد يثبت أن هذا النزوح ما كان ليكون بهذا الحجم الكبير وبهذه الطريقة الصعبة وهذا التوزع غير المسؤول ، الذي تظهر نتائجه في تهديد كيان المندائيين عامة ، لولا الأحداث التي مرت بالعراق وإيران وتعثر المسؤولية في تقديم ماهو مطلوب من اجل الحماية وإيقاف اعمال القتل والسرقة والرعب والأختطاف باسباب فتاوى الجماعات المتعصبة التي روعت جميع العراقيين وذهب من تأثيرها العديد من المندائيين ممّن قتل منهم وممّن سرق و خطف للأبتزاز المادي ، ومع أن الدستور العراقي قد كفل حقوق الأقليات الدينية ومنهم المندائيين في مواده ، والنجاح في اعتماد ممثل للصابئة المندائيين في مجلس النواب العراقي، وممثلا في مجلس محافظة بغداد وسفيرا في الخارجية ، لكن هذا الأمر مازال وظيفيا ، ولم يرقَ إلى تحقيق الطموحات المندائية تأسيسا على إستحقاقاتهم، كما أنه لم يوقف النزوح من العراق بأسباب التهديد الدائم لهم من قبل القوى السلفية الارهابية، وكان من نتيجة هذا النزوح الكبير والخطير أن يتهدد كيان المندائيين لأنهم صاروا موزعين على عدد كبير من بلدان الشتات فهم اليوم يتوزعون على أستراليا، السويد، الولايات المتحدة الأمريكية، هولندا، سوريا، ألمانيا، الدنمارك، كندا، إنكلترا، نيوزلندا، النرويج، فلندا، الأردن، الأمارات العربية، بلجيكا، فرنسا، بولونيا، رومانيا، الجيك، إيطاليا، النمسا، أسبانيا وغيرها ،كما يثبت الإتحاد هذا التوزع الواسع وغير المدروس يعود إلى جملة أسباب أبرزها
أ- ليس اللاجىء مخيراً في البلد الذي سوف يصله ويقيم فيه، وقد قاد ذلك إلى إعتماد المتاح وما يمكن الوصول إليه لأن العملية لم تكن هجرة نظامية أو برعاية دولية لكيان الصابئة المندائيين .
ب-الاستقرار من أجل كسب الرزق او التحرك الى أماكن أخرى ، طلبا للحرية، أو للدراسه أو أسباب اخرى .
ت- تشتت الأسر اللاجئة في اكثر من مدينة ضمن البلد الواحد بأسباب ،انظمة وقوانين توزيع اللاجئين في تلك البلدان.
ث- الجهل بقوانين وأعراف بلدان اللجوء.
ج- السريه والتكتم في عملية اللجوء التي صاحبت فترة الحكم الديكتاتوري السابق وعدم تفهم المجتمع الدولي او تقبله لفكرة تجميعهم في مكان .
ح- رفض واهمال الجهات الدوليه لطروحاتنا بجمع المندائيين في بلد واحد وبالمقابل رفضت رئاسة الطائفة واتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر رفضا قاطعا وباتا ، فكرة تهجير الصابئة المندائيين كمجموعة عرقية من العراق، بل اعتبرت ان قرارالهجرة او البقاء في وطن الأباء والأجداد وعلى الرغم انها تدعم الأخير ، الا انها ترى ،ان هذه القضية برمتها هي قضية شخصية بحته.
أما نتائج هذا الوضع الخطير، فقد برزت في تشرذم المندائيين على قلتهم في عدد كبير من البلدان التي اشرنا لها بما يضعف كيانهم ويبدد طاقاتهم ويزيد في صعوبات تنظيم وجودهم والمحافظة عليهم وتوظيف إمكاناتهم في الميادين المطلوبة دينيا وإجتماعيا وثقافيا ،كما برز واقع الإندماج مع ثقافة البلدان الجديدة بين الشباب مما أدى إلى الشعور بالإنتماء إليها والتمايز بها حتى صرنا نسمع عن مندائيي أستراليا ومندائي أمريكا والسويد وهكذا كلما طالت مدة البقاء على هذا الحال ، كلما تعززت هذه الإنتماءات وفرضت خصوصيتها على حساب كيان المندائيين العام كونه من منشأ واحد ومن وطن واحد وبايمان وثقافة واحدة، ويزيد في ذلك تنوع لغات البلدان التي صار يعيش فيها المندائيون وعدم إشتراك الجميع بلغة واحدة، بحيث أن الصابئي المندائي الذي يعيش في ألمانيا غير قادر على التواصل مع أخيه الذي يعيش في أمريكا باسباب اللغة، وانعكس هذا الامر بخلق صعوبات تتزايد يوما بعد اخر، في أمكانية التزاوج وتشكيل الأسر المندائية الجديدة التي يمكن أن تعمل على ديمومة المندائية وازدهارها، وفي هذا الخصوص فإن الإتحاد يثبت، بأن عليه العمل بكل السبل التي يمكن أن تجمع شمل المندائيين ، والحال هذه يتوجب عليه وعلى المندائيين جميعا الاستمرار اولا ، في طرق أبواب الدول الكبرى والمنظمات الدولية والإنسانية لشرح وبيان مأساة المندائيين ومصيرهم المهدد بالزوال على مدى جيلين أو ثلاثة، في حال لم تمد الجهات الدولية يد المساعدة والعون ولم تضع برنامجا لجمع شملهم ورعايته، وبذلك فان اتحاد الجمعيات المندائية يثبت للتأريخ وللاجيال القادمة ، مسعاه الجاد في تشخيص هذا الوضع ومتابعته، وثانيا هو يدعو المندائيين لوضع التجمع في اماكن قليلة، كاولوية لهم من الان و في المستقبل عند عزومهم الانتقال.

2 - التعاون مع المندائيين في الوطن الأم

لا يعمل الإتحاد بشكل منفرد أو منفصل عن الإمتداد الأساسي للصابئة المندائيين في وَطنـَي وجودهم الأصيل العراق وإيران، فالمعهود أن المندائيين إمتداد واحد، قائم بكلابعاده التأريخية واللغوية والتراثية بما يديم الإشارة إلى أن أصل الصابئة المندائيين أينما كانوا هو بلاد ما بين النهرين، ومن أجل هذا فإن الإتحاد يسعى وبشكل قوي ودائم لإدامة العلاقة مع كيان الصابئة المندائيين في العراق وإيران كونهما العمق الأساسي للوجود المندائي، ويجد أن مسؤوليته تتكامل في التعاون المشترك معهما من أجل الحفاظ على هذا الوجود وتحقيق كل ما يمكن له، وبخاصة في أمنه وسلامة وجوده وكرامة الأبناء على قدر المساواة مع أبناء الشعب في هذين البلدين، وأن يناضل مع التنظيمات المندائية الموجودة فيهما لغرض تحقيق المكاسب المشروعة للصابئة المندائيين دستوريا وقانونيا، وهو يؤكد دوما في سياسته وفي جميع ادبياته على التعاون المستمر لأبقاء جسور التواصل ثابتة وقوية ، ممدودة بين المندائيين في الوطن الأم والموجودين في بلدان المهجر ، من خلال تنشيط ودعم مؤسساتنا وتجمعاتنا في الداخل مع الإتحاد ، كما يدعم اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر مواقف القيادة الدينية في العراق وعلى رأسها رئيس الطائفة والقيادة المدنية لمجلسي العموم والشؤون العام ، وكل المؤسسات والروابط التابعة لهم ويثمن كل الجهود المرموقة التي يقومون بها من أجل الحفاظ على الجذور والاصول والهوية المندائية داخل العراق، كما نعتبر هذه المؤسسات هي الممثل الشرعي الحقيقي للطائفة المندائية، ويدعم الاتحاد في الوقت نفسه التشكيلات التنظيمية المندائية القائمة في إيران والتي تعمل على رعاية الوجود المندائي وتنظيم أمره والمطالبة بحقوقه،وبالمقابل فإن للإتحاد كامل الحق في أن يتلقى الدعم من قبل الكيان المندائي في هذين البلدين، في كل ما يتعلق بأنشطته ومشاريعه المتنوعة الرامية إلى التحرك على مستوى قيادة المندائيين في بلدان المهجر.

3 - التعاون مع رجال الدين

المندائية عقيدة دينية، وعلى هذا فإن من اهم الروابط المشتركة بين المندائيين هو رابط الدين الذي قوّم كيانهم وميزهم، ومع أن المندائيين منفتحون ومتعايشون مع مجتمعاتهم والمجتمعات التي صاروا يعيشون فيها اليوم وبكل أنواع الثقافات، إلا أنهم يدركون بأن الخصوصية الدينية هي وراء وجود كيانهم، وإن أنفراط عقد الدين سيؤدي إلى إنفراط عقدهم، وبالمقابل فإن الإتحاد يدرك تماما التحديات التي تواجهها الأديان الصغيرة عامة والدين المندائي بشكل خاص في بلدان المهجر وفي هذا العصر بالذات وما يحمله المستقبل القادم من مخاطر حقيقية.
أن المسؤولية في حفظ الكيان لكي يبقي الدين قائما ، توجب تدارس التحديات والصعوبات التي نواجهها جميعا في هذا الموضوع الحساس، وعلى هذا الأساس ، فإن الإتحاد كمؤسسة مندائية حقوقية مدنية معني تماما بالمحافظة على الكيان المندائي الذي يتدين بالديانة المندائية، وأن رجال الدين و العارفين والباحثين هم الموكلين بأمر الدين، الذين يجب أن يبحثوا في السبل الميسرة لديمومته من خلال حرصهم على أبنائه مثلما يطلب من الأبناء حرصهم على الدين، وأن على الإتحاد أن يرعى رجال الدين مثلما عليهم رعايته ليكونوا القدوة الحسنة في التماسك والتواصل، وهذا يعني أن التعاون المشترك المبني على تقدير المسؤولية الواحدة في الكيان هو السبيل الوحيد للنجاح.

ثانيا - حقوق الانسان المندائي

إن الظروف التي مر بها العراق الحديث وأوصلتنا الى المرحلة الراهنة باتت معروفة من قبل الجميع. اٍن الحكم الحالي في العراق و لأسباب عديدة أبرزها الإنشغال بالصراع على السلطة ، اضعف اهتمامه بالاقليات ،اذ اصبحوا لقمة سهلة بيد المتطرفين ، وجعل الساحة السياسية العراقية مفتوحة للممارسة الطائفية والعنصرية الدينية، ونسجل بألم من أنه و في ظل التغيير الذي كان يؤمل فيه كل الخير للشعب العراقي بمختلف مكوناته الإثنية والدينية ، تشرد أتباع الأديان غير المسلمة واستولى المتشددين على ممتلكاتهم وبيوتهم ومنهم المندائيون اللذين هم أتباع اقدم ديانة سماوية توحيديه على وجه الارض، تقوم عقيدتهم على السلام والعيش الآمن دون أي مطمح سياسي، ولذلك فقد تعرضوا على مرّ العصور للكثير من الأضطهاد الديني والسياسي والأجتماعي والأيذاء النفسي والإرهاب، لا لذنب أقترفوه سوى تمسكهم بديانتهم وعشقهم لأرض آبائهم وأجدادهم.
لقد صار هذا الوضع هو خزين الذاكرة المندائية وصار هضم حقوقهم المدنية والدينية في حكم المسلـّم بها، في ظل تشددات دينية وصلت حد التكفير، دون أن يقوم ذلك على شريعة الإسلام التي نص عليها القرآن فيما أورده من ذكر لهم في ثلاثة من آياته الكريمة. لقد كان هذا الإضطهاد المتراكم ،سببا في حلحلة التربة المحيطة بجذور المندائيين مما سهل عملية قلعهم من جذورهم حينما اشتدت ريح الأرهاب الأعمى، الذي كانت بنيته التحيته الأساسية تتغذى من الفساد المالى والأداري المستشري وتعتاش على الصراع الطائفي المحتدم ، وفي اول فرصة لهم لاذوا بالفرار والنزوح بحثا عن مكان آمن يضمن سلامتهم ويوفر لهم القيم الإنسانية التي يستحقونها، في العيش الآمن وإيجاد الفرص المتساوية والمتكافئة التي يمكن أن يظهروا فيها قدراتهم وتفوقهم في مجالات مشهودة عديدة .
.
يثبت الإتحاد المؤشرات التي تتعلق بحقوق الإنسان المندائي في النقاط الآتية :-
لاتوجد عملية احصاء وتعداد دقيقة للمندائيين الباقين في العراق للظروف غير المستقرة التي يمرون بها ، لكن توقعاتنا تشير الى أن المتبقي منهم صار لا يشكل أكثر من ثلث تعداد المندائيين في العالم، وهذه النسبة تتوزع في مختلف انحاء العراق خاصة في بغداد والعمارة والبصرة والناصرية والديوانية وكركوك وديالى والأنبار وواسط ، وقسم آخر منهم نزح الى إقليم كردستان في أربيل والسليمانية بحثا عن الأمان. إن النسبة الكبيرة من المندائيين هربوا من العراق خلال العقد السابق تخلصا من الاضطهاد والقتل والترويع والابتزاز والسرقة وعدد كبير منهم يعيش الان في أشد حالات ضنك العيش في دول النزوح وبخاصة في سوريا .
ان تقييم ألـمفوضية الدولية العليا لشؤون اللاجئيين لهذه العوائل، هو عدم قدرة هذه العوائل على العودة الى العراق للظروف التي اشرنا اليها سابقا مما استوجب إعادة توطينهم في دول أخرى. إن إعادة التوطين تجري في عدة دول منها الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وبعض الدول الأوربية ، ولقد استطاع الاتحاد ومن خلال مجموعة حقوق الانسان المندائية (محام) أن يضع هذة المأساة الانسانية بأعلى المستويات في المحافل والمؤسسات العالمية المختصة، اذ أستطاعت محام في أوقات قياسية و بنسب عالية أن تحصل على حق إعادة التوطين لاعداد كبيرة منهم ومازالت أعداد اخرى تنتظر الحل لمأساتها.
• يُلاحظ أن الاعتداءات على المندائيين داخل العراق ما زالت مستمرة. وإن قلــّت عدد الحالات المسجلة نسبيا في الاونة الاخيرة، فإن ذلك يعود لعاملين، أولهما قلــّة أعداد المندائيين الآن في داخل العراق، والتحسن الأمني الهش. ويُسَجــّــل اٍن الوضع الأمني غير المستقر في العراق مازال يهدد البقية الباقية بمصير مجهول أحيانا مما يجعل هاجس الخوف قائما بين المندائيين أنفسهم في الداخل، كما أنه بالمقابل يشكل عامل قلق دائم لدى الإتحاد في التعامل مع أي تهديد قد يتعرضوا له في ظل غياب إحترام حقوق الإنسان العراقي عامة والمندائيين على وجه الخصوص.
• نتيجة الاوضاع الحالية السائدة فان الحكومة العراقية تعثرت في اتخاذ الاجراءات والخطوات العملية المؤثرة والناجحة لحماية الأقليات.وبهذا الخصوص فقد سعى الإتحاد ويسعى للمخاطبة والتعميم للحكومة العراقية بضرورة رعاية الصابئة المندائيين وتطمينهم في وطنهم، ، وكذلك في دعم إستحصال " الكوتا" للمندائيين في إعتماد ممثل عنهم في مجلس النواب. كما أن جهوده قائمة وحثيثة في متابعة المفوضية الدولية لحقوق الإنسان وتحقيق لقاءات متعددة مع ممثليها في جنيف وسوريا والأردن والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا. وهو يدعم بشدة تشكيل مجلس أمن الاقليات في العراق وبتعاون دولي لياخذ دوره في رفع الغبن الحالي والتاريخي الذي لحق بالاقليات عموما والمندائيين خصوصا ويكون منبرا للأقليات في متابعة أوضاعها وإستحصال حقوقها. كما يرى الإتحاد بأن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد مطالبة أساسية ومستمرة للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية لمساعدة المندائيين على حفظ كيانهم لأنهم ليسوا من تسبب في وضعهم بهذا الشكل المهدد والخطير، كما أن إمكانياتهم الذاتية لا تتناسب أبدا مع حجم الخطر الذي يتهددهم وجودا وتأريخا وثقافة. كما يؤكد الاتحاد على الإنفتاح على منظمات حقوق الانسان والحريات الدينية عالميا والعمل على عرض الواقع المندائي في العراق وإيران وبلدان الشتات لغرض التعريف وإستحصال الحقوق، وفق ما تنص عليه القوانين الدولية.
ان التأكيد على وحدة الصابئة المندائيين أينما حلـّـوا وبأنهم إمتداد لوجود وأصل واحد ، أملت الحدود أن يتوزع بين العراق وإيران، وأن احتمالات العودة أو الهجرة المعاكسة مرتبط بمسألة الأوضاع في هذين البلدين ومقدار ما يتحقق فيهما من الأمن والسلامة والعيش الكريم لهم، وأن القرار في هذا الأمر هو قرار شخصي، سوى ما يتعلق بالتهديد العام الذي هو مسؤولية جميع المؤسسات المندائية. كما و يعتبر الاتحاد ان المشاكل التي يعاني منها المندائيون في الداخل جزء لايتجزأ من مشاكل العراق وايران الرئيسة ومتاعب شعبيهما بكل طبقاته وفئاته واقلياته الدينية والاثنية.
كما يؤكد الاتحاد على خصوصية المندائيين و على الحقوق التاريخية و القانونية لهم كشعب اصيل من شعوب منطقة وادي الرافدين . كما أن الأتحاد يؤكد تضامنه مع الشعوب والأقوام التي تتعرض للأرهاب و الأضطهاد و العنف الجسدي و النفسي و عمليات الأبادة الجماعية و غيرها كالتي تعرّض و يتعرض اليها المندائيون ولا زالوا.

ثالثا- الهوية المندائية و المد الديني المتطرف
ان التطرف الديني في العراق وإيران باشكاله كافة وسيطرة الحركات الدينيه سياسيا أفرزت العنف الطائفي المقيت والمحاولات المنظمه لافراغ البلدين من الأطياف الدينية الأخرى وشرّعت أن يحصل ذلك بشكل تدريجي ومنظم. و كان هذا السبب الأساس في هجرة المكونات غير المسلمة من هذين البلدين.
أن فضح ومقاومة هذا المد واجب أساس من واجبات المنظمات المندائية في جميع بلدان المهجر خصوصا في المحافل العراقية والدولية ومنظمات حقوق الاٍنسان وجميع وسائل الاعلام والحث على نشر وتوزيع كل ما يتعلق بحوادث القتل والاغتصاب، واجبار ابناء وبنات الاقليات الدينية على تغيير عقيدتهم الدينية العقيدة ،اضافة الى عمليات النهب والسلب التي يتعرض لها أبناء هذه الاقليات والديانات السماويه غير الاسلاميه في العراق وايران وايصالها الى وسائل الاعلام المحلية والعالمية.
أما على مستوى الإستيطان في بلدان المهجر فإن ثقافة هذه البلدان والتوجهات السائدة اليوم بضعف الإهتمام الديني، وحداثة الوجود المندائي وبخاصة من قبل الشباب المندائي الذي يعمل على التأقلم مع الواقع وتقليده، وإنصراف إهتمام الأسرة إلى مواجهة صعوبات الواقع الجديد، وغياب دور التثقيف الديني او غيره بين الأفراد، وضعف وجود فرص التجمع في بيت مندا أو أي مكان يخصص للقاءات مندائية مبرمجة، فإن الفهم والإهتمام بالخصوصية و الهوية المندائية و الدين المندائي سيضعف ويكون التوجه نحو ما هو سائد من تعاليم دينية او ممارسات طقسية في هذه البلدان ونقصد بذلك الديانة المسيحية او التوجه نحو الغاء الدين بشكل تام من حياة الفرد. خاصة وأن طائفتنا تتعرض في المهجر اٍلى هجمة شرسة من بعض المنظمات المسيحية المتطرفة. فالعديد من القوى الدينية المهيمنة في هذه البلدان تستخدم مختلف الأساليب الملتوية كتقديم المساعدات المالية والعينية وعقد الصداقات مع الفتيان والفتيات تمهيداً للزواج لغرض إستدراج المندائيين لذلك خاصة وأنهم يعرفون بأن تماسك الكيان المندائي مازال ضعيفا بحكم حداثة وجوده وإنشغال الآباء في تدبير أمر الإستقرار.
لقد شخّص الإتحاد هذه الظاهرة الخطيرة ونبه إلى نتائجها السلبية المؤثرة على بقاء المندائية، وعلى هذا فقد دخل في نقاشات ومباحثات أساسية مع القيادة الدينية والسادة رجال الدين آملا بأن يكون هناك إدراك كبير للمخاطر التي تأتي من هذا الباب الواسع. وطالما أن العمل الأساس يقع على عاتق رجال الدين والعارفين ببرامج التوعية وعلى الجمعيات المندائية بجمع الشمل والتعريف بالهوية المندائية ونقاطها المشرقة التقدمية بين الهويات والاديان الاخرى وعلى الأسرة المندائية في التربية والتنشئة المندائية المحبة، فإن جهودا كبيرة مطلوبة في هذا الخصوص. ونثبت هنا على ضرورة دعم المواقع المندائية بين الشباب وإستثارة النخوة المندائية بكتابات موجهة لجيل الشباب والعمل على توفير الأنشطة التي من شأنها أن تظهر القيمة المندائية عقيدة وكيانا فتديم الحرص المندائي والمحبة للمندائية في النفوس.
كما يحذر الإتحاد من التأثيرات السلبية للتطرف الديني في المجتمع المندائي والتي تحدث كردّ فعل من التطرف الديني للأديان الأخرى و الذي يُفقد المندائية من مفاهيمها الأساسية حول الأنسان و السلام و التعايش مع الآخرين و يمنعها من إيجاد حلول دينية سليمة للمعضلات التي نواجهها.
رابعا - الهوية المندائية والعولمة والمد الثقافي الغربي
في الوقت الذي خرج فيه الصابئة المندائيون من قمقم النظام الديكتاتوري السابق، وما سبقه تأريخيا من العديد من مظاهر الظلم والتمييز، وصاروا يتنفسون عبير الحرية والديمقراطية والمساواة في العوالم الجديدة بعد عملية سقوط النظام السابق، أخذ بعضهم يلغي الهوية المندائية و يسقط تدريجيا في الإنفلات والإنحلال والذوبان التدريجي. فالمندائيون تأريخيا، وبسبب حالة الدفاع عن النفس الموروثة، حاولوا جاهدين الانسجام مع مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، وهذا ما جعلهم متقبلين بشكل سريع لقيم وتقاليد وعادات المجتمعات الغربية. وبما ان حصانتهم الدينية والاثنية محدودة فإنهم سيكونوا إزاء مشكلة ذوبان الخصوصية، خاصة وان الأهل كانوا ولا زالوا يحملون بذور الفكر المنفتح ويتوقون لرؤية ابنائهم وبناتهم متمتعين بنعيم الحرية وحق الاختيار. وبغياب الواعز الديني، وهو الفاصل غير القابل للخرق الذي يفصل عادة المندائيين في العراق عن باقي الطوائف الاخرى، بدأت مظاهر التآكل تنخر في جسم الطائفة المندائية. واذا أضفنا لذلك العوامل التي اشرنا اليها، مثل اللغة والضغوط الاقتصادية والعزلة والتفتت الاسري والاجتماعي، فإن انفلات الشباب وتركهم لكل ما يتعلق بالشأن المندائي سيصبح شائعا شيئا فشيئا. ومن جانب آخر فأن بعض من مظاهر ضعف المؤسسة الدينية المركزية التي كان من الممكن أن تقود عملية إيجاد حلول دينية للمشاكل الجديدة ولكسب الشباب إلى الدين بايجاد حلول تتناسب والظروف البيئية الجديدة والحالة الاجتماعية الجديدة بدون فقدان الجوهر اللاهوتي الفلسفي العميق والممارسة الدينية الطقسية الأصيلة بما يتناسب والظروف الراهنة أعطت مبررا آخرا للعديد من المندائيين بالانفلات.
ان عملية استيعاب الثقافة الغربية و العالمية و تقبل الواقع العالمي الجديد و الاستفادة من الحرية وثورة المعلومات والفهم العميق لحقيقة الصراعات العالمية الجارية يجب ان تكون عامل قوة لديمومة المندائية حيث ان العقل و التفكير المنطقي و استيعاب العلوم وتحريم الجهل بين المندائيين هو من الاسس الرئيسية في العقيدة المندائية.
وتأسيسا على هذا فإن أساس التوجه والعمل يجب ان يكون للمحافظة على المجموعة العرقية المندائية من الانقراض واعتماد هذا الأمر شعارا اساسيا يجب ان نعايشه مع المعتقدات والايدولوجيات السياسية والمكاسب الشخصية والاوضاع العائلية لا ان نعارضه معها او نقدمها عليه. لذا فإن التوجه العام الذي يؤطر رؤية ونشاط الإتحاد في هذا الخصوص يجب أن ينصب على النقاط الآتية:
• يدعم الإتحاد بقوة الهوية المندائية المتميزة ويدعو الى تطويرها وبلورتها وتوثيق وجودها التأريخي المتجذر في وادي الرافدين بإعتبار المندائية فئة أثنية دينية تملك مقومات الوجود والتواصل والتطور، كما يعمل الاتحاد على تأصيل وتطبيع وتأكيد الذات المعرفية المندائية وكونها جزء من التراث الثقافي الانساني.
• الانفتاح المعرفي على الثقافات العالمية و تشجيع الدراسات المقارنه و روح البحث بين الشباب و الفهم الصحيح للمندائية و اضافاتها للثقافة العالمية وتجذير الاحترام العميق للتراث المندائي بين المندائيين وغيرهما.

خامسا - العامل الثقافي والاعلامي
ان ما حدث من تحولات في العالم تمثل بالانتقال من عصر الصناعة والحداثة الى عصر العولمة، و من اللغة الأبجدية الى اللغة الرقمية قد أحدث تحولا كبيرا أثر في مختلف وجوه النشاط البشري، بل أنه ترك تاثيرا في الوجود الانساني وفي العلاقات ليس فقط على الصعيد الاقتصادي بل أيضا على الصعيد المعرفي والثقافي، فضلا عن الاصعدة الامنية والصحية والبيئية، الأمر الذي غير علاقتنا بمفردات وجودنا وطرح تساؤلات حول دور المثقف المندائي وفعل الثقافة في الحفاظ على هذا الوجود. وإتحاد الجمعيات المندائية يؤمن بان للثقافة الدور الرئيس والمهم في حفظ هذه المسيرة الصعبة. فعالم اليوم يتميز بسلطة وسائل الاعلام على نحو يجعل منها ظاهرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية. وبالاضافة الى تنوع وسائل الإعلام هذه، فان التطور التكنولوجي العلمي والاجتماعي، يضيف إليها الجديد باستمرار.
ونقصد بوسائل الاعلام جملة وسائط الاتصال المقروءة والمرئية والمسموعة. وأهمية الوسائل لاتتمثل في الدور الاخباري والتثقيفي فحسب، بل أن خطورتها تتجلى فيما تمارسه من تأثير في توجيه السلوك وتغيير الرأي والاتجاه مما يجعلها لاتقف عند حدود النقل والوصف، بل تتعدى ذلك الى خلق ظروف التوقع وصنع الظاهرة.
إن الهدف الذي يجب أن نسعى اليه، هو تحليل الواقع المندائي بما يحيط به من ملابسات، ورفع مستوى الوعي الفردي والجماعي ، وكما فعلنا منذ بداية تأسيس اتحادنا ولحد الان ، التوجه نحو كل الوسائل الإعلامية التي من شأنها أن توصل الصوت المندائي والمعرفة المندائية والثقافة المندائية بكل أنواعها وثرائها لكل بيت مندائي وتعريف الآخرين بها سواء على مستوى العراق وإيران أو الأوطان الجديدة.
هذه الاهداف تجد التعبير عنها في كل مجال على النحو الذي يحتمله ذلك المجال بشروطه الفنية الذاتية. وإن الالتزام بقضيتنا وديمومتها ووحدتها، لايفرض صيغة واحدة موحدة تفرض على مجالات الابداع الفني والادبي والاعلامي كافة، بل يفسح المجال أمام حرية الفن والفنان والادب والاديب والاعلام والاعلامي بتوجه جاد و ملتزم لخدمة المندائية.
ومما يؤسف له أن بعضا من المثقفين المندائيين لازال يعيش عزلة عن الفعل الثقافي والاجتماعي، في الوقت الذي لايكل فيه بعض آخر من المثقفين ولا يمل من الحديث باسم الطائفة وتقديم النتاجات الفعالة والمؤثرة فيما يتعلق بخدمة القضية المندائية.
وإيمانا بقيمة العامل الثقافي فإن الاتحاد حرص تمام الحرص على الإقدام على مشاريع ثقافية مندائية وعامة تخدم القضية المندائية من حيث التعريف وكذلك تقدير الذات وتحقيق الدعم الذي يعزز القيمة الذاتية في نفوس الأبناء ويتحقق من خلاله الحصول على حقوق المندائيين والتعريف بالحاجة لكل ما يدعم كيانهم ويبقيه كوجود وكأرث إنساني. وفي كل ذلك فأن التوجه قائم لعرض كل الخزين المندائي وفي مختلف مجالات الثقافة العلمية والأدبية والفنيـــة، وتشجيع العطاء المندائي المتميز الذي يخدم المندائية والمندائيين اينما كانوا.
ويرى الأتحاد أن العمل الثقافي يجب ان يرتكز على جملة مشاريع ثقافية حيوية تقف على رأسها المشاريع التي بلور الاتحاد اتجاهاتها الاستراتيجية والتنظيمية:
• بيت المعرفة المندائية . إيمانا من الإتحاد بأهمية هذا الموضوع الحيوي، فقد خصص له مساحة كبيرة من النشاط والمتابعة، وقد تمخضت نشاطاته في إعتماد هذا المشروع الذي قام على أساس مقترح الأكاديمية المندائية. ولكبر حجم هذا المشروع والتوجه بأن يكون ثابتا ومستمرا كان الإدراك بأنه يحتاج إلى ميزانية تنفيذ كبيرة لتشكيل موقع التأسيس وأبنيته وأقسامه ومناهجه وكتبه وموظفيه وغير ذلك كأي مؤسسة تعليمية أكاديمية فيما تقوم به من تعليم ودراسة وبحث منهجي وصولا إلى الدراسات العليا. وقد قام الإتحاد بوضع النظام الداخلي لمثل هذه المؤسسة، بل أن الأكاديمة المندائية قد أقرّت وتم تسجيلها في ألمانيا بشكل رسمي. كما تمت مخاطبة العراق وبأعلى المستويات الحكومية والرسمية، إلا أن ما يؤسف له حقا أن أي تقدم لم يحصل لحد الآن فيما يتعلق بدعم هذا المشروع الحيوي الذي يعوّل عليه الإتحاد والكيان المندائي الكثير في التعليم والبحث والتوثيق. وسيبقى الإتحاد مستمرا في سعيه لأن يحقق الدعم المطلوب من أجل وضع آلية التنفيذ لكي يتحقق للمندائيين صرحا تربويا وتعليميا وثقافيا يستطيعون من خلاله التعلم والبحث والتوثيق وابراز ثقافتهم كأي كيان بشري حيوي له خصوصيته الدينية والثقافية.
• تأسيس دار نشر مندائية واحياء فكرة ترجمة الاعمال الفكرية والدينية والفلسفية من المندائية الى العربية والانكليزية واللغات العالمية الاخرى، تحتل حيــّـزا من توجه الإتحاد لما لها من دور كبير في الإحياء الثقافي. فطوال هذه السنين، وبالقدر الهائل من الامكانات الثقافية والعلمية والمعرفية التي بين أيدينا لم توفق جهودنا التي بدأنا بها قبل خمسة اعوام الى إنشاء دار نشر واحدة تعني بالكتاب الذي ينتجه المندائي وبتسويقه، لاسباب تتعلق بالدعم المالي.
• تشجيع المنابر الاعلامية وتعددها (مواقع، صحف، قنوات تلفزيونية، اذاعة، مجلات، تجمعات وروابط .. الخ) ونعتبر وجود الموقع المندائي والنتائج الايجابية التي حققها خلال السنوات الاخيرة في الاوساط الاعلامية العربية والعالمية، اضافة الى الشبكة المندائية ( الياهو كروب) نموذج أوّلي نسعى لتعميمه وتطويره واشاعته من اجل الوصول الى اساليب جديدة في العمل الديمقراطي خلال الفترة القادمة.
• الدعوة الى تمتين الروابط بين المبدعين كافة وخلق الاطر والمؤسسات المنظمة يرعاها الاتحاد للخروج من إطار العفوية والنزعات الازدواجية في العمل الجماعي والعمل على التخلي عن محاولات تهميش الآخر.
• الدعوة الى فتح أبواب الحوار في المؤتمرات الثقافية والندوات والملتقيات المنظمة، وعدم اقتصارها على المؤتمرات الدورية العامة التي يعقدها اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر، وتشجيع مشاركة الباحثين والمعنيين المندائيين في مؤتمرات أكاديمية دولية والمهرجات العالمية والإعلان عن ذلك بما يشجع على المشاركة المستمرة.
• تشكيل نواة جديدة لحفظ الذاكرة المندائية وهو من أهم المشاريع العلمية التوثيقية على المستوى المندائي في وجوده داخل العراق وايران او خارجهما، بهدف توثيق التراث المندائي والحفاظ على الذاكرة وجعلها متاحة على شبكة المعلومات العالمية (الانترنيت) للاجيال الحالية والمستقبلية، من خلال انشاء بوابة الكترونية تفاعلية باللغة العربية والانكليزية، وبالتعاون مع جميع التنظيمات المندائية والمؤسسات الدينية وعموم المتخصصين والمهتمين من أبناء المندائية في العالم. وبغرض تفعيل أعمال هذا المشروع الانساني الثقافي الكبير، لازال العمل مستمرا بدعم تشكيل لجنة تابعة للجنة الثقافية الاعلامية لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر تجمع عدد من الخبراء والمثقفين والمهتمين بمجال التقنية الالكترونية لوضع رؤية شاملة لعملية التأسيس لتراث رقمي الكتروني موثق يأخذ في برنامجه الاساسي إعادة الاعتبار للمحتوى الثقافي والحضاري المستمد من تراثنا الديني والفلسفي والثقافي الاصيل بوصفة أحد البوابات لتجاوز إخفاق التوثيق التاريخي الذي تعاني منه الطائفة المندائية في الوقت الحاضر. وقد تحقق في هذا الخصوص تقدم ملحوظ نأمل له إستمرار النجاح من خلال تآزر الجميع في هذا العمل التطوعي المهم.
• اقامة مهرجانات ومواسم ثقافية وعلمية وفنية لدراسة التراث المندائي وإحياء ذكرى مفكرينا وعلمائنا وأدبائنا وتخصيص جوائز باسم علمائنا ومفكرينا ومثقفينا ورجال ديننا الأبرار، وتحديد مواسم لاقامة المعارض الشخصية والجماعية وإقامة الحفلات الموسيقية والغنائية واقامة المحاضرات من قبل المندائيين وبالتعاون مع معنيين من خارج الطائفة المندائية.
• التعليم والتثقيف على مستوى عامة المندائيين بحسب المستويات العمرية وبأنواع واساليب وبرامج مختلفة من مواد التعليم والتثقيف المندائي.
• تأسيس مدارس لرجال الدين في المستوى التعليمي الذي يجب أن يعدوا به قبل الإنتساب للسلك الديني بما يؤهلهم لذلك حقا، وكذلك في ما بعد الإنتساب للسلك الديني، وبما يجعل رجل الدين مؤهلا من عدة جوانب دينية وثقافية عامة ولغوية وقدرة في عرض المعلومات والخطابة وفي كل ما يؤهله للتأثير بين المندائيين بحسب الدور القيادي والتعليمي المطلوب منه. كما أن الأمر يمكن أن يستمر في ربط الترقي بالدرجات الدينية بما يلازمها من ترقي في المعرفة الدينية المندائية ويمكن أن يكون الأمر بتقديم رسائل أكاديمية تزيد في المعرفة المندائية لأنهم يمكن أن يكونوا الأقدر في البحث والدراسة.
سادسا - غياب اللغة المشتركة :-
لقد فقد المندائيون لغتهم الارامية المندائية منذ مجيء العرب إلى مواطنهم الاصلية جنوب العراق وايران، وتحول لسانهم إلى العربية شيئا فشيئا. ثم زاد في الأمر محاولة الأبناء اللحاق بركب التقدم والحضارة في أوائل القرن العشرين، فأجادوا العربية في العراق والفارسية في ايران وبرعوا فيهما كما أنهم لم يغفلوا الانكليزية باعتبارها لغة العلم والتقدم والتكنلوجيا. وظلت العربية توحـّد لغة المندائيين فيما بينهم في العراق والفارسية في إيران مع معرفة بالعربية أيضا بحكم عيشهم في منطقة الأحواز والمدن المجاورة التي تتحدث بالعربية أيضا.
أما اليوم، وبحكم توزع المندائيين على بلدان عديدة ذات خصوصية في اللغة فقد صار لسان الجيل الحالي من الأبناء المندائيين متعدد اللغات. إن هذا الأمر أفرز ظواهر لها تأثير سلبي على وحدة الكيان المندائي والتواصل فيما بينه بحيث ستؤدي نتائجه إلى مزيد من الفرقة والتباعد، وهذا قائم على:
1.عدم مقدرة الوالدين على تعلم اللغة الجديدة للبلدان التي صاروا يعيشون فيها بأسباب العمر والمستوى الثقافي. وكان من نتيجة ذلك:
• ضعف قدرة الآباء على التواصل مع ثقافة المجتمع بما يمكــّنهم من التعامل مع أبنائهم بنفس المعرفة السائدة في المجتمع الجديد.
• قيام الأبناء بدور قيادي أكبر في حياة العائلة بأسباب معرفة اللغة، مما أدى ويؤدي إلى بعض المظاهر الخطيرة أهمها اٍنفلات الجيل الجديد واٍصابة العملية التربوية الاٍنضباطية المتعارف عليها بخلل كبير.
• اٍبتعاد الأجيال الجديدة عن فكر وثقافة وتراث الوطن الأم بتعذر اٍمكانية القراءة والكتابة والتواصل الثقافي والفني والحضاري بما في ذلك الاٍرث المندائي التي كانت العربية أساسه.
2. تعدد لغات المهجر لأبناء الطائفة المندائية، فالمندائيين المنتشرين في أصقاع الدنيا سيفقدون العربية بالكامل بعد جيلين وسنجد أنفسنا أمام تحدٍ خطير لا يمكن معه أبداً لم شمل هذه المجموعة العرقية الدينية المتميزة.
لقد أدرك الإتحاد أهمية هذه المعضلة، و لهذا فإنه يرى بأن اللغة الإنكليزية يمكن أن تكون اللغة المشتركة بين الأبناء، كونها اللغة المتداولة عالمياً وأن المندائيين المتواجدين في بلدانٍ لغتها الأساس هي اللغة الإنكليزية يشكلون نصف المجتمع المندائي الموجود في بلدان المهجر تقريبا، كما أن الآخرين يدرسون هذه اللغة كلغة ثانية في مدارسهم، وعلى هذا فإن المطلوب أن يتم توجيه الأبناء لإجادة اللغة الإنكليزية والتواصل معها لغة كتابة وقراءة ومخاطبة، مع الإبقاء على اللغة العربية لغة مخاطبةٍ من خلال ما يتم تعلمه في البيت والعمل. والأمل قائم على تعلم اللغة المندائية من باب المعرفة وعدم فقدانها كجانب أساسي من الهوية المندائية.
وتأسيسا على ما تقدم، فقد ضمّن الإتحاد في برامجه ولجانه التوجه نحو العمل على ترجمة بعض الكتب الدينية إلى اللغة الإنكليزية والسعي للتعريف بما موجود منها بهذه اللغة لكي يطلع الأبناء على ذلك، والعمل قائم على إنجاز مشاريع أساسية وكبيرة في هذا الميدان.

سابعا - المجمع الديني المندائي في المهجر
يعدّ العامل الديني عاملا حاسما في الوجود المندائي. ذلك أنه بدون هذا العامل لا يبقى للمندائية وجود خاص ومتميز. وحتى يأخذ هذا العامل بعده الصحيح من حيث التأثير في عملية التجمع والبقاء فإن العمل فيه يعد أمرا ملزما للجميع سواء رجال دين أو تنظيمات مندائية طالما أن الدين هو لهذه المجموعة وبها. ويدرك الإتحاد حساسية وخصوصية هذا العامل وما يرافقه من أساسيات وصعوبات تتعلق بعدة أمور يجب التعامل معها بشكل متلازم. فثوابت الدين تملي الإلتزام الكامل بمبادئه وما درج عليه حتى صار إلزاما وإلتزاما يصعب التفريط به، وبالمقابل فإن الإيمان قائم بأن ما كان سهلا ومناسبا في بيئة المندائيين السابقة المتمثلة في العراق وإيران صار متغيرا بحكم إنتقال العديد من الأبناء والعيش في بيئةٍ غير البيئة الأولى بكل ما فيها من جوانب متغيرة ومختلفة ، وبكل ما فيها من إختلاف في الثقافة والقدرة على الممارسة الطقسية من حيث سهولة ويسر توفير البيئة أو قبول الإلتزامات السابقة.
وفي الوقت الذي لا يراد فيه التفريط بثوابت الدين، فإن الأمر يفرض أيضا ضرورة مراعاة قدرة الأبناء على الإنشداد للدين وتنفيذ متطلباته وبخاصة الطقسية. والخشية التامة في أن يبقى الأمر ملتزما بتزمت غير مراع ٍ مع غياب شبه كامل للتوعية الدينية والتعليم الديني فيـُـفقد المندائية إلتزام المندائيين بعقيدتهم وبقائهم عليها ويبدأ عندها التسرّب غير المدروس وغير المحسوس، حتى نجد أنفسنا يوما وقد صار المندائيون غير الملتزمين بالمندائية أكثر من الملتزمين بها مثلما صار المندائيون الموجودين اليوم في دول المهجر أكثر بكثير من الباقين في الوطن الأم.
وحيث أن المفتاح في هذا بيد رجال الدين، إلا أن الأمر يتعلق بكيان المندائيين كأفراد ومن هنا يأتي توجه الإتحاد بضرورة أن يؤخذ الأمر بتعامل مشترك تشترك فيه كل الجهات المعنية بالمندائيين وأن تتعاون على أسس مقبولة وميسّرة لكي لا يفقد الأمر بين أيديهم ويصحون بعد فوات الأوان بما لا يمكن تداركه. ومثلما يدرك الإتحاد أنّ رجال الدين حريصون على الإلتزام الكامل الذي قد يصل إلى التزمت، فإنه يدرك بأن مستقبل الوجود المندائي مرهون بإمكانية مراعاة الظروف المحيطة بالوجود المندائي وبالمتغيرات الجديدة التي صارت باتجاهات مؤثرة تسحب نحو عدم الإلتزام ليس باسبأب عدم محبة الدين بل بمقدار عدم امكانية تنفيذ متطلباته. وبما ان الدين يسرٌ وليس عسرٌ ، فإن توجهاً مدروسا نحو كل ما يخص كيفية إبقاء المندائي حريصا وملتزما بمندائيته يجب أن يكون حاضرا من الآن بين المندائيين عامة حتى لا يأتي زمن عليهم لا ينفع فيه ندم.
وبناء على ذلك فان الإتحاد لازال ومنذ سنوات يدعو ويشجـّع جمعَ شمل رجال الدين لتوحيد كلمتهم وتنظيم أمر التعامل مع الظروف المحيطة بالمندائية عقيدة وفلسفة دينية وبالمندائيين من حيث القدرة على تنفيذ متطلبات الطقس الديني بخصوصياته المعروفة والمتوارثة. وقد شجع ومازال يشجع إقامة المجلس الروحاني العالمي لرجال الدين ليأخذ على عاتقه هذه المسؤولية ويتعامل بمسؤولية مع متطلبات المندائية بما يتوافق وظروف المندائيين المستجدة في بلدان تواجدها اليوم. ويسجل بتقدير عالٍ المسؤولية في هذا الأمر حتى في الإختلافات فيه وفي تأخره لحد الآن، إدراكا لكبر حجم المسؤولية وحساسيتها. ولأن هذا التأسيس يـُراد له أن يكون ثابتا وجامعا ونافعا، فإن التوجه نحو تأسيسه يجب أن يراعي شمولية رجال الدين والإنطلاق مما هو متفق عليه وصولا لإيجاد الحلول للإختلاقات. كما يراعى أن مسؤولية هذا المجلس تبحث أولا في تنظيم شأن رجال الدين أنفسهم إنطلاقا لتنظيم الشأن الديني المندائي المرتبط بالمندائيين.

لقد جرت محاولات ولا زلنا نجريها بكل همة وإخلاص من أجل المساهمة في وضع اللبنات الاولى السليمة لهذا البناء الذي ننتظر من رجال ديننا الافاضل ان يسارعوا لتحقيق مطلب معظم أبناء المندائية بتشكيل قاعدته الأساسية وبما يخدم المصلحة المندائية واستمرارها والحفاظ على الهوية مع مراعاة ما يفرضه العصر الراهن والمستقبل آخذين بنظر الإعتبار طبيعة ثقافة المجتمعات الجديدة التي صار يعيش بينها المندائيون.
ثامنا - الضغوط الاقتصادية على العوائل المندائية
لقد فرضت عملية النزوح والإستقرار في البلدان الجديدة على المندائيين التخلي عن أعمالهم ومهنهم وإختصاصاتهم السابقة. وحيث أن المندائيين قد عرفوا بالعمل والوظائف المتنوعة المبنية على التفوق في التخصصات الدراسية فقد شكل الفشل في الحصول على فرصة عمل في البلدان الجديدة عبئا كبيرا عليهم وكان من نتيجته الكثير من المشاكل على مستوى الفرد ذاته وإنعكاساتها على الأسرة بأجمعها. ومع الضمان المعيشي للأغلبية، فإن عدم الإرتباط بعمل يكفل مستوى متقدم من العيش قياسا بما يأمل به الفرد المندائي ظل أمرا مشكلا للجميع. ويمكن تلخيص المؤشرات في هذا العامل بالنقاط الآتية:
• النسبة الكبيرة من البطالة بين المندائيين في المجتمعات الجديدة بعد أن كانت هذه النسبة ضئيلة جدا في كل من العراق وإيران. ومعلوم جداً تأثير هذه البطالة على المستوى الإقتصادي والمعيشي للأسرة وبالتالي على دعم برامج العمل الجماعي المندائي عامة.
• الصعوبة البالغة في ايجاد عمل مشابه او مقارب للاختصاص (مع حالات محدودة في بعض البلدان)، جعل الإغلبية تتخلى عن تخصصاتها التي ألفتها وعملت وأجادت بها والقبول بأي فرصة معروضة.
• الصعوبة البالغة لاٍنخراط الطلبة في الجامعات ومعاهد التعليم العالي كما كان الوضع في العراق مع بعض الاستثناءات، خاصة للذين قدموا وهم في مستوى الدراسة الجامعية حيث يتطلب منهم الأمر البدء من جديد أو التخلي عن الإختصاص.
• متطلبات الحياة ذات المستوى المعيشي العالي في هذه البلدان تفرض على رب الأسرة السعي لتوفير ما يمكن توفيره من أجل المحافظة على أسرته وبخاصة أبنائه الذين تكثر طلباتهم لملاقاة ما هو سائد في المجتمع وأبنائه من ذوي الأسر صاحبة العمل.
• ومع الدعم المادي الذي يقدم للشباب، فإن الأسرة بحاجة لهذا الدعم في تنظيم الإنفاق العام لها، مما أدى إلى حصول مشاكل تقوم بين الوالدين والأبناء سببها الدعم المالي المقدم لكل فرد وبخاصة البالغين. وصار هذا العامل سببا في الخلافات وإنفصال الأبناء عن أسرهم.
• الاعتماد التام على الاعانات الاجتماعية التي تقدّمها الدولة في السكن والمعيشة شجع على حالات الانفصال الزوجي والاستقلال الفردي لغرض الكسب المادي. كما أن بعض الأبناء صار يفكر بالإنفصال للعيش المنفرد بعمر مبكر على غرار المجتمع الاكبر الذي يعيش فيه.
• إن مثل هذه الامور تلقي بظلها القاسي على الوضع الإقتصادي المندائي العام وما يمكن أن يتم من خلاله دعم ميزانية المؤسسات المندائية القائمة او النشاطات المندائية المطلوبة من اجل الاستمرار سواء في بناء البنية التحتية او المشاريع الثقافية و الدينية و الاجتماعية المختلفة.

تاسعا – ضعف الوضع المالي :
تعاني جميع التنظيمات المندائية ومنها إتحاد الجمعيات من ضعف واضح ومزمن في قدراتها المالية مما يجعلها غير قادرة على القيام بواجباتها ومخططاتها على الوجه المأمول. ومن الضروري القول بشجاعة وموضوعية تامة أن شحة الأموال سببه:
• أن الديانة المندائية تحض على الروحانيات أكثر من الماديات مما جعلها تأريخيا غير مهتمة بإكتناز الأموال التي يمكن أن تشكل لها ميزانية، كما أنها غير معنية بالإوقاف التي يمكن أن تشكل مداخيلها مردودات مالية تفيد في البناء وتنفيذ الأنشطة. أن الطائفة حديثة النعمة بشكل عام ولم تتوارث العوائل تأريخياً الأموال . مما يجعل المندائيين اليوم معنيين بجمع ماليتهم الخاصة قبل التفكير بالجود الواسع منها للمالية العامة.
• ان القفزة الكبرى التي قفزها الآباء في النصف الأول من القرن العشرين نقلتنا فعلاً من عالم معزول الى عالم منفتح على المعرفة و الحرفية مما زاد بذلك المستوى المعاشي لابناء الطائفة لكنها لم يصاحبها توضيف لبعض ذلك المدخول العالي في مشاريع لخدمة الطائفة عامة.
• عدم وجود قانون في بـَلدَيْ وجود المندائيين الأساس يمنح الأحقية بتخصيص نسبة من ميزانية البلدين للأديان والمكونات الموجودة كحق لهم كشعب من الشعوب الاصلية فيها مما يحرم الصابئة المندائيين من أي مدخول مستحق من إمكانيات العراق وإيران لأغراض تنفيذ المشاريع الخاصة، ولا يشملون بشكل واضح بميزانية تنفيذ الأنشطة ضمن خطط الجهات المعنية كوزارة الأوقاف أو الثقافة أو التربية أو الإعلام.
أن عدم وجود ميزانية ثابته للاتحاد وعدم وجود أيّ دعم من أي ميزانية عامة يجعل أغلب المشاريع الاساسية للاتحاد بطيئة التنفيذ او مؤجله . أن تمويل أنشطتهم الكثيرة والكبيرة والواسعة تتوقف على ما يجود به المتبرعون. وبخلاف ذلك فإن الأمر يبقى متعثرا وتتحول المشاريع إلى آمال بدلا من برامج تنفيذية. وهنا تقع مسؤولية كبيرة على الميسورين من المندائيين بالعطاء من اجل ادامة المشاريع المندائية الاساسية والتي بدونها يصعب الاستمرار والإتحاد يشخص بشكل دقيق معاناته في هذا الأمر الذي يعتبره المؤثر الأكبر في تحجم النشاطات التي يطمح لتحقيقها وتعثر الكثير منها. ويأمل ويسعى لتحفيز المندائيين باستمرار من أجل الجود ببعض مما صاروا يمتلكون خدمة لتنفيذ المشاريع المندائية المطلوبة. كما يدرك بأن عليه أن يبحث في سبل دعم أخرى دولية وإستحقاقية يمكن في حالة نجاحه فيها أن يوفر ميزانية ثابتة تكون الأساس في تنفيذ المشاريع التي تتوفر إمكانياتها البشرية ولا تتوفر الإمكانات المادية لتحقيقها.
كما ان الاتحاد يوكد على حق المندائيين على دولتي العراق و ايران لتقديم ما يستحقونه كشعب من الشعوب الاصلية في المنطقه لهم على الدولتين الحقوق كما الواجبات.
كما يؤكد الاتحاد على رئاسة الطائفة في العراق على ضرورة شمول الطائفة في الخارج في التخطيط المركزي لبناء البنية التحتية الضرورية لديمومه المندائية في المهجر.
عاشرا - المرأة المندائية
تشكل المرأة ركنا أساسيا في الكيان المندائي. وأن القيمة التي تمنحها الديانة المندائية للمرأة تفوق ما موجود في معتقدات أديان أخرى إلى الحد الذي تتساوى فيه من حيث القيمة والحقوق مع الرجل، بل وتتفوق في الأهمية إدراكا لدورها في تشكيل الأسرة ورعاية الأبناء. وقد أثبتت المرأة المندائية وجودها على مر العصور وإلى الآن من خلال إحتلالها المواقع المتقدمة في المستوى التعليمي والوظيفي والمشاركة في هموم المندائية ومساعيها وطموحاتها. وإدراكا من الإتحاد لهذه الأهمية وهذا الدور فقد فسح المجال واسعا أمام تمثيل المرأة في جميع التشكيلات المندائية وعزز قيام جمعية المرأة المندائية. وله وطيد الثقة بأن النشاطات التي تقوم بها تعزز الأسرة المندائية عامة، ذلك أن المرأة قاعدة الأسرة والمربي الأول فيها. ومازال الإتحاد يأمل بأن يكون للمرأة المندائية دورا أكبر وأن تتجاوز ترسبات ظروف المجتمع العراقي والمجتمع الإيراني والتي أثرت بشكل أو بآخر بحكم المعايشة والتوجه العام لهذه المجتمعات ومن ذلك تطبيق الأحكام الشرعية الخاصة بالإديان الأخرى عليها خاصة في موضوع الإرث وحصة المرأة فيه، والذي يرى فيه الإتحاد أن هذا الموضوع غير منصف ولا يتفق مع الشرع المندائي المساوي بين الرجل والمرأة. كما يحملها الدور في الحفاظ على الأسرة المندائية كونها الأساس في بنائها والتفكير بكل سبل التربية التي تزرع حب المندائية في نفوس النشئ وبما يتناسب مع متطلبات الثقافات الجديدة للمجتمعات التي صار يعيش المندائيون بينها. والإتحاد على استعداد لدعم كل التوجهات التي تعمل المرأة المندائية عليها بهذا الخصوص. كما يشجّع الأتحاد على إشراك عنصر نسائي أو أو أكثر في الهيئات الأدارية للجمعيات المندائية في مختلف بلدان المهجر.
ويدعو الاتحاد المرأة المندائية للاستفادة من الحريات التي توفرها لها القوانين في دول المهجر من اجل زيادة دورها البناء في بناء المجتمع المندائي الجديد والمشاركة الفعالة مع الرجل للحفاظ على عائلتها من الضياع في المجتمع الجديد، والحد من حالات الطلاق بأي شكل من اجل ديمومة المندائية.

حادي عشر - الشباب المندائي
الشباب هو عماد أيّ كيان في أي مجتمع إنساني. والشباب المندائي هو الضمانة المندائية والأمل المندائي الذي من خلاله نطمئن إلى بقاء المندائية وسعيها إلى المحافظة على الكيان وتحقيق المزيد خاصة وأن غالبيتهم أصبح اليوم يعيش في مجتمعات منفتحة ومتقدمة تعتمد القيمة الإنسانية والقدرة الذاتية قبل أي معيار آخر. فإذا ما سعينا للمحافظة على الخصوصية المندائية لديهم وعززنا سعيهم لمواصلة المستوى التعليمي المتقدم قياسا بما كان معهودا لآبائهم وأمهاتهم، فإن المستقبل يمكن أن يكون واعدا بوجود مندائي متقدم مثلما بدأت بوادره تظهر اليوم في حصول العديد منهم على شهادات متقدمة وفي مختلف الإختصاصات في البلدان التي صاروا يعيشون فيها رغم حداثة وجودهم ورغم الإلتحاق المتأخر لبعضهم بالدراسة .
ويؤكد الإتحاد على ضرورة أن يكون نشاطه ونشاط جميع الجمعيات والتشكيلات المندائية موجّها نحو الشباب في كل ما يعزز الثقة المندائية في نفوسهم ليبقوا محافظين عليه ومتباهين بها بقدر عمق وجودها وسلامة معتقدها ونظافة طقسها وأمانة إنسانها. وهذا يتطلب دعم أنشطة أساسية يسعى الإتحاد إليها ومازالت المساعي فيها مطلوبة ومنها:
• أقامة التشكيلات المندائية الشبابية تحت مظلة الإتحاد والجمعيات.
• تشجيع وحث العوائل المندائية على تربية الأبناء والبنات تربية على المحبة والنقاء والإلتزام بالزواج المندائي الذي يكفل بقاء المندائية وديمومتها.
• دعم إقامة مؤتمرات الشباب ومهرجاناتهم في تجمعات خاصة بهم للتعارف وإظهار القدرات.
• توفير فرص عرض نشاطات الشباب ودعمها وتشجيعها.
• دعم إقامة المواقع الإلكترونية الخاصة بالشباب وتشجيع "الفيس بوك المندائي" ليكون نقطة إستقطاب لهم
• الإعلان الدائم عن التفوق الحاصل بين الشباب المندائي في جميع المجالات وإيجاد فرصٍ للتباري فيما بينهم من أجل تقديم المزيد الذي يحسسهم بقيمتهم بين أبناء طائفتهم وفي المجتمعات التي يعيشون فيها.
• عرض نتاجاتهم الأدبية والفنية والعلمية في كل مواقع الإعلام لتحفيزهم نحو المزيد من العطاء والإلتزام بوجودهم المندائي
• تشجيع رجال الدين من الشباب ليكونوا حلقة تواصل واتصال مع الشباب المندائي عامة واستثمار رغبة الكثير منهم في المعرفة الدينية وتقديم الأنشطة المندائية لتكون ميدانا مساهما لهم الآن وفي المستقبل المندائي الذين هم أساساً له.
• أن هذة الوثيقة تمثل إجماعا على تشخيص الواقع المندائي اليوم وما يواجهه المندائيون في حاضرهم ويثبتونه في نظرتهم للمستقبل المندائي وفي مسار حركتهم فيه.
• دعم النشاطات الرياضية وأحتضانها و التي تستقطب الشباب و الشابات و المساهمة في أبراز طاقاتهم و تقريب بعضهم البعض الآخر من خلال هذه النشاطات.

تم أقرار وثيقة العمل المندائي بالأجماع في نهاية المؤتمر العام السادس المنعقد في مدينة دنهاخ ( لاهاي ) في هولندل للفترة 6-8 تموز 2012

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016

الهيئة التحضيرية للمؤتمر العام السادس

رئيس الهيئة التحضيرية للمؤتمر رئيس الفيدرالية
مانع السعودي
 
السكرتاريــــــــة
أنتفاضة مريوش - المنسّـقة مع اتحاد الجمعيات ، عبد الجبار السعودي ، عصام العثماني ،عبد الكريم خير الله 
 
اللجنة الأعلامية
صلاح رحيم الخميسي ، عصام العثماني ،زهور بابل
 
اللجنة الفنية والأجتماعية
جمال المباركي ، مهند بدر قمر، نصرت الزهيري

لجنة الخدمات والأقامة والنقل
مهند بدر قمر ، فوزي الماجدي

اللجنة المالية
أكرم عسكر ، راجح الحيدر ، فوزي الماجدي

لجنة التشريفات و الأستقبال
عبد الكريم خير الله ، سمير السام ،كمال حكمت ، نجم عبد الله ،عبد الرحيم خير الله ، قاسم العثماني ،زهيربدر،مضر سليم ، سعد صبري

لجنة المرأة
سميرة ماهود ، ميسون ناصر ، زهور بابل ، انتظار الحيدر ، سوسن ابراهيم، سهى صبري

من جمعية مندا بوتاميا للشباب
اديان اياد ، نور رحيم ، فرات سامي الحيدر ، غيد عصام ،ايفين رافد ، ايفان رافد ، روان السني