ان شبابنا المندائي اليوم شباب واعٍ ومثابر لمتطلبات المرحلة ، تقع على عاتقهم مَهام جِسام اكثر من غيرهم في تحمل وزر هموم وتطلعات مجتمعنا المندائي ، من خلال ممارساته وعلى كافة الاصعدة ، كونه شباب طموح يبحث عن دور فعال وحقيقي في تبوء مواقع المسؤولية التي تليق به عبرمختلف القنوات الاعلامية والارشادية العاملة ، يتطلب منا تجنيد الطاقات الشبابية الخلاقة التي تعمل على ديمومة المسيرة المندائية وفق مسار عام و متكامل ، رغم وجود بعض المعوقات والهفوات هنا وهناك ، لكن هذا لا يمنع من إتاحة الفرصة في إبداء الرأي والمشورة والعمل التكاملي وبحرية تامة دون منغصات والتشجيع الدائم وفق المنظور الحضاري الخلاق ، لا نريد لهم ان يندرجوا تحت ادوات الهدم والضياع ، بل تحت خيمة الادوات الفاعلة في البناء والتطوير والتغيير .
ان الفكر المندائي فكر قديم ، يتجدد باستمرار ، ويحث دائما الى البحث عن المعرفة ومصادرها الخلاقة والطريق السليم الى سلوك تلك المفاهيم العظيمة التي ترينا عليها وتربى عليها كذلك اباءنا واجدادنا من قبلنا ، وان تأسيس بيت المعرفة المندائية في عاصمة الثقافة والسلام بغداد هو خير دليل على هذا التوجه الجديد .
ان الديانة المندائية ديانة سامية المضامين والاتجاهات ، ديانة وطنية واممية المنهج والسلوك ، تؤمن بالسلام والأمان وتكره الحروب والدمار والمتاجرة بالانسان لانها من اولى دعاة السلام ببياضها الناصع وبفكرها النير ، اكسبها الاحترام والتقدير والثناء من لدن الجميع رغم عاديات الزمن .
ان حث الشباب المثابر على تبني الثقافة الحرة المتحضرة وفق الثوابت المندائية ، التي تعكس الجذر العلمي التربوي الذي دعا اليه فلاسفتنا وعلمائنا العظام .
ان تضامن جميع شبابنا الغيور والاسطفاف في مشاريع مشتركة عبر وسائل الاتصال الالكترونية او عبر منتجعات التعارف اوعبر وسائل التوعية والارشاد الديني والبحث العلمي كل هذه المشاريع لها خط شروع واحد هو الصالح العام وانعاش مسيرتنا المتلكئة بهمة ونشاط شاباتنا وشبابنا الغيارى لكسر الجمود الحاصل والنظر بعين الحرص على مستقبل تراثنا وديننا من الظمور والادنثار. باعتبار الشباب هم الركيزة الاساسية والضمانة الاكيدة لاستمرار وبقاء المندائية على مر الازمنة والعصور .