ان اعمال ألعنف ألمضاد التي تنتشر في شتى مناطق العالم تنطوي على نوازع انانيه
وحالات من التعصب والانغلاق ودوافع الهيمنه التي تفسد مناخ التعايش والتسامح بين التيارات الفكريه المختلفه والقوى السياسيه المتعارضه والمصالح الاقتصاديه المتناقضه فيحرص الطرف الذي يملك قوة السلطة والهيمنه او النفوذ في اي من المجالات الى الغاء الاخر عن طريق تدميره او اقصائه او تحجيمه مما يولد ردود افعال قد تتخذ اشكالا ووسائل اكثر عنفا وتؤدي الى نتائج مأساويه
وامام تفاقم حالات التعصب والتطرف وما تؤدي اليه من تقتيل وتخريب واهدار للطاقات ودوس على القيم الانسانيه فقد اصبح شعار التسامح يطرح في اطار العمل على اطفاء البؤر المشتعلة هنا وهناك التي تخلف الكثير من الضحايا والدمار والماسي ولا يستفيد منها اي من الاطراف المتصارعةمما يدعو الى تلافي كل ذلك عن طريق مد جسور التحاور وايجاد سبل التفاهم والتواصل الايجابي كبديل لاعمال العنف واحترام حرية التعبير واحترام الراي والراي الاخر
وما دام الناس في اي مجتمع هم ليسوا نسخاً متطابقه ولا تجمعهم نفس المصالح ولا يشتركون في نفس التطلعات والرغبات ولا يحملون نفس القناعات فان من الحقوق
الطبيعية لكل فرد او جماعه حق التعبير عن الاختلاف والمغايره
اننا اليوم في أشد الحاجه الى التسامح الفعال والتعايش الايجابي بين الناس اكثر من اي وقت مضى نظرا لان التقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات يزداد يوما بعد يوم بفضل ثورة المعلومات والاتصالات والثورة التكنولوجيه التي ازالت الحواجز الزمانية والمكانيه بين الامم والشعوب
ان الاصل في العلاقات الاجتماعية والانسانيةان تكون علاقات قائمة على المحبة والمودة والتالف حتى ولو تباينت الافكار والمواقف
ومن اجل كل هذا لابد ان نكون متسامحين