الأربعاء, 14 كانون2/يناير 2015

ثورة المنادي ...البدايات والافاق الجديدة

  عزيز ساجت

قديماً كانت تبنى المنادي في داخل الكهوف والمغارات لغرض اجراء الطقوس الدينية وعمادها بتوفير المياه من مصادرها الضرورية من خلال احواض يتسلل اليها الماء من العيون الجارية ، وقد اتخذت المنادي شكل اخر في مراحلها التاريخية المتقدمة التي تأسست فيها من القصب والبردي ومن الطين الحر القائمة على ضفاف الانهار .
على ايامنا كانت المنادي بيوت لشيوخنا العظام ، ومجالس نافذة لمناقشة الامور الدينية والدنيوية واقامة مراسيم الافراح والاتراح ، وعند اجراء طقوس طعام الغفران على ارواح الموتى ، وفي مواسم الاعياد ومن نحر للذبائح في ايام الاحاد المباركة ، وعند تعرضها لظرف طارىء يجتمع وجهاء الطائفة الكرام مع الرئيس الروحي المتمثل بالشيخ الجليل في هذه المدينة او تلك في كل من العراق وايران وغيرها ، رغم تلك الظروف كانت ببساطتها المعهودة تجارب غنية تحمل بين طياتها معاني كبيرة في جمعتها وتعاونها ومحبتها ، كان المندي مركزا دينيا وثقافيا واجتماعيا بالاضافة الى كونه واجهة معروفة من لدن السلطات المحلية والوطنية ، كانت سماته وقوة تاثيرة اكبر واعظم مما هو علية الان ، كان بنائه شامخاً بشموخ الافكار المندائية السمحاء الثابته بقوة جذوة التوحيد التي نؤمن بها ، الناطقة بأسم الحي العظيم ، وتحت اليافطة المقدسة لنبينا الكريم ( يحيى يهانا ) .
ان أقامة طقس المعمودية تحت اي مصدر يَفي بالغرض المطلوب لتلك الشعائر الدينية المقدسة ، سواء كان في حوض ماءٍ زلال او نهر جارِ اوساقية او ماءُ عين صافية ، ينظر اليه كهدف وغاية نبيلة لا غير ، المندي بيتنا يجمع اهلنا على الالفة والمحبة والتصافي والاحترام المتبادل .
نحن اليوم في ورطة من أمرنا ، هل تغيرنا ؟ أم تغيرت الحياة فينا وتبدلت معها نواميسها وثوابتها وخياراتها ، بعد ان اصبحت كل مجموعة صغيرة منا في صوب بعيد ، وبتْنا قاب قوسين أو ادنى من الضياع والزوال في الغربة ، لكن يبقى السؤال ، هل نعيد ذات التاريخ التليد ، لتأسيس المنادي كسابق عهدها من جديد ؟ هل نعيد الزمن الجميل بمحبتة وتعاونه ونخوته المعهودة ، ان تكون ذات النوايا الحسنة ، بدل من ندعو لها ولغاية في نفس يعقوب ، وهل وجدت التراتيل التي تسبح بأسم الخالق المتعال في المنادي ؟ صدىً واعتباراً لها ، أم لشق عرى الوحدة المندائية وبعثرتها ، هل من اهدافها المعلنة خدمة كل الاطراف ؟ أم تفضيل طرف على طرف اخر ؟ لو سألنا انفسنا وتطلعنا الى مندائيتنا بجدية بماذا تجيب ؟ لو قلنا نحب المندائية كدين وكعقيدة ، ماذا يكون جوابها ؟ حبوا بعضكم أولا ، هل وصلنا الى حالة اللاعودة ؟ وعدم رجوع عقارب الساعة الى الوراء ؟؟ مجرد تساؤلات مشروعة تحتاج الى من يجيب عليها ، لكن لا جواب لمن تنادي !!! .
لقد تغيرت الامور والاحوال ومعها تغيرات مسالك الحياة ، يفضل الان قبل اي وقت اخر مراجعة حساباتنا وخياراتنا قبل فوات الاون ، يومها لا ينفع الندم ابداً ، وليس العيب ان نخطأ بل العيب كل العيب ان نعرفه ونتمادى عنه .
ان التحلي بخصال المحبة لابناء جلدته وفي الصبر والتضحية والعمل الدؤوب هي سمات كل مندائي غيورعلى دينه وعقيدته السامية ، والوقوف دون خوف او وجل في وجه الرياح السوداء الجديدة التي تعصف بنا اليوم .
نروم من كلامنا هذا بناء خط للاعتدال وليس خط للتطرف والمغامرة ومعاول صلدة في الهدم ، ان الاخلاق الحميدة الفاضلة لن تقاس يوما بالثراء اوالثروة كما يتصور البعض ، بل بالتصرف الصحيح وبالمنطق السليم والكلمة الطيبة صدقة ، هذا ما يفرض أخذه بالحسبان على الدوام ، كل عام ودمتم بخير

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016