الأحد, 03 أيار 2015

نحو مؤتمر سابع للاتحاد نحو مؤتمر ثقافي مندائي

  موسى الخميسي

منذ اعوام طويلة ، تأثر مسار الثقافة في العراق بشكل سلبي، وتعمق فيها اغتراب المبدع عن الوسط الذي يعيشه، بسبب من إطباق حالة العنف والنفي وازدراء الآخر، الذي مارسته العديد من مؤسسات الدولة، جنبا الى جنب الفئات الاصولية والسلفية الرجعية على مدى عدة عقود، الى الدرجة التي ايقن فيها المبدع وعموم المثقفين بتبعيته للملاك السياسي اللاهث وراء تطبيق الشعارات السياسية والايديولوجية التي تبنتها ولاتزال الاحزاب والطوائف التي تبوأت ولا تزال سدة الحكم.
لقد منع المثقف الذي ينتمي للاقليات الدينية ومنها ابناء طائفتنا من الاقتراب من الواقع، وشاعت ولاتزال الى يومنا هذا مقولة استقلال الثقافة بنفسها وتعاليها على الواقع، للحد الذي أصبحت الثقافة ظاهرة معزولة عن عموم الازمات العامة الخانقة التي يمر بها المجتمع المغيّب من قبل الدولة. ان عزل الثقافة في سماوات بعيدة منغلقة على نفسها، هو العامل الموضوعي لانعزال الاقليات الدينية العراقية وانطوائها على آلية خاصة بها، وقد أسهم هذا الانطواء في تشويه ولادة النص الابداعي للعديد من ابناء هذه الاقليات، مما اتيح للاخرين في تقديم نصوص عن فكر وفلسفة وثقافة وتراث وتاريخ هذه الاقليات وكأنها بلاهوية، مقطوعة عن زمانها ومكانها، متعالية على الذاكرة الشعبية والوطنية والتاريخية، مرصعة بذاكرة شعوب اخرى وتجارب فنطازية بعيدة عن واقعها وفكرها وحقيقة طقوسها وممارساتها.
ان تجربتنا في اتحاد الجمعيات المندائية خلال السنوات العشرة الماضية، لم تنزع نحو حرق مبادرات الاخرين التي تصب في هدف جليل وسامي وهو نصرة المندائية واعلاء شأنها في كل مكان وزمان، ولم نحرق في الحقيقة اية مرحلة، لاننا ادركنا ومنذ البداية بان من يحرق المراحل لتحقيق اهداف عاجلة، هو كمن يحرق اصابعه ومجساته التي لايمكن بدونها تجاوز ما هو قائم، ادركنا بان تحسين الادوات وترشيدها عبر عملية النقد والمراجعة، والانطلاق من التقاليد المتراكمة للصعود منها عبر افعال ذاتية وجماعية مبرر اجتماعيا ومرحليا، وهو ما سيقود الى الانفتاح على الواقع لفهم طبيعة المعوقات والصعوبات الخطيرة التي تعترض مسيرة المندائية، واعتبرنا ذلك بمثابة الشرط الاول من شروط الابداع المتحرر، والمنفتح، والمؤسس. ولهذا ثبت اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر،في وثائق مؤتمراته السابقة ، اهمية المنابر واللقاءات والمؤتمرات والروابط الثقافية جنبا الى جنب النشاطات الثقافية الاخرى المتعددة التي حملتها وثائق مؤتمرية الخامس والسادس، والتي ستحملها بالتأكيد وثيقة مؤتمره السابع القادم التي سيعرضها الاتحاد بعد ايام قليلة، لكل المندائيين للاطلاع عليها ومناقشتها قبل انعقاد مؤتمره، من اجل انفتاح المندائية بفلسفتها العميقة وتاريخها الناصع وفكرها المعطاء على العالم، بعمل وحس تنويري، يضيء التراث المندائي.
اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر انحاز بكل وضوح ومصداقية مع كل فعالية تسعى لصوغ ثقافة مندائية منفتحة، تغني مسيرتنا المندائية، وووظّف كل قدراته وطاقاته لاحياء كل ما يتصل بالفكر والتراث المندائي. انسجاما مع فهم وادراك قيادته بحرية مفكرينا ومثقفينا المرتبطة بحرية الرأي والتعبير، وباعتقاده الراسخ بان جسر الثقافة هو الموصل الى بحر الديمومة لهذه الجماعة البشرية.
وفق هذا المنطق الذي استعرضناه وتساوقا مع الدعوات المخلصة لعدد من مثقفينا لجعل المؤتمر السابع القادم للاتحاد بمثابة تظاهرة ثقافية ، لان الجميع يدرك بان الثقافة هي الاساس في ديمومة المندائية .لقد اولت اللجنة المنظمة للمؤتمر بجهود نشطة ومنظمة، صياغة احتفالية ثقافية فنية متميزة ، تتسم بالانفتاح ، في توجهاتها عبر صيغ مناسبة من العمل الجماعي المنظم، ستساهم بكسر روح الاختناق التي تعاني منها مجموعتنا البشرية التي هي تراث للانسانية جمعاء ، بما تمتلكه من ارث فكري وفلسفي عظيمين.

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016