مسلسل حفيظ

يُعرض المسلسل العراقـي في هذه الأيام ( حفيظ ) وهو من تأليف العراقي سعد هدابي وإخراج السوري سامي الجنادي وتمثيل نخبة من الممثلين العراقيين والعرب  .

المسلسل  كعمل درامي لا يختلف عن غيره من المسلسلات التي تعتمد على أحداث ومشاهد كانت  ( أهوار العراق ) مسرحاً لها  وخاصة أهوار ميسان حيث كانت وقائع وأحداث القصة التي تتحدث وبشكل رئيسي عما يحدث من  مواقف غريبة تحدث لبعثات التنقيب وما يشوب المنطقة من غموض فيما يتعلّق بالموقع الذي يسمّـى (حفيظ) وما كان إيمان الناس ليتزعزع بالقدرة الغيبية المقدسة  التي يتمتع بها ذلك الموقع  ؛ على الرغم من أن المؤلف يُشير وبشكلٍ واضح أن سرقاتٍ تحدث وبعلم من البعض المتواجد هناك و يتمُّ تهريب الآثار واللقى الآثارية ليتم بيعها بعد ذلك .

الأمر المثير للإستغراب ؛ أقحام الصابئة المندائيين بهذا العمل غير الموفـق من ناحتين  :

 الآولى - عدم إعتماد المؤلف على من هم مطلعين على أمور الصابئة المندائيين من الناحية الطقيسية والإيمانية   ؛ فالذي يتابع أحداث المسلسل سيصدم بما يسمع من نشاز الكلمات والجمل غـير المفهومة والتي تـُوحي للمستمع غـير الصابئي المندائي بأنه كلام المندائيين ، وهذا بحــد ذاته مكمن الخطورة التي لم ينتبه إليها المؤلف العراقي ، ولم يُعـرها المخرج السوري ، وهو [ الغريب عن المنطقة ]  الكثير من الإهتمام ؛ لأنه غير مكترث بما يُـقـال بمقدار ما يريد إظهار نبض المنطقة ، ولم يحاول المخرج  أن يستشيرالصابئة المندائيين بأمور دينهم؛ ليكون على بيّـنة  فيما يحاول إظهار النسيج المتواجد في منطقة العمـل ؛ وهو بهذا العمل ، إنما يتعكّز على ما دة العمل المقـدّم من المؤلف والذي هو بالأصل عراقي و المفروض أنه يعرف هؤلاءِ القوم  ؛  لذا فقد تمت الإساءة  للصابئة المندائيين  ، من كلا الطرفين ( المؤلف بالدرجة الأولى  ، والمخرج بالدرجة الثانية وهو من يقع عليه عبء المسؤولية الأدبية  والفنية لأنجاح أي عمـل فني  بــدلأ  من أن يوضـّف الصورة الحقيقة لأتباع هذا الدين القديم ليُضفـي للعمل متعة حقيقية  ؛ فهاهو وبدون فـهم يُعيد مشاهد الصباغة وبدون مبرر أكثر من مـرة وكأنه مستمتع ، بوجود هذه الخامة الأيمانية والتي لم توظف سابقـاً بأي عمل درامي على مستوى العالم العربي  ،كان فرحـاً بعمله  ، ولم يعرف إنه يُسيء لقوم دونما دراية !   

الثانيـة - في الزمن العمـل  ( والذي يدلل على أنه معاصر صورة للمقبور ؛ رمزاً للمرحلة ) فالصابئة المندائيون لم يكونوا بسذاجة وبلاهة كما صورها المؤلف ؛ فلقد ظهر جيل متنور ، واع ٍ ، متعـلم في أرقى المدارس والمعاهد ، وتوجد  هنالك نخبة من الأساتذة والأطباء والمهندسين والمعلمين  الذين كانوا يجيدون أكثر من لغة  وفي أكثر من مكان واحد .

 لقد طغت سمعة الصابئة المندائيون العلميّـة والعملية  وغطّت مساحة واسعة من الثقافة العراقيّة الحديثة من حيث الشعر والفن والموسيقى وفن الصياغة ؛ حتى بات فن الصياغة معلمــاً من معالم الصابئة المندائيين ، يُشير إليهم أينما عُـرض هذا الفن الرفيع   .

برأينا : ان المسلسل ما كان  سيقع تحت دائرة الإتهام ؛ لو تمهّــل المؤلف و المخرج وتأنـيا قليلاً ، وسألا واستفسرا من أصحاب الشأن ، ونقصد الصابئة المندائيين ؛ لكان مرَّ العمـل مرور الكرام وما اعترض عيه معترض  .

هيئة التحرير