• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 20 نيسان/أبريل 2014

العزف على الباريتون

  ثائر صالح

الباريتون (وتكتب Baryton وليس Baritone) هي أداة موسيقية نادرة ظهرت لربما في بداية القرن السابع عشر في انكلترا، واستعملت لغاية نهاية القرن الثامن عشر. أما كلمة الباريتون الثانية فتستعمل للدلالة على الطبقة الوسطى من الصوت الرجالي في الغناء بين الباص والتَنور كما هو معروف، وكذلك يطلق هذا الاسم على بعض الأحجام من الأدوات الموسيقية، مثل الباريتون هورن – بشكل مشابه لتسمية الصوت البشري – للدلالة على مدى صوتي محدد.
أداة الباريتون من الأدوات المثيرة، فهي تشبه الفيول الغليظ (باص فيول)، بستة أوتار ويعزف عليها مثله، تمسك عمودية وتثبت بين الساقين ويمرر القوس على الأوتار (أي مثل التشلو) بينما يضغط العازف بأصابع اليد اليسرى على الأوتار عند الرقبة التي تقسم إلى خانات مثل خانات الغيتار. لكن الفارق الأساسي بين الباريتون والفيول الغليظ هو وجود حوالي 10 أوتار مشدودة خلف الرقبة، يبضّها العازف بابهام يده اليسرى بينما يستعمل الأصابع الباقية ليدوس على الأوتار الأمامية. أي أنها أداة مركبة، بوظيفتين، ولهذا السبب يكون العزف عليها أصعب بكثير من العزف على التشلو أو الفيول الاعتيادي.
كان يوزف هايدن أشهر من ألف لهذه الأداة الغريبة، لأن مخدومه الأمير المجري نيكولاوس (مِكلوش) أسترهازي (1714-1790) كان يجيد العزف عليها، لذلك نجد بين أعمال هايدن 123 ثلاثية للباريتون والفيولا والتشلو، وثلاث غيرها للباريتون والكمان والتشلو بالاضافة إلى أعمال اخرى، مكتوبة خصيصاً للأمير الذي عزف جزء الباريتون. ويبدو من هذه الأعمال البعيدة عن التعقيد، أن الأمير لم يكن عازفاً يتمتع بقدرات فائقة في العزف، فقد كتب هايدن هذه الثلاثيات بسلالم غير معقدة وقلما تطلب الأمر العزف بالابهام على الأوتار سوية وفي نفس الوقت مع الأوتار الأمامية. لكن هذا لا يعني أنها موسيقى رديئة أو ناقصة القيمة الفنية، بل بالعكس، فهي قطع فنية بديعة مثل كل أعمال هايدن الاخرى برغم بساطتها التقنية.

ريتشارد هتشنسون يتحدث عن هذه الأداة الجميلة:
http://www.youtube.com/watch?v=QZApJANZjl0

الحركة البطيئة من ثلاثي رقم 97
http://www.youtube.com/watch?v=UP613tBAa6Q

مقطع من عمل كراوزه (حوالي 1700م) يوضح صعوبة العزف على الباريتون:
http://www.youtube.com/watch?v=zl6yZL4XqDE

ثلاثيات من تأليف لويجي توماسيني، عازف الكمان الأول في فرقة الأمير أسترهازي وهو صديق هايدن
http://www.youtube.com/watch?v=6d-ce-c-04w

إلى اللقاء مع نوادر موسيقية جديدة الاسبوع المقبل

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد