• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 04 أيار 2014

من أجمل أعمال موتسارت

  ثائر صالح

أبدأ بالقول: كل أعمال موتسارت جميلة. فعبقرية هذا الموسيقار نادرة لا تتكرر. ومع ذلك هناك بضعة أعمال خرج بها عن اسلوبه المألوف الخفيف الرقيق المرح والمنشرح، بل حتى الطفولي، فهي مختلفة بكل بساطة، لهذا حازت شهرة كبيرة. من هذه الأعمال كونشرتو البيانو رقم 20 (تصنيف كوخل رقم 466) الذي أكمله يوم 10 شباط 1785، ليقدمه في اليوم التالي حتى قبل أن يجف حبر المدونة الموسيقية والأجزاء المستنسخة للأوركسترا. ما يميز هذا العمل أنه مكتوب بمفتاح ره الصغير، والمعروف عن موتسارت أن الغالبية العظمى من أعماله كتبت بالسلم الكبير، بالتالي فرحة ومشرقة ومرحة.
الصادم في هذا الكونشرتو هو الحركة الأولى القاتمة وداكنة الطابع ، تليها الحركة الثانية التي مثلت تناقضاً رقيقاً وغنائياً مع الحركة الأولى. لكن الحركة الثالثة تعود للسلم الأصلي في صراع متواصل لا يحل، حتى أن الانتقال إلى الجزء الأخير من الحركة الثالثة بالتحول إلى مفتاح ره الكبير دون تمهيد لم يحل الصراع. ويبدو أن موتسارت لم يشأ ترك جمهوره في أجواء سلم ره الصغير، أي أن الخاتمة موتسارتية بالشكل المعتاد في باقي اعماله.
لم يكتب موتسارت كونشرتو آخر للبيانو في السلم الصغير سوى كونشرتو رقم 24 (في دو الصغير). العمل الاستثائي الآخر المكتوب بالسلم الصغيرهو أداجيو وفوغا للوتريات (تصنيف كوخل رقم 546) في دو الصغير. والأداجيو هي سرعة من سرع التأليف الموسيقي (بطيء على الراحة)، أما الفوغا فهو اسلوب في التأليف الموسيقي، من أشكال المحاكاة يكتب لعدة خطوط لحنية تتداخل وتتفاعل. وتعود الفوغا إلى سنة 1783، ولم يكمل موتسارت العمل إلا في 1788. وتلك كانت فترة من حياة موتسارت القصيرة بدأ يهتم فيها بالتأليف "العلمي" أو العميق، خاصة بعد اطلاعه على بعض أعمال باخ التي تتميز ببنائها المحكم.

 

كونشرتو رقم 20 (كوخل 466) في ره الصغير، فرقة الباروك الانكليزي بقيادة جون أليوت غاردنر. مالكولم بيلسون على الفورتبيانو (العمل يقدم بدوزان العصر الكلاسيكي، نغمة لا هي 432 هرتس)
http://www.youtube.com/watch?v=h71c4u_95P8

إلى اللقاء السبت القادم

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد