• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 11 أيار 2014

خماسية بيتهوفن للبيانو والهوائيات

  ثائر صالح

من أعمال بيتهوفن الشاب، خماسية للبيانو والهوائيات (أوبو وكلارينيت وباسون وهورن) عمل رقم 16، كتبها في 1796، متأثرا بخماسية موتسارت لنفس الأدوات ونفس السلم، مي بيمول الكبير (تصنيف كوخل رقم 452، سنة 1784)، لكنه بالتأكيد لم يستنسخها. فخماسية موتسارت لم تظهر مطبوعة إلا في سنة 1800، ولم يكن بالامكان الحصول إلا على مدونة مكتوبة للبيانو والرباعي الوتري فقط. لكن هناك احتمال أن يكون بيتهوفن قد اطلع على المخطوطة التي كتبها موتسارت، عن طريق صديقه الكونت المجري نيكولاوس زمسكال فون دومانوفتس الذي امتلك المخطوطة ونشرها في سنة 1800. لم تكن شهرة بيتهوفن قد بدأت وقتها كمؤلف بعد، لكن نجمه كان في صعود كعازف بيانو جيد له قدرة ممتازة على الارتجال، وكان آنئذ يتعرف على مختلف الأدوات الموسيقية قبل أن يبدأ رحلته الجبارة في عالم الاوركسترا والسيمفونيات.
حاول بيتهوفن أن يؤلف موسيقى جادة في الحركة الأولى (بطيئة بتثاقل Grave) فكتب حركة أطول من الحركتين الباقيتين. والخماسية على العموم تتميز بالتوازن في الدور بين البيانو ومختلف الأدوات الهوائية. وهي مكتوبة بمفتاح مي بيمول، مثل سيمفونيته الثالثة وكونشرتو البيانو رقم 5 (الكونشرتو الامبراطوري) وكأنها التمرين لهذين العملين الجبارين. وفي الحركة الثالثة نسمع بيتهوفن الناضج، فهذه الحركة مليئة بالألحان المميزة له لاحقاً، مع دور أكبر للبيانو. وكانت حفلة تدشين هذه الخماسية قد قدمها بيتهوفن نفسه على البيانو. ويقول فرديناند ريس تلميذ بيتهوفن عن الحفل، أن بيتهوفن خرج عن النص المكتوب بعد انتهاء أحد مقاطع الحركة الأخيرة، وبدأ بالارتجال، مما أدى الى انزعاج عازفي الأدوات الهوائية الذين مسكوا أدواتهم ووضعوها على شفاههم تهيؤاً ثم أنزلوها في انتظار انتهاء ارتجال بيتهوفن. هذا المشهد سحر كل الحاضرين، كما ذكر ريس.

موتسارت: خماسية البيانو والهوائيات في مي بيمول الكبير تصنيف كوخل رقم 452
http://www.youtube.com/watch?v=MsX5x7VAae0


بيتهوفن: خماسية البيانو والهوائيات في مي بيمول الكبير عمل رقم 16 (للفورتبيانو)
http://www.youtube.com/watch?v=p397L689Wak

 

إلى اللقاء الاسبوع المقبل

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد