• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 26 تشرين1/أكتوير 2014

الموسيقي القتيل

  ثائر صالح

سافر الموسيقي الاسباني أنريكه غرانادوس 1867 - 1916 إلى الولايات المتحدة لتقديم حفلات على البيانو وأداء أعماله، وقدم حفلاً على البيانو أمام الرئيس الأمريكي ويلسون، وكان عليه القيام ببعض التسجيلات لأعماله على البيانو. لكن هذه التسجيلات تسببت في تأخره عن موعد الباخرة التي تقلته إلى اسبانيا، فسافر على غيرها إلى انكلترا ومنها عبر بحر المانش بغية الوصول إلى فرنسا ومنها اسبانيا براً. لكن غواصة ألمانية هاجمت السفينة التي أقلته وعائلته في يوم 24 آذار 1916 وأصابتها بطوربيد. نجح غرانادوس في الصعود إلى قارب الانقاذ مع أطفاله، لكنه قفز منه لينجد زوجته من الغرق فغرقا سوية تاركين ستة أيتام في القارب. ومن سخرية القدر أن أحد أبناءه أصبح بطلاً في السباحة.
يعد غرانادوس بين أهم الموسيقيين الاسبان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهو عازف بيانو مبدع ومؤلف بارع نهل من ينبوع الموسيقى الاسبانية الصافي، من أهم أعماله متتابعة للبيانو بعنوان غويسكاس (لقطات موسيقية عن لوحات فرانثسكو غويا)، وقد حولها إلى أوبرا قدمها في نيويورك بنجاح، وله مجلدات من الأغاني بصحبة البيانو، وقصيدة سيمفونية بعنوان دانتي، والرقصات الشرقية، وهي بين أشهر أعماله اليوم (خاصة بنسختها المكتوبة للغيتار). كتب كذلك بضعة اوبرات. تأثر بشوبان وليست وكذلك بالنرويجي أدفارد غريك، وأثّر على مؤلفين اسبان من كاتالونيا حيث ولد وعاش، مثل المؤلف مانويل دي فايا صاحب رقصة النار (من باليه العشق الساحر) وعازف التشلو الكبير بابلو كازالس الذي اشتهرت بسببه سوناتات باخ للتشلو المنفرد بعد تسجيلها بين 1936 و 1939.

التسجيل الذي أخر غرانادوس عن سفينته: الرقصة الشرقية (رقم 2)، من رقصاته الاسبانية. غرانادوس على البيانو في تسجيل سنة 1916
Granados plays Granados "Oriental" from Danzas españolas 

 

غرانادوس يعزف عمله فاندانغو كانديل من متتابعة غويسكاس (1916)
http://www.youtube.com/watch?v=FUeQfcMdIjM


من أشهر أعماله: رقصات اسبانية، الرقصة الأندلسية (رقم 5)
http://www.youtube.com/watch?v=tPmPr30_lzo

 

إلى اللقاء الاسبوع القادم

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد