• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 02 تشرين2/نوفمبر 2014

اكتشاف مخطوطة لموتسارت

  ثائر صالح

لم يعرف من مخطوطة سوناتا البيانو رقم 11 في لا الكبير (كوخل 331) لموتسارت سوى الصفحة الأخيرة محفوظة في زالتسبورغ في النمسا. هذه السوناتا التي يؤلف المارش (الروندو) التركي حركتها الثالثة هي أحد أشهر أعمال موتسارت. غير أن إعلاناً مثيراً عن اكتشاف كل الصفحات الباقية من المخطوطة حصل في بودابست أواخر أيلول الماضي، بذلك اكتملت هذه المخطوطة التي بقيت مختفية لأكثر من قرنين. كانت هذه السوناتا قد صدرت مع السوناتات رقم 10 و12 في طبعة نشرتها دار أرتاريا سنة 1784. ويعتقد أن موتسارت ألف هذه السوناتا في زالتسبورغ أو فيينا قبل تاريخ النشر بعام.
وكان موتسارت من المؤلفين الذين يؤلفون الموسيقى شفاهاً قبل أن يكتبوها على المدونة، أي أن كتابة المدونة الموسيقية تكون من الذاكرة، فهي بالتالي عملية ميكانيكية. لذا تتميز مخطوطات مدونات موتسارت الموسيقية بأنها نظيفة، تكاد تخلو من التصحيحات والتصليحات والشطب والتحوير، حتى إن كانت مخطوطة بعجالة وسرعة، فكثيراً ما كتب موتسارت موسيقاه في اللحظة الأخيرة أو في يوم تقديم العمل الجديد بعد ليلة سهر فيها مع أصدقائه حتى الصباح.
عثر السيد بالاج ميكوشي مدير قسم الموسيقى في مكتبة سيتشيني الوطنية في بودابست على هذه اللقية الثمينة صدفة أثناء دراسته المدونات الموسيقية التي لم تصنف بعد. تأسست مكتبة سيتشيني سنة 1802 وتعود ملكيتها في الأصل للكونت فرنس سيتشيني 1754 – 1820 الذي أسسها وتبرع بمحتوياتها وجعلها في متناول الجميع كمكتبة وطنية عامة، كانت تحوي 13 ألف كتاب مطبوع وأكثر من 1200 مخطوطة ومئات الخرائط والغرافيك والبورتريات والعملات النقدية القديمة عند تأسيسها. يحوي قسم الموسيقى اليوم 170 ألف مدونة موسيقية مطبوعة، وأكثر من 18 ألف مخطوطة، بالاضافة إلى مقتنيات متنوعة من الكتب الموسيقية والصور الأرشيفية.

العازف المجري زولتان كوتشيش يؤدي مقطعاً من السوناتا وفق المخطوطة المكتشفة حديثاً في حفل اقيم في مكتبة سيتشيني يوم 26 أيلول الماضي:
https://www.youtube.com/watch?v=82fjVrXGmOk
مقطع من الروندو التركي:
https://www.youtube.com/watch?v=LTt-tC8Wczo

فلم عن المخطوطة
https://www.youtube.com/watch?v=MlMDbyh1KRc

إلى اللقاء الاسبوع المقبل

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد