• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 16 تشرين2/نوفمبر 2014

يوبيلية ريشارد شتراوس

  ثائر صالح

بداية أقول لا صلة لريشارد شتراوس المقصود بعائلة شتراوس النمساوية التي أنجبت عدداً من الموسيقيين بل هو مؤلف ألماني ابن أحد أشهر عازفي الهورن في ألمانيا في القرن التاسع عشر. ولد في ميونيخ عاصمة بافاريا سنة 1864 وحصل على تعليم موسيقي مبكر، وبدأ التأليف في شبابه، بحيث ألف سيمفونيته الثانية عندما كان في العشرين من عمره، بعد تأليف عدد كبير من أعمال البيانو والأغاني. عمل مساعداً لقائد الاوركسترا الكبير هانس فون بيلوف في قيادة فرقة مانهايم، وحل محله بعد تقاعده سنة 1885. في تلك الفترة تعرف على برامز شخصياً وتأثر اسلوبه بموسيقى برامز وشومان، قبل أن يتعرف على عازف الكمان الكساندر ريتر زوج ابنة عم فاغنر، فبدأ يميل إلى اسلوب فاغنر البارع في التأليف الاوركسترالي وتأثر باسلوب فرانس ليست في بناء القصيدة السيمفونية، ولازمه هذا الاسلوب الجديد حتى وفاته في 1949. أطلق على أعماله اسم قصيدة موسيقية بدلاً من قصيدة سيمفونية كما كان الحال عند ليست، وهي في الحالتين نوع من الموسيقى البرنامجية التي تصف حدثاً أو عملاً أدبياً بشكل موسيقى. ولاقى عمله "الموت والتجلي" نجاحاً كبيراً بعد عدد من المحاولات، تبعه بعمله الشهير "هكذا تكلم زرادشت" في 1896 استناداً إلى عمل فريدريش نيتشه بنفس العنوان. وأسهم فيلم "2001: اوديسا الفضاء" (1968) الشهير في نشر موسيقى شتراوس، حيث استعمل في مشهد بزوغ الشمس مقطعاً من هكذا تكلم زرادشت تبدأه الترومبيت بمساعدة التيمباني (الطبول).

كتب الشاعر النمساوي هوغو فون هوفمانشتال نص عدد من أعماله مثل اوبراه الكترا (1909)، ثم فارس الوردة (1910)، ووصل قمته في اوبرا "السيدة من دون ظل" (1919). تعاون مع هوفمانشتال والمخرج النمساوي ماكس راينهارت في إطلاق مهرجان زالتسبورغ الصيفي الشهير بعد الحرب العالمية الاولى، ولا يزال هذا المهرجان يعد من أهم النشاطات العالمية في عالم الموسيقى والأوبرا والمسرح حتى اليوم.
كتب نص اوبرا "السيدة الصامتة" (1935) النمساوي شتفان تسفايغ أثناء الحكم النازي، وأصر شتراوس على ذكر اسم المؤلف في العرض الأول رغم اعتبار النازيين تسفايغ شخصاً غير مرغوب فيه بسبب يهوديته. لكن العمل منع بعد العرض الثاني، واجبر شتراوس على الاستقالة من منصب رئيس غرفة موسيقيي الامبراطورية الألمانية سنة 1935، وهو منصب استغله سابقاً لمساعدة موسيقيين يهود، وتأييد تقديم أعمال مندلسون ومالر التي حظرها النازيون. ولم يكن تعيينه في هذا المنصب سنة 1933 قد تم بمعرفته أو بالتشاور معه.
لكن شتراوس لم يؤلف اوبرات وقصائد موسيقية فقط، بل الكثير من الأغاني وموسيقى الحجرة والأعمال الاوركسترالية. من بين أشهرها كونشرتو الهورن الفرنسي رقم 1 (1883) التي اعتبرها أبوه عازف الهورن البارع صعبة (ألف كونشرتو ثانية للهورن في 1943)، ومن أعماله البارزة كذلك عمله المسمى "التحولات Metamorphosen" المكتوب لثلاث وعشرين أداة وترية (1945). ويقيم النقاد عالياً آخر أعماله "الأغاني الأربع الأخيرة" التي ألفها قبل وفاته.

مقطع من كونشرتو الهورن رقم 1 (تمارين فرقة ستوكهولم الفلهارمونية الملكية)
http://www.youtube.com/watch?v=Xkt4rETyS7Q

التحولات، بقيادة انتوني فيت مع فرقة فايمار
http://www.youtube.com/watch?v=7jwml0jevv0

إلى اللقاء في الاسبوع المقبل

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد