• Default
  • Title
  • Date
الجمعة, 27 آذار/مارس 2015

بوفاردان وباخ وأحمد الثالث

  ثائر صالح

مواضيع ذات صلة

نبهني الفنان والخطاط عازف الفلوت إحسان أدهم إلى موسيقار فرنسي يستحق أن نتذكّره. هو عازف الفلوت الفرنسي الماهر بيير- غابرييل بوفاردان (عاش بين 1690 و 1768). فهو مثال الموسيقي الأوروبي الفنان الذي خرج إلى الفضاء الرحب للعالمية، بالمعنى المعاصر للكلمة.

ولد بوفاردان في مرسيليا على المتوسط في مقاطعة البروفانس، ودرس في كونسرفاتوار باريس، وطاف في البلدان، حتى أنه أمضى سنتين من العمل في اسطنبول عند سلاطين آل عثمان خلال حكم أحمد الثالث الذي عرف برعاية الأدب والفنون. ففي وقته تأسست سنة 1729 أول المطابع باللغة التركية والعربية في اسطنبول باشراف ابراهيم متفرقة (وهو قس بروتستانتي مجري من ترانسلفانيا أشهر اسلامه بعد أسره). هناك تعرف بوفاردان على يوهان ياكوب باخ (1682 – 1722) وهو أخو يوهان سيباستيان باخ. درس باخ على يد بوفاردان الفلوت، وانتقل لاحقاً للعمل في بلاط الملك السويدي كارل الثاني عشر غوستاف وتوفي في ستوكهولم.
من اسطنبول انتقل بوفاردان لخدمة أمير دريسدن بين 1715 – 1749 سوية مع خيرة موسيقيي أوروبا في ذلك الوقت: عازف الكمان البارع بيسندل والأخوين غراون وهاينشن والموسيقيين من بوهيميا زَلَنكا وبندا، وشكل هؤلاء وغيرهم أفضل اوركسترا في أوروبا في ذلك الوقت.
نشط بوفاردان في التعليم أيضاً، فإلى جانب شقيق باخ الذي ذكرناه تواً، درس عنده أشهر عازف الفلوت في القرن الثامن عشر وهو يوهان يواخيم كفانتس الذي فاق استاذه في الشهرة إذ ألف مئات كونشرتات الفلوت خلال خدمته الملك فريدريك الثاني (الكبير) في بوتسدام.
للأسف لم يبقى لنا من أعماله سوى كونشرتو للفلوت في مي الصغير كتبها لتلميذه الماهر كفانتس، وسوناتا للفلوت. مع ذلك نتبين من الكونشرتو أن اسلوبها مشابه لما عهدناه في أعمال مؤلفي بلاط دريسدن، مثلا حيوية ونشاط الايقاع واستعمال عبارات موسيقية تميز بها مؤلفو بلاط دريسدن.

كونشرتو الفلوت في مي الصغير
https://www.youtube.com/watch?v=BYJhNsG_EQM

إلى اللقاء السبت المقبل

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد