• Default
  • Title
  • Date
الأحد, 10 تشرين2/نوفمبر 2013

موسيقيون منسيون - نيكولا بوربورا

  ثائر صالح

اهمل الموسيقار الايطالي من نابولي نيكولا بوروبورا ١٦٨٦-١٧٦٨ بعد وفاته فقيراً، رغم تأثيره الهام على الحياة الموسيقية في آخر فترة من عصر الباروك. فقد كان مؤلف اوبرات شهير وتتلمذ على يديه عدد من أبرع المغنين في تلك الفترة مثل فارينلي، ودرس عنده مؤلفون كبار، مثل يوزف هايدن في شبابه. وكان بوربورا من تنافس مع جورج فريدريك هندل في لندن للفوز بقلوب اللندنيين في تأليف الأوبرا الايطالية، وكاد يتفوق عليه لولا تملص هندل عبر الانتقال لتأليف الاوراتوريو باللغة الانكليزية. لكن رغم تأثيره الواضح ودوره الهام في الحياة الموسيقية، عاني من سوء الحظ وواجه الكثير من الفشل في حياته، على الخصوص في سنوات شيخوخته.
ولد بوربورا في نابولي، لكنه عمل في الكثير من الدول الاخرى، فقد عمل في فينيسيا (ودرس في ملجأ الفتيات نفسه الذي ارتبط باسم فيفالدي)، وعمل في فيينا، ثم استقدمه معارضو هندل إلى لندن في ١٧٢٩ لتأسيس دارا للأوبرا هناك، لكن هذا الدار أفلس في ١٧٣٤. ثم عمل في دريسدن بين ١٧٤٨-١٧٥٢ لكنه اضطر للمغادرة بعد فشله في مواجهة خصمه مؤلف الأوبرا الألماني يوهان آدولف هاسه. من دريسدن ذهب إلى فيينا، حيث درس عنده يوزف هايدن في ١٧٥٣ وتعلم عنه الغناء والتأليف الموسيقي وكذلك اللغة الايطالية (عرف عن بوربورا اطلاعه الواسع على الأدب واللغات وتحدث اللاتينية والألمانية والانكليزية والفرنسية وقد قرض الشعر). عاد إلى نابولي في ١٧٥٩ ليجد نفسه قد ازيح جانباً، فقد اعتبرت موسيقاه قديمة وفشلت الاوبرات التي كتبها فتوفي في فقر شديد، حتى تكاليف دفنه جمعها موسيقيون من أصدقائه عبر تنطيم حفل موسيقي.
يعاد اليوم اكتشاف موسيقى وأوبرات هذا الموسيقار، وتحيى أعماله التي حازت شهرة كبيرة واهتمام من قبل نجوم الاوبرا مثل المتسوسوبرانو الايطالية بارتولي والكونترتنور الفرنسي جاروسكي والكونترتنور الالماني شول والسوبرانو الفرنسية بتيبون.

 

مجموعة من آريات اوبرات بوربورا يقدمها أشهر المغنين المعاصرين
http://www.youtube.com/watch?v=JanaWZQJXos

كونشرتو رقم ٥ في مي الصغير
http://www.youtube.com/watch?v=oNDnfex_p54

١٢ سوناتا للكمان والباص المستمر (تشلو وهاربسيكورد)
http://www.youtube.com/watch?v=-MgAvs4hKZ4

إلى اللقاء السبت المقبل

في رحاب الموسيقى

Thaier Salih

 

مقالة أسبوعية (كل سبت)
بقلم ثائر صالح

 

شرعت في كانون الأول 2010 بكتابة مقالات اسبوعية عن المقطوعات الموسيقية التي أحبها، والتي أود أن يشاركني متعة الاستماع اليها أصدقائي ومعارفي متذوقي الموسيقى والمجموعة المندائية على الانترنت الياهو الذين أرسلت اليهم هذه الكتابات القصيرة بهيئة رسالة بالبريد الألكتروني. ثم اتفقت مع صحيفة المدى البغدادية على نشرها كزاوية اسبوعية في صفحة ثقافة، فأصبحت لي زاوية صغيرة فيها بعنوان موسيقى السبت منذ خريف 2011.

ولا أخفي سروري لهذه الفسحة في النشر والتوسع في نشر هذه الكتابات القصيرة المتنوعة، إذ أعتبر هذا مجهوداً بسيطاً أُسهم به في إشاعة مفاهيم الجمال ومقاومة انتشار القبح والسطحية والفن الركيك مقابل تراجع مساحة الفن الرصين في كل المنطقة العربية. وقد سعيت إلى أن تكون هذه الكتابات واضحة وبسيطة، وتحوي أقل قدر من المصطلحات الموسيقية التخصصية التي حاولت شرحها بطريقة مبسطة ومفهومة. وقد استعملت في كتاباتي التسجيلات الموسيقية الموجودة على الانترنت، وبنيت هذه الكتابات حول الأعمال الموسيقية المتميزة.

قراءة المزيد