• Default
  • Title
  • Date
  • فاضل فرج خالد
    المزيد
    الثامن من شباط الاسود   **************************************************** في ذاكرتي ان بدايات عام
  • حامد خيري الحيدر
    المزيد
      خلال دراستي الجامعية في قسم الآثار/ كلية الآداب قبل
  • علي كاظم الربيعي
    المزيد
    لعيبي خلف الاميريدجله (يمينها) واهمها هور السنيه وهور عودة واسماء
  • عربي الخميسي
    المزيد
    في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم
الإثنين, 30 حزيران/يونيو 2014

نظرة على الحياة الأجتماعية في العراق القديم - الجزء الثالث

  حامد خيري الحيدر
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

البيوت و الأحياء السكنية

كانت العشوائية وعدم التخطيط المسبق هي الطابع الذي ميّز شكل الأحياء السكنية لعامة الناس ، فبعدما يتم تحديد موقع المركز الرئيسي (الزقورة ، المعبد الكبير ، قصور العائلة الحاكمة وحاشيتهم) الذي يكون أما في الوسط أو في أحد أركان أو جوانب المدينة يتم تحصينه بسور كبير لغرض عزله عن باقي أقسامها . و يحوي السور على عدة بوابات منها ما تؤدي الى داخل المدينة و منها ما يؤدي الى خارجها . تأخذ بعدها الأحياء السكنية بالانتشار حوله بشكل عفوي لتقطها الطرق و الازقة بشكل شبكة ... لقد أثبتت التنقيبات الأثرية في مختلف مدن العراق القديم أن الأحياء السكنية و بيوتها تشبه بشكل كبير المحلات البغدادية القديمة بأزقتها و دروبها المتباينة السعة . حيث احتوت كل مدينة على عدد من الأحياء تفصل الواحد عن الاخر طرق واسعة بعرض (7_ 10م) مستقيمة نوعاً ما تمتد من ضواحي المدينة حتى مركزها الرئيسي ، تتوزع على جانبيها الأسواق والحوانيت التجارية و المشاغل الحرفية و مرافق الخدمة العامة .. و للدلالة و الاستدلال كانت هذه الطرق و الشوارع تسمى في الغالب بأسماء أحد الالهة . كما كان يلاحظ عند طرف أو ركن كل حي سكني وجود مكب للنفايات ومقبرة تخص سكان الحي . كانت الأزقة التي تقطع الحي السكني الواحد تمتد بشكل ملتوي أو متعرج و بعرض ( 2_4 م ) تتوسطها ساقية لتصريف مياه الأمطار ، تتوزع على جانبيها أبواب البيوت السكنية ، التي شيدت في معظم الحالات بحيث لا تقابل أحداها الأخرى بشكل مباشر ، آخذين بالاعتبار حرمة البيت المقابل.
أما تصميم البيت العراقي القديم فيتكون من الساحة أو الفناء المكشوف الذي يتوسط البيت تحيطه الغرف والمرافق الخدمية الاخرى التي تطل بأبوابها على الفناء ، و يتقدمها ممشى أو رواق يمتد موازيا ً لحافته . و تعود جذور هذا التصميم الى بيوت القرى الاولى خلال فترة العصر الحجري الحديث في شمال العراق وتحديدا ً الى الدور المعروف باسم (حسونة) خلال الالف السادس ق.م . شيدت معظم البيوت بطابقين و بعض منها بثلاثة طوابق ، و قد سميت غرف المعيشة بالاكدية (بيتانو) ، تكون هذه الغرف مختلفة المساحة تحوي أبواب بعرض 70_80سم و بارتفاع 170_190سم تعلوها سقيفة تمتد فوق الرواق المحيط بالفناء تشيد من جذوع الاشجار أو النخيل وتغطى بالحصران أو الاخشاب أو سعف النخيل . كما تطل من الغرف أيضا على الفناء شبابيك متوسطة السعة مربعة الشكل 50×50 أو 70×70سم ، و كان يتم ربط المدخل الرئيسي للدار بالفناء الوسطي مباشرة عبر غرفة طولية (مجاز) يختلف طولها و شكلها حسب حجم البناء و تصميمه سميت بالاكدية (بابانو) ... كانت البيوت في الغالب تشيد ب(اللِبن) وتسّيع بملاط من الطين ، في حين شيدت بيوت الطبقات الفقيرة بكتل الطين المرصوف (الطوف) . أما أرضيات الغرف و الفناء و الرواق فكانت تفرش بطبقة خفيفة من الحصى الممزوج بالطين أو بالطابوق المربع (الفرشي) . و كانت تسقف الغرف بجذوع النخيل ثم تغطى بطبقة من الحصران و تسّيع بعدها بطبقة سميكة من ملاط الطين . و قد خصصت غرف الطابق الارضي غالبا ً كغرف خدمة كمطابخ و حمامات و مخازن مؤونة و بيوت راحة (مرافق صحية) و كذلك غرف سكن العبيد في حالة وجودهم ، أما غرف الطوابق العليا فتخصص لأفراد العائلة . كما احتوت بعض البيوت على سراديب تحت الارض استخدمت غالباً كمخازن لجرار الزيوت أو النبيذ و باقي أنواع المؤونة الاخرى . وفي بيوت عصر فجر السلالات (3000_2700ق.م) كانت تخصص السراديب بالأساس لدفن أفراد العائلة ، و السبب في ذلك هو لأثبات وراثة ملكية البيت ، حيث وردت في العديد من عقود بيع البيوت عبارة (البيت مع قبوره) . لقد احتوت البيوت أيضا ًعلى أنابيب فخارية بأقطار متباينة تحت الارضيات لتصريف المياه الثقيلة ومياه الاستخدام اليومي . كما احتوت بعض البيوت الكبيرة على ملاقف هواء (بادكًير) لتلطيف هواء الغرف.
أن استمرار العراقيين القدماء بتصميم بيوتهم و أبنيتهم المختلفة الاخرى (المعابد ، المزارات ، القصور) بهذا الشكل و حتى فترة قريبة ، أملتها الظروف المناخية و الاجتماعية للانسان العراقي ومدى ملائمة هذا التصميم لتلك الظروف.
ومن الطريف ذكره أن النوم على سطوح المنازل أيام الصيف كان شائعا ً في ذلك الوقت ، حيث ذكرت بعض النصوص المسمارية أن أحدى عقوبات الآباء لأبنائهم هو حرمانهم من النوم على سطح المنزل ليجعلوهم ينامون في مخازن المؤونة حيث الحر الخانق.

الطعام و المأكولات

نال الطعام حصته من التطور المتسارع الذي طرأ على المجتمع العراقي خلال الالفين الرابع و الثالث ق.م أسوة ً ببقية النواحي الحياتية الاخرى . فتنوعت أنواعه و أساليب طهيه و تقديمه و بما يتلاءم مع تطور الحياة الجديدة ، حتى اصبح جزء من تقاليد وعادات المجتمع و مكملا ً لثقافته و ممارساته الاجتماعية كالأفراح و الاحزان و الاعياد و بقية المناسبات الاخرى . كان هناك عاملان أساسيان تحكما بنوعية وشكل الطعام العراقي القديم ، هما .. المستوى الاقتصادي للفرد و عائلته .. و البيئة الجغرافية التي يعيش فيها ، من أرض و مناخ و ما توفره من مواد أولية للطعام نباتية كانت أم حيوانية.
أن معلوماتنا عن الطعام و أنواعه مستمدة من النصوص المسمارية التي تطرق بعضها الى نوعيته و طرق أعداده و أيضا ً أسماء العديد من الاكلات .. كذلك الاعمال الفنية كالمنحوتات والمسلات و طبعات الاختام الاسطوانية .. وأيضا ً المكتشفات واللقى الاثرية و المتمثلة بأواني و معدات الطبخ و تقديم الطعام بأنواعها الفخارية و المعدنية وكذلك بقايا الطعام التي يعثر عليها احياناً في المعابد و المزارات و التي كانت تقدم كقرابين للآلهة.
كانت أواني الطبخ و أعداد الطعام تصنع اما من الفخار أو النحاس ، و تمتاز بأنها سميكة وسمجة الصنع مثل القدور و المقالي ، و قد تكون من الحجر كالمدقات و الهواوين وبأحجام مختلفة ، عكس أواني و أطباق المائدة التي تكون أكثر رشاقة و جمالية و الكثير منها يكون ملونا ً. أما أدوات الاكل كالمعالق و الشوكات فتصنع في الغالب من الخشب أو العظام أو البرونز.
شكلت الحبوب مادة مهمة في الطعام العراقي مثل الارز والعدس ، الحمص ، الشوفان ، السمسم ، الذرة .. كما أستخدم الشعير في الجنوب كمصدر رئيسي لصنع الخبز ، و يرجع السبب في ازدهار زراعته هناك بشكل خاص لقدرته الكبيرة على مقاومة ملوحة الارض ، بالاضافة الى خبز الذرة والارز ، بينما استخدم القمح بشكل أكبر في المناطق الوسطى والشمالية . أما الفواكه فقد تنوعت هي الاخرى وكانت تصاحب ولائم الاعياد و المناسبات ، وقد لوحظت أنواع مختلفة منها في المنحوتات ، حيث كانت توضع بشكل منسق في أواني خاصة ، وقف التمر في مقدمتها وكان يسمى في السومرية (سولومب) ، كذلك عُرف التين و أنواع العنب بشكل واسع و كذلك السفرجل الذي كان يقدم بشكل خاص كقرابين داخل المعابد . أما الحمضيات فكانت معروفة أيضا ً لكنها بقيت بشكل عام في متناول الطبقات الثرية لغلاء ثمنها.
اعتبرت الحيوانات الداجنة المصدر الرئيسي للحوم المائدة العراقية القديمة و خاصة ً الطيور كالدجاج و أيضا ً البط والبش ، و هما نفس التسمية بالاكدية (بطو.. بشو) وكذلك الاغنام و الابقار و أن كانا بشكل أقل من الطيور. وكانت الخنازير تشكل أيضا ً قسما ً مهما من طعام الطبقات الفقيرة من المجتمع و خاصة ً في الجنوب لبساطة تكاليف تربيتها . أما الحيوانات البرية التي يتم اصطيادها كالغزلان و الارانب و أنواع الطيور فكانت مائدتها مقتصرة على سكان ضواحي المدن و أيضا العوائل الحاكمة و الاثرياء عند التسلية و الاستجمام ... لقد أظهرت المنحوتات و خاصة الاشورية منها العديد من مشاهد الصيد و الولائم المصاحبة له ...كما اعتبرت الاسماك باختلاف أنواعها الطعام المفضل لجميع أفراد المجتمع بكافة طبقاته و كانت وجباتها تحظى بشعبية واسعة ، علماً أن معظم بقايا القرابين التي عثر عليها داخل المعابد عبارة عن عظام أسماك.
لقد تعددت طرق أعداد المأكولات من المشويات الى أنواع الحساء و المرق و أيضاً الاطعمة المقلية ، حيث استخدمت بشكل كبير زيوت السمسم والذرة و الكتان . و كذلك بعض الاكلات الاخرى التي تحتاج الى مهارة و خبرة خاصة مثل (الكبة) التي سميت بالاكدية (كبو) ... و من الطريف ذكره أن مرقة السمك كانت أحد أهم الاطباق المقدمة ، حيث عثر على العديد من القدور الفخارية و بداخلها عظام أسماك ومعها بذور طماطم متفحمة . كما كانت صناعة الالبان بأنواعها رائجة أيضا ً في ذلك الوقت ، وكانت تنتج أما داخل البيوت أو في مشاغل خاصة . وقد عثر على منحوتة مهمة في احد معابد موقع (العُبيد) تعود الى منتصف الالف الثالث ق.م تصور أحد تلك المشاغل يبدو فيها مشهدا ً متسلسلاً لعملية حلب عدد من الابقار ، ثم معاملة الحليب في أوعية خاصة لصناعة مختلف مشتقاته.

الحوانيت التجارية

انتشرت الحوانيت التجارية بشكل واسع في جميع المدن العراقية و أعطت لها الميزة البارزة على مستوى التطور الاقتصادي للمجتمع ، التي كانت التجارة العامل الثاني بعد الزراعة في نموه و ازدهاره . و قد أختلف حجم الحوانيت و تصميمها تبعا ً لنوع البضاعة التي تروجها ، فكانت الكبيرة منها والمتوسطة تقع في الطرق الرئيسية للمدينة (كما سبق) بينما توزعت الصغيرة ذات البضاعة البسيطة بين بيوت السكن.
كانت أماكن الحوانيت فيها شيء من التنظيم حيث أخذت حوانيت كل بضاعة جانب معين من المدينة و حسب أهميتها و حاجتها من قبل الزبائن . فقد كانت حوانيت المواد الغذائية مثل الخضروات و القصابة و الحبوب وكذلك حوانيت المستلزمات البيتية مثل الاواني الفخارية و السلال و الاقمشة وغيرها كانت تقع قريبة من بيوت السكان بينما كانت حوانيت الحلي و المصوغات و المواد الثمينة قريبة من مركز المدينة . أما حوانيت الدباغة و السراجة و مشاغل الحدادة والنجارة والادوات الزراعية فكانت في الغالب تقع عند أطراف المدينة و ضواحيها . و كان يراعى في تصميم الحانوت ما يلائم نوع بضاعته ، مثل عوامل التهوية و مواجهته للريح و أتجاه الشمس ... وقد كان التعامل بين أصحاب الحوانيت و الناس يتم أما بأوزان الفضة أو الشعير و الحنطة أو المقايضة بمواد أخرى.
الخمور والحانات
عرفت الخمور منذ فترة مبكرة في حياة المجتمع و اكتسبت أهمية خاصة كونها أصبحت مادة مهمة لمائدة الطعام و مرافقة لها . كذلك لاستخدامها في الطقوس والمراسيم الدينية أو لتقديمها كقرابين للآلهة.
سميت الخمر بالسومرية (كشتن) ، و قد تعددت أنواعها وأثمانها و تنوعت أصنافها لونا ً وذوقا ًو تركيزا ً وحسب مادة استخلاصها ، كان التمر في مقدمتها أضافة الى التين والعنب وكذلك البنجر ، فعرف كلا ً من النبيذ الابيض و الاحمر .. كذلك عرفت البيرة بشكل واسع جداً فأصبحت المشروب الاول لعامة الناس . والسبب في ذلك يعود كما أسلف الى توفر المادة الاولية لصناعتها الا هي (الشعير) بشكل كبير .. وذكرت النصوص السومرية أربعين نوعا ً من البيرة ، يختلف كل نوع عن الآخر بالمذاق ونسبة التخمر، بما فيها البيرة السوداء . كما ورد في أحد النصوص أسم (الخمر الابيض المنعش) الذي كان غالي الثمن ، (ربما يكون العَرق) . أما الطبقات الفقيرة فكان خمرها يُصّنع من تنقيع الخبز أو الارز.
كانت الحانات منتشرة بشكل واسع في المدن العراقية وكانت تتوزع بين الحوانيت التجارية و الاحياء السكنية و كذلك بين البساتين و ضفاف الانهار . و ما كان يميز الحانات آنذاك أن أدارتها كانت من اختصاص النساء ، و يظهر ذلك واضحا ً في نص ملحمة (كًلكًامش) و الحوار الحكيم بين البطل و صاحبة الحانة (سيدوري) ... للحانات تخطيط وتصميم بنائي أستمر حتى آخر عهود العراق القديم ، يتكون من ثلاثة أقسام متوازية .. الخلفي ويتكون من قسمين أكبرهما يخصص لتخزين دنان الخمور و تصنيعها ، و الصغير يستعمل كمطبخ لتهيئة الخمور قبل تقديمها كذلك لأعداد الاطعمة المرافقة لها ... وهذا القسم يطل بمدخل أو مدخلين على القسم الثاني الذي هو صالة أو قاعة كبيرة لجلوس الرواد تطل هذه بدورها بعدة مداخل أخرى على قسمها الثالث وهو عبارة عن فناء مكشوف ، في الغالب كانت تغطيه سقيفة من الاخشاب أو سعف النخيل ، يستخدم للجلوس صيفا ً أو في الاجواء الحارة.
و قد أظهرت الاعمال الفنية كالمنحوتات و المسلات و طبعات الاختام الاسطوانية أساليب متنوعة لاحتساء الخمور منها بواسطة الكؤوس العادية من دون مقابض أو بمقابض جانبية أو سفلية .. كما كان هناك طريقة طريفة للاحتساء ، وهي أن توضع الخمر في جرار كبيرة ذات رقبة طويلة و يتم شفطها بواسطة قصبة رفيعة و يتشارك في الجرة الواحدة عدة أشخاص .... لقد كانت مشاكل المخمورين مع عوائلهم هي نفسها منذ ذلك الوقت ... و يظهر ذلك في نص طريف من الالف الثاني ق.م ، عبارة عن دعوى طلاق رفعتها أحدى النساء ضد زوجها مدعية ً أنه يأتي سكرانا ً كل يوم و لا يستطيع (أداء واجباته الزوجية اتجاهها) ... و بعد ما تقدم ألا يحق لنا أن نردد ما قاله شاعرنا العظيم (مظفر النواب)...
كيف لا يولد الناس في العراق سُكارى ... وكل ما فيه يُقطر منه العَرق

البغاء

كان البغاء من الظواهر الاجتماعية الشائعة و المألوفة في المجتمع العراقي القديم ، ولم يكن ينظر الى متعاطيه بالازدراء أو الاحتقار . حيث أن السلطات الحاكمة و القوانين أجازته و نظمت عمله ... مورس البغاء من كِلا الجنسين (المومسات و المُخنثين) ، وكان بنوعين .. النوع الفردي و هو كأي ممارسة فردية خاصة بين طرفين و القانون عند المشاكل الناجمة عنها لا يعطي أية حقوق للمتعاطي أو الممارس . أما النوع الثاني فهو البغاء المؤسساتي ، وهو النوع القانوني لهذه الظاهرة .. و يعني أن يدار من قبل مؤسسة معلومة من النواحي الدعائية و الاقتصادية و الادارية .. ومن اللافت للنظر أن المعابد و منذ فترة مبكرة جدا ً قد تولت بامتياز أدارة هذه (المهنة) بدعم من السلطة الحاكمة حيث كانت تخصص غرف و أماكن خاصة داخلها أو في بيوت معينة تابعة لها لترويجها و ممارستها . ومن هنا أخذت شرعيتها و قانونيتها بعد أن أضفيت عليها شيء من الصبغة الدينية بربطها بممارسة (الزواج المقدس) . و حقيقة الامر هو اقتصادي بحت حيث تذكر النصوص الاقتصادية للمعابد ولمختلف الفترات التاريخية حجم الموارد المالية الكبيرة التي كانت تجُنى من ترويج هذه الظاهرة ، التي بلغت في بعض الاحيان أكثر من نصف واردات المعابد ، بعد أن تمنح طبعا ً نسبة عالية منها للسلطة الحاكمة.
لقد فرضت العادات والتقاليد القديمة ثم بعدها القوانين لدى تشريعها بأن يميز ممارسي البغاء (المومس) أو (المُخنث) عن باقي أفراد المجتمع ، أما بارتداء ملابس خاصة أو بوضع علامات تدل عليهم . وقد أظهرت قسم من المنحوتات (المومسات) بملابس تكشف أحد الثديين ، بينما ظهر (المخنثون) بشعور طويلة موضوعة أطواق عريضة من الجلد أو المعدن حول رقابهم أو زنودهم . وفي الفترة الاشورية نصت القوانين على وجوب أن تغطي المرأة شعرها لتمييزها عن (المومس) التي أجبرت على ترك شعرها سافراً.

يتبع في الجزء الرابع

الدخول للتعليق