• Default
  • Title
  • Date
  • فاضل فرج خالد
    المزيد
    الثامن من شباط الاسود   **************************************************** في ذاكرتي ان بدايات عام
  • حامد خيري الحيدر
    المزيد
      خلال دراستي الجامعية في قسم الآثار/ كلية الآداب قبل
  • علي كاظم الربيعي
    المزيد
    لعيبي خلف الاميريدجله (يمينها) واهمها هور السنيه وهور عودة واسماء
  • عربي الخميسي
    المزيد
    في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم
الأحد, 06 كانون1/ديسمبر 2020 15:38

حـلــميَ الــسـعيد

في حلمِيَ الـسعـيـدْ

عـند فجرِكَ الجديدْ
يا وطني الـجـميل المستباحْ
رَأَيتُــكَ
راعِشـاً .. مُهَشـَّـم الجناحْ
تَــنهَضُ من جَديدْ
تُغازل الصباحْ
تُضمِدُ الجراحْ
وتَستَحمُّ بالنورِ وبالرياحْ
......
في حلميَ الــسَعيدْ
لَمحْتُ عندَ فجركَ الوليدْ
تَدَفُــقَّ الجموعْ
كَأنهـا الشموعْ
شَغيلةً في الأرضِ ..
وفي مَـصاهرِ الحديدْ
تلوحُ لي مزارعُ الجموعْ
تُشيرُ لي مصانعُ العمالْ
وكُنتَ أَنتَ ضاحكاً ..
توَزعُ الفرحَةَ للجَميــعْ
يـا وطنــي ..

نشرت في شعر
الأحد, 01 تشرين2/نوفمبر 2020 12:48

لِرُوحِ مَهدي الخَزرَجيِّ أَلف سَلام

 

لَمْ يذعَنْ وَلَمْ يَنقاد

غمَ كُلِّ أعاصِيرِ القَمعِ
وَ بَشاعة أساليِب التَعذِيبِ وَ الرعبِ
وَهي تحَومُ كالأشباح حول الأعناقِ
لمْ تَستطعْ
أنْ تخمدَ ضوءَ قِنديلِ
التحدِّي وَالإباءِ مَهدي.....
مَهدي ، يَا نَقيَّ الضَّمير
أَيُّها المُتفاني حُبَّاً صَادِقاً
لِنُصرَةِ الحَقِّ
أَيُّها الدؤوب
التائِقُ بشغفٍ للحُريَّةِ
وَالمُساواةِ وَالعَدلِ
لَمْ تَزَلْ قُلوبنا
إِلى اليَومِ يَا صَدِيقي
تَبحثُ في أضابيرِ المَوتِ
وَدهاليزِ أَقبيةِ المَنُون
وَمقابرِ المجازرِ السِّريةِ
فِي جَوفِ الأَرض
وَأَحواضِ إذابةِ الأَجَساد البشريّة
لكن لَمِ نَعثُر عَلَى رمسٍ
يَحمِلُ اسمَك
لِنذرفَ دَمعَةٍ
وَنَضعُ وَردةَ ودٍّ حمراء
كُلَّما اشتاقتْ النَفسُ
لِصَديحِ صَوتك،
أَو لإشراقهِ رَسمك.
فَقَطْ وَرَقةً مَمهورَةً
بإمضاءِ شُركاءِ الجَبهةِ **
- وَالتي كانَتْ فِريَةً وَ خدعَةً كَبيرَة -
تَلاها ـــ ضابطٌ بالأَمْنِ ـــ عَلَى شَقِيقك نَاجي-
نصاً مشؤوماً مُدون فِيه:
بأَمرٍ رئاسِيّ
بِمقاصِلِ المَوت
كَما صُلبَ السَّيدُ المَسيحُ
قَد تَمَ صلبك!
مَع تحذيرٍ (شَفويّ) شَديدِ اللَهَجة
بـ { ِمَنعِ البُكاء بالعَلنِ،
أَو إِقامة مأتم للعزاءِ بالسرِّ}
أَكتُبُ إِليكَ يَا صاحِبي
بِمدادِ قَلبِي
لِذا سَتَراهُ مَمزوجاً
بَيْنَ الحُبِ وَالحَنينِ
وَ الوَجَع ، والأَنين
فَقَد غَادرتُ بلادَنا مُجبراً
مُنذُ عَقدينِ مِنْ الزَمَن
أَعِيشُ مُتَغَرِباً غَرِيباً
فِي أَقصَى شَمال الأَرضِ
فِيما تَركتُ رُوحي هائِمةً
تُرفرفُ وَتَحومُ
فَوقَ بَساتين النَخِيلِ
وَهامات قَصب بلادِ النَهرينِ
بَعْدَ أَن رَفَضَتْ أَن تَبرح المَكان
وَتُفارق الخلان
يَا صاحِبي :
لَمْ يَزَلْ وَطننا إِلى الآن
مُضطَرِبَ الجِنان
نازفاً حَدَّ الهَلعِ
مِنْ هَولِ ما أَصابهُ مِنْ كثرِ القروح
أضحتْ نـُدوبـاً نازفـةً،
وَأصوات مكتومة
أضحى وطننا يا مهــــــدي
تُعشعشُ فِيه الحُروب
وتفتكُ في ربوعهِ أَفةُ الخَراب
وَ تَقاسمَ ثَرواته سلباً وَنَهبِاً ونَصباً
شِلَلٌ جاءتْ مَع دبابات العِمِ سام
وَجُلهم مِن اللصُوصِ المحترفين
تَصَور فَي ليلةٍ وَضَحاها
مَقامُ نَبيّ الله (يُونس) وَالمنارةُ الحَدباء
أَصبَحتا أَثراً بَعْدَ عَين
وَأَكثرَ مِنْ أَلفي طالبٍ أَسيرٍ
لمدرسةٍ عسكريةٍ
تَمَّ تَقسيمُ طَريقةِ قَتلهم
بدمٍ باردٍ
توزعَ بَيْنَ الذَّبحِ مِن الوَرِيدِ للوَريدِ
وَ القتل برَصاصةٍ بالرَّأسِ
أو الدفن بشكلٍ جماعيّ
بحفرٍ كبيرةٍ وَهم أَحياء
لا تَندهشْ، وَبذاتِ الوَقتِ
أُخذتْ عَنوةً مِنْ قِلاع أَشور
سِتة آلافِ امرأة وَطفلة سَبايا
إلى اليومِ لَمْ يَزلْ نِصفُ عَدَدِهُنَ
يُباعُ في سوقِ النِخاسة
لكِنْ
رغمَ المَوتِ المُحدِقِ فِي كُلِّ لحظةٍ
لَمْ يَرضخْ أو يَهجع أو يَستكين غَضَبُ الشَّعبِ
فِفِي تَشريِن ***
هَبَّ عُمومُ الشَّعبِ
باِنتفاضةٍ عارِمةٍ
دفعَ فِيها بِسَبعمائَةِ شَهِيد
وَأَكثرُ مِنْ عِشرين أَلفِ جَريح
سَيَبقى وَهجُ سِراجِ صُمودِكَ
حَدّ الجُودِ بالنَّفسِ
دَرساً بَليغاً
بالإيثارِ
يُضيءُ دُروبَ الجموعِ
الثائِرةِ لِلتحرُّرِ
مِنْ الذّلِّ وَالهَوانِ
وَالصادحة بِغَضبٍ
وَعزمٍ صادق
وَالساعيةِ
لِتَحطيمِ القيودِ
وَ كشف زَيفِ الوعودِ
لاِنعِتاقِ الإنسان
مِنْ تَسلطِ سَطوةِ
الجَهلِ وَ الحِرمانِ
وَ العَسفِ وَ الطُّغيان.

نشرت في شعر
الأحد, 01 تشرين2/نوفمبر 2020 12:40

توبـة

رُحماكَ...

يا قاضِي الهَوى
فهلْ لنا إلى حيثُ بدأنَا
سالمَينِ، كما كُنّا نعودُ؟
وهلْ مِن توبةٍ لمَن
تجاوزَا المحظورَ، تسلَّقا السورَ
وفي قبضتَيهما، كما الرَملُ
تلاشَتْ السُدودُ؟
إنْ كانَ ذاكَ ذنْباً كبيرَاً
فهلَاّ غفرتَهُ!
ومَن سارَ في دربِ الهَوى
وصارَ عبداً لهُ
كيفُ يتوبُ؟
بحقِّ السماءِ عليكَ، ألا دُلَّنا!
أمثلُنا، في طُرقِ الهَوى تاهَ رُشدُهُ؛
إلى رُشدِهِ، طائِعاً، يَؤوبُ؟
معاشرَ العُشاقِ، هلْ مِن فَزعَةٍ
لمَن غزاهُما سِحرُ الهَوى؟
كيفَ الخَلاصُ
وشِباكُهُ حولَهُما التفَّتْ
وعلى سويداءِ قلبَيهُما
لا تزالُ له نُدوبُ؟
عاشِقانِ تجاوزا الحَدَّ، ولا خَلاصَ
لمَن فاقَ حُدودَهُ
حتى ارتقَتْ الرُوحانِ لرُوحٍ
ولا فِكاكَ بعدُ مِنهُما
وعلى دربِ الهِيامِ
التقَتْ الشِعابُ...
ودَرباً صارتْ
الدروبُ...
فإنْ عَسْفاً حكَمتَ بحقِّنا
وأقرَرتَ الفِراقَ
وأنْ يعودَ كلٌّ لدارِهِ، وأنْ
تحضِنَ أبناءَها
الشُعوبُ...
كلاَنا واحدٌ
أبِالنارِ صُلينا أم بغيرِها
أو بِما يُوعَدُ أهلُها
نجرعُ السمَّ ولا حكمَكَ نرتضي
فلا أرَانا تركْنا البَعضَ
برأيِكُم...
ولا مِن طريقِ الغرامِ الذي
بدأناهُ اختياراً
نعودُ...

نشرت في شعر
الثلاثاء, 15 أيلول/سبتمبر 2020 15:53

سيدتي

سيدتي

ربما يكون الطريقُ اليكِ طويلٌ طويل
وأنا لستُ من الذين يحبّون المجاهيل
أحبُّ الطريقَ الواحد
والمسارَ الواحد
مثل مسار المدِّ والجزر
هلّا اختصرتِ المسافاتِ
وعدتِ لي
مثل الصدى الذي يحبُّ صاحبه
تعالي
وأقيمي
بين عقلي وجنوني
تعالي نطوي المدى
ونلفّهُ على دوائرِ الزمن
لقد أرسلتُ لكِ
قوافلَ الفراشاتِ
تجثو عند قدميكِ
ليتكِ تسبقينَ ما تبقى من الأنفاس
وتأمرينها كالجيادِ
وتلسعينَ ظهورها بسياطِ الشوقِ
وتقولينَ
الى دارِ الحبيبِ خذوني
فلم تعد زهرتي تقوى
على الابتعادِ عن شذاها

قصيدة (مزمز)

مَزمِزْ من أيـْكةِ خدَّيها
وارشفْ من رائق ِ عينيها
خمرا ً ووعودا ً حمراءْ
واروِ ظمأ ً باتَ لديها
ظمأ َ النار ِ لقطرةِ ماءْ
وابحرْ فيها مِنْ كفـَّيها
مِنْ عشر ٍ ما حنَّ إليها
غيرُ الوردِ وكأسُ الراحْ
والعطرُ الزاكي الفوّاحْ

نشرت في شعر
الثلاثاء, 15 أيلول/سبتمبر 2020 15:50

رثاء عـراقـي

قبل أن أنزع شوقي

كنت أبكي
كلما مرت بدربي
نخلةٌ تروي وتحكي
كنتُ أبكي
وأنا أنزع شوكاً زرعوهُ فوق شوكِ
كنتُ أبكي
كلما مرت بشطٍّ ذكرياتي
يتهادى قاربُ الأيام في صيفٍ فراتي
وهو يحكي
كنت أبكي
قبل أن يغمر عمري
دهرُ قهرِ
دجلتاه غادرا يومي وأمسي
فأرى في كل نهرٍ رجعَ نفسي
وأرى والماءُ يسري بمواويل عزاء
كنت أبكي
وكأني ذلك الطفل الصغير
نهبوا منه الزوايا والتكايا والدروبْ
كلُّ بيتٍ كان بالحب يذوبْ
كلُّ لحنٍ كان صوتاً من سويعات الجنوبْ
كنت أبكي
وأنا أنزع عشقي
من لهاتي ولساني وعيوني
وأنا والدمع يسقي
نخلةً تروي وتحكي
كنت أبكي
وأنا أهجر شرقي
وأنا أترك عرقي
نابتاً في كلِّ أمر
حائراً يجري ويجري
قبل أن يغمر عمري
دهرُ قهرِ
كنت أبكي
أستميح الشوق عذراً
أستميح العشق عذراً
أستميح الحب عذراً
وأنا أنزع قلبي
من ضلوعي
جئتُ ابكي

نشرت في شعر
الأحد, 23 آب/أغسطس 2020 19:13

لارا

 

يا مرآةَ الحبِّ الصافي
يا قنديلَ القلبِ الدافي
يا رمشَ العينِ ِ البسّامْ

والعينُ مرافي الأحلامْ
هذي سفنُ الشَبق ِالوحشي
في صاريها علمُ العرش ِ
عرشُ الرغبات ِ الجنسية
في الأعماق ِ المازوشية
قد جاءتْ من شاطي النار
مِنْ جوع ٍ في جَسَدٍ عار
عَبثيا ً يهوى الأقدار
غَجَريا ً ملَّ الأسفار
وقِبابُ البلـّور ِالصُغرى
مِحرابُ الأنفاس ِ الحَرّى
لو هاجتْ في جوف ِ الليلْ
فمَرابعُها حُلـْمٌ أخضرْ
ومواسمُها طيبُ العنبرْ
يا أعوامَ القحْطِ الأغبرْ
في بيداءِ الروح ِ الثكلى
قد ولـّى جوعي قد ولـّى
والآتي غيماتٌ حُبلى
بمجون ِ الرعشات ِ الجَذلى
في روضات ِ الجنس ِ الآخرْ

( لارا )
قد آنَ الآنُ أوانُ الزَرْع ْ
وابتلَّ النبعُ بماءِ الطلعْ
مِنْ بعدِ جفافَ سنينَ يـَبابْ
سنواتِ الوصل ِ العُذريّ
من بعدِ مخاض ٍ في الأصلابْ
كمخاض ِ النَخْل ِ البَصريّ
سِتٌ تمضي في الآمالْ
والسَبعُ زفافٌ تـَمريّ

( لارا )
سيجيءُ الفجرُ المنشودْ
ويموتُ الليلُ المَوءوُدْ
في قبر ِ الماضي الموعودْ
وتعيشُ الضحكاتُ الحُلوه
في أفواه ٍ مِثلُ الغِـنوه
كي تـُنبينا أنَّ الدنيا
عُتـْمُ الليل ِ وضوءُ الصُبح

نشرت في شعر
الأحد, 23 آب/أغسطس 2020 18:56

انا الجواب


آهٍ ، یا قلبي الحزین
أتعبتكَ اللیالي وأضناكَ الحنین
وعذاباتُكَ منذ آدمَ من جورِ السنین
تطحنكَ كالرحى
ترمیكَ باللظى
تغذّیكَ الأنین
كلُّ لحظةٍ تمرُّ
ھي موتكَ
وبقایاكَ ،
آثارُ رنینٍ
لصوتٍ دقّھُ ناقوسُ میلادكَ
بأفیاءِ سماواتكَ
حینَ كنتَ الجنین
وسینتھي فیكَ صدى الأشیاءِ
وتعیشُ من حولكَ الأنحاء
وأنتَ في المثوى دفین
أتموتُ أنتَ ؟ !
ویبقى الضوءُ والبحرُ!
ورمالُ بیداءَ قاحلةٍ قَفرٍ
أتموتُ أنتَ ؟ !وبیقى القولُ والذكرى
طعامٌ بلا حلوى
لیبقى اللیل
أیموتُ الرأسُ ویبقى الذیل ؟ !
فما أقساھا من قسمة !
أین سیذھبُ زفیرُ ذاتي ؟
وإلى أین سترحلُ عذاباتي
إلى ماضٍ
أم محطاتٍ في الزمنِ الآتي ؟
جئتُ من الأزلِ
وسأبقى إلى الأزلِ
أنا ابنُ آدمَ مات
أنا ابنُ آدمَ آت
بلا صوتي الكونُ لا یُطرِب
بلا نظري الأشیاءُ لا تُعجِب
أأكونُ أنا الزائل
!! وسنوني ھي القاتل؟
یُشیِّعني السراب
ویَلفُّني التراب
لیبقى السؤال
ویموتُ الجواب
! أتلكَ ھي الحقیقة ؟
أنامُ في الحُفَرِ العمیقة
وأستعدُّ لرحلةِ الحساب
وأمرُّ من بین السحاب
وأتركُ التفكیرَ في الخلود
ولا أعود
فترتاحُ من تھمتي السنون
وتبقى الأشیاءُ تدور
بلا حسٍّ أو حبور
لأنَّ شادیھا
وحادیھا
ھناكَ لفّتھُ القبور
ھناكَ لفّتھُ القبور!!

نشرت في شعر
الإثنين, 13 تموز/يوليو 2020 10:26

هَلْ بالأُفُقِ هُدهُد؟

كَصَبر أَيوب

قَدَّري وَزادي
مُكبَّلٌ بالهمومِ
أَسيرُ يَومي،
سِياطَ الذِّكريات
لَسعٌ يَسري بِدَمِي
يُدمِي جُرحِي
كُلَّما دَاعبَ
لَهيبُ الشَّوقِ
صَبرِي،
تَنتفضُ رُوحِي،
مَعَ كُلِّ نفسٍ
لأَّلَم حزنِ عِشقٍ عَميقٍ
وآهِ وجعٍ،
وَألف حَسرة أسفٍ
تَقضُ مواجعي
لِضَيمِ ليلٍ بَهيمٍ
قَدْ طالَ مُكوثاً
فَحَلَّ بالرَوضِ
الرَّدى وَ اليَباب،
فَخَزائِنُ المَالِ خَاوِيةٌ
وَالعَوَزُ وَ الأَوبئَة وَالذئاب
بِعُنفٍ
تَطرقَ عَلَى الأَبوابِ،
فَباتَ القَومُ فَيهِ حَيرى،
بَيْنَ دَهشَةٍ وَ كَدَرٍ وَارتِباك
يَنتابهُم حدُّ الاِختِناق،
حُزنٌ وَغضبٌ
مِنْ وَجعِ الخُطوبِ
وَسَماسِرةِ الحروبِ
وَهول فواجعِ السُّراقِ.
وَنَحنُ فِي النَّزعِ الأَخِيرِ
مِنْ سِنين العُمرِ
تُقضمُ أَجَملَ أًيامِنا
بترياقِ القَلَقِ
فِيما جَهابِذَةِ الخِداعِ وَ الفِتَنِ
تَزيدُ مِنْ إحكامِ قَبضَتِها
وَ هيَ تَلُفُنا بِمعطفِها
المُهَلهَلِ الرَثِّ
الواسِعِ الثقُّوبِ،
الكثِيرُ الشلَّلِ
بِخيوطِ الرّياءِ وَالدَجَلِ
مُبحِّرةٌ بِنا
بلجة البَحرِ
بتابوتِ المَوتِ
بلَيلٍ زَّمهريرٍ عاصِفٍ
لِفردوس الذلِّ
وَالتِّيهِ وَالأَجَلِ.
فَلا تَباشيرَ بالأفقِ تَلوح
لِهُدهُدٍ
سَوفَ يأتِي بالخبرِ اليقين!
وَلا ثَورةٌ عارمةٌ
تُطيحُ برؤُوسِ
الفَسادِ وَ الدَجلِ
فَتشفِي الغَلِيلَ
وَتُبرِّئ
سُقمَ العَلِيلِ

نشرت في شعر
الأحد, 05 تموز/يوليو 2020 17:21

من حسابات الشيوخ

في حساباتيَ أني بعد سبعين وأكثرْ

ذرةٌ في الكون لا تُغني، ولكن تتغيّرْ

إذْ يشفُّ الماء، والينبوعُ تقتيراً يُقتّرْ

والبناءُ الطينُ اجزاءً فأجزاءً يُدمّرْ

يسقط المنثورُ والمنظومُ، اوراقاً تُبَعثَرْ

فبريقُ النورِ يخبو وتويجُ الزهرِ يُحسَرْ

والذي لاقيتُ في يومٍ خصيباً، يتصحّرْ

لا غدٌ يرجى، ولا ذخرٌ ومخزونٌ مدوّرْ

ويد الفنان عن رفدٍ وتلوينٍ، تقصَّرْ

قدري، ما بيدي، أحيا الى يومٍ تأخّرْ

لزمانٍ، ان يشأ درباً سويّاً يتعثّرْ

لكرومٍ ظامئاتٍ، وزكيِّ الماءِ يُهدَرْ

لحروفٍ بيّناتٍ، والمعاني تتنكّرْ

سوفَ أطوي ما شجاني ومريرُ الشجوِ يُستَرْ

واغنّي، علَّ في يومٍ غنائي سيُفَسّرْ

كلُّ شيءٍ - ماعدا الحب الذي عندي- سيُقهَرْ

سوفَ أبقى اعشقُ النهرين، عشقُ النهر أسمرْ

في حنايا الموج كم سفرٍ، وكم لوحٍ تقَدّرْ

كم نداءٍ طاف بالشطين، كم شِعرٍ تفجّرْ

لو روت روّت جليساً كاد يبساً يتحجّرْ

وسأبقى املك الازهارَ انْ نيسانُ ازهرْ

فالندى انْ يلثم الطلعَ صباحاً، يتعطّر

وسأبقى اعشق البدر إذا في الليلِ اسفرْ

حرمةٌ للبدرِ عندي والليالي البيضُ تُذكَرْ

أذُني يبقى لها وعيٌ لنايٍ او لمزهرْ

كم عتاباتٍ ، وكم ليلٍ وكم دمعٍ تحدّرْ

دمعةُ الشوقِ بها يخضرّ ما ولّى وأدبرْ

وجمالُ الخلقِ آياتٌ بها الخلّاقُ بشّرْ

كلُّ حسنٍ عبقريٍ يصطبي روحي فتسكرْ

سِعةٌ عن شحَّ عمرٌ وهدىً ان ضجَّ محشرْ

إنْ يدٌ مُدّت الى حسنٍ بغدرٍ، اتكدّرْ

وكتابي هو خِلّي سامري يغفو ويسهرْ

سائغٌ وِرد صفيٍّ إن معيني يتعكّرْ

أينما ضاءت شموعٌ ها هنا بيتي يُنوّرْ

إنّه الانسانُ يلقاني كبيراً ، لا مكبّرْ

فوصالُ الفكرِ بين الناسِ من قيدٍ محرّرْ

ويراعي حافظٌ منّيَ ما يخفى ويظهرْ

مفرجٌ عن نفَسي، إنْ نفَسي يمنعْ ويُحجَرْ

بيننا سلوى وشكوى إن أمينٌ يتعذّرْ

واذا ما خفَّ ظعنٌ ومضى واجتازَ معبَرْ

ورجا خلٌّ لقائي سوف يدعوهُ فيحضرْ

وصعودُ العمر يُلفي عدد الاحبابِ أكبرْ

فهنا عودٌ قديمٌ وبظلِّ العودِ نسمرْ

وهنا غرسٌ جديدٌ وبظلِّ الغرسِ أثمرْ

في يدي وشلٌ واسقي ليكون الغرسُ أنضرْ

كلُّ ذا عندي ويبقى منزلي ريّانَ أخضرْ

لم يدرْ قطُّ ببالي أنني يوماً سأُهجَرْ

في نسيجِ الكونِ تحيا ذرّةٌ تُطوى وتُنشرْ

عائداً لله ما يسمو، وما يدنو لقيصرْ

.....................................

نشرت في شعر

1

مِنْ أقصى جَنُوبِ بِلادِ النهرين
مِنْ ضِفافِ أَهوار مَيسان
مِنْ مُسَطَّحاتِ مِياهِها المُمتَدَّةِ عَلَى طُولِ البَصَرِ
مِنْ بَينِ غاباتِ القَصَبِ بِهامَاتِهِ الباسِقَةِ
المتشابكةِ المُتَراقِصَة عَلَى أّنغامِ الرِّياحِ
بِمَشاحِيفَها الرَشِيقَةَ،
وَهي تَمخرُ بِمَتاهاتِ دُرُوبِها الخَفِيَّةِ
وَهِيَ مُحَملَةً بِأَنواعِ السَّمَكِ الكَطّـان وَالبُنيّ وَالزُورِيّ،
مِنْ بَيْن صياح الدِيكَةِ،
الَّتِي تَتَعالَى مَعَ كُـلَّ فَجرٍ،
المُتداخلةِ بنداءآتِ أسرابِ الطيُورِ المُهاجرةِ
وَهي تَجوبُ السَّماءَ بحركةٍ لا تَهدأ.
مِنْ صَفاءِ لَيـالها المُرصعةِ بالنَّجومِ المُتلألئَةِ
وَقَمرها الذي يُبهرُ البَصر
وَحَيـّرَ بأسرارهِ البَشر
مِنْ بيوتِ العَوزِ وَالجودِ
وَالقصَبِ وَالبردي وَالطين
بِدَواوينها وَمَجالِسِها العامِرةِ
بالقصَصِ وَالحَكايات
وبالأساطيرِ والأسرار
وَهي تُحكى بسردٍ متقنٍ مَعجونٍ
بدموعِ الإملاقِ
وَالوَجعِ وَالحِرمان
بصبرٍ وأَنـاةٍ
وَوَرَعٍ وَإيمان
فِي هذهِ الأجواءِ
سُمـعَ صَوتُ صَرخةِ الوِلادةِ
مُعلناً مَجيء غـازي
لَقـد غـزا القلوب
طِفلٌ جَميلٌ
واسِعُ العينينِ
باسمُ الثغرِ
أبيضُ البشرةِ
ليترعرع الصَّـبيُ مُتشبعاً
بروحِ الطَّبيعةِ والطَّيبةِ ،
مُبكراً لبسَ - الرستا - كِساءَ النور *
وَتَعمدَ القلبُ الصَّغيرُ بمياهِ يَردنا **
وباتَ يَنهلُ الحُبَ
وَفضائلَ الأَخلاقِ
وَأصولَ وَفنونَ العَملِ
لأبرزِ المِهَنِ وأنقـاها
ومِنْ يَنابيعِها العَذبَةِ الصَّافيَة
أتقنَ ، وبِجدارةٍ عـدةَ مهـنٍ
حدادةٍ وَنجارةً وَصياغَة!
وَاختارَ وبرغبتهِ مِنْ بَينها
(الصياغة)
صياغة الحُليِّ الذَّهبيَّةِ وَالفضيَّةِ
فانغرست فنونها بدمهِ
وعاشَ فِي حُبِها
وَأبدعَ فِي صَنعَتِه
وَصَنَعَ بمهارةٍ وَ إتقان
مِن الإِبريزِ وَ اللُّـجَينِ ***
آلافـاً لا تُعـدُّ مِنْ الحُليِّ البَهيَّةِ
خَواتمَ وَأقراطٍ وسلاسل
خَلاخِلَ وَحجولٍ ذهبيّـة
خزامةٍ ووَردة وجلّاب
أساورَ ومَلاوي وَقَلائـِد ،غايةً في الإتقان
عناقيـد وأفنان،
وَ الَآلاف مِن التُّحفِ الفُضيَّةِ الفَنيَّةِ
المَنقوشةِ برسوماتٍ دقيقةٍ بديعة
وَالمُطعمةِ بالميناءِ الزرقاءِ أو السوداء

2
فِي بَواكيرَ شبابـه،
قَررَ البحثَ عَن أَمَلٍ وَعَنْ عَمـل
للخلاصِ مِن براثـنِ الفاقةِ وَالجهل
شَدَّ الرحالَ،
وَركبَ الصِعابَ
كالفارسِ الباسلِ
بَعدَ أن أَيقنَ أنهُ
أتقَنَ فَنَّ المِهنةِ
وَ أَفانينِ وقوانين العَمل،
فَالمِهنَةُ بيدِ الفَنان
كالصَّولجانِ بيدِ السَّلطان،
هبَ ساعياً بِجدٍ بَينَ المُدنِ
يَنشدُ الأملَ
بأرضٍ خِصبةٍ للعمل
طافَ فِي أرضِ السَّواد
لِطلبِ الرزقِ الحَلال
تُرافقهُ ثِقتهُ بنفسهِ
وَخِبرتهُ وَعدةُ العَملِ
- المِطرقةُ وَالسِّندان-
بَغداد - دار السلام -
كانَتْ أول المَحطاتِ، أجمـل المحطّـات؛
افتتحَ لهُ مَحلاً - دكاناً- للعملِ.
وَتَنقل بَينَ أَبرزِ وأَهمِ الأسواقِ
- باب الشيخ ، سُوق الفحامة شارع النهر ، شارع الرشيد ، خَان الشابندر -
وَكُلَّما حَلَّتْ نائبةٌ فِي البلاد
وَحَلَّ الركودِ وَ سادَ الكَساد
وَ ماجَتْ وَ اضطربتْ العِباد
فَتش للعيشِ عَنْ عُشٍ جَديد
عَنْ عيشٍ رَغيـد....
مِعطاءٌ واسِعةٌ أرضُ السوادِ
كالمَيدانِ للفارسِ الصَّندِيد.
تعَلمَ بنفسهِ - فك الخط -
القراءةَ والكتابة؛
فأجادَ الرسمَ عَلَى المَعادن
وَتَطعيمها بالمِيناء الملّـونـة
فِي حافظةِ رأسِهِ ،عَدَدٌ لا يُحصى
مِن قَصصِ النوائبِ، الطرائفِ وَالمواقف
عَنْ حياةِ الناسِ وَالأسواق
وَعنْ تَاريخِ حَوادثِ وَمَآسي العراق،
فِيها الكثيرُ مِن الدروسِ وَالعِبـَرِ،
كانَ يجيدُ فَنَّ السَّردِ
وَبعينِ البَصيرِ الفَطن
يَستحضرُ الحَدثَ
لربطهِ بالواقعِ الجديد!

3
كَما اللَّيلُ وَالنَّهارُ
بَينَ مدٍ وجزرٍ
تَقلبتْ بهِ الأَحوال
فَذاقَ وَتَنعمَ بِحَلوها
وَتَجلدَ بالحلمِ وَرباطةِ الجأشِ
في مرّها ومرارتها
وَمِنْ قَسوةِ سِنِينَ شَظفَ العَيشِ
وَأهوالِ الحروبِ والكوارثِ
لمْ يَسرقْ بَريقُ التِّبرِ
وَمَباهِجِ الحَياةِ المُغريَةِ
وَهَجِ الإِيمان مِنْ قَلبهِ،
وَلـمْ يَتَزَعزَعْ عَهدُ - الكشطا- فِي خافقهِ
مُذْ - أصطبغَ - وتَعمدَ بمياه يردنا
وَهو صَبي.
أَحَبَ زوجتهُ وأخلصَ لها
فَبادلتهُ الحُبَّ وَالوفاء وَمَنحتـهُ
أولاداً وبنات؛ فكان بهم فَخورا،
وَكانوا لـهُ عونا
بَقـى ذلكَ القَلبُ المُفعمُ بالنُبلِ وَالودِّ
وَذات اليدِ المَبسوطة للعَطاءِ
وَالجودِ والسخاءِ والإِخاء.
حَتى استقرَّ بهِ المقامُ
عام 1968 فِي مَدينة العزيزيَّة،
فطابَ لهُ العيش فيها
وَبَقيَ يَعملُ بنفسِ الهِمةِ، وبذاتِ المِهنةِ
حَتى وافَتهُ المَنيَّة،
وهوَ بَينَ اَهلهِ وأحبته
لِيودِّعَ الحَياةَ الدُّنيا
بقلبٍ مُفعمٍ بالورعِ وَالتقوى
تُضيءُ مُحَياه ابتسامةُ رضـا
وَينـيـرُ قلبـه إيمانٌ بأن ليسَ
هناك مِنْ مُخلّـد؛
وَيُلبّسُ الجَسدُ الطاهِرُ
رداءَ النورِ الأبيض؛ حيثُ
يَعلو هامتـهُ أكليل السَرمَدِ وَالخلود،
إكليلٌ مِنْ شُجيرةِ الآس ****
التي غَرسَها بيديه
فِي حَديقةِ دارهِ.
غادرتنا نَفسهُ الزكيَّة
عائدةً إلى جوار الحياةِ الأزلية
إلى عالمِ النورِ - آلما أد نهورا -
مُشيعاً بدعواتِ الأَهلِ وَالأحبـةِ
شُيّعَ مِن دارهِ العامرةِ فِي - مَدينة العزيزيَّة -
إلى مثـواه حيثُ يَرقـد (الصابئة المندائيين) رَقدتهم الأبديّة فِي{أبو غريب}.

نشرت في شعر
الصفحة 1 من 15