• Default
  • Title
  • Date
  • فاضل فرج خالد
    المزيد
    الثامن من شباط الاسود   **************************************************** في ذاكرتي ان بدايات عام
  • حامد خيري الحيدر
    المزيد
      خلال دراستي الجامعية في قسم الآثار/ كلية الآداب قبل
  • علي كاظم الربيعي
    المزيد
    لعيبي خلف الاميريدجله (يمينها) واهمها هور السنيه وهور عودة واسماء
  • عربي الخميسي
    المزيد
    في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم
الجمعة, 15 شباط/فبراير 2013

لقاء مع المؤرخ الايطالي البرفسور ادمندو لوبييري

  صباح مال الله
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

اجرى الدكتور صباح خليل مال الله ـ لقاء خاصا مع البرفسور ادمندو لوبييري استاذ مادة (( التاريخ المسيحي في نشئتها الاولى)) في جامعة يوديني الايطالية. وللبرفسور لوبييري سبعة مؤلفات بالايطالية حول شخصيات دينية تاريخية مثل يوحنا المعمدان والسيد المسيح وتاريخ المسيحية منذ نشأتها، كما ان له العديد من المقالات المنشورة في الصحف. وللبروفيسور لوبييري اهتماما خاصا بالمندائية، وقد شارك في كل من مؤتمري هارفارد 1999 و اوكسفورد 2002 اللذين اقامتهما جامعتي هارفارد وأكسفورد حول المندائية بالتعاون مع جمعية آرام للدراسات الشرقية، كما ألف كتابا عن المندائيين بعنوان : (( المندائيين ، آخر الغنوصيين ))

 

The Mandaeans .. The Last Gnostics

وقد سألناه اولا عن سر اهتمامه بالمندائيين، مع العلم ان هذا الموضوع لا يمت بصورة مباشرة لمادة اختصاصه، فأجاب:
ـ لقد اكتشفت كل من المندائية والمسيحية الكاثولكية احداهما الاخرى في الازمنة الحديثة، اي منذ البدايات الأولى للقرن السادس عشر حين تصورت البعثات التبشيرية المسيحيية التي زارت العراق في تلك الحقبة بان المندائيين هم " مسيحيو يوحنا المعمدان " . وعلى هذا الاساس حاولت تلك البعثات التبشيرية تنصيرهم وتحويلهم للكثلكة ولكن بدون نجاح يذكر، وهذا يعود لتفرد المندائية بخصوصية جعلها تستمر بشكل يثير الدهشة ليومنا هذا . ان الجدل الذي مازال قائما حول هذه الطائفة وعقائدها دفعني للبحث وتقصي الحقائق حول علاقة المندائية بالبعثات التبشيرية وقد توصلت لنتائج مثيرة حقا . وقد كان حدثا فريدا ان يلتقي البابا يوحنا بولص الثاني في الفاتيكان في حزيران / يونيو 1990 بوفد من المندائيين برئاسة الشيخ عبد الله وقد تمت تغطية تلك الزيارة من قبل صحيفة (ازيرفاتوري رومانو) كما وثقت تلك الزيارة فيديويا وقد رحب البابا بالوفد المندائي بكلمة مناسبة.

رئيس التحرير : هل سبق لك وان التقيت بمندائيين قبل مؤتمري هارفارد وأكسفورد ؟
لوبييري : نعم ، لقد التقيت باحد المندائيين الذي اتخذ من روما مدينة لسكناه منذ زمن موسليني وهو (الخميسي) ـ يعني بذلك السيد شوكت غالب ـ ولديه محل صياغة انيق في قلب العاصمة. هو لا يعرف اللغة المندائية ولكنه يتذكر ـ عندما كان طفلا ـ بان اهله كانوا يحتفظون بالكتاب المقدس (السيدرا) ملفوفا بقماش ابيض نظيف في كوة في حائط دارهم المبني من اللبن والبردي في قرية بجنوب العراق. كما يتذكر دخول القوات البريطانية للعراق عام 1917 ووصول الجنود الانجليز لقريتهم على متن زوارق حربية صفراء اللون.. وعلى اية حال فقد بدا الرجل وكأنه ليس متفائلا بمستقبل المندائية! ... كما التقيت بالسيد موسى الخميسي الذي يعيش في ايطاليا منذ مدة، وقد ابدى لي العديد من الملاحظات الهامة حول المندائيين.


رئيس تحرير المندائية : نحن نعلم بان للبعثات التبشيرية البرتغالية الفضل في تقديم المندائيين للعالم الغربي، اي انهم اول من احتك بالمندائيين وكتب عنهم، فهل كانت هناك بعثات ايطالية ايضا؟
البرفسور لوبييري : عقب انحسار الحملات الصليبية في القرن الثالث عشر توجه بعض رجال الدين المسيحين للعالم الاسلامي من اجل التبشير والدراسة، ومنهم الراهب الدومنيكاني من توسكاني المدعو ريكولدو بينيني. وقد وصل هذا الراهب الى بغداد في بداية القرن الرابع عشر وكتب عن مشاهداته والاقوام التي تسكن بغداد ومنهم الصابئة الذين وصفهم بانهم يسكنون ضواحي بغداد وانهم ناس طيبون ولهم لغة خاصة ويبجلون يوحنا المعمدان ويكرهون الختان ويقومون بالاغتسال ـ التعميد ـ في الماء الجاري الذي يسمونه (يردنا)، ويرتدون اردية تتكون من سبعة اقسام يطلقون عليها اسم (الرستة) وغير ذلك من التفاصيل الغير معقدة ، كما اطلع على كتبهم الدينية التي كانوا يسمونها (الدواوين) . كل هذا بداية القرن الرابع عشر على اغلب تقدير. كما قام الرهبان الايطالين فيما بعد بترسيم عدد من الصابئة رهبانا وتم ايفاد اثنان منهم ـ في القرن السادس عشر ـ الى الفاتيكان ، ولهذه قصة طويلة وممتعة في الوقت ذاته.


رئيس تحرير المندائية : هذه المعلومات مثيرة بالفعل ، ولكن هل هي موثقة ؟ وأين يمكننا الحصول عليها ؟
البرفسور لوبييري : نعم ، كافة المعلومات المتعلقة بعلاقة الغرب بالمندائيين في تلك الفترة الزمنية موثقة ومحفوظة في أكثر من مكتبة ، وهناك بعض الوثائق يمكن الحصول عليها من مكتبة الفاتيكان ، وسأزودك بعناوين جهات أخرى يمكن الحصول منها على وثائق اخرى في نهاية اللقاء.

رئيس تحرير المندائية : شكرا برفسور لوبييري. ولكن لماذا اخترت الأب اغناشيوس موضوعا لمحاضرتك التي القيتها في أوكسفورد ؟
البرفسور لوبييري : الأب اغناشيوس، واسمه كارلو لونيللي ، ولد في (بيسارو) عام 1596 وكان لديه شهادة في الحقوق ثم التحق بسلك الكهنوت عام 1626 وعمره 30 سنة. وقد اوفد بمهمة كنسية الى فارس فالتحق ببعثة اصفهان التبشيرية عام 1629 ثم انتقل الى شيراز عام 1634وبعد ذلك عينته الكنيسة رئيسا لبعثتها في البصرة عام 1641 حيث خدم البعثة التبشيرية لمدة 14 عام. وقد كانت لأغناشيوس علاقة مباشرة بالمندائيين هناك، ولكنه وقع في نفس خطأ الرهبان الجزويت عندما اعتبرهم مسيحيين ومن اتباع يوحنا لمعمدان. وكتب عنهم اول كتاب نعتبره (علميا) عن الصابئة ـ وقد تحدثت عن ذلك في محاضرتي التي استمعتم اليهاـ وبعد انتهاء مهمته استدعي الى روما وتوفي سنة 1667 .


رئيس تحرير المندائية : ماهي آخر أعمالك حول المندائيين ؟
ـ كتاب (المندائيين ـ آخر الغنوصيين) هو آخر أعمالي وقد كان باللغة الايطالية ثم ترجمته الى الأنجليزية وفيه الكثير عن تاريخ المندائيين ، وقد لاقى رواجا كبيرا.

رئيس تحرير المندائية: شكرا لك برفسور لوبييري على هذا اللقاء ونتمنى ان نراك في مؤتمرات قادمة.

البرفسور لوبييري: بكل سرور ، شكرا لك ، وتحياتي لكل المندائيين.

الدخول للتعليق