• Default
  • Title
  • Date
  • فاضل فرج خالد
    المزيد
    الثامن من شباط الاسود   **************************************************** في ذاكرتي ان بدايات عام
  • حامد خيري الحيدر
    المزيد
      خلال دراستي الجامعية في قسم الآثار/ كلية الآداب قبل
  • علي كاظم الربيعي
    المزيد
    لعيبي خلف الاميريدجله (يمينها) واهمها هور السنيه وهور عودة واسماء
  • عربي الخميسي
    المزيد
    في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم
الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2013

انتفاضة حسن سريع الخالدة وعلاقتي بها

  عربي فرحان
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

دأب المؤرخون والباحثون وذو الاختصاص ان ينعتوا الحركات والانتفاضات والثورات باسماء قادتها او صفات الاشخاص القائمين بها او مكان حدوثها وتاريخها وهكذا تتناقلها الناس ويصبح الامر مقبولا وتدخل التأريخ ، ومن هذا الباب ومن منطلق اعجابي وتقديري للقائمين بها اسمح لنفسي ان اطلق على انتفاضة الشهيد البطل حسن سريع ورفاقه مصطلح ( ثورة الجندي العراقي ) رغم ما يشعر به العراقيون من غيظ واستفزاز عند ذكر كلمة ثورة بعد ما اطلق مجرمو البعث الفاشي انقلابهم الاسود يوم 8 / شباط بعروسة الثورات ولما تعنيه هذه المعلومة الاخيرة من اعمال اجرامية وقتل وارهاب تعرض له المواطنون من ديمقراطيين وشيوعيين وإرتباطها باحداث مأساوية مهدت لمجيئ زمرة صدام حسين للحكم فيما بعد .


ففي اليوم السادس من شهر تموز سنة 1963 بعد الانقلاب الدموي الاسود المشبوه الذي قامت به زمر الاجرام والعملاء من منتسبي حزب البعث الفاشي والمتعاونيين معهم ضد الحكومة الوطنية القائمة آنذاك حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم وكان ذلك اليوم الاجرامي هو اليوم الثامن من شباط للسنة نفسها وعلى اثر هذا الانقلاب والقرار المشؤم رقم 13 الذي اصدره المجرم رشيد مصلح التكريتي الحاكم العسكري للأنقلابيين والذي بموجبه خول قتل الناس واباحة ارواح الابرياء دون سبب مبرر نتيجة الحقد الاعمى والعداء ضد القوى الديمقراطية والتقدمية الممثلة في قيادة واعضاء وجماهير الحزب الشيوعي العراقي الذي ذهب ضحيته الشهداء قياديو هذا الحزب الرفيق عادل سلام وصحبه الاخيار ومعهم خيرة كوادر الحزب واعضاءه والكثير من الخلق مدنيين وعسكريين واطال حتى اصدقاء الحزب وغيرهم من الناس الشرفاء على ايدي ما يسمى ( بالحرس الاقومي ) كلاب الفاشية الضالة والذي قادته واشرفت عليه زمرة من حثالة البشر ومرتزقته من قيادي هذا الحزب العميل وبعض الافراد من قطاع الطرق والمجرمين الممتهنين القتل و الاجرام امثال ناظم اكزار وصباح المدني وسعدون شاكر وكريم الشيخلي وعلي صالح السعدي ومنذر الونداوي وسمير الشيخلي ونجاد الصافي وغيرهم /
اعود فاقول بعد فشل جهود المقاومة الباسلة للعراقيين الوطنيين ضد الانقلاب الفاشي في بغداد في حي الاكراد - شارع الكفاح وفي الكاظمية الباسلة وفي مدينة الثورة والوشاش البطلتين ومحلة الشواكه ومحلة الكريمات - حيث كان لي الشرف في التواجد في هذا الموقع الاخير - وغيرها في باقي المحافظات وبسبب عدم تكافؤ القوى القتالية للطرفين من حيث المعدات والاسلحة والعجلات المدرعة والدبابات اتجاه الجماهير العزل المدافعة عن الثورة والتي لا تمتلك السلاح الا من بعض الاسلحه الخفيفة فعلى سبيل المثال لم يكن لدينا نحن المتواجدون بالمئات في محلة الكريمات سوى غدارة واحدة قديمة تسمى ( بجت ) ولهذا كله كان لا بد من الانسحاب وعدم التسليم للأنقلابيين الفاشست . وفعلا تمكنت من التسلل مشيا على الاقدام ليلا الى مكان اختفائي في محلة المنصور ومكثت فيها حوالي الشهر ومنها سافرت متنكرا الى البصرة ومن ثم الى عبر الاراضي الايرانيه عن طريق المحمرة الى الاهواز حيث تم القاء القبض علي وإيداعي سجن ( باغ مهران ) احد سجون ايران الرهيبة في طهران .
اعود ثانية فاقول ففي اليوم الثالث من تموز سنة 1963 اي بعد الانقلاب الدموي بحوالي خمسة اشهر قام الجنود الوطنيون الابطال الشهداء بقيادة العريف حسن سريع وبتنسيق ومشاركة قسم من المناضلين المدنيين المؤمنين بقضيتهم قضية الشعب العادلة واخلاصهم لمبادئ حزبهم المناضل الحزب الشيوعي العراقي وللرد على بشاعة اجرام الانقلابين وايقافهم عند حدهم وبغية اطلاق سراح المعتقلين من الضباط في السجن رقم واحد العسكري وانقاذ الجماهير من زمرة البغي والارهاب والحكام العملاء بالانتفاضة التاريخية التي اطلقت عليها ثورة الجندي العراقي ففي ليلة ذلك اليوم تمكنوا من القاء القبض على بعض قادة الانقلاب التافهين منهم طالب شبيب واخيه بهاء شبيب ومنذر الونداوي وحازم جواد واخيه حامد جواد وغيرهم بعد ان تمت السيطرة على جميع الوحدات العسكرية المتواجدة في معسكر الرشيد وحجز كافة ضباط الخفر لتلك الليلة ومحاصرة السجن العسكري مما سبب انهيار آمره الملازم الاول المدعو حازم الصباغ (الاحمر ) فانتحر ومات غير مأسوفا عليه وكادت ثورتهم ان تنجح لولا بعض الامور التي احاطت بحركتهم جراء اختلاف التوقيتات للحركة وقصور قائد الدبابة وتردده بالتنفيذ ولعدم تكافؤ التسليح وعدم توفر القيادة العسكرية الميدانية المهنية لأدارة المعركة وغيرها من الامور وللاسباب التي ليست من صلب موضوعي هذا، مما ادى ذلك الى فشلها والقاء القبض على قادتها والقائمين بها من عسكرين ومدنيين والحكم على معظمهم بالاعدام من قبل المجلس العرفي العسكري الخاص الذي كان يترأسه المجرم العقيد عبد الرحمن التكريتي وتم تنفيذ الاحكام الصورية بحقهم فورا رميا بالرصاص.
لم اكن متواجدا في بغداد كما ذكرت ذلك اعلاه الا اني ساروي بعض الاحداث والامور الاخرى التي اعقبتها بعد ان قامت الحكومة الايرانية بالمساومة مع الحكومة العراقية آنذاك حول تسليم العراقيين المعتقلين واللأجئين لديها البالغ عددهم 101 فردا إذ كنت احدهم لقاء تسليم بعض المعارضين للحكومة الايرانية وقد زار ايران وفد عراقي لهذه الغاية وكان الوفد بقيادة صبحي حميد وزير الخارجية حينذاك الا ان تأخر اجرءآت التسليم الروتيني اعطى لنا فرصة ثانية للحياة جراء إنقلاب عبد السلام عارف على حكم البعث ادى ذلك الى تأجل التسليم حتى يوم 1 / 1 / 1964

ان اول بدايتي مع الانتفاضة كانت يوم 10 / تموز حين دعتني ادارة سجن ( باغ مهران ) للحضور الى المقر حيث كان هناك خمسة اشخاص باللباس المدني وبعد الجلوس امامهم بادرني احدهم قائلا بان سبب استدعائي لا يعدو عن بضع اسئلة نطلب الاجابة عليها ان امكن وبعد استجابتي لطلبهم جرى الحديث التالي بيني وبينهم ( سأبين لاحقا ماذا حصل لهؤلاء الاشخاص )
سوال – هل تعرف شخصا باسم كاظم رؤوف ؟
الجواب - اعرف ان هذا الشخص محامي وليس لدي معلومات اخرى
سؤال – هل هو سني المذهب ام شيعي ؟
جواب- اعتقد الامر واضح انه شيعي كاستنتاج لا غيره
سؤال- هل ان الزعيم الركن عبد الكريم فرحان هو اخوك ؟
الجواب – لا ، هي مجرد صدفة ان اسم ابي جاء مطابقا الى اسم ابيه ( فرحان)
سؤال – هل هو سني ام شيعي ؟
الجواب - لا اعرف
سوال – ما هي كفاء ته العسكرية ؟
الجواب - هو ضابط جيد
سؤال - هل هو بعثي ام قومي ام شيوعي ام رجل ام متدين ؟
الجواب - حسب علمي قومي
سؤال لو انك توليت مركزا قياديا بالجيش ما هي وجهة نظرك اتجاه الحكومة الايرانية ؟
الجواب - ليس لدي جواب الان لأن السؤال محض افتراض .
انتهت المقابلة الا انهم اشاروا لي بشكل غير مباشر ان هناك احداث وقعت بالعراق
وفي نفس اليوم سمعنا بواسطة جهاز راديو صغير من اذاعة طهران ان محاولة فاشلة حدثت لقلب نظام الحكم في بغداد . ومن ثم سمعنا بانقلاب عبد السلام عارف بالاشتراك مع الضباط القوميين فما كان منا الا ان نعلن اضرابنا عن الطعام والمطالبة بترحيلنا الى العراق
وفي ليلة 31 / 1 كانون الثاني سنة 1964 تم تسفيرنا بالقطار الى بلدة المحمرة ومن ثم بالسيارات الى داخل الاراضي العراقية عن طريق الشلامجة الحدودية حتى ناحية شط العرب ( التنومة ) هناك جرى استلامنا من قبل الشرطة والانضباط العسكري العراقي ثم ارسلنا مباشرة الى موقف شرطة البصرة وفي مساء اليوم نفسه جرى تسفير الضباط الى بغداد بالقطار الصاعد لذلك اليوم وكنا اربعة ضباط وهم كل من الملازم الاول ناجي نهر والملازم الاول نوح علي الربيعي والملازم الاول حامد مقصود وانا الرئيس الاول الركن عربي فرحان الخميسي اما الباقين فكلهم كانوا مدنيين اتذكر منهم الشاعر الكبير مظفر النواب والمحامي طالب بدر وعضو محلية البصرة عبد الرحمن منصور وغيرهم
وصلنا صباح اليوم الثاني الى بغداد وارسلنا مباشرة الى وزارة الدفاع وعند مقر الانضباط في وسط الوزارة جاء احد ضباط الانضباط ورافقني الى مديرية الاستخبارات العسكرية قال لي ان مديرها هو الذي طلبك وعند دخول غرفة المدير فوجئت حين رأيت المقدم الركن شفيق حمودي الدراجي الذي اعرفه جيدا حيث كان احد طلابي من الضباط في مدرسة الاسلحة الخفيفة واحد زملائي الضباط في كلية الاركان للدورة الثالثة والعشرون .
رحب بي الرجل كثيرا وامر بجلب فطور لي الا اني لم اتناوله عدا الشاي . وبعد السؤال عن الصحة والاحوال بادر هو بذم البعثيين والحرس القومي ( الآ قومي ) وهاجمهم بشدة وتطرق الى افعالهم المشينة وقال لي ان مديرية الاستخبارات قامت باصدار كراس صغير فيه وصف لتلك الاعمال الاجرامية التي قامت بها تلك الزمرة المجرمة ومد يده وناولني الكراس الصغير القيت عليه نظرة سريعة واستطرد قائلا ان امور البلد ستكون جيدة وسيسود العدل والمساواة واحترام القانون وبعد ان انتهى من كلامه طلبت منه ان يأمر باطلاق سراحي لأني برئ ان هو كان صادقا ! إلا انه ابتسم وقال لي يظهر انك لا تعلم ؟ قلت له ماذا تعني ؟ ، فقال انت محكوم بالاعدام غيابا من قبل المجلس العرفي العسكري الخاص بمحاكمة المشتركين مع حسن سريع وسترسل الى سجن رقم واحد العسكري . فقلت امامك كافة الاوليات المرسلة من قبل السلطات الايرانية مبينة فيها تاريخ القاء القبض علي من قبلها وهذا دليل قاطع على برائتي فاجابني هذا صحيح الا اني لا املك هذه الصلاحية . ثم سالته كيف ورد اسمي بهذه المحاكمة فقال لي جاء اسمك باحد البيانات للحركة حيث عينك فيها حسن سريع قائدا للفرقة العسكرية الاولى وان العقيد الركن غضبان السعد رئيسا لأركان الجيش واخرين غيركم من الضباط لمناصب الجيش الاخرى وكلكم محكومين بالاعدام غيابا .
ارسلنا انا وناجي ونوح بعد هذه المقابلة الى سجن رقم واحد العسكري عدا الملازم الاول حامد مقصود فقد ارسل الى سجن الحلة لمحاكمته بتهمة قتل المقدم الركن ابراهيم جاسم التكريتي يوم الانقلاب الاسود في باب معسكر الرشيد ومن هناك تمكن من الهروب من السجن
جرى اسكاننا مع الجنود والمراتب المشتركين بالانتفاضة والمحكومين بالسجن وبمدد مختلفة وكان عددهم حوالي المائة وبينهم بعض المدنيين عرفت احدهم وهو الاستاذ نعيم جبار الزهيري وهو معلم وكادر حزبي نشط سبق والتقيت معه في احد السجون سابقا .
كان هؤلاء الابطال قد تعرضوا الى شتى انواع التعذيب والقسوة من جلاوزة البعث المجرم وهم لا يزالون تحت ضغط وهول التجربة القاسية التي مروا بها ويصبون حقدهم وغضبهم على اؤلئك الذين قاموا بالتحقيق الصوري معهم وتعذيبهم اشد العذاب اثناء التحقيق ومن جانبنا نحن الضباط الثلاث حاولنا جاهدين الرفع من معنوياتهم والاستماع الى معاناتهم ومعاناة عوائلهم بالخارج وعن طريقهم عرفنا سير الاحداث التي جرت قبل الانتفاضة وخلالها وما بعدها والبطولات الرائعة للشهيد حسن السريع واخوته باقي الشهداء .
سمعنا منهم ان من احد اسباب قيام الانتفاضة بوقتها المعلن في 3 تموز حيث يبدو موعدا قد يتصف بالعجلة والشعب العراقي كله وكوادر الحزب الشيوعي والمتعاطفين معه لا زالوا لم يتشافوا تماما من جراحهم و من اجرام البعث وسيل الدماء وفقدان القيادة السياسية يوم انقلابهم الاسود الا ان الجواب كان هو هناك نية للأنقلابيين وعلى رأسهم احمد حسن البكر وطاهر يحيى وعبد الغني الراوي وغيرهم بقتل جميع الضباط المعتقلين البالغ عددهم حوالي الخمسمائة ضابط والمتواجدين رهن الاعتقال في سجن رقم واحد العسكري وهذه حقيقة اعترف بها فيما بعد بعض عناصرهم ومنهم عبد الغني الراوي وهو يتبجح بهذا الرأي حتى الان بدعوى معاداته للشيوعيين والشيوعية وفق الاسطوانه المشروخة . اضافة الى اسباب اخرى كثيرة مما دفع بالكادر الحزبي المتقدم ابراهيم محمد علي العضو النقابي النشط ان ياخذ على عاتقه هذه المهمة وان يطرح فكرة الانتفاضة حيث عذب اثناء التحقيق حتى الموت دون ان يعترف على رفاقه ومن بعده خلفه محمد حبيب بالمشاركة الفاعلة مع العريف حسن سريع ورفاقه اضافة الى تقديرهم القائل بضرورة الاستفادة من الضباط انفسهم لتولي القيادة بعد نجاح اطلاق سراحهم من السجن وهناك اسباب اخرى مبررة كما قال لنا اكثرهم علما ان هؤلاء الضباط كان قد سفروا بذات اليوم بقطار حمل الى السماوة سمي بقطار الموت بطريقهم الى سجن نقرة السلمان الصحراوي سيئ الصيت .
والشيئ الذي اردت تصويبه الان هو ما ورد بموضوع الاخ الاستاذ نعيم جبار الزهيري الذي جرى نشره منذ اكثر من سنتين في مجلة رسالة العراق وما تبعه من اقوال وافتراءآت البعض من الجهلاء من ابناء الطائفة الصابئية المندائية الموجهة لي في هذا الشأن وهي كما يلي : -
في احد الايام جلس بقربي الاخ نعيم الزهيري حيث كنا في معتقل واحد داخل سجن رقم واحد العسكري كما بينته اعلاه و بصفتي اكبر الضباط رتبة عرض علي فكرة ان نقوم نحن الضباط الثلاث بقيادة المراتب والجنود المتواجدين معنا بنفس الموقف بانقلاب ثاني بعد احتلال السجن واطلاق سراح بعض الضباط الذين لا يتجاوز عددهم عن ثلاثة كانوا معتقلين في جناح اخر من السجن نفسه اتذكر منهم الرئيس الاول مطيع عبد الحسين والعقيد الطبيب رافد صبحي اديب وشخص آخر نسيت اسمه وان نقوم بحركة مباغة ومعنا بعض الوحدات داخل معسكر الرشيد لأحتلال المعسكر اولا ومن ثم اعلان ثورة في بغداد ومعسكرات الجيش الاخرى في عموم العراق( هذا ما اتذكره الان ربما لم يكن نصا الا انها كفكرة كانت كذلك ) .
وبعد الاجابة على اسئلتي منه ( اجريت تقدير موقف كعسكري حرفي حول قواتنا العددية وما لدينا من اسلحة او كيفية الحصول عليها وهل حصلت هذه الفكرة على موافقة القيادة الحزبية في الخارج ومدى مساهمتهم معنا والحالة المعنوية للمراتب والناس في الخارج وكثير من الاسئلة التي طرحتها عليه وبعد مقارنة مع اجوبتها وخرجت بنتيجة اذ من غير الممكن مطلقا القيام بالحركة وضمان نجاحها استنادا الى الظروف الموضوعية التي كانت سائدة آنذاك وكان جوابي له الرفض كونها مجازفة غير محسوبة الابعاد ولها عواقب وخيمة وخطيرة على مجمل الاوضاع والاشخاص في الداخل والخارج وعلى حياة المشتركين فيها حالة الفشل حيث نسبة النجاح تكاد تكون معدومة تماما بتقديري . وهذا التقدير برفض الفكرة كان هو موضع الانتقاد
وفيما يخص الزعيم الركن عبد الكريم فرحان عين لمنصب آمر موقع بغداد العسكري وكاظم رؤوف وزيرا للعدل ( ولا اعرف كيف اعلل ذلك ) أما عن حكم الاعدام بالنسبة لي فقد جرى التحقيق معي وثبتت برائتي من التهمة المنسوبة لي الا انه اتخذ قرار ارسالي الى سجن نقرة سلمان الصحراوي سيئ الصيت .


بالحقيقة خرجت الانتفاضة بدروس وقيم جديرة بالدراسة والتحليل لمن يريد ان يسلك درب الحرية والتحرر ويهدف الخير والكرامة لبناء الشعب خاصة اؤلئك الفقراء والمسحوقين من عمال وجنود وفلاحين والكسبة والموظفين الذين هم اصحاب المصلحة بالتغيير نحو الافضل لضمان الحياة الحرة الكريمة لهم ولعوائلهم . ويمكننا الوصول الى الدروس المستنبطة من هذه الانتفاضة كما يلي : --


1 - ان الظلم والقهر والحكم الفاشي لا يمكن ان يدوم و ينتصر ولا وجود مكان له في كيانات الشعب العراقي وضمائر ابناءه مهما طال به الزمن ولا يمكن ان يستقيم الوضع فاشيا او طائفيا اطلاقا ما لم يرسخ بناء الديمقراطية ودولة المؤسسات القانونية والدستورية بالعراق فعلى من يقود العراق سياسيا ان يضع بحسابه هذه الحقائق فقد يتعب كما تعب غيره من بعثيين وحكمهم الشمولي


2 - لقد اشترك بالانتفاضة شباب باعمار الورود ومن كل القوميات والاديان ففيهم العربي والكردي والاشوري مسلم سني وشيعي ومسيحي وصابئي دون ان يفرقهم هذا اللون بل شد من ازرهم ولم تتحكم بتصرفاتهم عوامل الفرقة الدينية او الطائفية او العنصرية هذه حقيقة الشعب العراقي وعليه يجب ان يسود العدل والمساواة وتكافؤ الفرص انطلاقا من حق المواطنة للجميع دون تفريق او تمييز وهذا ما يجب ان يتضمنه الدستور العراقي المقبل في نصوصه .


3- توفر الوعي السياسي لدى الفرد العراقي بشكل عام وله القدرة الكاملة على الفرز والتمييز بين المخلص الحقيقي للشعب وبين من يحاول السيطرة عليه عن طريق استخدام العنف والقوة او التلون والخداع والزيف فالعراقي يعرف جيدا من يعمل مخلصا من أجل تامين الحياة الحرة الكريمة والعيش السعيد له ولأولاده من بعده


4- يجب على اصحاب القرار اعطاء الحقوق لأصحابها اؤلئك المظلومين والمستغلين المنحدرين من جذورعمالية وجنود وفلاحين طالما استلبت منهم حقوقهم على مدى الحكم العراقي ويجب عدم الاستهانة بقدراتهم وحقوقهم المشروعة على قدر متساو مع الاخرين من ابناء الشعب


5 – ليكون واضحا بشكل جلي ان الافكار الشيوعية باقية ومتاصلة بقلوب جماهير الشعب العراقي ويستحيل القضاء عليها مطلقا لا بالقتل ولا بالتعذيب ولا بالترغيب لآنها الحقيقة والعلمية والانسانية وهي المستقبل للحياة الحرة الكريمة ومن يعاديها يخيب ومن لم يهت بها يظل الطريق .


6 - الانتفاضة هي الدرس والانذار لكل قوى الشر والبطلان وعليه يجب العودة للشعب وله وحده السلطة هو صاحب القرار ولا يتم ذلك الا بدولة ديمقراطية فيلدرالية تعددية ذات مؤسسات دستورية وقانونية

الدخول للتعليق