• Default
  • Title
  • Date
  • فاضل فرج خالد
    المزيد
    الثامن من شباط الاسود   **************************************************** في ذاكرتي ان بدايات عام
  • حامد خيري الحيدر
    المزيد
      خلال دراستي الجامعية في قسم الآثار/ كلية الآداب قبل
  • علي كاظم الربيعي
    المزيد
    لعيبي خلف الاميريدجله (يمينها) واهمها هور السنيه وهور عودة واسماء
  • عربي الخميسي
    المزيد
    في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم
الأحد, 26 حزيران/يونيو 2016

شذرات من مدينة سوق الشيوخ

  صلاح جبار عوفي
تقييم هذا الموضوع
(2 عدد الأصوات)

 

لكي لاينسى الاحفاد مدن الاباء والاجداد

{} الامتداد التأريخــــــــي :
تحت سطح أرض سوق الشيوخ ، تغفو مدينة سومرية ، تسمى ( سوق مارو / سوق الحكيم ) ، والبارز من هذه المدينة ، هو التل المرتفع نسبياً ، والذي يشكل مركز المدينة ... وقد تم تحديد مئة وعشرين موقعاً أثرياً ، لم يجري التنقيب فيها لحد الآن ، وذلك في مدينة سوق الشيوخ وناحية العكيكة وهور الحمّار وغيرها من المناطق المحيطة بها .
{} التسميــــــــة :
وكما ذكرتُ ، بأنَّ الاسم التأريخي لهذه المدينة ، هو ( سوق مارو ) .. و ( مارو ) تعني بالسومرية ( الحكيم ) .. أي أنَّ أسمها الأول ، هو ، ( سوق الحكيم ) .. ثم تغيَّر أسمها في العصر الحديث إلى ( سوق النواشي ) .. لماذا ؟ .. وذلك نسبة إلى إسم قبيلة أو عشيرة أو مجموعة من الناس ، كانوا يسكنون منطقة أهوار متاخمة للمدينة الاصلية ، وتسمى هذه الأهوار بــ ( أهوار النواشي ) ، حيث كان سكنة هذه الأهوار يتبضعون ، وبطريقة المقايضة ، من محلاتٍ مبنيَّة من القصب والطين ، على تلك التلّة الأثرية .. ثم تحول الاسم من سوق النواشي إلى ( سوق الشيوخ ) ، وذلك بعد أن أصبحت تلك المدينة تحت سيطرة وحكم عائلة ( آل السعدون ) ، ولأنَّ شيوخهم يتبضعون من محلات تلك المدينة ( التلَّة ) ، فإنقلب الإســــــم من ( سوق النواشي ) إلى ( سوق الشيوخ ) ، بعد أن كان في الاصل ( سوق مارو )
{} المحلات السكنية الاصلية :
في سوق الشيوخ ، ست محلات أصلية ، هي : الصابئة ، الحويزة ، النجادة ، البغادَّة ، الحضر ، الاسماعيلية :
{} محلة الصابئة :
أكّدَ باحث تأريخ عراقي ، قبل أربع سنوات ، في حديث له ، على إحدى القنوات الفضائية ، بأنَّ الصابئة المندائيين ، أول من سكن مدينة سوق الشيوخ ، ثم جاءت بعدهم المِلل الأخرى .. وقد أنشأ المندائون بيوتهم من القصب ، في الجانب الشرقي من المدينة ، الذي يفصله عن الجانب الغربي نهر الفرات القادم من جهة الشمال .. ثم بدأت الأقوام الأخرى تسكن جانب المدينة الغربي ، الذي أصبح المدينة الرسمية فيما بعد ... وقد إمتهنوا ، وبذكاء ، النجارة والحدادة والصياغة ، وهي ثلاث حِرَف تحتاج لدقة عمل ، إضافة لإحتياج مجتمعات تلك المناطق ، التي إمتهنت الزراعة والتجارة ... وعلى ما يبدو ، أنَّ الصابئة إبتعدوا عن الخوض في الزراعة والتجارة ، لأنهما مهنتان تحتاجان إلى سند عشائري ، لما يدور بين أصحابها من خلافات ومعارك جانبية ، تصل حد الصراع المسلح أحياناً .. فالمندائيون الذين تورطوا بأعمال الزراعة والتجارة ــ وإن على قلَّتهم ــ إنتهى أغلبهم للفشل
{} محلة الحويزة :
أسسها وسكنها ، المهاجرون من منطقة الأحواز ( الأهواز ) في إيران ، وعدد أسرهم الاصلية ( 28 أسرة ) .. ثم تَتابَعَ سكن ( 30 أسرة ) من مدن عراقية مختلفة .
{} محلة النجــــادة :
أسسها وسكنها النجديون القادمون من نجد ( السعودية ) اليوم ، وكانوا ( 34 أسرة ) ، ثم لحقت بهم ( 13 أسرة ) من المدن العراقية الأخرى .
{} محلة البغادَّة :
سمِّيت بهذا الاسم ، لأنّ أول من سكنها ، القادمون لها من بغداد ، ثم تبعهم عراقيون من مدن أخرى مختلفة ، وكان عدد الأسر في هذه المحلــــة ( 12 أسرة ) .
{} محلة الحضر :
وهذا الاسم جاء من أصل الأسر التي أسست هذه المحلة ، فهي أسر
متحضرة متمدنة تتميز بثقافة جيدة ، آنذاك .. وعدد هذه الأسر كان ( 26 أسرة ) عراقية الأصل ، ثم سكنت معهم ( 13 أسرة ) نزحت من منطقة ( الاحساء ) أي من السعودية اليوم .
{} محلة الاسماعيلية :
وهذه المحلة أنشأها الفقراء الزنوج النازحون من أفريقيا ، بحثاً عن قوت يومهم ، مقابل جهدهم العضلي المضاعف ، وموقعها في المنخفض الذي يقع خلف تل المدينة الاصلية .. وليس لديَّ معلومة عن تسميتها ، ولكن أعتقد أنَّ الاسم يعود لشخصية رسمية ، قد يكون حاكم أو قائممقام المدينة .
{} النسب المئوية لأسر سوق الشيوخ عدا ( الصابئة والزنوج الأفارقة ) :
في متابعة بسيطة ، لهذه التشكيلة ، وجدتُ مايلي :
إنَّ مجموع الأسر ، في المحلات الأربع فقط ( الحويزة ، النجادة ، البغادّة ، الحضر ) ، كانت ( 156 أسرة ) ، وطبعاً كل أسرة متفرعة إلى عدد من البيوتات .. وقد توزعت هذه الأسر حسب أصولها إلى :
34 أسرة من نجد و 13 أسرة من الاحساء ( السعودية ) وهي تشكل نسبة 30 %
28 أسرة من الاحواز ( إيران ) ، وتشكل نسبة 18 % .
81 أسرة عراقية الأصل ، ومن مدن عراقية مختلفة ، وهي تشكل نسبة 52 %
{} معلومات أخرى :
* بعدما إحتلها الايرانيون في 6 تموز 1915 ، توسعت الجالية الايرانية ، وإزداد نشاطها التجاري والسياسي ، بحيث تم تعيين قنصل فخري لحكومة إيران في سوق الشيوخ ، هو السيد محمد علي بهبهاني .
* وكان كذلك في سوق الشيوخ ، جالية يهودية ، لها معبدها الخاص ( الكنيس ) ، ومازالت بقايا هذا المعبد في محل النجادة ، وبالضبط أمام دار السيد علي العرفج. وكان آخر يهودي غادر سوق الشيوخ ، هو القمّاش ( الياهو يعقوب ) .
{} سوق الشيوخ مدينة الثقافة والفن :
تميّزت سوق الشيوخ ، بأنها مدينة ثقافة وفن ، فقرأ شبابها الأوائل مختلف أنواع الكتب التي تصل أيديهم .. فالسياسية ، من " كفاحي " لهتلر حتى " رأس المال " لماركس وإنتهاءً بمؤلفات لينين .. وفي الأدب العربي ، من المنفلوطي وتوفيق الحكيم وطه حسين وموسى سلامة وأحمد شوقي والجواهري وبدر شاكر السياب ، وإنتهاءً بالقصة والرواية العالمية ..
* وقد تأسست أول مكتبة فيها خلال الحرب العالمية الاولى .
* ومن شعرائها القدامى ، هم ، مصطفى جمال الدين ، عبد الرقيب يوسف ، حمدي الحمدي ، مجيد النجار ، سلمان عبد الرحمن ، معن العجيلي ، أبراهيم عثمان ، شاكر الحيدر ، أبو معيشي ، حميد حسن السنيد ، وتومان صيّاد المهنا .
* وعلى مستوى الفن ، ومن القدماء ، كان عازف القانون الفنان سالم حسين ، والمطرب ناصر حكيم ، والمطرب نجم عبد الله المهنا .
وعلى أيدي هؤلاء ، تعلَّم وتدرب وتخرّج العشرات من الشعراء والفنانين ، الذين شكلوا الرعيل الثاني أو الثالث .

{} سوق الشيوخ مدينة سياسة :
بالاضافة إلى أنَّ مدينة سوق الشيوخ ، مدينة علم وأدب وشعر وثقافة ، فهي مدينة سياسة ، فمنها كان إثنان ، من ثلاثة قادة أسسوا أول خلية للحزب الشيوعي العراقي ، في عام 1928 م ، والقادة الثلاثة ، هم :
* يوسف سلمان يوسف ( فهد ) ، من سكنة الناصرية .
* غالي الزويِّد ، كان يعمل لدى بيت السعدون في سوق الشيوخ .
* أحمد جمال الدين ، وهو من ناحية كرمة بني سعيد ــ سوق الشيوخ .
وكان من أبرز الشيوعيين الآوائل في سوق الشيوخ ، هم ، المحامي طالب بدر جابر ، طعمة مرداس ، عطشان منخي ، ورد عنبر فارس ، فرحان عنيسي البدري ، طالب ظنون ، حمدان كطان ، وغيرهم العشرات ، ممن كانت " نقرة السلمان " بيتهم الثاني .
ثم ظهرت في عقد الخمسينيات من القرن الماضي ، أولى خلايا حزب البعث ، وكان من أبرز مؤسسي وقياديي البعث في سوق الشيوخ ، هم مجموعة من المعلمين ، منهم ، يعقوب الحمداني ، نعيم حداد ، جعفر العيد ، محمد زمام السعدون ، وغيرهم ، إذ وصل بعضهم إلى مستوى القيادة القطرية لحزبهم .
*********************************
وفي الختام هذه قصيدة للأخ العزيز إبن الطائفة البار الدكتور صلاح زهرون وهام السام ، وهو يعبّر فيها عن إعتزازه وإعجابه بمدينة سوق الشيوخ وأهلها ، بعد أن قضّى فيها عدة سنوات ، كطبيب أسنان ، ثم مديراً لمستشفى المدينة .. فتحية لأبي سام .
{}{}{} سوق الشيوخ {}{}{}
ــــ الدكتور صلاح زهرون السام ـــ
سوق الشيوخ يا مدينة العطاء
مدينة الشعر ومهد الشعراء
مدرسةٌ صنعتِ أنقى الأدباء
سوق الشيوخ يا أصيلةً رمز النقاء
أقولها صادقةً بلا رياء
ناصعةً أقولها بلا طلاء
سوق الشيوخ يا مدينةَ الوفاء
فيكم وجدتُ الحبَ لم ألقَ جفاء
أبوابكم مشرعةٌ متى أشاء
بلسمٌ للجُرحِ أنتم ودواء
عاشرتكم كنتم ليَ الأهل ونِعمَ الأصدقاء
أحاسيسكم دافئة كانت لِيَ الكساء
من زادكم أكلتُ .. ترويني من بيوتكم قطرة ماء
كنتم لها أهلاً ودوماً كُرَماء
أذكركم بالخير صُبحاً ومساء
ويلهجُ اللسانُ بالثناء
لا واقفاً أقولها بل بإنحناء
غادرتكم ونابضي يدعوني للبقاء
وحينما ودَّعتكم أجهشتُ بالبكاء
إفتحو قلبي فيه لكم نداء
لكُ منّي ألفَ حاءٍ وألفَ باء
إلى اللقاء يا أحبتي إلى اللقاء
********************
المصادر :
*** كتاب تأريخ مدينة سوق الشيوخ ـــ عبد الكريم محمد علي
*** معلومات شفوية من بعض المخضرمين من أهالي المدينة

الدخول للتعليق