• Default
  • Title
  • Date
  • فاضل فرج خالد
    المزيد
    الثامن من شباط الاسود   **************************************************** في ذاكرتي ان بدايات عام
  • حامد خيري الحيدر
    المزيد
      خلال دراستي الجامعية في قسم الآثار/ كلية الآداب قبل
  • علي كاظم الربيعي
    المزيد
    لعيبي خلف الاميريدجله (يمينها) واهمها هور السنيه وهور عودة واسماء
  • عربي الخميسي
    المزيد
    في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم
الأحد, 09 تشرين1/أكتوير 2016

نساء من الفرات ومن النيل

  عماد حياوي المبارك
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

((ما أنتِ إلا مَوقد سرعان ما تُخمد ناره في البرد
أنتِ بابٌ لا ينفع في صدِّ الرياح العاصفة
أنتِ قصرٌ يتحطم بداخله الأبطال
بئر تبتلع غطاءها
أنت حفنةُ قيرٍ تلوِّث حاملَها وقربةُ ماء تبلِّل صاحبها...
أنتِ حذاء تقرص قدم منتعلها...))
هكذا خاطب (حمورابي) بمسلته الشهيرة الآلهة (عشتار) التي كانت تمثل الخصب والحرب في بابل القديمة وتجمع بين الأغواء والإغراء والقوة والدم.
تتخذ الحضارات العظيمة رموزاً لأشد ما يؤثر في مجتمعاتها، الحرب والجنس، وكما هي (عشتار) آلهة الحب والجمال في الحياة، والتضحية والفداء في الحرب لدى البابليين، كذلك الآلهة (إنانا) لدى السومريين و(عشاروت) الفينيقية و(أفروديت) اليونانية و(فينوس) الرومانية.
وقد تغنى بحب (عشتار) الشعراء وتفنن برسمها الفنانون والنحاتون وتعدد تصويرها وهي تأخذ من النجمة المنتصبة على ظهر أسد وبيدها باقة من الزهور رمزاً لها أو أن تكون على هيئة امرأة عارية تركب وحوشاً لتسيطر على العالم وتحكمه وقد صوروها على أنها فتاة ذات جمال باهر تدور بحثاً عن ضحايا فكان يمكنها الوصول إلى ملوك الأرض فتعدهم بالزواج وتأخذ كل ما يملكون ثم تتركهم يبكونها ليلاً ونهاراً.
لكن وكما هو (حمورابي) ينعتها بمسلته، نجد أن الكتاب المقدس يؤكد ذلك ويقول في سفر الرؤيا أنها... (الزانية الجالسة على المياه بيدها كأسٌ ذهبية فأسكرت ملوك الأرض، على جبهتها مكتوب سر بابل العظيمة...).
صوّرها البابليون طوراً مع حبيبها الإله (تموز) بالنجمة والوردة والقمر كي ترمز للأنوثة والخصوبة وأستمرارية الحياة، وطوراً آخراً تمتطي أسداً كرمز للقوة أو تحمل الأفعى كرمز للشفاء. معبدها الرئيسي كان في نينوى، أبيها الإله (سين) إله القمر وأمها الآلهة (ننكال) وأخوها (أوتو) إله الشمس وأختها (ارشكيجالآ) آلهة العالم السفلي عالم الأموات أعظم الآلهات وأسماهن منزلة بمدينة أوروك (الوركاء) عاصمة بلاد سومر التي كانت تعد أهمّ المراكز الدينيّة والحضاريّة وقد لعبت دورا هاماً في ملحمة (جلجامش).
تقول الأسطورة أن راعي أغنام رأى (عشتار) فذهلهُ جمالها وأغوتهُ عيونها فقام بذبح شاة لها كي تبقى بجانبه أطول وقت، فأكلت ثم رحلت، وفي اليوم التالي ذبح لها وفي الثالث فعل نفس الشيء حتى لم يبق لدى الراعي ما يقدمه لها، وحينما سألها البقاء معه، قالت بأنه لم يعد لديه ما يغريها بالبقاء فتركته ومضت، فقام الراعي بسرقة شاة وأخذ يبحث عنها ليقدمها لها، من يومها أصبح هذا الراعي الذئب الذي يسرق الرعاة على أمل أن تعود (عشتار) لتجالسه.
وبينما تصلنا قصصاً عن الغدر والخيانة، تسرد الأسطورة السومريّة ضرباً من الوفاء، حيث أن الإلهة (اينانا) نقلت ذات يوم شجيرة من ضفاف نهر الفرات إلى مدينة الوركاء وزرعتها ببستانها المقدّس على أمل أن تنمو وتصير شجرة باسقة فتصنع من خشبها عرشاً وسريراً لها. عندما كبرت الشجرة وحان وقت قطع أغصانها اكتشفت أن أفعى قد اتخذت من أسفلها مخبأ وأن طيراً جارحاً قد بنى في أعلاها عُشّاً وأن عفريتاً استقر بوسط جذعها، فاستنجدت (اينانا) بأخيها (أوتو) إله الشمس الذي أسند المهمة إلى البطل الشجاع (جلجامش)، فجاء متسلِّحاً بدرع سميك وفأس ثقيلة أستطاع أن يقتل الأفعى، عند ذاك فرّ الطير وهرب العفريت إلى الخرائب المهجورة، فقطع (جلجامش) أغصان الشجرة وحملها هدية إلى (اينانا) لتصنع منها عرشاً وسريراً. وحينما مات حبيبها (تموز) ونزل للعالم السفلي حزنت عليه وقررت وفاءاً له النزول إليه وهي حية فتوقفت الحياةعلى الأرض وأنقطع النسل حتى عادت بأمر من السماء كي تستمر الحياة من جديد... ويعتبر هبوط (إنانا) أختيارياً للعالم السفلي أول ملحمة إنسانية في التضحية.
× × ×
(الجميلة أنتِ) هو معنى أسم الملكة (نفرتيتي) زوجة الملك (أخناتون) فرعون الأسرة الثامنة عشر حامية (توت عنخ أمون)، كانت تعد من أقوى النساء في مصر القديمة وقد ساعدت (توت عنخ أمون) على تولى المُلك. عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها، وكانت لهذه الملكة الجميلة منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها. عاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ومثلما حدث لزوجها فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها. أشتهرت (نفرتيتى) بالتمثال النصفى لوجهها المنحوت على قطعة من الحجر الجيرى بواحدة من أروع القطع الفنية الموجودة بمتحف برلين ويوجد تمثال آخر لرأسها بالمتحف المصري من الكوارتز الأحمر. شاركت الملكة (نفرتيتي) زوجها في عبادة إله الشمس (آتون) ليكونا الوسيط بينه وبين الشعب.
أنجبت نفرتيتي من (أخناتون) ست بنات شاركن بعبادة الإله (آتون) وكانت نفرتيتى تساند زوجها أثناء الإصلاحات الدينية والإجتماعية، ثم انتقلت معه إلى (أخيتاتون) أو تل العمارنة وظهرت معه أثناء الاحتفالات والطقوس وبالمشاهد العائلية وفي المشاهد التقليدية للحملات العسكرية التي صورتها وهى تقوم بالقضاء على الأعداء.
بعد وفاة إحدى بناتها اختفت (نفرتيتى) من البلاط الملكى وحلت إبنتها (ميريت أتون) محلها وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى. لم يوجد بعد ذلك أي ذكر لها ويعتقد أنها توفيت ودفنت في مقبرة أخت (أتون) ويعتقد أيضا أن (توت عنخ آمون) قد نقل مومياءها وقد عجز علماء المصريات عن إيجاد قبرها طيلة سنوات من البحث، وبعد أكتشاف قبر (توت عنخ آمون) صار الأعتقاد بأنها ربما تكون قد دفنت سرا في داخل نفس القبو.
× × ×
ولدت (كايوباترا) أبنة بطليموس الثاني عشر العام 69 قبل الميلاد، وصفت بأنها أثرت بنشاط على السياسة الرومانية في فترة حرجة، ووصفت بأنها جاءت لتمثل النموذج الأول لرومانسية المرأة الفاتنة. كانت جميلة وساحرة على نقيض ماتبرزها الصور التي وصلت إلينا، بدليل أنها أسرت بجمالها الرجال الذين وقعوا بغرامها وتحت تأثير شخصيتها القوية وذكائها ودهائها، أنتهى نزاعها مع أخيها بطردها من بلدها مصر الذي كان بتلك الفترة مملكة تحت الحماية الرومانية. حين أقبل (يوليوس قيصر) إلى مصر وجد أن حرباً أهلية قد نشبت فيها، كانت (كليوباترا) تحاول العودة إليها، ولأنها تدرك قوة الرومان وسلطتهم، جاءت أمام يوليوس قيصر ملفوفة بسجادة لتستنجد به بتحقيق غايتها لتكون حاكماً أفضل من شقيقها، فأسرته بمفاتنها ليساعدها بالتغلب على عدوها (بطليموس) وأغراقه بنهاية معركة.
حكمت (كليوباترا) بضع سنوات، بعد مصـرع يوليوس قيص، ثم أحبها (أنطونيوس) فكلّفته علاقته الغرامية معها فقدان حظوته في روما فأنتهى أمره بالانتحار إثر هزيمة أنزله بها غريمه (أوكتافيوس)، ولما سمعت كليوباترا بالنبأ أنتحـرت هي الأخرى، وكانت وسيلة أنتحارها ثعبان كوبرا، وهي قصة نفتها بعض المصادر التي قالت بأنها ماتت حين شربت خليط من العقاقير قتلتها في الحال بينما لو كانت لدغة أفعى لتعرضت كيلوباترا لألم شديد ومعاناة لفترة طويلة قبل الوفاة.
× × ×
تحكي الأسطورة أن سيولاً عارمة أنسابت ذات يوم على نهر الفرات ففاض وتدفقت مياهه وخرجت الاسماك تستلقي على الشاطئ، زكان من بينها سمكتان بدأتا بدفع بيضة كبيرة طافية إلى ضفة النهر، واذ بحمامة بيضاء كبيرة تهبط من السماء وتحتضن البيضة بعيدا عن مجرى النهر، رقدت الحمامة على البيضة حتى فقست وخرجت طفلة رائعة الجمال أحاطتها أسراب الحمام ترفرف بأجنحتها لترد عنها حر النهار وبرد الليل.ثم بدأت الحمائم تبحث عن غذاء للطفلة، فاهتدت إلى مكان يضع فيه الرعاة ما يصنعون من جبن وحليب، فتأخذت منه ما يمكن أن تحملع بمناقيرها لتقدمه للطفلة، وحين لاحظ الرعاة ذلك راقبوا الحمائم ليهتدوا للطفلة التي تربت سعيدة لا تعرف معنى الشقاء. ما شاهدوا من جمال رائع لصبية جعلهم يحتضنوها ويسمونها بلغتهم (الحمامة) أي (سميراميس) وأخذوها إلى خيامهم، واتفقوا على أن يبيعوها يوماً بسوق (نينوى)، فذهبوا بها بيوم موسم الزواج الذي يقام كل عام حيث تجتمع في السوق الكبير جموع الشبان والشابات قادمة من كل النواحي ليختار كل شاب عروسه الشابة، أو ينتقي الرجل صبية يحملها إلى داره فيربيها كي تبلغ سن الزواج فيتزوجها أو يقدمها عروساً لأحد ابنائه. شاهدهم (سيما) مرابط خيول الملك، وكان عقيماً لا ولد له فهفا قلبله لها ورغب بتبنيها، ساوم الرعاة وعاد بها إلى منزله، ما أن رأت زوجته هذه الصبية ذات الجمال الرائع حتى فرحت فرحاً غامراً واعتنت بها وظلت ترعاها حتى كبرت واستدارت وبرزت أنوثتها كأجمل ما تكون النساء!
في يوم كان (اونس) مستشار للملك يتفقد الجمهور المحتشد واذا بعينه تقع على (سميراميس) وهي بعمر مناسب للزواج، فصعق مذهولا من جمالها وبراءتها، أخذها معه إلى (نينوى) وتزوجها هناك وصار لهما توأم هما (هيفاتة) و(هيداسغة).
كانت (سميراميس) فائقة الذكاء تقدم لزوجها النصح والمشورة في الامور الخطيرة فأصبح ناجحا بكل مساعيه. أثناء ذلك كان ملك نينوى ينضم حملة عسكرية لأحتلال مدينة (باكتريا)، فأعد جيشا ضخما لانه يدرك صعوبة المهمة. صمدت المدينة بوحهه فحاصرها الملك وشعر أنه بحاجة إلى مستشاره (اونس) فأرسل في طلبه، كان هذا الأخير لا يريد مفارقة زوجته الحبيبة (سمير أميس) فسألها مرافقته ففعلت. هناك تابعت (سميراميس) سير المعارك ودرستها بعناية ووضعت العديد من الملاحظات عن الطريقة التي يدار بها الحصار. فبينما كان القتال جاريا في السهل فقط ولم يعر المدافعين للقلعة أهمية، طلبت (سميراميس) إرسال مجموعة من الجنود المدربين على القتال في الجبال إلى المرتفع الشاهق الذي كان يحمي الموقع ففعلوا ذلك ملتفين حول خاصرة العدو المدافع فوجد الأعداء انفسهم محاصرين لا خيار لهم سوى الاستسلام.
في ثنايا هذه الأحداث صار الملك (نينوس) شديد الاعجاب بـ(سميراميس) لما ابدته من شجاعة ومهارة لحسم المعركة. منذ اللحظة اخذ الملك يتمعن في وجهها الساحر وجمالها المدهش، فادرك ان قلبه غير قادر على مقاومة سحرها فطلب أن تكون زوجته وملكته. ثم عرض على (اونس) ان يأخذ ابنته بدلا عنها، إلا أن اونس رفض ذلك مما حدا بالملك ان يهدده بقلع عينيه، وتحت وطأة الخوف واليأس استسلم لمطلب الملك لكنه انهى حياته بعد فترة من زواج (سمير أميس) من الملك. هكذا افلح الملك بالزواج من (سميراميس) وصار لهما طفلاً اسمياه (نيناس). بعد موت الملك أعتلت (سميرأميس) العرش 800 ق.م. لتكون الملكة الآشورية في نينوى عاصمة بلاد مابين النهرين، ومن بين 42 عاماً حكمت مع زوجها، كان لها بعد وفاته فقط خمسة سنوات حكماً مطلقا بدأته ببناء ضريح فخم في نينوى تمجيدا لزوجها الملك (نينوس).
و(سميراميس) ليس هي التي طلبت من الملك الأشوري (نبوخذنصر) بناء الجنائن المعلقة ببابل بل كان تلك الحدائق تلبية لرغبة زوجته الميدية.
و(سميرأميس) هو تحريف أغريقي غير صحيح للأسم الأشوري (سمورامات) زوجة الملك (شمشي أدد الخامس) ابن الملك شلمنصر الثالث وأم الملك الآشوري (أداد نيراري الثالث).
و(سمورامات) ملكة ذات شخصية قوية وذكاء حاد وجمال أخاذ جعلها تفرض سطوتها وتمسك مقاليد حكم بلاد بين النهرين طيلة عشرات السنين. وقد عثر على نقش حجري تذكاري في مدينة (آشور) تصور فيه على انها الملكة التي حكمت خلفا لزوجها المتوفى. لم تكتف هذه المرأة العظيمة بالسلطة السياسية وإدارة شؤون البلاد بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية حيث أن اصلها الجنوبي منحها بعض الخصوصيات المذهبية والثقافية فتمكنت ان تشيع المؤثرات البابلية على طريقة الحكم وعلى الكهنوت الآشوري وعلى عموم الحياة في نينوى فأضافت نوعا من الرقة والروحانية الجنوبية على المذهب الآشوري الذي كان يتسم أكثر بتقديس الفحولة المتمثل بالاله (آشور) وكذلك الميل إلى منطق القوة الحرب. وقد نجحت بابراز ادوار آلهات كانت ثانوية عند الآشوريين مثل إله الحكمة (نبو). حكمت (سمورامات) كالملوك العظام وأقامت مسلة لتخلد ذكرها في ساحة المسلات في معبد آشور، وقد سجل على هذه المسلة العبارة التالية... (مسلة سمورامات ملكة سيد القصر شمس ملك الكون ملك الجهات الاربعة...).
أمتد حكم (سمورامات) عشرات السنين وقامت بمشاريع عمرانية واسعة أهمها بناء مدينة آشور بمعابدها وقصورها الضخمة وأحاطتها بالأسوار العالية. من الاعمال الجبارة التي قامت بها هذه الملكة بناء نفق مقبب من الحجر تحت مجرى نهر دجلة ليوصل طرفي المدينة. كذلك قامت بعد ذلك بفتوحات كثيرة استطاعت ان تسيطر على مصر وبلاد الشام وبلاد ميديا ويعتقد انها قد بلغت الهند.

× البحث منقولاً من عدة مصادر ومن (ويكيبيديا) على الغالب وفيه نلقي الضوء على أسماء رنانة لنساء كتبن بأفعالهن التاريخ القديم، وربما يشتمل على بعض الهفوات يمكن لمتخصصي التاريخ والآثار تصويبه، لذلك أود أن أسترعي الأنتباه.

الدخول للتعليق