• Default
  • Title
  • Date
  • فاضل فرج خالد
    المزيد
    الثامن من شباط الاسود   **************************************************** في ذاكرتي ان بدايات عام
  • حامد خيري الحيدر
    المزيد
      خلال دراستي الجامعية في قسم الآثار/ كلية الآداب قبل
  • علي كاظم الربيعي
    المزيد
    لعيبي خلف الاميريدجله (يمينها) واهمها هور السنيه وهور عودة واسماء
  • عربي الخميسي
    المزيد
    في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم
الخميس, 08 شباط/فبراير 2018

لنمجد شهداءنا في ذكرى شباط الأسود / 1963

  د .فائز الحيدر
تقييم هذا الموضوع
(1 صوت )

 

لمذا تمجد الشعوب شهداءها ؟ سؤال يطرحه الكثيرون ،أهو تمجيدا" للموت البطولي ؟ أم هو محبة وعشقا" للجود بالنفس وهل كان الشهداء زاهدين بحياتهم بمعزل عن الأهداف التي ناضلوا من أجلها ؟ الجواب بالتأكيد كلا، فلم يكن العظماء من البشر ومن بينهم الشهداء، على مدى التأريخ عشاقا" للموت. بل كانوا من عشاق الحياة الكرامة والدفاع عن القيم الأنسانية التي آمنوا بها وضحوا بحياتهم من اجل تحقيقها، وهكذا تظل ذكرى الشهداء ساطعة تنير درب المناضلين وتعطيهم المثل والقوة في الصمود دفاعا" عن القضايا النبيلة في وجه أعتى الدكتاتوريات.

بعد أيام قليلة وفي الرابع عشر من شباط من كل عام يحتفل الشيوعيون العراقيون بيوم الشهيد الشيوعي. هذا اليوم الذي أصبح تقليدا" يلتقي فيه الشيوعيين وأصدقائهم لأحياء ذكرى شهداء حزبهم الذين سقطوا في ساحات النضال المختلفة، دفاعا" عن قضايا شعبهم ووطنهم في مواجهة الدكتاتوريات المتعاقبة. فهذا الأحتفال ليس احتفالا" عابرا" بل أحتفالا" تحتشد فيه المعاني والرموز العميقة، انه يوم ذكرى البطولة والصمود والأستشهاد من أجل القيم والمبادئ السامية، ذكرى قادة الحزب الشيوعي العراقي الذين قدموا أنفسهم قرابين للمبادئ التي آمنوا بها من اجل حرية الشعب واستقلال الوطن والغد الأفضل .

ففي الرابع عشر من شباط / فبراير 1949 وفي العهد الملكي البغيض تعهد الطاغية نوري السعيد بالقضاء على الحزب الشيوعي العراقي وجماهيريته وذلك بأعدام قادته الأبطال. حيث صعدت الى المشانق أول كوكبة خالدة من الشهداء هم قادة ومؤسسي الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف ( فهد )، زكي بسيم ( حازم )، وحسين محمد الشبيبي ( صارم ) وهم يهتفون بحياة وطنهم وحزبهم وشعبهم. ففي هذا اليوم وفي ذكرى أستشهادهم دأب الشيوعيون أينما وجدوا على تمجيد هؤلاء القادة وهم يقفون إجلالا" لأرواحهم الطاهرة. وفي لحظات الخشوع يتطلع الشيوعيون وكل الوطنيين بإكبـار إلى الأرادة الصلبة التي حملها هؤلاء الأبطال والتي واجهت المشانق برجولة وشرف متحدية الطغاة والجلادين.
وكانت مأساة الأنقلاب الفاشي في الثامن من شباط الأسود / 1963 محطة من أكثر المحطات سطوعا" في تأريخ الحزب، ففي هذا اليوم تعهد قادة حزب البعث الفاشي بعد تسلمهم السلطة بأنقلابهم الدموي الأسود بتحقيق نفس الأمنيات بعد تسلمهم السلطة. حيث إمتزجت دماء العرب والأكراد والكلدوآشوريين والمندائيين والتركمان والأيزيدين في جنوب الوطن وفي جبال كردستان العراق، حين أصدر الحاكم العسكري للأنقلابيين رشيد مصلح التكريتي البيان رقم 13 الذي يدعوا ويخول رؤساء الوحدات العسكرية وقوات الشرطة والحرس القومي إبادة الشيوعيين..
ثم تبعه قانون رقم 35 لسنة 1963 الخاص بتشكيل فرق الحرس القومي. ومنذ الساعات الأولى لتشكيله بدأت عصابات الحرس القومي بألقاء القبض على الآلاف من الشيوعيين والديمقراطيين من كافة القوميات والأديان، عسكريين ومدنيين، من قادة الحزب وكوادره وأصدقاءه. وتحول العراق على يد هؤلاء القتلة في تلك الأيام الى سجن رهيب بأستعمالهم كافة أدوات التعذيب البشعة في سراديب قصر النهاية وبيوت المخابرات السرية والنادي الأولمبي في الأعظمية وملعب الأدارة المحلية في المنصور ومركز شرطة الفضل وبناية محكمة الشعب وغيرها بحق الشخصيات الشيوعية والوطنية، وأمتلئت تلك السراديب ببرك الدماء والجثث المقطعة للضحايا ، وجرى إغتصاب النساء. في حين كانت تواصل بقية قطعان البعث تنفيذ عمليات الأعدام في النادي الأولمبي في الأعظمية ببغداد ومعتقل رقم واحد في معسكر الرشيد وغيرها. وقضى عدد كبير منهم وهم يسطرون ملاحم بطولية خالدة ومن هؤلاء الشهداء :
سلام عادل، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، جورج تلو، محمد حسين أبو العيس، طالب عبد الجبار، وعبد الرحيم شريف، عبد الجبار وهبي، نافع يونس، وحسن عوينة، عزيز الشيخ، ومهدي حميد، وحمزة سلمان، شريف الشيخ، لطيف الحاج، عبد الرحيم شريف والمئات من الشهداء من كافة القوميات والمذاهب والشخصيات النقابية والأجتماعية.
وبما أن الصابئة المندائيين هم أحدى المكونات الأساسية للشعب العراقي فقد تعرضوا منذ مئات السنين الى الأضطهاد الديني والأجتماعي، فهم أبناه هذا الوطن وقدموا كل شئ من أجل بناءه، هم الشريحة المتعلمة والمثقفة المسالمة المحبة للخير والسلام، ووجدوا في الأفكار الوطنية والأشتراكية الوافدة الى العراق خير وسيلة للدفاع عن حقوقهم المفقودة لذلك ساهموا بالحركة السياسية الوطنية منذ نشأتها في العراق، وأرتبط المئات منهم بالأحزاب الوطنية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي وساهموا في النضال الشاق طيلة تأريخه الطويل وتعرضوا أسوة برفاق الدرب الآخرين الى البطش والتصفيات الجسدية والتعذيب في الثامن من شباط الأسـود / 1963. ففي هذا اليوم دخل المئات منهم السجون والمعتقلات وتعرضوا الى أبشع أساليب التعذيب الجسدي وأستشهد العشرات منهم تحت التعذيب ومنهم من إستشهد وهو يتصدى ببطولة وبسالة لجلاوزة الأنقلاب الفاشي في ذلك اليوم المشؤوم ..
وفي ذكرى يوم الثامن من شباط المشؤوم ويوم الشـهيد الشيوعي لابد للصابئة المندائيين أن يتذكروا شهدائهم الذين سقطوا في تلك الأيام، يمجدوهم ويفتخروا بهم كرموز لطائفتهم المندائية ولشعبهم العراقي، ومن حقهم ان يقفوا دقيقة صمت اجلالا" لأرواحه هؤلاء الشهداء الأبطال....( صبيح سباهي خلف، مهدي عودة الوالي( شنور )، حواس حلو بندر الزهيري، سميع جاني سهر الناشي، شاكر نعمة هليل البريجي، ماجد عبداللة خلاوي الزهيري، عبد الواحد راشد الزهيري، فرج شجر منصور الزهيري، كريم خلف داخل، نعيم عنبر منشد، وعبد الجبار الزهيري ) وغيرهم من الأبطال المجهولين الذين تمت تصفيتهم أو إختفت آثارهم ...
ليكن الثامن من شباط ويوم الشهيد الشيوعي مناسبة لوقفة إجلال وإكبار أمام تلك الدماء الزكية التي أضاءت الدرب. ولابد أن نقول لكل الشهداء من الصابئة المندائيين وشهداء الحركة الوطنية العراقية أننا نفتخر بأسمائكم فقد صنعتم عهدا" جديدا" للوطن وكنتم الصخرة التي دفعت النظام الدكتاتوري الى مزبلة التأريخ، أليكم المجد أيها الأبطال .. يا من قدمتم حياتكم ودمائكم قربانا" للمثل النبيلة التي آمنتم بها، اليكم المجد أيها الأحبة فأنتم في الوجدان والضمير.

أن من واجب الصابئة المندائيين في هذا اليوم أن يشعروا عوائل الشهداء ... آبائهم وأمهاتهم وأراملهم وأطفالهم اليتامى بأن طائفتهم لم ولن تنساهم يوما"، وليبدأ الجميع وخاصة ذوي الشهداء ومعارفهم بأحياء ذكراهم سنويا" بالكتابة عنهم، وعن تأريخهم وبطولاتهم وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لأرواحهم الطاهرة فهل سيتم تحقيق ذلك ؟ أنها أمنية نتمنى ان تتحقق وأملنا كبير بذلك.
المجد كل المجد لشهداء الصابئة المندائيين ، لشهداء الحزب الشيوعي العراقي ، لشهداء الحركة الوطنية، ولكل شهداء الشعب والوطن.
لنمجد شهداءنا في ذكرى شباط الأسود / 1963

لمذا تمجد الشعوب شهداءها ؟ سؤال يطرحه الكثيرون ،أهو تمجيدا" للموت البطولي ؟ أم هو محبة وعشقا" للجود بالنفس وهل كان الشهداء زاهدين بحياتهم بمعزل عن الأهداف التي ناضلوا من أجلها ؟ الجواب بالتأكيد كلا، فلم يكن العظماء من البشر ومن بينهم الشهداء، على مدى التأريخ عشاقا" للموت. بل كانوا من عشاق الحياة الكرامة والدفاع عن القيم الأنسانية التي آمنوا بها وضحوا بحياتهم من اجل تحقيقها، وهكذا تظل ذكرى الشهداء ساطعة تنير درب المناضلين وتعطيهم المثل والقوة في الصمود دفاعا" عن القضايا النبيلة في وجه أعتى الدكتاتوريات.

بعد أيام قليلة وفي الرابع عشر من شباط من كل عام يحتفل الشيوعيون العراقيون بيوم الشهيد الشيوعي. هذا اليوم الذي أصبح تقليدا" يلتقي فيه الشيوعيين وأصدقائهم لأحياء ذكرى شهداء حزبهم الذين سقطوا في ساحات النضال المختلفة، دفاعا" عن قضايا شعبهم ووطنهم في مواجهة الدكتاتوريات المتعاقبة. فهذا الأحتفال ليس احتفالا" عابرا" بل أحتفالا" تحتشد فيه المعاني والرموز العميقة، انه يوم ذكرى البطولة والصمود والأستشهاد من أجل القيم والمبادئ السامية، ذكرى قادة الحزب الشيوعي العراقي الذين قدموا أنفسهم قرابين للمبادئ التي آمنوا بها من اجل حرية الشعب واستقلال الوطن والغد الأفضل .

ففي الرابع عشر من شباط / فبراير 1949 وفي العهد الملكي البغيض تعهد الطاغية نوري السعيد بالقضاء على الحزب الشيوعي العراقي وجماهيريته وذلك بأعدام قادته الأبطال. حيث صعدت الى المشانق أول كوكبة خالدة من الشهداء هم قادة ومؤسسي الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف ( فهد )، زكي بسيم ( حازم )، وحسين محمد الشبيبي ( صارم ) وهم يهتفون بحياة وطنهم وحزبهم وشعبهم. ففي هذا اليوم وفي ذكرى أستشهادهم دأب الشيوعيون أينما وجدوا على تمجيد هؤلاء القادة وهم يقفون إجلالا" لأرواحهم الطاهرة. وفي لحظات الخشوع يتطلع الشيوعيون وكل الوطنيين بإكبـار إلى الأرادة الصلبة التي حملها هؤلاء الأبطال والتي واجهت المشانق برجولة وشرف متحدية الطغاة والجلادين.
وكانت مأساة الأنقلاب الفاشي في الثامن من شباط الأسود / 1963 محطة من أكثر المحطات سطوعا" في تأريخ الحزب، ففي هذا اليوم تعهد قادة حزب البعث الفاشي بعد تسلمهم السلطة بأنقلابهم الدموي الأسود بتحقيق نفس الأمنيات بعد تسلمهم السلطة. حيث إمتزجت دماء العرب والأكراد والكلدوآشوريين والمندائيين والتركمان والأيزيدين في جنوب الوطن وفي جبال كردستان العراق، حين أصدر الحاكم العسكري للأنقلابيين رشيد مصلح التكريتي البيان رقم 13 الذي يدعوا ويخول رؤساء الوحدات العسكرية وقوات الشرطة والحرس القومي إبادة الشيوعيين..
ثم تبعه قانون رقم 35 لسنة 1963 الخاص بتشكيل فرق الحرس القومي. ومنذ الساعات الأولى لتشكيله بدأت عصابات الحرس القومي بألقاء القبض على الآلاف من الشيوعيين والديمقراطيين من كافة القوميات والأديان، عسكريين ومدنيين، من قادة الحزب وكوادره وأصدقاءه. وتحول العراق على يد هؤلاء القتلة في تلك الأيام الى سجن رهيب بأستعمالهم كافة أدوات التعذيب البشعة في سراديب قصر النهاية وبيوت المخابرات السرية والنادي الأولمبي في الأعظمية وملعب الأدارة المحلية في المنصور ومركز شرطة الفضل وبناية محكمة الشعب وغيرها بحق الشخصيات الشيوعية والوطنية، وأمتلئت تلك السراديب ببرك الدماء والجثث المقطعة للضحايا ، وجرى إغتصاب النساء. في حين كانت تواصل بقية قطعان البعث تنفيذ عمليات الأعدام في النادي الأولمبي في الأعظمية ببغداد ومعتقل رقم واحد في معسكر الرشيد وغيرها. وقضى عدد كبير منهم وهم يسطرون ملاحم بطولية خالدة ومن هؤلاء الشهداء :
سلام عادل، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، جورج تلو، محمد حسين أبو العيس، طالب عبد الجبار، وعبد الرحيم شريف، عبد الجبار وهبي، نافع يونس، وحسن عوينة، عزيز الشيخ، ومهدي حميد، وحمزة سلمان، شريف الشيخ، لطيف الحاج، عبد الرحيم شريف والمئات من الشهداء من كافة القوميات والمذاهب والشخصيات النقابية والأجتماعية.
وبما أن الصابئة المندائيين هم أحدى المكونات الأساسية للشعب العراقي فقد تعرضوا منذ مئات السنين الى الأضطهاد الديني والأجتماعي، فهم أبناه هذا الوطن وقدموا كل شئ من أجل بناءه، هم الشريحة المتعلمة والمثقفة المسالمة المحبة للخير والسلام، ووجدوا في الأفكار الوطنية والأشتراكية الوافدة الى العراق خير وسيلة للدفاع عن حقوقهم المفقودة لذلك ساهموا بالحركة السياسية الوطنية منذ نشأتها في العراق، وأرتبط المئات منهم بالأحزاب الوطنية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي وساهموا في النضال الشاق طيلة تأريخه الطويل وتعرضوا أسوة برفاق الدرب الآخرين الى البطش والتصفيات الجسدية والتعذيب في الثامن من شباط الأسـود / 1963. ففي هذا اليوم دخل المئات منهم السجون والمعتقلات وتعرضوا الى أبشع أساليب التعذيب الجسدي وأستشهد العشرات منهم تحت التعذيب ومنهم من إستشهد وهو يتصدى ببطولة وبسالة لجلاوزة الأنقلاب الفاشي في ذلك اليوم المشؤوم ..
وفي ذكرى يوم الثامن من شباط المشؤوم ويوم الشـهيد الشيوعي لابد للصابئة المندائيين أن يتذكروا شهدائهم الذين سقطوا في تلك الأيام، يمجدوهم ويفتخروا بهم كرموز لطائفتهم المندائية ولشعبهم العراقي، ومن حقهم ان يقفوا دقيقة صمت اجلالا" لأرواحه هؤلاء الشهداء الأبطال....( صبيح سباهي خلف، مهدي عودة الوالي( شنور )، حواس حلو بندر الزهيري، سميع جاني سهر الناشي، شاكر نعمة هليل البريجي، ماجد عبداللة خلاوي الزهيري، عبد الواحد راشد الزهيري، فرج شجر منصور الزهيري، كريم خلف داخل، نعيم عنبر منشد، وعبد الجبار الزهيري ) وغيرهم من الأبطال المجهولين الذين تمت تصفيتهم أو إختفت آثارهم ...
ليكن الثامن من شباط ويوم الشهيد الشيوعي مناسبة لوقفة إجلال وإكبار أمام تلك الدماء الزكية التي أضاءت الدرب. ولابد أن نقول لكل الشهداء من الصابئة المندائيين وشهداء الحركة الوطنية العراقية أننا نفتخر بأسمائكم فقد صنعتم عهدا" جديدا" للوطن وكنتم الصخرة التي دفعت النظام الدكتاتوري الى مزبلة التأريخ، أليكم المجد أيها الأبطال .. يا من قدمتم حياتكم ودمائكم قربانا" للمثل النبيلة التي آمنتم بها، اليكم المجد أيها الأحبة فأنتم في الوجدان والضمير.

أن من واجب الصابئة المندائيين في هذا اليوم أن يشعروا عوائل الشهداء ... آبائهم وأمهاتهم وأراملهم وأطفالهم اليتامى بأن طائفتهم لم ولن تنساهم يوما"، وليبدأ الجميع وخاصة ذوي الشهداء ومعارفهم بأحياء ذكراهم سنويا" بالكتابة عنهم، وعن تأريخهم وبطولاتهم وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لأرواحهم الطاهرة فهل سيتم تحقيق ذلك ؟ أنها أمنية نتمنى ان تتحقق وأملنا كبير بذلك.
المجد كل المجد لشهداء الصابئة المندائيين ، لشهداء الحزب الشيوعي العراقي ، لشهداء الحركة الوطنية، ولكل شهداء الشعب والوطن.

لمذا تمجد الشعوب شهداءها ؟ سؤال يطرحه الكثيرون ،أهو تمجيدا" للموت البطولي ؟ أم هو محبة وعشقا" للجود بالنفس وهل كان الشهداء زاهدين بحياتهم بمعزل عن الأهداف التي ناضلوا من أجلها ؟ الجواب بالتأكيد كلا، فلم يكن العظماء من البشر ومن بينهم الشهداء، على مدى التأريخ عشاقا" للموت. بل كانوا من عشاق الحياة الكرامة والدفاع عن القيم الأنسانية التي آمنوا بها وضحوا بحياتهم من اجل تحقيقها، وهكذا تظل ذكرى الشهداء ساطعة تنير درب المناضلين وتعطيهم المثل والقوة في الصمود دفاعا" عن القضايا النبيلة في وجه أعتى الدكتاتوريات.

بعد أيام قليلة وفي الرابع عشر من شباط من كل عام يحتفل الشيوعيون العراقيون بيوم الشهيد الشيوعي. هذا اليوم الذي أصبح تقليدا" يلتقي فيه الشيوعيين وأصدقائهم لأحياء ذكرى شهداء حزبهم الذين سقطوا في ساحات النضال المختلفة، دفاعا" عن قضايا شعبهم ووطنهم في مواجهة الدكتاتوريات المتعاقبة. فهذا الأحتفال ليس احتفالا" عابرا" بل أحتفالا" تحتشد فيه المعاني والرموز العميقة، انه يوم ذكرى البطولة والصمود والأستشهاد من أجل القيم والمبادئ السامية، ذكرى قادة الحزب الشيوعي العراقي الذين قدموا أنفسهم قرابين للمبادئ التي آمنوا بها من اجل حرية الشعب واستقلال الوطن والغد الأفضل .

ففي الرابع عشر من شباط / فبراير 1949 وفي العهد الملكي البغيض تعهد الطاغية نوري السعيد بالقضاء على الحزب الشيوعي العراقي وجماهيريته وذلك بأعدام قادته الأبطال. حيث صعدت الى المشانق أول كوكبة خالدة من الشهداء هم قادة ومؤسسي الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف ( فهد )، زكي بسيم ( حازم )، وحسين محمد الشبيبي ( صارم ) وهم يهتفون بحياة وطنهم وحزبهم وشعبهم. ففي هذا اليوم وفي ذكرى أستشهادهم دأب الشيوعيون أينما وجدوا على تمجيد هؤلاء القادة وهم يقفون إجلالا" لأرواحهم الطاهرة. وفي لحظات الخشوع يتطلع الشيوعيون وكل الوطنيين بإكبـار إلى الأرادة الصلبة التي حملها هؤلاء الأبطال والتي واجهت المشانق برجولة وشرف متحدية الطغاة والجلادين.
وكانت مأساة الأنقلاب الفاشي في الثامن من شباط الأسود / 1963 محطة من أكثر المحطات سطوعا" في تأريخ الحزب، ففي هذا اليوم تعهد قادة حزب البعث الفاشي بعد تسلمهم السلطة بأنقلابهم الدموي الأسود بتحقيق نفس الأمنيات بعد تسلمهم السلطة. حيث إمتزجت دماء العرب والأكراد والكلدوآشوريين والمندائيين والتركمان والأيزيدين في جنوب الوطن وفي جبال كردستان العراق، حين أصدر الحاكم العسكري للأنقلابيين رشيد مصلح التكريتي البيان رقم 13 الذي يدعوا ويخول رؤساء الوحدات العسكرية وقوات الشرطة والحرس القومي إبادة الشيوعيين..
ثم تبعه قانون رقم 35 لسنة 1963 الخاص بتشكيل فرق الحرس القومي. ومنذ الساعات الأولى لتشكيله بدأت عصابات الحرس القومي بألقاء القبض على الآلاف من الشيوعيين والديمقراطيين من كافة القوميات والأديان، عسكريين ومدنيين، من قادة الحزب وكوادره وأصدقاءه. وتحول العراق على يد هؤلاء القتلة في تلك الأيام الى سجن رهيب بأستعمالهم كافة أدوات التعذيب البشعة في سراديب قصر النهاية وبيوت المخابرات السرية والنادي الأولمبي في الأعظمية وملعب الأدارة المحلية في المنصور ومركز شرطة الفضل وبناية محكمة الشعب وغيرها بحق الشخصيات الشيوعية والوطنية، وأمتلئت تلك السراديب ببرك الدماء والجثث المقطعة للضحايا ، وجرى إغتصاب النساء. في حين كانت تواصل بقية قطعان البعث تنفيذ عمليات الأعدام في النادي الأولمبي في الأعظمية ببغداد ومعتقل رقم واحد في معسكر الرشيد وغيرها. وقضى عدد كبير منهم وهم يسطرون ملاحم بطولية خالدة ومن هؤلاء الشهداء :
سلام عادل، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، جورج تلو، محمد حسين أبو العيس، طالب عبد الجبار، وعبد الرحيم شريف، عبد الجبار وهبي، نافع يونس، وحسن عوينة، عزيز الشيخ، ومهدي حميد، وحمزة سلمان، شريف الشيخ، لطيف الحاج، عبد الرحيم شريف والمئات من الشهداء من كافة القوميات والمذاهب والشخصيات النقابية والأجتماعية.
وبما أن الصابئة المندائيين هم أحدى المكونات الأساسية للشعب العراقي فقد تعرضوا منذ مئات السنين الى الأضطهاد الديني والأجتماعي، فهم أبناه هذا الوطن وقدموا كل شئ من أجل بناءه، هم الشريحة المتعلمة والمثقفة المسالمة المحبة للخير والسلام، ووجدوا في الأفكار الوطنية والأشتراكية الوافدة الى العراق خير وسيلة للدفاع عن حقوقهم المفقودة لذلك ساهموا بالحركة السياسية الوطنية منذ نشأتها في العراق، وأرتبط المئات منهم بالأحزاب الوطنية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي وساهموا في النضال الشاق طيلة تأريخه الطويل وتعرضوا أسوة برفاق الدرب الآخرين الى البطش والتصفيات الجسدية والتعذيب في الثامن من شباط الأسـود / 1963. ففي هذا اليوم دخل المئات منهم السجون والمعتقلات وتعرضوا الى أبشع أساليب التعذيب الجسدي وأستشهد العشرات منهم تحت التعذيب ومنهم من إستشهد وهو يتصدى ببطولة وبسالة لجلاوزة الأنقلاب الفاشي في ذلك اليوم المشؤوم ..
وفي ذكرى يوم الثامن من شباط المشؤوم ويوم الشـهيد الشيوعي لابد للصابئة المندائيين أن يتذكروا شهدائهم الذين سقطوا في تلك الأيام، يمجدوهم ويفتخروا بهم كرموز لطائفتهم المندائية ولشعبهم العراقي، ومن حقهم ان يقفوا دقيقة صمت اجلالا" لأرواحه هؤلاء الشهداء الأبطال....( صبيح سباهي خلف، مهدي عودة الوالي( شنور )، حواس حلو بندر الزهيري، سميع جاني سهر الناشي، شاكر نعمة هليل البريجي، ماجد عبداللة خلاوي الزهيري، عبد الواحد راشد الزهيري، فرج شجر منصور الزهيري، كريم خلف داخل، نعيم عنبر منشد، وعبد الجبار الزهيري ) وغيرهم من الأبطال المجهولين الذين تمت تصفيتهم أو إختفت آثارهم ...
ليكن الثامن من شباط ويوم الشهيد الشيوعي مناسبة لوقفة إجلال وإكبار أمام تلك الدماء الزكية التي أضاءت الدرب. ولابد أن نقول لكل الشهداء من الصابئة المندائيين وشهداء الحركة الوطنية العراقية أننا نفتخر بأسمائكم فقد صنعتم عهدا" جديدا" للوطن وكنتم الصخرة التي دفعت النظام الدكتاتوري الى مزبلة التأريخ، أليكم المجد أيها الأبطال .. يا من قدمتم حياتكم ودمائكم قربانا" للمثل النبيلة التي آمنتم بها، اليكم المجد أيها الأحبة فأنتم في الوجدان والضمير.

أن من واجب الصابئة المندائيين في هذا اليوم أن يشعروا عوائل الشهداء ... آبائهم وأمهاتهم وأراملهم وأطفالهم اليتامى بأن طائفتهم لم ولن تنساهم يوما"، وليبدأ الجميع وخاصة ذوي الشهداء ومعارفهم بأحياء ذكراهم سنويا" بالكتابة عنهم، وعن تأريخهم وبطولاتهم وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لأرواحهم الطاهرة فهل سيتم تحقيق ذلك ؟ أنها أمنية نتمنى ان تتحقق وأملنا كبير بذلك.
المجد كل المجد لشهداء الصابئة المندائيين ، لشهداء الحزب الشيوعي العراقي ، لشهداء الحركة الوطنية، ولكل شهداء الشعب والوطن.

الدخول للتعليق