• Default
  • Title
  • Date
  • فاضل فرج خالد
    المزيد
    الثامن من شباط الاسود   **************************************************** في ذاكرتي ان بدايات عام
  • حامد خيري الحيدر
    المزيد
      خلال دراستي الجامعية في قسم الآثار/ كلية الآداب قبل
  • علي كاظم الربيعي
    المزيد
    لعيبي خلف الاميريدجله (يمينها) واهمها هور السنيه وهور عودة واسماء
  • عربي الخميسي
    المزيد
    في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم
الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013

الصابئة في مدينة واسط خلال العصر العباسي للفترة 953 ــ1258م

  يحيى غازي الأميري
تقييم هذا الموضوع
(0 عدد الأصوات)

لموقع مدينة واسط المتميز وسط العراق شأن بارز ودور مهم في تأريخ العراق منذ تأسيسها على يد (الحجاج بن يوسف الثقفي ) عام ( 83هــ) واختيارها مركز للعراق خلال فترة العصر الاموي ، وتقول باحثة الأثار (جنان خضير منصور ) في مقالتها الموسومة ( تاريخ واسط ) المنشورة في مجلة فيزوبوتاميا ( بلاد النهرين ) العدد( 5 و 6) والمنشورة على صفحات الانترنيت تقول : عن بناء المدينة
(امـا عن تاريخ بناء المدينة فقد اختلفت المصادر في تحديده، إلا ان معظمها يجمع علي ان عملية البناء تمت بين الاعوام 83هـ ــ 86هـ/ 702 ــ 705م أي في أواخر حكم الخليفة عبد الملك بن مروان الذي استأذنه الحجاج في انشاء المدينة. واني ارجح بناء مدينة واسط سنة 83هـ/702م معززين الرأي بما وصلنا من مسكوكات فضية (دراهم)، مضروبة بهذه المدينة حيث تعتبر المسكوكات وثائق اساسية ومهمة جداً يعتمد عليها في تتبع مسيرة التأريخ وفك الاشكالات والتداخلات التي يقع فيها كتابه. ويحتفظ المتحف العراقي بدرهم فضي مضروب بواسط سنة 83هـ، كما ويحتفظ بدرهم اخر من ضرب سنة 84هـ. وهذا يقدم لنا دليلا علي ان بناء المدينة كان قبيل عام 83هـ واخذت تستكمل بعد ذلك مرافق المدينة حتي عام 86هـ. لقد وصفت واسط بناء وتخطيطاً بأنها كانت تقع علي الجانب الغربي لنهر دجلة يقابلها علي الجانب الشرقي مدينة قديمة تسمي كسكر. وقد ربط المدينتين جسر من السفن على كل جانب من جانبي النهر جامع، وكان يحيط بالمدينة سور وخندقان، إلا ان( بحشل)1 يذكر انه كان للمدينة سوران وخندق ) .
وكذلك تشير الباحثة جنان خضير منصور الى ان ياقوت الحموي يقول :) واسط اكتسبت اسمهما من موقعها الوسط بين البصرة والكوفة والأحواز ) .


وبعد سقوط الحكم الاموي وانتقال الخلافة للعباسيين وبناء بغداد على يد ( ابو جعفر المنصور) عام 145هـ ، وأختيارها عاصمة للدولة العباسية ، بقيت واسط من الأقاليم المهمة في العراق ، وخلال القرن الرابع الهجري حدثت تقسيمات أدارية مهمة في العراق أصبحت واسط ، أحدى الولايات المهمة والمرموقة حيث ضمت مدنا ًعديدة وقرى وقصبات كثيرة .


ويشير الأستاذ عبد القادر سلمان المعاضيدي في كتابه الموسوم ( واسط في العصر العباسي )2 وكان يسكنها خليط من العرب والفرس والاتراك والديلم والنبط * والزط **، وقد تعايشت فيها طوائف دينية الى جانب المسلمين ، اذ كان هناك نصارى ويهود وصابئة مندائيون .
ويوضح الأستاذ المعاضيدي : لقد كانت مناطق وجودهم ( الصابئة المندائيين) تمتد من واسط الى خوزستان في منطقة (الطيب ماثا ) بعد هجرتهم ونزوحهم من مدينة حران وقبلها من فلسطين ، كما ورد ذلك في أحد كتب المندائيين كتاب (حران كويتا )3 المدون باللغة المندائية .
كما أن هناك العديد من المصادر تشير الى أنهم سكنوها قبل الفتح الاسلامي بزمن طويل ، وعندما جاء الفتح الاسلامي ذهب وفد من الصابئة لمقابلة القائد العربي المسلم وعرضوا عليه أمرهم فأقرهم على دينهم فأكسبهم ذلك قوة ومنعة بأعتبارهم أصحاب كتاب وظلوا بين المسلمين يؤدون الجزية . فقد كتب الأستاذ عزيز سباهي ***في كتابه الموسوم ( جذور الصابئة المندائيين ص193 مانصه ( ونحن تعرف ومن كتاب حران كويتا أن أنش بر دنقا ، وكان يشغل أعلى المراكز الدينية عند المندائيين ، قد ذهب وبصحبته مجموعة من وجهاء المندائيين إلى قائد الجيش الإسلامي وأوضح له طبيعة دينهم وعرض عليهم كتابهم الديني ( الكنزا )4 لكي يضمن لقومه التسامح الذي خص به القرآن أهل الكتاب ، وقد تم له ذلك ).
وفي صفحة 180 من كتاب الاستاذ عزيز سباهي يقول : (ورد في كتابهم ( حرّان كويتا ) أنهم كانوا جماعة كبيرة ، وأن في الأيام الأولى من وجودهم في بلاد ما بين النهرين وليس في ميسان وحدها ، كان هناك أربعمئة مشكينا ( أي مندي ، وهو المعبد المندائي ) .
وعن دور الصابئة في المساههمة في بناء الحضارة في بلاد الرافدين يشير الاستاذ ( عزيز سباهي ) في صفحة 9 من كتابه ( جذور الصابئة المندائيين ) ( لعب الصابئة ، رغم كونهم طائفة دينية صغيرة ، دورا ً ملحوظا ً في تطور الحياة الروحية والفكرية في بلاد مابين النهرين خلال ظهور المسيحية وانتشارها أو بعد ظهور الإسلام ، ولاسيما بعد ازدهار الحضارة العربية ــ الإسلامية أيام العباسيين ، ولمعت من بينهم شخصيات علمية أسهمت بقسط وافر في إعلاء شأن الحضارة العربية ـــ الإسلامية ) .
يشير الاستاذ عبد القادر سلمان المعاضيدي في كتابه ( واسط في العصر العباسي ) لقد سكن الصابئة المندائيون في الجانب الغربي من مدينة واسط وكان لهم درب خاص بهم سمي( درب الصاغة) لانهم كما يشير المؤرخ ( الخطيب البغدادي ) أشتهروا بمزاولة الصياغة كحرفة خاصة بهم .
ويشير الاستاذ عبد القادر المعاضيدي في بحثه لقد ساعد وجود الصابئة في واسط على ظهور علم الفلك فيها لمعرفتهم الواسعة في علم الفلك والرياضيات تلك المعرفة التي نقلوها معهم من مدينة حران المشهورة في علم الفلك. ويشير الى وجود ( البيت المندائي ) الذي يعد من أهم البيوتات التي ساهمت في بناء وتطوير الحياة الفكرية والثقافية في واسط ، فيقول ( أذ اشتهرت في واسط عائلة عريقة في القضاء والعلم والرواية وهي من اصل (مندائي ) ساهمت في تطور الحياة العلمية فيها .
ومن ابناء هذه العائلة المندائية كما ورد في كتاب الاستاذ عبد القادر المعاضيدي :
1 ـــ القاضي ابو العباس أحمد بن بختيار أبن المندائي توفي سنة 552 هـ 1157 م وهو قاض ٍ وكاتب .
2 ـــ أخوه أبو السعادات علي بن بختيار أبن المندائي وكان أديبا ً وشاعرا ً وكاتبا ً وقد تولى القضاء في واسط .
3ـــ أبو الفتح محمد بن بختيار أبن المندائي توفي سنة 605هـ ـــ 1208 م وقد تولى القضاء في واسط .
4 ــ أبو حامد محمد بن محمد أبن المندائي فقيه توفي سنة 602 تولى القضاء في واسط .
5 ــ أبو العباس أحمد بن محمد أبن المندائي وكان من رجال العلم والحديث توفي عام 642 هــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) بحشل : هو ( أسلم بن سهل الواسطي ) توفي في 292 ألف كتاب ( تاريخ واسط ) وقد كان من كبار الحفاظ العلماء من أهل واسط ، وقد حقق الكتاب كوركيس عواد .
( 2 ) كتاب ( واسط في العصر العباسي ) للأستاذ عبد القادر سلمان المعاضيدي ، أستاذ العلوم الأسلامية ، والكتاب دراسة تأريخية قيمة عن أحوال واسط الادارية والأجتماعية والثقافية والإقتصادية و كذلك عن الحياة السياسية وطوائفها الدينية خلال العصر العباسي لفترة من ( 324 هـ لغاية 656هـ ) أو (953 لغاية 1258 م) .
* النبط : هم من الأراميين سكان العراق القدماء وكان هؤلاء يسكنون البطائح ويشتغلون بالزراعة وقد أطلق المسلمون بعد فتح العراق على سكان السواد اسم النبط . المصدر السابق
** الزط : أصلهم من بلاد السند وهم مربوالجاموس وقد تحولوا أخيرا ً الى قطاع طرق حتى قضى عليهم الخليفة المعتصم وكان يقدر عددهم قرابة ( ألـ ) 27 ألف . المصدرالسابق
وكذلك تشير عديد من المصادر ان الزط هي احدى اسماء الغجر . فقد ورد في كتاب ( الغجر الظرفاء المنبوديين ) الطباع والدكتور منذر الحايك : يعدد الكتاب بعض التسميات العربية القديمة للغجر كالزط والسبابجة, وتجمع المصادرالعربية على أن الزط قوم من بلاد الهند وبالتحديد من حوض نهر السند, ويعتقد أن (زط) عرّبت عن أصلها (جت) وهي باللغة الهندية اسم هؤلاء القوم الذين كانوا يعرفون بـ(زنوج الهند) بسبب بشرتهم السمراء .
*** الأستاذ عزيز سباهي : مناضل وسياسي ، وكاتب وباحث له العديد من الاصدارات والدراسات والبحوث ، وكتابه ( (اصول الصابئة المندائيين ) يعد من الدراسات القيمة التي أضيفت للمكتبة العربية فيما يخص الديانة المندائية لما احتواه من مصادر غزيرة متنوعة ، بالاضافة إلى تحليلاته وشروحاته الوافية .
( 3 ) كتاب ( ديوان حران كويتا )أو ( ديوان حران كويته ) وهو محاولة لعرض تأريخ الطائفة المندائية . وقد وضع الكتاب ودن في بداية العهد الإسلامي الأول . وقد ترجمته السيدة دراور ونشرته سوية مع كتاب ( تعميد هيبل زيوا ) في الفتكان عام 1953. المصدر:عزيز سباهي ( اصول الصابئة المندائيين) ص15
( 4 ) كتاب الـ ( كنزا ) هو كتاب ( كنزا ربا ) ، أو الكنز العظيم ،أو السيدرا ، هي جميعها أسماء لكتاب واحد الا وهو الكتاب المقدس للصابئة المندائيين ، وكنزا يكتب بالمندائية بالجيم وليس بالكاف وأثرنا على كتابته على كتابته يهذا الشكل لان المندائيين ينطقون الجيم كاف . المصدر ( أسماء الأعلام المندائية في ( كنزا ربا ) ص2 وهو دراسة ماجستير في اللغات السامية ( اللغة المندائية ) ـــ جامعة بغداد 1997 للأستاذ عبد المجيد سعدون الصباحي

الدخول للتعليق