الإثنين, 09 حزيران/يونيو 2014

انتخابات رئاسة الطائفة المندائية ومهامها الجديدة

  هيئة التحرير

لاشك ان سوء الاوضاع السياسية في وطننا العزيز، لاتعفي جميع القوى المندائية في الداخل والخارج من مسؤولياتها، بل تزيد من اعباء هذه المسؤولية وتضاعفها اكثر فاكثر. ولئن كانت الموضوعية السلبية في داخل الوطن، التي تعكر سلامة مسيرتها قوى الارهاب ، ومشكلات الحكم وكثرة الفساد، قد لعبت دورا رئيسيا في صيرورة الاوضاع السياسية وبلوغها ما هي عليه الان من تردي، فان العامل الذاتي المتمثل بالطائفة ورئاستها ومجلسيها الرئيسيين( الشؤون والعموم) كان على درجة متميزة من النشاط والمرونة في التقاط المتغيرات في اغلب اللحظات المناسبة.
وليس المهم من وجهة نظرنا، كمنبر ثقافي مهم الطائفة، البحث عن المعاذير لبعض الاخطاء التي سادت العمل هنا وهناك، بقدر ما يهم تقييم تجربة العمل المندائي في الداخل والخارج على السواء، خصوصا ما يتعلق بقضية الوجود المندائي وسلامته، بروح نقدية جريئة واستخلاص الدروس واستيعابها على وجهة السرعة واستبيان قوانين التغيير والتطور بدقة وبوضوح وبمنهج علمي ومن ثم اشتقاق المهام المرحلية والوسائل الكفاحية المناسبة التي تضمن سلامة هذا الوجود على ارض الوطن، في ضوء تقدير دقيق غير متردد لتناسب القوى وتعيين الحلقة المركزية في الدفاع والحفاظ على وحدة المندائيين اينما كانوا.
ويغدو من الحيوي بالنسبة لكل القوى في داخل العراق ان تلج ميدان التقييم الجدي وتحديد المهام الرئيسية فيها من جديد، ولكن بعزم وثقة. ومن الصحيح القول ان ما قامت به رئاسة الطائفة خلال تلك السنوات الماضية التي اتسمت بحراجتها ، تندرج في صلب مهام الرئاسة لفترة السنوات السبعة القادمة، ضمن اجواء ديمقراطية حقيقية.
ان اتحاد الجمعيات المندائية وعلى ضوء المهام التي رسمتها خارطة عمله في مؤتمرية الخامس والسادس، يرى بان العمل القادم يتطلب قبل كل شيء ،ان تعكف القوى الدينية و المدنية القائدة للمرحلة المقبلة على البحث والتفتيش سوية على ما من شأنه تعزيز مكانة المندائية وصون امنها وتأمين الفاعلية والاستمرار لنشاطاتها الفكرية والثقافية، وترسيخ علاقاتها مع الجهات الرسمية ومع جميع اتباع الديانات والمذاهب العراقية، جنبا الى جنب خلق المناخات والوسائل المؤاتية للنضال السياسي والفكري والديمقراطي، وهنا يكمن مربط الفرس كما يقال. وفي هذا المضمار يمكن الحديث عن مهمتين رئيسيتين لها الاولوية على ما سواها.
الاولى : اقامة تحالف مندائي متين بين اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر ورئاسة الطائفة ومجلسي العموم والشؤون في العراق و ايران ، وتعزيز الجبهة المندائية في الداخل والخارج.
الثانية : اشاعة العمل الديمقراطي بكل اشكاله واساليبه في العمل والعلاقة الداخلية والخارجية، فقد اثبتت التجارب بان رئاسة الطائفة استطاعت من خلال بوابة الديمقراطية تحقيق العديد من المكاسب والمنجزات، وانتصرت خلال السنوات الماضية، لكل ما هو مندائي ووطني، وابتعدت عن حالة الانكفاء والتراجع.
فالكفاح من اجل الديمقراطية وتعزيز التحالف والعمل بين اتحاد الجمعيات في الخارج ورئاسة الطائفة في العراق و ايران والحرص على بقاء عمل رئيس الطائفة بمقره الدائم في بغداد، يشكل ترابط جدلي عضوي عميق لاتنفصل عراه.يعزز وحدة الصف ويكون قريبا من اصحاب القرار.
فالكفاح من اجل ديمومة المسيرة المندائية في الوطن، مرتبطة بالديمقراطية التي تفتح تحالفا اكثر متانة وقوة مع اتحاد الجمعيات المندائية، يتعزز من خلاله الكفاح من اجل انتزاع المكتسبات المطلوبة.
ان التغلب على تركة الماضي التي تتخلص من بعض الشكوك عند عدد من مندائي الخارج ، لايأتي الا من خلال الاعتراف صراحة ودون مواربة بحق سائر القوى المندائية في التعبير عن فكرها وثقافتها وارائها . يتعين علينا جميعا في الداخل والخارج ، البحث عن القواسم المشتركة وبلورتها على شكل برنامج مرحلي يكون برنامج الحد الادنى،الذي افصح عنه بكل وضوح السيد السكرتير العام لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر،في بيان يشكل رؤية جديدة لطبيعة المرحلة الحالية وآفاق المستقبل القريب، هذا البيان الذي لازال يلاقي قبول اغلبية كبيرة من قبل المندائيين في الداخل والخارج.
ان خلافات قد تنشأ، ينبغي النظر اليها بموضوعية ومعالجتها باسلوب ديمقراطي على اساس القواسم المشتركة لصالح صياغة خريطة طريق نحافظ تحت ظلالها على وحدتنا وسلامة ابنائنا وبناتنا الذي يمرون بالمحن والمخاطر الكبيرة.
اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر يبارك ما ستسفر عنه عملية انتخاب رئيس جديد للطائفة المندائية، بكل حيادية. وسنضع يدنا بكامل ثقلها مع القيادة المنتخبة الجديدة للسير في نفس الطريق الذي قطعنا به شوطا ايجابيا من التعاون في السنوات السابقة، وكابدنا سوية مخاطر كثيرة ، وقدمنا العديد من التضحيات، واستعدنا تراث وسمعة طائفتنا في التسامح حيال الافكار والاراء المتباينة.

 

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016