الثلاثاء, 05 آب/أغسطس 2014

ياعقلاء القوم ... أفيقوا

  عزيز ساجت

قيلَ قديماً ان الاجوبة عمياء ، والاسئلة هي وحدها التي تحاكي الواقع ،لان السؤال يكمن في مضمونه. في كل رسالة واردة تحمل سؤالا اواستفسارا وابهاما لموضوع ما او لقضية ما كل هذه الاستفسارات وكل هذه الاسئلة عبارة عن هواجس تراودنا جميعا ولها تماس مباشر بوضعنا الحالي وبمقومات وجودنا.
ففي كل مرة نعيد ما نقول ، كل شيء لا يستقيم بلا محبة متبادلة ، في السياسة او في العقيدة الدينية لا يعمل مبدأ الحب من طرف واحد ، ولا حتى
بين السيد والمسيود .
ان تقديم رؤى فاعلة للوصول الى مواقف وغايات مشتركة سامية ، كون السياسة تقوم على المصالح وليس على العواطف ، والدين اي دين مهما كان صنفه اونوعه يحمل في صيرورته سمات ونزعات انسانية نبيلة صادقة تجاه اتباعه ومريديه ، فاذا لم تتوفر فيه تلك الشروط يصبح وبالاً ونقمه على ابناء جلدته وعلى الانسانية .
مثلما نحترم رجال ديننا الافاضل ونعزهم ، بالمقابل يتطلب احترام متبادل ،باحترام الكلمة والعهد والافكار ، في الوصول الى صيغ توافقية ، أي هناكتوافق مبدئي بين الأطر الدينية والأطر المدنية ، وليس التعالي او غض النظر على حساب المصلحة العليا للمجتمع ولتطلعاته واهدافة المعلنة وليس العمل بتجزئة المجزأ ، كي لا تضيع هذه الامة من جديد ، ونصبح في خبر كان .
كانت الدعوات المتكررة من قبل سكرتارية اتحاد الجمعات المندائية هي خير دليل على هذه الحالة :بأن يقود العمل الديني للطائفه وعلى مبدأ أن الأمور الدينية هي لرجال الدين والأمور الدنيوية للمدنيين كلا له أستقلاليته وبدون تداخل أو تدخل بين مؤسساتهم ولكن بالتعاون والتكامل التام من اجل مستقبل المندائية . ليس الهدف هدم للدين بل تقويته وتقويمه ، بقدر ما نعطيه مساحة كبيرة من الحرية للتحرك وفق المنظور الاجتماعي وفق متطلبات الحياة بعيدا عن سياسة التحايل والتلون والاصطفاف .
مع الاحترام والتقدير والثناء الكامل لرجال الدين واخذ المشورة منهم لدورهم الفاعل في الحياة الدنيوية والاخروية . لان احترام رجل الدين نابع ليس كونه رجل دين بل على ما يحمله من قيم واخلاق ومفاهيم معرفية مقدسة ومن تبحر بالدين واللاهوت وتنوير الرعية به ، ولنتعظ بالقول السليم إن ينفع فكروا ملياً.
نقول كفى من قلب يحترق ، تعالوا الى كلمة قول حق ، ان الحي الازلي لا حدود له ربنا الاعلى ، وان ( صحف ادم ) الكنزا ربا كتابنا ، وان الصابئية المندائية عقيدتنا وكنز تراثنا وسر بقاءنا .
نحن في وكسة وليس في نكسة ، فيا عقلاء القوم افيقوا يرحمكم الحي القدير وملائكته الصالحين .إنّا لسنا وعاظاً بالدين وهذا ليس من واجبنا ، بل نستلهم منكم المعرفة والعلم والاخلاق الفاضلة . لان المندائية تحتضننا وليس نحن نحتضن المندائية ، ولها جميل علينا ، بالوفاء لها بالشيء اليسيرعلى ما قدمته لنا ولاهلنا والى ما سبقونا ولاحقونا. ولان تاريخنا يتكلم ، كون الضمير الحي هو دين الفطرة ولا يحتاج الى طقوس ، لا نريد ان نموت او نحفر قبورنا بايدنا على افعالنا .
ليس كل من يتحدث باسم الدين لديه جواز اخضر ، وينظر الى الماضي بطرفة عين بل الى الحاضر والمستقبل بوعي ودراية وبعيون مفتوحة . لنتشبث بماضينا العظيم لكن بطريقة حضارية واكثر فاعلية لكن لا ندر ظهورنا للواقع .لا نكن كالضائعين والتائهين في دهاليز الغربة والمصير المجهول . يتوجب علينا صنع طريقاً واضحاً ، نُعبْده بايدينا وبضمائرنا وبعقولنا النيرة ، لا نجعل العاطفة وحدها تتحكم بنا . لان أحلام اليقظة لم تَمْرعلى الدوام .
ان شرف الانسان رجلا كان او امرأة هو الصدق والامانة ، صدق التفكير وصدق الاحساس وصدق الافعال ، ان منطق العقل والاقناع هو جوهر كل عمل صالح ، وان الطريق الى الخالق بالحب وليس بالكره والاحتراب .ان الانسان الشريف هو الذي لا يعيش حياة مزدوجة ، واحدة في العلانية واخرى في الخفاء (قول للكاتبة المصرية نوال السعداوي ان الكاتب ليس بمجرم لا لأنه يدون الحقيقة بكل معانيها ، بل يؤكد على تلك رغم كل العقبات ، ورغم كل الغيوم التي تحجب بالكره والبغض والحقد والحسد(
. ان اللحمة المندائية التي ندعوا لها دائما اضحت كماء سراب كما ندعي في كتاباتنا ذات البريق اننا حالة واحدة هذا يعكس غير واقع الحقيقة ، الحقيقةرغم مرارتها إننا مجموعة طوائف لا واحدة ، في كل بلد وفي كل دولة لنا حاكم وصولجان . لقد رجونا خيرا بالمجمع الروحاني العالمي الذي لم يرى النور ولحد هذه اللحظة .لقد وضعت الحواجز بيننا كما وضعها تنظم ( عش الدبابير ) حتى نهرم ونختفي ولمصلحة من ؟ تعالوا يا اخوة العهد ( القشطا ) ، ويا اخوة الايمان الى كلمة سواء ( وعذرا للاية الكريمة ) ان لا نعبد الا الحي القديم ، الحي القدير المتعال فوق كل الاكوان ، رب السماوات والارض .ان نتكاتف ونتعاون ونرفع هذه الغمة والمعاناة التي لازمتنا ولا زالت تلازمنا في كل بقعة من بقاع الارض في محل تواجدنا ، تعالوا يا اخوة الحق والايمان الى كلمة سواء ، لقد بلغ السيل الزبى ، دمتم بخير .

هيئة تحرير الموقع

اين تقضل انعقاد مؤتمر الأتحاد القادم

اوربا - 51.9%
كندا او امريكا - 14.8%
استراليا - 18.5%
العراق - 14.8%

Total votes: 27
The voting for this poll has ended on: أيلول/سبتمبر 27, 2016